حذر إيرا لونجيني، الخبير في منظمة الصحة العالمية، من أن الإصابة بفيروس “كورونا” الجديد قد تطال “ثلثي سكان كوكبنا”.
ونقلت وكالة “بلومبرغ” عن لونجيني، وهو أيضا الرئيس المشارك في مركز إحصائيات الأمراض المعدية التابع لجامعة فلوريدا الأمريكية، قوله إن إجراءات الحجر قد تبطئ تفشي الفيروس، لكنها لن توقفه، لأنه تمكن من التسلل إلى خارج الصين قبل اتخاذ هذه الإجراءات.
وأشار إلى أن، كل مصاب حاليا ينقل الفيروس لشخصين أو ثلاثة أشخاص بالمعدل، ما قد يؤدي إلى إصابة نحو ثلثي سكان الأرض به في نهاية الأمر.
وكانت منظمة الصحة العالمية، قالت إن انتشار الإصابات بالنوع الجديد لفيروس “كورونا” بين الأشخاص الذين لم يسافروا إلى الصين، قد يكون “شرارة ستتحول إلى حريق كبير”.
من جهة أخرى، لا تقف مشكلة الصين عند تزايد أعداد ضحايا فيروس كورونا، بل إنها تواجه مشكلة كبيرة عنوانها إصابة المئات من أفراد طواقمها الطبية بالفيروس القاتل.
وقالت بكين، الجمعة، إن 6 من عناصر الفرق الطبية توفوا من جراء فيروس كورونا فيما أصيب 1716 آخرين، على ما أوردت “فرانس برس”.
وسلطت هذا الرقم الضوء على المخاطر التي تواجهها الطواقم الطبية في المستشفيات ولا سيما مع النقص في الأقنعة والملابس الواقية.
وكانت شبكة “سي أن أن” الأميركية، نقلت في تقرير لها في وقت سابق معلومات عن إصابة المئات من الطواقم الطبية الصينية من جراء الفيروس.
وقالت ممرضة في مدينة ووهان، بؤرة فيروس كورونا، تقديرها إن العشرات من أفراد الطواقم الطبية في مستشفى بالمدينة أصيبوا بالفيروس.
وأوضحت الممرضة، التي فضلت استعمال اسم مستعار هو، نينغ تشو، لأنها غير مخولة بالحديث لوسائل الإعلام، إنها أصبحت قيد الحجر الصحي في منزلها، بعدما أشار فحص طبي لها إلى احتمال إصابتها بالفيروس.
وأضافت أن الأمر أصبح الآن مشكلة حقيقية بالنسبة للمستشفى التي تعمل بها، ذلك أن هناك أكثر من 100 عامل في المستشفى باتوا تحت الحجر الصحي المنزلي للاشتباه بإصابتهم بالفيروس، فيما أكدت إصابة 30 آخرين بالفيروس القاتل الذي أصاب 60 ألف شخص حول العالم.
تهوين حكومي
ويظهر هذا الأمر أن بكين تواجه مشكلة كبيرة في خضم حربها المستعرة مع الفيروس القاتل الذي أودى بحياة المئات.
وأكدت السلطات الصينية مرارا خلال الأسابيع الأولى من تفشي الفيروس عدم إصابة أي من العاملين في مجال الرعاية الصحية بعدوى كورونا، في إشارة إلى أن المرض ليس معديا بالشكل الذي يتصوره الكثيرون.
ولم يكن حديث الممرضة ذات الاسم المستعار الوحيد من نوعه، إذ كتبت ممرضة أخرى تعمل في مستشفى ووهان المركزي على موقع “سينا ويبو” الصيني الشبيه بموقع “تويتر” إن 150 من زملائها، إما يشتبه أو تأكد إصابتهم بالفيروس القاتل بمن فيهم هي نفسها.
ويوجد في مدينة ووهان وسط الصين 398 مستشفى، وحوالى 6000 عيادة مجتمعية، لكن جرى تحويل مرضى الفيروس إلى نحو 9 مستشفيات فقط.
إصابات منتشرة في الصين
ولم تكشف السلطات الصحية الصينية عن عدد الإصابات بين العاملين في مجال الرعاية الصحية حتى الجمعة، بحسب ما قالت “سي أن أن”، التي أشارت إلى أن بكين لم ترد على طلبه بهذا الشأن في الأيام الماضية.
وتقول شبكة “سي أن أن” إن ثمة شهادات لأطباء صينيين تفيد بإصابة عدد من الطواقم الطبية بالفيروس في مناطق أخرى في الصين خارج ووهان، مشيرة إلى أن عدد الإصابات بين هؤلاء ربما يكون بالمئات.
وتحدثت السلطات الصينية لاحقا عن إصابات بين المسعفين في ثلاث مناطق منها العاصمة بكين.
وواجه العاملون في مجال الرعاية الصحية منذ فترة طويلة خطر الإصابة أثناء تفشي الفيروسات، بما في ذلك وباء متلازمة الالتهاب الرئوي الحاد (السارس) الذي اجتاح الصين من أواخر عام 2002 إلى عام 2003.
لكن الخطر يبدو أكبر مع فيروس كورونا، بسبب النقص الشديد في الأدوية، وكذلك تحذير الحكومة المتأخر من ارتفاع معدل الإصابات.
إجراءات الوقاية محدودة
وقال رئيس قسم الأمراض المعدية في جامعة هونغ كونغ، إيفان هونغ، إنه من الصعب على السلطات الصينية الكشف عن حصيلة مرضى فيروس كورونا بين العاملين في القطاع الطبي.
وأضاف “أعتقد أنهم سيبدأون في إعلان الأرقام خلال شهرين أو ثلاثة أشهر. أما الآن فقد يثير الأمر كثيرا من الفوضى”.
ولفت إلى أن الأدوات التي تستخدمها الطواقم الطبية مثل الأقنعة غير كافية للتصدي للفيروس، مشيرا إلى أنه ينبغي على هؤلاء ارتداء بدلات واقية، ليس فقط في أجنحة العزل، ولكن في كل الأقسام الأخرى في المستشفيات، بما في ذلك أقسام الطوارئ.