تسجل حركة نشطة بعيداً من الأضواء علّها تنتج رئيساً للجمهورية في 8 آب المقبل، بعد جلسة الحوار الثلاثية، فتتم محاولة الاتفاق على قانون انتخاب جديد وانتخاب رئيس وإعادة تنشيط عجلة الدولة بمعزل عن التسويات والتفاهمات الإقليمية ونشاط الميدان المحيط بنا.
في “المستجدات” الرئاسية، وبعد تفاقم الوضع وعدم تحمّل كل الأفرقاء الفراغ، لا تخفى الحركة التي يقوم بها البعض، إن كان الرئيس نبيه برّي عبر “سلّته” ومحاولته جعل الأطراف يتفقون عليها في خلوة الحوار الثلاثية مطلع شهر آب، أو النائب وليد جنبلاط. لكن على الخط المسيحي، تفيد معلومات “النهار” أن ثمة حركة “قواتية” – عونية هدفها إحداث قوة مسيحية ضاغطة وفتح كوّة في جدار الأزمة الدستورية التي تراوح مكانها. وتشمل هذه الحركة مواضيع عدة لها علاقة بتوازن السلطة بين المكونات الأساسية في البلد، وعلى رأس إعادة هذا التوازن انتخاب العماد عون رئيساً للجمهورية، والوصول الى قانون انتخاب عادل يصحح التمثيل ويعيد انبثاق السلطة. ووفق المعلومات أيضاً، ان تحركاً قريباً يحضّر له “التيار الوطني الحر” و”القوات اللبنانية” ليكون في مواجهة قانون الستين في حال عدم التوصّل الى قانون انتخاب جديد. كما أن ثمة جلسات متتالية تعقد بين الطرفين لتطوير المقاربة بينهما حيال قانون الانتخاب.
في سياق “الحلّ” الرئاسي، تتحدث مصادر “قواتية” عن حركة أو مساع يقوم بها رئيس “القوات اللبنانية” سمير جعجع مع الرئيس سعد الحريري، في محاولة لتقريب وجهات النظر في الموضوع الرئاسي، أو على الأقلّ إقناع الحريري بخيار العماد عون رئيساً للجمهورية، اضافة الى التواصل مع جنبلاط الذي أعلن عدم ممانعته في وصول عون، ومن هنا حركته تجاه بكركي وكلامه من منبرها، وذلك في محاولة لانتخاب الأخير في جلسة 8 آب. كما أن ثمة خطاً فتح مع الرئيس نبيه برّي لكنه ما زال في بداياته. أما الاتصالات بـ”حزب الله” فمتروكة لـ”التيار”. وفي اعتقاد جعجع أنه إذا لم يحصل انتخاب الرئيس الشهر المقبل، فسيزداد الوضع صعوبة وتفاقماً نتيجة الفراغ المتمادي. ووفق المصادر عينها أن جعجع “طاحش” بمرشحه حتى النهاية، ويصبّ تحركاته في هذا الاتجاه، والتي ستشمل بكركي في شكل أو آخر كي تساهم في الضغوط لانتخاب رئيس الجمهورية. وفي إطار التواصل مع الحريري، تقول المصادر إن لا تقدّم في الملف الرئاسي الى الآن، إذ إن جعجع يعتبر أن الحريري “أدى قسطه للعلى” في موضوع الرئاسة، لأن تحركاته وترشيحاته كلّفته استنزافاً في قواعده السياسية والشعبية من دون بَدَل، وبالتالي فإن “القوات”، رغم مساعيها المستمرة، لا تحمّل الحريري مسؤولية التعطيل وعدم انتخاب الرئيس، فنواب “تياره” لا يقاطعون جلسات الانتخاب، وهو أعلن عن استعداده للقبول برئاسة العماد عون إذا حصلت، بل إن “القوات” تحمّل “حزب الله” مسؤولية التعطيل لتغيّبه عن كل جلسات الانتخاب، وثمة تشكيك دائم لجعجع في ان الحزب يريد فعلاً رئيساً للجمهورية.