عقد وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي امس اجتماعا وزاريا مشتركا للحوار الاستراتيجي مع نظيرهم البريطاني فيليب هاموند بمشاركة النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح الخالد.
وقال وزير الخارجية السعودي رئيس الدورة الحالية للمجلس الوزاري الخليجي عادل الجبير في كلمة: إن الاجتماع يأتي استمرارا للقاءات البناءة في ظل توجيهات قادة دول المجلس لبحث سبل تعزيز العلاقات التاريخية التي تربط بين دول مجلس التعاون مع المملكة المتحدة مؤكدا الحرص على دعم التعاون القائم معها.
واكد الجبير توفر الارادة لتعزيز الروابط الراسخة بين هذه الدول والمضي قدما نحو تحقيق شراكة استراتيجية مثمرة والاستفادة من الامكانات المتنوعة واستثمارها في تحقيق المصالح فيما بينها وفق خطة العمل المشتركة المتفق عليها لتطوير التعاون في مختلف المجالات.
ووصف الاجتماع بأنه يشكل فرصة لمواصلة التشاور حيال القضايا التي تشهدها المنطقة وتطوراتها المتسارعة وتنسيق المواقف للتعامل مع هذه التحديات بكل تداعياتها وانعكاساتها عي امن المنطقة والعالم.
واعرب عن امله بان يسفر الاجتماع عن تمتين في علاقات دول المجلس الخليجي وبريطانيا.
ومن جانبه اكد هاموند في كلمة مماثلة رسوخ ومتانة وعراقة العلاقات الخليجية البريطانية على كل الاصعدة مشيرا الى انها تمتد لمئات السنين.
واشار الى انه سيتم بحث العلاقات وسبل تطويرها لاسيما في المجالات الامنية.
يذكر أن الاجتماع الوزاري الأول للحوار الاستراتيجي بين مجلس التعاون الخليجي وبريطانيا عقد في سبتمبر 2011.
ويسعى الجانبان إلى تنفيذ خطة العمل المشترك التي تسعى إلى ترجمة الأهداف المشتركة للجانبين إلى خطوات عملية ملموسة تحقق مصالحهما المشتركة وفق برامج زمنية محددة.
واتفقت دول المجلس وبريطانيا على أن تعمل الخطة لتحقيق الأهداف الاستراتيجية والمتمثلة في الحفاظ على الأمن والسلام والاستقرار في المنطقة والتجارة والاستثمار والمعاملة الضريبية والتعاون القنصلي وتعزيز النمو الاقتصادي والرفاهية للشعوب وتعزيز التنمية المستدامة والتبادل العلمي والثقافي.
وأقر الجانبان تنفيذ الخطة من خلال حوارات منتظمة على جميع المستويات تشمل المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية وتعزيز الشراكات بين ممثلي القطاع الخاص وتشجيع التواصل بين الشعوب.
وكان المتحدث الرسمي باسم الحكومة البريطانية في الشرق الأوسط وشمال افريقيا إدوين صمويل أعلن أن وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند بدأ من السعودية أمس جولة تستمر ثلاثة أيام وتشمل دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية الست ويتصدرها ملفان رئيسيان هما محاربة تنظيم «داعش» والأزمة في اليمن.
وأضاف صمويل في تقرير وزّعه مركز الإعلام والتواصل الإقليمي التابع للحكومة البريطانية ومقره دبي أن هاموند سيجري محادثات مع زعماء الدول الست تتناول قضايا إقليمية ودولية أبرزها الدور المحوري لدول الخليج في مكافحة «داعش» والعمل على مواجهة التحديات الإقليمية كالوضع في سورية والعراق وليبيا.
وقال هاموند أمس «لقد أصبح التعاون الدولي في غاية الأهمية لضمان الأمن والازدهار في بريطانيا في عالم يزداد خطورة يوما بعد يوم وعلاقات بريطانيا القوية مع دول الخليج تمكننا من العمل معا لمواجهة التحديات الإقليمية والتهديدات المشتركة التي نواجهها سواء من التطرف العنيف أو الإرهاب أو الظروف الاقتصادية المتقلبة».
وأضاف إن «الأزمة في اليمن سوف تكون من الملفات الرئيسية خلال محادثاتي في منطقة الخليج. السماح بانهيار الدولة ليس خيارا وستواصل بريطانيا العمل مع جميع الأطراف لدعم حل سياسي شامل للصراع».
وقال صمويل إن زيارة هاموند للكويت سيتخللها لقاء مع مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن اسماعيل ولد الشيخ احمد ليؤكد دعم بريطانيا المستمر لمسار السلام في اليمن.