في ظل أزمة كورونا الخانقة، يبدو الأمل لإفاقة العالم من غيبوبته بين أيدي الأطباء والممرضين، الذين يدين لهم الجميع في هذه الأوقات بشكل خاص بالفضل، حتى أطلق عليهم في بعض الدول مصطلح “الجيش الأبيض”.
ربما تتفاجأ بأنه حتى أواخر القرن التاسع عشر، لم يكن الأطباء يرتدون ملابس بيضاء، بل في الواقع كانت سوداء.
وكان اللون الأسود يثير القلق والاكتئاب في نفوس كثيرين، لا سيما المرضى وذويهم، نظرا إلى أنه مرتبط بالموت في معظم الأحيان.
لكن كانت هناك علة من استخدام اللون الأسود، هي إخفاء الأوساخ التي تعلق بملابس الأطباء، حيث إن هذا اللون أقدر من غيره على هذه المهمة.
وأدى التقدم الذي طرأ على مهنة الطب إلى إحداث تغييرات على الشكل الذي يظهر به الأطباء أمام الناس، حسبما تقول جمعية الطب الأميركية.
وبالفعل، أقدمت المستشفيات على خطوات كبيرة في مجال إدخال اللون الأبيض إلى مرافقها، إذ بدأت في تجهيز أسرتها بالملاءات الببيضاء، كما ارتدت الممرضات قبعات بيضاء.
أما الأطباء فقد ارتدوا معاطف بيضاء جديدة وفاخرة، تهدف إلى استعادة ثقة الناس في المستشفيات، ومنحهم الأمل في الشفاء.
ومن المؤكد أن المعطف الأسود ربما كان أكثر عملية من حيث إخفاء البقع والأوساخ، لكن الأبيض أصبح رمزا أساسيا لوجه الطب الجديد.
وحدث هذا التحول في لون المعاطف خلال سنوات قليلة، كما تخبرنا رسومات الفنان الأميركي توماس إيكنز، الذي يعد رائد المدرسة الواقعية في الولايات المتحدة.
وتصور إحدى لوحات إيكنز غرفة علميات داخل مستشفى يرتدي جميع من فيها المعاطف السوداء، ويعود تاريخها إلى عام 1875.
لكن في لوحة ثانية تعود إلى عام 1889 وتحمل اسم “عيادة أغنيو”، كان الأطباء يرتدون المعاطف البيضاء.
وبحسب جمعية الطب الأميركية، فلا يوجد تأكيد بنسبة 100 بالمئة متى ارتدى الأطباء الرداء الأبيض للمرة الأولى، أو من قام بتصميمها وإدخالها إلى هذا المجال.
لكن من الواضح أن هذا اللون بات مرادفا ورمزا للطب، حيث يطغى الأبيض على ما سواه.
المصدر: سكاي نيوز عربية