شدّد رئيس الجمهورية ميشال عون على “أهميّة توجيه الطلاب إلى التعليم المهني لا سيما في المهمّة الّتي يحتاجها المجتمع اللبناني”، مجدّدًا التأكيد على “العمل على مكافحة الفساد ومنع الرشاوى وهدر المال العام”.
وركّز خلال لقائه في قصر بعبدا، رئيسة “المركز التربوي للبحوث والإنماء” الدكتورة ندى عويجان على رأس وفد من المركز، الّتي أطلعته على التفاصيل المتعلقة بورشة تطوير المناهج التربويّة الّتي أطلقها وزير التربية والتعليم العالي والمركز التربوي بتاريخ 9 كانون الثاني 2020″، على “أهميّة التربية في المجتمعات، وهي تتقدّم على التعليم لأنّها تعلّم على القيم الاجتماعيّة ومفهوم الانتساب والانتماء للوطن، فيما برامج التعليم محدّدة”.وإذ رأى الرئيس عون أنّ “من الضرورة في مكان تحديد ما ينقص المواطن اللبناني في مجتمعه لتحديد واستخلاص البرامج التربوية”، تناول عناصر التربية الأساسيّة من مخاطبة ومراسلة والتكلّم مع الآخر وأداب السلوك، بالإضافة إلى التربية الّتي تتناول الرياضة والتربية البدنيّة والغذائيّة والأسريّة”.
ولفت إلى أنّ “الإنسان يبدأ كائنًا ينتمي إلى مجتمعه من ثمّ ينتقل ليكون مواطنًا ينتمي إلى وطنه، بحيث يجب تحديد حقوقه وواجباته. وكذلك فإنّ المواطن، لا سيما اللبناني، يعيش في بلد متنوّع، ما يجعل من تعلّم تاريخ تطوّر الأديان ضرورة له كي ينظر إلى الله برحابة الفكر والتمكّن من استيعاب مفهوم الوطن”. وذكر أنّ “تنظيم الأسرة بات مهمًّا جدًّا في يومنا هذا، لا سيما في لبنان الّذي يعاني من التكاثر السكاني”، متمنيًا “وضعه من ضمن المشروع المذكور”، ومشدّدًا على “أهميّة توجيه الطلاب إلى التعليم المهني، وعلى التزامه بمكافحة الفساد لا سيما في ظل الحكومة الجديدة”.
من جهتها، كشفت عويجان أنّه “تمّت المباشرة بمشروع تطوير المناهج منذ حوالي ثلاثة أسابيع، بعد توفّر الظروف السياسيّة والاقتصاديّة، بالإضافة إلى التمويل اللّازم من مشاريع خارجيّة”، مشيرةً إلى أنّ “هذا المشروع لطالما كان رئيس الجمهورية حريصًا عليه وعلى المواطنية الفاعلة في المجتمع اللبناني، وعلى اعتماد مشروع تربوي عادل ومستدام من أجل بناء مجتمع متماسك ومواطن فاعل”.
وبيّنت أنّ “الهمّ الأساس هو أن يكون المواطن الّذي نعمل على التأسيس له متعلّم ومتوازن وسعيد ومنفتح، ويتمتّع أيضًا بالشعور بالمواطنيّة وبالانتماء للبنان. كما يهمّنا أن يلبّي هذا المشروع حاجات المجتمع وسوق العمل، من دون أن نكون نعمل من أجل تصدير الرأسمال البشري إلى الخارج”.
وأوضحت عويجان أنّ “هذا المشروع-المنهج يراعي الرقميّة والتكنولوجيا اللتين تعتبران سمة العصر، من أجل جعل الدخول إلى اقتصاد العصر والمعرفة متاحًا للبنان كي يستعيد ريادته في المنطقة والعالم”. ونوّهت إلى أنّ “في مرحلة المظاهرات الّتي شهدها لبنان، أطلق المركز حملة عنوانها “حتّى المواطنية ما تبقى مصطلح”، وأعدّ توجيهات تتعلّق بالحريّة المسؤولة وغيرها من المواضيع ذات الصلة”، متمنية على الرئيس عون رعايته الدائمة للمركز وقضاياه الأساسيّة”.
دبلوماسيًّا، استقبل الرئيس عون سفير بنغلادش في لبنان عبد المطلب ساركر، لمناسبة انتهاء عمله الدبلوماسي في لبنان وانتقاله إلى موقع دبلوماسي آخر. وقد تمنّى له التوفيق في مسؤوليّاته الجديدة، شاكرًا له “ما بذله من جهد خلال وجوده في لبنان لتعزيز العلاقات بين لبنان وبنغلادش”.
أمّا سياسيًّا، فقد التقى الرئيس عون النائبين السابقين نبيل نقولا وعباس هاشم، وأجرى معهما جولة أفق تناولت التطورات السياسيّة الراهنة، ومرحلة ما بعد نيل الحكومة الجديدة ثقة مجلس النواب.
إلى ذلك، كلّف عون قنصل لبنان العام في سيدني (أستراليا) شربل معكرون نقل تعازيه القلبيّة إلى داني عبد الله وزوجته ليلى جعجع، اللذين فقدا أولادهما الثلاثة في حادثة السير المؤلمة الّتي وقعت في نهاية الأسبوع الماضي في منطقة اوتلاند في ولاية سيدني الأسترالية. كما كلّف القنصل العام تعزية عائلة الضحية الرابعة الّتي قضت في الحادثة نفسها.
وأعرب الرئيس عون عن ألمه للحادثة، مشدّدًا على “ضرورة إنزال أشدّ العقوبات بمرتكبها، الّتي ألقت الشرطة الأسترالية القبض عليه”.