غالبًا ما نكون كآباء وأمهات أقرب وأفضل مورد لأطفالنا في مسارات حياتهم، كطلب المساعدة منّا في مورد من الموارد التي يرتأونها. وبالتالي شئنا او أبينا، اعترفنا بذلك او تجاهلنا، نحن نشكّل لأولادنا في كثير من الأحيان قدوة مهمة،
إن في اكتساب السلوك الصحي والسليم، أو في تكوين شخصياتهم بكل خباياها وخفاياها.
هذا ما يحصل بشكل طبيعي خلال دورة حياتنا كأهل ومسؤولين عن رعاية أطفالنا، ولكن في ظل ظروف ضاغطة كالتي نعيش اليوم، نجد أنفسنا أمام تحديات كبيرة في هذا الإطار، علينا أن نبحث عن سبل وطرق كثيرة لاستيعاب المواقف التي استجدت في يومياتنا وساعاتنا. واقع يسهم عندها في ارتفاع منسوب ترقّب أطفالنا لما يصدر عنّا ومنّا من تصرفات. عندها تصبح مهاراتنا كأهل لا سيما الممّيزة منها، حاسمة للتأثير على أطفالنا بشكل خاص بسبب تواجدنا جميعاً في المنزل ولمدة ليست بالقليلة.
واقع يطرح أمامنا العديد من الأسئلة، ويدفعنا للبحث عن إجابات أو مخارج للمستجدات التي فرضت نفسها دون اذن منّا، فازدادت معها الحاجة إلى مساعدة أولادنا على تطوير مهارات الانضباط الذاتي، كما ازدادت الحاجة إلى تلبية احتياجاتهم لا سيما النفسية منها. كل ذلك بهدف التخفيف من قلقهم وتوترهم وتجنيبهم حالة الهلع التي قد يتابعونها عبر أكثر من رافد يرونه أو يسمعونه أو يشعرون به.
في هذا الإطار، اخترنا لكم قصّة جميلة ومشوّقة، يمكننا استخدامها عند التحدّث إلى أطفالنا حول فيروس كورونا، الفيروس التاجي الجديد (COVID-19)، بهدف دعمهم وطمأنتهم حيال ما يعيشونه من آثار هذا الفيروس على حياتهم، كما بهدف فتح باب نقاش مجموعة كاملة من العواطف الناشئة عن الوضع الحالي، مع قصّة لا تشكّل أداة علمية بحال من الأحوال، ولكنها مبنية على الخيال والخيال مع مساحة لرسومات الأطفال الخاصّة.
د. ليلى شمس الدين
أستاذة جامعية، وباحثة في الأنثروبولوجيا والإعلام