علمت “النهار” من مصادر أمنية أن الانتحاريين الذين دخلوا بلدة القاع هم مجندون جدد لم يكونوا سابقاً ضمن رصد الجهات المعنية وهم في إطار مجموعات يصل عدد كل منها الى 17 عضواً .
واسترعى الانتباه في البيان الصادر عن الاجتماع الامني في السرايا اشارته الى ان “المسؤولية الوطنية تقتضي تنبيه اللبنانيين الى المخاطر المحتملة وعدم استبعاد ان تكون هذه الجريمة الارهابية (في القاع) فاتحة لموجة من العمليات الارهابية في ظل معلومات تتولى الجهات الامنية متابعتها واتخاذ ما يلزم في شأنها “
وأشارت صحيفة “الأخبار” أن المعلومات، بحسب إفادات الموقوفين من “داعش “ ، بيّنت أنّ اثنين من الانتحاريين هما من ضمن ما يُعرف بـ«أشبال الخلافة » الذين لا تزيد أعمارهم على ستة عشر عاماً .
وهذان زارا الرقة أكثر من مرة. وبناءً على هذه المعطيات، غلّبت الأجهزة الأمنية فرضية أنّ يكون الانتحاريون قدموا من الجرود، على فرضية تسللهم من مشاريع القاع .
أما وجهة الانتحاريين، فلا تزال موضع بحث، إذ إنّ تحقيقات الفرع التقني لا تزال في بداياتها. ولم يُحدّد بعد المسار الجغرافي الذي سلكه منفّذو الهجوم .
ورغم ترجيح فرضية أن تكون بلدة القاع هي الهدف، سواء مركز الجيش أو دورياته أو التجمعات البشرية فيه، لا سيما بعد الهجمات الانتحارية الأربع ليلاً على كنيسة البلدة وبلديتها، إلا أنّ فرضية أن تكون القاع مجرّد ممر للانتحاريين لا تزال قائمة .
جملة تساؤلات طُرحت في اليومين الماضيين بقوّة، لكن لا إجابة شافية لدى المعنيين بعد، باستثناء المعلومات التي توصّلت إليها استخبارات الجيش بعدما تمكّنت من تحديد هوية منفّذي الهجوم والجهة التي ينتمون إليها .
فقد جرى عرض صور الجثث على عدد من الموقوفين المنتمين إلى تنظيم «الدولة الإسلامية»، فتعرّفوا على سبعة من أصل الثمانية. أكّد هؤلاء أن الجثث تعود إلى عناصر «الدولة» في القلمون .
وذكر الموقوفون أنهم سبق أن شاهدوا الانتحاريين في عرسال وجرودها . وأفادوا بأنّ قسماً منهم كان قد انتقل إلى الرقة حيث التحق بعاصمة «الخلافة» ليخضعوا لدورات عسكرية وشرعية، ويبدو أنّهم عادوا في «مهمات أمنية أو استشهادية