يعتبر تلفزيون لبنان أول تلفزيون في الشرق الاوسط ,وهو احتفل في 28 أيار 2009 باليوبيل الذهبي،حيث مضى على تأسيسه خمسون عاما
انشئت اول محطة تلفزيونية في لبنان عام 1959 باسم “شركة التلفزيون اللبنانية ” في المبنى القائم اليوم في تلة الخياط في بيروت، وقد وضع حجر الاساس له عام 1957 رئيس الجمهورية اللبنانية في ذلك الحين المرحوم كميل شمعون في حضور رئيس الحكومة المرحوم سامي الصلح والجنرال سليمان نوفل اول رئيس مدير عام لتلفزيون لبنان0 وكانت الشركة مملوكة اسهمها بالكامل من القطاع الخاص، مع جهات فرنسية وشركة سوفيرات ضمن دفتر شروط يتيح للدولة اللبنانية الاشراف فقط على الاخبار والبرامج السياسية
وفي العام 1961 نشأت شركة ثانية من قبل القطاع الخاص ايضا” مع شركاء انكليز وبنفس المواصفات باسم “شركة تلفزيون لبنان والمشرق” ومقرها الحازمية
شكل تأسيس شركتين تلفزيونيتين في لبنان حركة ناشطة في الاعلام المرئي والمسموع، وعكس نفسه على النشاط الاعلامي والثقافي والفني والمسرحي والسياسي والاجتماعي والتربوي والتعليمي ايضا، من خلال المنافسة المشروعة على تقديم البرامج والحوارات وغير ذلك من النشاط الاعلامي .
في بداية الحرب اللبنانية عام 1975 وانقسام لبنان الى فريقين تفصل بينهما خطوط تماس مصطنعة ,كان من الطبيعي ان ينعكس ذلك على جميع المؤسسات بما فيها تلفزيون لبنان0وهذا ما حدا عام 1976 في عهد الرئيس الياس سركيس الى طرح فكرة توحيد التلفزيون في لبنان، وقد تم دمج الشركتين في مؤسسة واحدة تحت اسم شركة”تلفزيون لبنان”، بحيث توزعت اسهمه مناصفة بين الدولة والقطاع الخاص، وبات له مجلس ادارة موحّد من اثني عشر عضوا يعين مجلس الوزراء ستة منهم، ويكون الرئيس المدير العام من هؤلاء
وقد عين الدكتور شارل رزق اول رئيس ومدير عام لتلفزيون لبنان0وبات التلفزيون يبث على اربعة اقنية (5 و11 و 7 و9 ) حيث خصصت الاخيرة للغة الفرنسية وكان الفرنسيون يملكون نحو ثلاثين بالمئة من حصة القطاع الخاص
بين العام 1988 والعام 1996 جرى تداول اسهم القطاع الخاص بين اكثر من مستثمر كان آخرهم الرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي اشترى حصة القطاع الخاص بالكامل
وبعد صدور قانون الاعلام المرئي والمسموع الرقم 382/94 واثر الترخيص لعدد من المحطات الخاصة الذي افقدته بنشوئها الحق الحصري الممنوح له لغاية العام 2012 بقانون من الدولة يوم نال الامتياز، اثر ذلك اشترت الدولة حصة القطاع الخاص وباتت منذ العام 1996 تملك اسهم تلفزيون لبنان بالكامـل
ومنذ ذلك الحين باتت المنافسة شديدة على تلفزيون لبنان واثر ذلك شحّت مداخيله الاعلانية الى الحدود الدنيا، فتعرض للكثير من المعاناة، الى ان تم اقفاله في آخر شباط من العام 2001 وصرف جميع مستخدميه الذين فاقوا الخمسمئة والخمسين مستخدما ” بقرار من مجلس الوزراء، على ان يعاد تنظيمه من جديد خلال ثلاثة اشهر، ووضع حد للخسائر التي مني بها جراء الظروف الصعبة للدولة وقلة الموارد الاعلانية التي توزعت على نحو ثماني محطات بدل ان ينفرد بها تلفزيون لبنان بموجب الحق الحصري المعطى لـه حتى العـام 2012 .
لم تكن فترة الاشهر الثلاثة كافية لاعادة تنظيم تلفزيون لبنان كما يجب وكما تقضي اصول المهنة التلفزيونية، فاعيد فتحه على عجل في الذكرى الاولى لعيد المقاومة والتحرير في 25 ايار 2001 وكان من الطبيعي ان تتم الاستعانة باصحاب الخبرة من المستخدمين السابقين في تلفزيون لبنان، وصرفت له موازنة ضئيلة جدا” من قبل الدولة وعدد ضئيل جدا” جدا ” من المستخدمين، ومنذ ذلك الحين يحاول تلفزيون لبنان النهوض من جديد في ظل ظروف صعبة وقد اعدت له اكثر من خطة نهوض، وكان آخرها الخطة التي وضعها معالي وزير الاعلام الدكتور طارق متري في اوائل العام 2009 لعرضها على مقام مجلس الوزراء لمناقشتها واقرارها في اول فرصة ممكنة. والله ولي التوفيق