أكد وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، أن الولايات المتحدة أوصلت رسالة قوية لإيران مفادها “كفى”. وأضاف في مقابلة تلفزيونية مع شبكة “أي بي سي” الأميركية مساء الاثنين أن الإدارة الأميركية أوضحت للنظام الإيراني أنه لا يمكنه الاستمرار في استهداف المصالح والقواعد الأميركية في المنطقة عبر “وكلائه”، والتوقع أن تبقى أراضيه في مأمن.
وتابع قائلاً: “الولايات المتحدة سترد هذه المرة على صناع القرار في إيران، المسؤولين الذين يتخذون القرارات بشن تلك التهديدات”.
وتعليقاً على مقتل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، بضربة أميركية في حرم مطار بغداد فجر الجمعة الماضي، قال بومبيو: يكفي أن تنظر لما فعله سليماني أواخر ديسمبر (في إشارة إلى مقتل متعاقد أميركي باستهداف قاعدة في كركوك) حتى تدرك أنه كان يمثل خطرا، فلقد كان ماضياً في وضع خطط تهدد حياة المزيد من الاميركيين.” وتابع: “الرئيس الأميركي دونالد ترمب وضع حداً لهذا التهديد”.
إلى ذلك، أوضح أن “ترمب كان حاسماً حين أكد أنه سيدافع عن أميركا”.
كما قال إن “الميليشيات العراقية الموالية لإيران اعتقدت أنها يمكن أن تتصرف كما يحلو لها مستهدفة قواعد أميركية دون أن تعاقب، لكننا أوضحنا للنظام الإيراني أن ذلك مستحيل”.
يذكر أن الرئيس الأميركي وجه تحذيراً شديد اللهجة لإيران الأحد، مهدداً بضرب عشرات الأهداف بالداخل، في ضربات “سريعة وقوية” إذا ردت على اغتيال قائد قوة فيلق القدس، قاسم سليماني.وقال إن إدارته حددت بالفعل 52 موقعاً إيرانياً لضربها، “بعضها يكتسب أهمية كبيرة بالنسبة لإيران وفي الثقافة الإيرانية”.
وقد ربط البعض عدد المواقع بعدد الرهائن الأميركيين الذين احتجزوا في إيران لمدة 15 شهراً تقريباً بعد اجتياح متظاهرين للسفارة الأميركية في طهران عام 1979.
إلى ذلك، أكد ترمب في وقت سابق أن سليماني “كان يخطط لقتل كثير من الأميركيين”.
من جهة أخرى، تعتزم ألمانيا نقل بعض وحداتها العسكرية الصغيرة في العراق إلى الأردن والكويت المجاورتين وسط توترات في أعقاب مقتل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني بغارة أميركية في بغداد الأسبوع الماضي، حسب ما ذكرت وكالة الأنباء الألمانية الرسمية الثلاثاء.
وقالت وزيرة الدفاع الألمانية آنيغريت كرامب-كارنباور، ووزير الخارجية هايكو ماس في رسالة لنواب البرلمان، إن القوات الموجودة في قواعد عراقية بمدينتي بغداد والتاجي “سيتم نقل عناصرها مؤقتا”. وأضافا “سيُنقل الجنود المنتشرون هناك إلى الأردن والكويت، ويمكن إعادتهم إذا استؤنفت التدريبات”.
كما أكد الوزيران أن المحادثات مع الحكومة العراقية بشأن مهمة تدريب القوات العراقية ستستمر.
يذكر أن لدى ألمانيا حوالي 120 جنديا في العراق ضمن مهمة دولية للمساعدة والتدريب.
وكانت ألمانيا أمرت جنودها في التاجي وبغداد بعدم مغادرة قواعدهم عقب مقتل سليماني، إضافة إلى نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس، الأسبوع الماضي بالقرب من مطار بغداد.
يأتي هذا بعد أن قرر البرلمان العراقي مساء الأحد، إنهاء العمل بالاتفاقية الأمنية مع التحالف الدولي ضد داعش على الرغم من غياب الكتل السنية والكردية، وصوت على قرار يطالب الحكومة بإنهاء وجود القوات الأجنبية في البلاد، وعدم استعمال الأراضي العراقية أو المجال الجوي لأي سبب كان.
وأوضح القرار الذي صوت عليه البرلمان أن الحكومة ملزمة بإلغاء طلب المساعدة الأمنية من التحالف الدولي الذي يقاتل تنظيم داعش بسبب إنهاء العمليات العسكرية في العراق وتحقيق النصر.