قال وزير الإعلام، في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، جمال الجراح، في حوار مع وكالة “سبوتنيك”، إن بعض الأطراف تقف وراء دفع الأحداث إلى العنف والفوضى، مشيرا إلى أن استمرار الأوضاع على ما هي عليه الآن ينذر بنتائج خطيرة على كافة الأصعدة، وأن مفتاح الحل يكمن في ضرورة الإسراع بتشكيل الحكومة الجديدة.
وإلى نص الحوار…
سبوتنيك: كيف ترى تأثير التوترات الأخيرة في الشارع اللبناني وما يمكن أن ينتج عنها؟
ما حدث بالأمس وأول أمس، وقبل ذلك بـ”شارع الحمرا”، هو عمل مدان وتخريبي، بكل معنى الكلمة، قام به بعض الشبان المدفوعين من “جهات معينة”، للقيام بتخريب الممتلكات الخاصة والعامة، وهو ما قد يؤدي إلى نتائج خطيرة.
ويضاف إلى ذلك مواجهة القوات الأمنية بعنف، في الوقت الذي كانت تسهر فيه القوات الأمنية على سلامة المتظاهرين، وقد عقدت الأطراف اللبنانية اجتماعا أمنيا اليوم لوقف التعديات على القوة الأمنية والممتلكات الخاصة والعامة وضبط العناصر المخربة وإحالتها للقضاء.
سبوتنيك: بحسب قولك… هناك جهات بعينها تدفع بهؤلاء الشباب للتخريب… من هي الجهات وما أهدافها؟
القوى، التي تحرك هؤلاء الشباب تسعى للفوضى والتلاعب بالاستقرار والسلم الأهلي، إلا أنه لم يتضح من هي الجهات، التي تقف وراء هؤلاء الشباب، لكن الجهات الأمنية تجري بعض التحقيقات مع الشباب، الذين تم توقيفهم، ومن خلال التحقيقات قد تتضح الجهات، التي تدفع بمثيري الشغب إلى الشارع اللبناني.
سبوتنيك: تعرض بعض الصحفيين لإصابات خلال التغطية… كيف تابعت الأمر وما الإجراءات، التي اتخذتها في هذا الإطار؟
القوات الأمنية حرصت على مدار الفترات السابقة على عدم التعرض للمتظاهرين السلميين، وتعي أحقية مطالبهم وصرختهم باتجاه تحسين الأوضاع، إلا أن عناصر الشغب، التي دخلت على الحراك السلمي تطاولوا كثيرا على القوات الأمنية والممتلكات، ما اضطر القوات الأمنية للرد، في بعض الأحيان، وهو ما تسبب في بعض الإصابات.
والمنتفضون والحراك يدركون أن من يقوم بالشغب، وأنه موجه ضد القوات الأمنية والحراك، وما حدث لبعض المتظاهرين هو نتيجة ما قامت به العناصر المشاغبة، التي تعمل الجهات الأمنية على تحديدها.
سبوتنيك: هل تواصلت مع الجهات الأمنية لبحث قضية الصحفيين المصابين والوقوف على أبعادها؟
وزيرة الداخلية ومدير عام قوى الأمن الداخلي، أوضحا كل التفاصيل بشأن التعاطي مع موضوع الصحفيين والإعلاميين بكل موضوعية، ونأمل ألا تتكرر هذه الأمور مرة أخرى، كما تعهدت وزيرة الداخلية بإجراء تحقيقات بشأن ما حدث.
سبوتنيك: هناك تخوفات من عدم تشكيل الحكومة حتى الآن… فما هي الأخطار التي قد تواجهها؟
بالتأكيد أن التأخير في تشكيل الحكومة يفسح المجال للمزيد من الإضطرابات والإشكاليات الحاصلة، ويجب العمل على سرعة تشكيل الحكومة بحيث تكون قادرة على صياغة برنامج اقتصادي اجتماعي ليخفف من الاحتقان وتأخذ الأمور مسارها الطبيعي.
سبوتنيك: هناك إشارات إلى احتمالات حرب أهلية في لبنان… هل ترى أن هذا الأمر يمكن حدوثه بالفعل؟
بالتأكيد هذا الأمر مستبعد، إلا أن استمرار الفوضى والشغب هو شيء خطير، وقد يؤدي إلى إشكاليات نحن في غنى عنها، وعلينا الآن الإسراع في تشكيل الحكومة والحد من الاحتقان في الشارع.
فالإشكالية الأن والصراع على الحصص، والثلث المعطل بين الجهات المشكلة، أبعد ما يكون عن أنهم يتحملون مسؤولية وطن، وبحسب ما سمعنا أن الحكومة قد يتم تشكيلها قريبا، ونحن نأمل في ذلك.
سبوتنيك: هل من علاقة بين التوترات الحاصلة بين واشنطن وطهران والاضطرابات الحاصلة في لبنان الآن؟
لا أعتقد ذلك، خاصة أن الفريق الذي يشكل الحكومة هو فريق واحد، وهو فريق طهران إلى حد كبير، والخلاف داخل الفريق الواحد، خاصة أن الأطراف الأخرى غير راغبة في المشاركة الحكومة الجديدة.
سبوتنيك: هل ترى أنه يمكن السيطرة على الاضطرابات الجارية الآن في الشارع اللبناني؟
القوة، التي تدفع بالأحداث نحو الشغب، تريد الفوضى في لبنان، لكن القوى الأمنية قادرة على مواجهة هذا الأمر، ويبقى مفتاح الحل في تشكيل الحكومة.