كتبت صحيفة “الديار ” تقول : رئيس الحكومة المكلف الدكتور حسان دياب سيواجه مبدئياً معارضة سنية له لانه غير مدعوم من الطائفية السنية، لكن كل القضايا التي يعاني منها لبنان اقتصادياً ومالياً ومعيشياً لا تتوقف على طائفة سواء اكانت مارونية او سنية او شيعية انما تتوقف على الانجازات، وأمام الدكتور حسان دياب الاكاديمي تحّدٍ، وللجواب عن سؤال بغياب الدعم السني ماذا سيفعل؟
فاذا نجح في تشكيل الحكومة بسرعة قياسية وتم تحسين الوضع الاقتصادي والمعيشي وحرّك عمل المؤسسات، فلا تعود لا الطائفة السنية ولا المارونية عائقاً امامه، فسيتم التفاف لبناني حول الرئيس المكلف.
الدكتور حسان دياب رجل نظيف الكف وغير فاسد. وهو اكاديمي ومستواه الثقافي عال جداً ووطنيته لا غبار عليها، وسينجح في مهمته وسيعمل على تهدئة الشارع السني بمساعدة القيادات السنية، وسيكون للرئيس سعد الحريري دور في ذلك، كما سيؤدي مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان دوراً مهماً في تهدئة الشارع السني.
وقد برز تطور لافت على الساحة اللبنانية بالتزامن مع بدء الاستشارات النيابية لتشكيل الحكومة، والتي يجريها رئيس الحكومة المُكلّف حسان دياب، ويواجه خلالها العديد من العقبات تتمثل بامتناع بعض الكتل عن المشاركة في الاستشارات أو في الحكومة لاحقا، حيث أعلن الجيش اللبناني عن توقيف شخصين كانا يحملان عددا من القذائف الصاروخية عند حاجز “العاصي-الهرمل”.
وقال الجيش اللبناني عبر صفحته الرسمية على موقع تويتر: ” أوقفت وحدة من الجيش بتاريخ 2019/12/21 عند حاجز العاصي- الهرمل، كلاً من ذو الفقار أسعد سيف الدين ومحمد حسين الجمّال، لحيازتهما كمية من القذائف الصاروخية داخل سيارتهما”.
وأوضح الجيش اللبناني عدد القذائف التي كانت بحوزة الشابين ونوعها قائلا إنها “عبارة عن 20 قذيفة آر بي جي و12 حشوة عائدة لها بالإضافة إلى كمية من الذخائر الحربية”.
ردّة الفعل السنيّة
دستوراً، ليس مكتوباً أن يكون رئيس الحكومة من الطائفة السنية لكن عرفاً تم الاتفاق على أن يكون رئيس الجمهورية مارونياً ورئيس مجلس النواب شيعياً ورئيس الحكومة من الطائفة السنيّة وما أن تم الإعلان عن تكليف الدكتور حسان دياب رئيساً للحكومة لتشكيلها حتى اندلعت مظاهرات سنية في معظم مناطق في لبنان احتجاجاً على تكليف الدكتور حسان دياب غير المدعوم من أي قوة سنيّة أو حزبية بل الدعم الأساسي له هو من الأحزاب الشيعية والمسيحية، أما الوزير جنبلاط زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي فلم يؤيد الرئيس المُكلّف الدكتور حسان دياب بل أيّد الأستاذ نواف سلام. وهكذا يكون الدعم الأكبر للرئيس المُكلّف من القوى الشيعية بمُجمَلِها والقسم الأكبر من المسيحيين والتحالف الشيعي المسيحي أثار قوى في الطائفة السنية فتولت تنظيم التظاهرات في عكار والمنية وطرابلس والضنية وصولا الى القلمون ثم الى كامل أحياء بيروت السنيّة والى صيدا والى طريق بيروت-صيدا قرب الناعمة والدامور وانطلقت منها الى مناطق في جنوب لبنان وانتشر المتظاهرون في ساحة الشهداء والرينغ وبيروت قبل أن يصطدم جمهور من حركة أمل وحزب الله معهم ليصبح الجيش في موقع يتدخل ويفرض الامن في ساحة الشهداء ورياض الصلح. لكن في منطقة قصقص والطريق الجديدة ذات الأكثرية السنية حصل اطلاق نار، كذلك هنالك أحياء سنية شيعية حصل فيها اطلاق نار. كذلك امتد التوتر الى منطقة البقاع الغربي وبخاصة البقاع الاوسط حيث الأكثرية السنيّة، وتم قطع طريق شتورة – بعلبك في سعدنايل السنيّة. ماذا سيحصل الآن؟
أوروبا داعمة للحكومة وأميركا داعمة للحكومة ضمن شروط مثل أوروبا، لكن أقل تخفيفاً. وسنرى في الأيام القادمة توترات تشمل مناطق كثيرة من لبنان ويستعد الجيش اللبناني مع القوى الامن الداخلي للحفاظ على الاستقرار مع العلم أن زعيم تيار المستقبل والرئيس المستقيل سعد الحريري طلب من محازبيه عدم النزول الى الشارع، لكن النائب سمير الجسر عضو تيار المستقبل أعلن أن المستقبل لن يدخل الى الحكومة لا مباشرة ولا غير مباشرة ولن يشارك فيها بأي مقعد وزاري . وأعلن الرئيس المكلف حسان دياب أنه سينهي تشكيل الحكومة خلال شهر ويبدأ العمل بسرعة لنهضة لبنان الاقتصادية ومحاولة إخراجه من أزمته المالية والنقدية والاقتصادية لكن اذا استمرت التظاهرات والتوتر، فإن حكومة دياب لن تستطيع أن تعمل بسرعة وقوة لإنقاذ اقتصاد لبنان لان الاستقرار الأمني هو الأساس. وقد بدأت تظهر مظاهر لتكفيريين متطرفين إسلاميين في أسواق طرابلس الداخلية والضنية وجزء من البقاع الأوسط، كذلك في العاصمة بيروت، وأيضا في صيدا فهل يستطيع رئيس الجمهورية مع الرئيس حسان دياب ودعم الرئيس بري وموقف الرئيس سعد الحريري تجميد الوضع وتأمين الاستقرار أم يفشلون في ذلك؟الدول الأوروبية وأميركا حذرت من قمع أي ثورة شعبية ثانية في لبنان من قِبل القوى العسكرية لكنها لا تعني ثورة تكفيريين بل حركة شعبية ووطنية تشمل كل الطوائف والمناطق مثلما حصل في الثورة الشعبية الأولى التي ركزت على محاربة الفساد والسرقات وهدر أموال الشعب اللبناني. الجيش اللبناني الذي عديده 88 ألف ضابط وجندي ورتيـب مع 36 ألف يشكلون قوى الامن الداخلي مع 3 أجهزة أمنية قوية قادرون على ضبط الوضع وقادرون على السيطرة على الأراضي اللبنانية وفرض الاستقرار اذا اجتمع مجلس الدفاع الأعلى برئاسة فخامة رئيس الجمهورية وأعلن حالة الطوارئ وتكليف القوى المسلحة الأمنية والعسكرية تأمين الاستقرار في كامل الأراضي اللبنانية. السعودية دخلت على الخط وبدأت ترسل أموالاً الى أحزاب سنيّة ومنها مسيحية وغير مسيحية للوقوف في وجه حكومة الدكتور حسان دياب لانها تعتبر أن هذه الحكومة هي نتاج تحالف مسيحي – شيعي وأن الكلمة الأولى في مجلس الوزراء ستكون لرئيس الجمهورية في ظل عدم الخبرة السياسية لدى الرئيس المكلف الدكتور حسان دياب.
أوروبا وأميركا والسعودية والموقف من لبنان
كما ذكرنا، فإن السعودية أرسلت أموالاً وتستمر في ارسال أموال الى لبنان لتحريك الشارع السنيّ في وجه حكومة الدكتور حسان دياب ومنع تشكيلها ودفعت لحزب مسيحي بارز كيلا يؤيد الدكتور حسان دياب ودفعت لقوى عديدة كيلا تؤيد الدكتور حسان دياب في موقع تكليفه تشكيل الحكومة واكتشفت الأجهزة الأمنية أن خيوط مخابرات سعودية موجودون في لبنان وهم ضباط مخابرات لكنهم يتحركون كسياح أو مستثمرين. أما الولايات المتحدة فقط أبلغ ديفيد هيل كبير الديبلوماسيين الاميركيين ارتياحه أمام الرئيس ميشال عون للتغيير الذي حصل في لبنان على صعيد وقف السرقات ومنع هدر أموال الشعب اللبناني وان واشنطن لا تتدخل في شؤون تأليف الوزارة بل تنذر لبنان بأنه اذا عاد الى عهد السرقات والفساد فستقوم واشنطن بفرض عقوبات على لبنان والنقطة الثانية التي طلبها ديفيد هيل هي أن يعمل رئيس الجمهورية على إبقاء الحدود آمنة بين لبنان وفلسطين المحتلة ولم يبحث نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي ديفيد هيل مع الرئيس ميشال عون خارج هاتين النقطتين. أما أوروبا فكانت حازمة جدا عبر البيان الذي أعلنه باسم الاتحاد الأوروبي وفرنسا وزير الخارجي الفرنسي بأن لبنان اذا عاد الى الفساد والسرقات ولم يلتزم بالإصلاحات فسيفرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على لبنان تؤدي الى ثورة شعبية ثانية. وقال ممنوع على السلطة اللبنانية قمع الثورة الشعبية الثانية. وقال اننا سننتظر سقوط الطبقة الفاسدة في لبنان وسرق أموال الشعب الفرنسي الذي دفع ضرائب والشعب اللبناني الذي يدفع ضرائب للحكومة اللبنانية.
ماذا سيحصل هذا الأسبوع أمنياً؟
التظاهرات السنيّة ستزداد والحراك الشعبي أيضا، لكن التظاهرات السنية هي الغالبة بعددها، وسيكون الجيش اللبناني مضطراً لفرض الأمن بالقوة في كل الأراضي اللبنانية، والاسبوع القادم هو أسبوع غير مريح، متوتر وفيه تظاهرات كثيرة ودور أكبر للجيش اللبناني