كتبت صحيفة “اللواء ” تقول : شهران بالتمام والكمال على حركة 17 تشرين الأوّل الاحتجاجية على الفساد، وبوجه الطبقة السياسية، التي تحاول في الاستشارات النيابية اليوم إعادة تعويم دورها في إدارة البلد، وسط رفض قاطع من حركة الانتفاضة، التي عادت تشهد حشداً كبيراً في وسط بيروت، تحول إلى مشهد جديد من الاشتباكات بين القوى الأمنية والمتظاهرين، ومن ضمنها اشكال وتضارب بين شخص مؤيد للرئيس نبيه برّي والمتظاهرين وسط بيروت، بعد تدافع وكر وفر بين المتظاهرين وقوى الأمن، التي سارعت إلى اطلاق القنابل المسيلة للدموع، ولجأت شرطة المجلس النيابي الى إطلاق الرصاص المطاطي، وفقاً لتقارير المراسلين التلفزيونيين..
وقد تدخل الصليب الأحمر لاخلاء المصابين بحالات اختناق من القنابل المسيلة للدموع.
وسارعت قوى الأمن إلى إصدار نفي توضيحي، مؤداه ان الصور التي يتم تداولها والتي تظهر عدداً من الإصابات على انها نتيجة إطلاق رصاص مطاطي وقنابل مسيلة للدموع ليلة أمس الأوّل لم تحصل في لبنان لذلك نطلب من المواطنين عدم التسرع في تناقل معلومات غير صحيحة قبل التأكد من صحتها.
ودعت وزيرة الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال ريّا الحسن المتظاهرين السلميين إلى مغادرة التجمعات في وسط بيروت وترك الساحات، وهناك مندسون افتعلوا المشكلات..
وجاءت هذه التطورات، اثر حضور مفاجئ للمدير العام لقوى الأمن الداخلي عماد عثمان إلى وسط بيروت، ولقاء المتظاهرين هناك.
اللواء عثمان من وسط بيروت
الاستشارات
ومع ذلك، الاستشارات في موعدها، والانظار تتجه إلى قصر بعبدا، وإن كانت الكتل الوازنة تتجه إلى تسمية الحريري، الذي تردّد انه زار قصر بعبدا، بعدما اجتمع مع الرئيس نبيه برّي في عين التينة.
واوضحت مصادر مطلعة لـ”اللواء” ان الاستشارات النيابية ستحصل، مشيرة إلى ان العقدة الأساسية تبدأ بعد التكليف اي بعد تكليف بأكثرية متواضعة وهي اصلا لا تتلاءم مع طموحه بتأليف الحكومة التي يرغب بها.
وعلم ان لقاء عون الحريري تناول الاستعدادات للاستشارات والموقف من الحكومة شكلها ومضمونها غير ان ما من عنصر جديد يمكن الحديث عنه خصوصا ان كلا منهما على موقفه من شكل الحكومة كما كانا قد تحدثا سابقا.
وقال مصدر مقرّب من الرئيس الحريري لـ”رويترز” انه “من الضروري ان تكون الأمور واضحة لأي شخص سيرشح الحريري غداً في الاستشارات النيابية الملزمة، ان الأخير سيشكل حكومة خبراء فحسب”.
وتوقعت مصادر مطلعة ان مصير التأليف سيحسم بعد أسبوع من التكليف، فإما اعتذار أو إصدار المراسيم.
وكشفت مصادر دبلوماسية ان كوبيتش نقل رسالة واضحة إلى الرئيس عون إلى انه بلا حكومة سريعة لن تكون هناك مساعدات من أي نوع للبنان.
إذا ما لم تحصل مفاجآت تجري اليوم الاستشارات النيابية الملزمة في بعبدا وسط تباينات في المواقف من تكليف رئيس لتشكيل الحكومة، واتصالات مكثفة كانت لا زالت جارية حتى ليل امس، بين القوى السياسية لتقرير الموقف من التكليف، فيما اكدت مصادر متابعة عن قرب “ان مسألة التأليف باتت مسألة اخرى يجري البحث في تفاصيلها بعد التكليف، اذا تم كما هو مقرر بسلاسة للرئيس الحريري وبعدد اصوات قد يفوق السبعبن صوتا، ما لم تحصل تطورات في الساعات الاخيرة تقلب المشهد السياسي”.
وتؤكد المصادر ان هناك سيناريوهات عدة جرى تداولها خلال اليومين الماضيين حول عملية التكليف، وكلها ترتبط بموقف الحريري، سواء بقبوله التكليف والمضي في التأليف، او اعتذاره بعد تكليفه اذا لم يحصل على عدد اصوات مرتفع يفوق نصف عدد نواب المجلس، أو تسمية شخصية اخرى لتولي المنصب. وان البت بالموضوع يتم وفق نسبة الاصوات التي سيحصل عليها الحريري، فإذا وافقت “القوات اللبنانية” على تسميته يكون رصيده مقبولا.
وتفيد المعلومات ان تسمية كتلة التنمية والتحرير للحريري تعزز رصيده أكثر وتعطيه دفعا وغطاء سياسيا كبيرا، علما ان الرئيس بري سبق واعلن مراراً تفضيله الحريري، بينما ستقرر كتلة الوفاء للمقاومة موقفها من التكليف في اجتماع تعقده صباح اليوم، علماً ان قيادات “حزب الله” بمن فيهم الامين العام السيد حسن نصر الله تتمسك بحكومة اتفاق وطني او وحدة وطنية لتتمكن من لملمة الوضع المتهاوي.
وكان مثيراً للاهتمام الموقف الذي عبر عنه النائب محمّد رعد وفيه ان الحزب لم يعد يعنيه اسم الشخصية التي ستكلف تشكيل الحكومة. وكان النائب حسن فضل الله سبقه بالقول ان أي حكومة لا تضم الجميع ستفشل في وقت كان وزير الخارجية جبران باسيل أعلن من الدوحة ان التيار يرفض المشاركة في حكومة تمدد للفشل يترأسها سعد الحريري. وفي وقت سمت كتلة سليمان فرنجية الحريري بانتظار موقف جنبلاط وكتلته اليوم والقوات اللبنانية الملتزمة معايير حددتها مسبقاً وأعلنت عنها سقفاً لا يمكن النزول دونه بالمبدأ، وهو حكومة اختصاصيين بحت فإن حزب الله والتيار الوطني الحر واللقاء التشاوري لا يتجهون إلى تسمية الحريري استناداً وانطباقاً على مواقفهم المعلنة والمعروفة وهو ما تطرق إلى جانب منه الرئيس سعد الحريري خلال زيارته إلى بعبدا في الساعات الأربع والعشرين الماضية، وفقاً لتشخيص محطة O.T.V.
وفي السياق وفقاً لاوساط سياسية عونية فإن موقف التيار الوطني الحر من الموضوع الحكومي ليس للمناورة – وهو لم يعتد المناورة في مفترقات ومحطات مفصلية في حياة الوطن – الا ان ذلك لا يعني ان التيار سيستنكف عن المشاركة اليوم في الاستشارات النيابية بل على العكس سيشارك بجدية وايجابية وفقا لنصوص الدستور.
وليلا، قطع محتجون عددا من الطرقات في المناطق، ففي صيدا قطع محتجون بالاطارات المشتعلة الأوتوستراد الشرقي في صيدا قرب شركة mtc بالاطارات المشتعلة، إضافة إلى إطلاق مفرقعات باتجاه شركة الكهرباء ومركز أوجيرو، كما قطع محتجون اوتوستراد صيدا باتجاه بيروت عند مفرق برجا.
وشمالاً، قطع محتجون الطريق على طريق عام حلبا – العبدة مفرق البحصة.
من جهتها، أفادت غرفة التحكم المروري عبر تويتر بأن الطرقات المقطوعة ضمن نطاق البقاع هي: تعلبايا، جديتا والمرج.
كما رجحت المعلومات ان تسمي “كتلة الجمهورية القوية” (القوات) الحريري، بعد زيارة الدكتور غطاس خوري امس الاول لرئيس “القوات” سمير جعجع، حيث تردد انه يسعى لضمان حصول الحريري على اصوات نواب ”القوات” على ان يكون لها موقفها من موضوع التشكيلة الحكومية في ضوء تمسكها بأن تكون حكومة اختصاصيين محايدين. وهذا الامر يبقى مُعلّقا لحين البدء بإتصالات التشكيل، فربما تغير “القوات” موقفها اذا اصر الحريري على مشاركتها هي والحزب التقدمي الاشتراكي، في حال تمسك “التيار الوطني الحر” بالبقاء خارج الحكومة كما اعلن رئيسه الوزير جبران باسيل. ويبقى معرفة مواقف الكتل الاخرى المنقسمة ايضا بين راغب بتسمية الحريري ومتحفظ على الاعلان حتى اللحظة الاخيرة ورافض لتسميته، وتدخل الجيش اللبناني للفصل بين الشارعين.
القنابل والمفرقعات على جسر الرينغ
الانتفاضة: أقلمة وتدويل
وبعد شهرين على احتجاجات 17ت1 غير المسبوقة، وأكثر من شهر واسبوعين على استقالة الرئيس الحريري، بات الوضع في لبنان، مادة مباشرة في مواقف الدول الإقليمية المعنية، فضلا عن الدول الأوروبية والولايات المتحدة والاتحاد الروسي.
وفي السياق، اعتبر الرئيس المصري عبدالفتاح السياسي في ان ما يحدث في لبنان هو تداعيات نتيجة موقف حدث ولو الأمر تطوّر في لبنان لأكثر من ذلك ستكون الأزمة غير مقتصرة على سوريا وستكون هناك مشكلة كبرى في لبنان”.
ولم يتورع رئيس حكومة تصريف الأعمال الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، أمس بتهديد حزب الله ولبنان بـ”دفع ثمن باهظ للغاية” إذا تجرأ الحزب على مهاجمة إسرائيل.
وقال نتنياهو، في جلسة الحكومة الأسبوعية: “سمعنا قبل عدة أيام مسؤولا كبيرا في الحرس الثوري الإيراني يهدد مجددا بأن إيران ستدمر تل أبيب، وبهذا هو كشف حقيقة بسيطة مفادها أن “حزب الله” هو مجرد أداة إيرانية تعمل من لبنان ضد إسرائيل”.
وأضاف: “رغم قيام نصر الله على الفور بنفي تصريحات المسؤول الإيراني، أود أن أوضح بأنه لو تجرأ “حزب الله” على مهاجمة إسرائيل، فهذه المنظمة والدولة اللبنانية التي تسمح باستخدام أراضيها لشن هجمات علينا ستدفعان ثمنا باهظا للغاية”.
لودريان
ودعا أمس وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان المسؤولين إلى التحرك ووضع حد للأزمة التي تشل البلد في ظل حركة احتجاج شعبية تطالب برحيل السلطة السياسية. وقال لودريان خلال برنامج “مسائل سياسية” على راديو ”فرانس إنتر” “يجب أن تتحرك السلطات السياسية لأن البلد في وضع حرج”.
وشدد وزير الخارجية الفرنسي على أن “الرئيس (ميشال) عون أعلن أنه اعتبارا من الغد (اليوم) سيستأنف المشاورات (لتشكيل الحكومة). آمل أن ينجح في ذلك بحلول عيد الميلاد”.
وقال لو دريان “بعد وقت قصير، سيجد البلد صعوبة في التزود بالمواد الأساسية. كما بدأت بعض الشركات تتوقف عن دفع الأجور. من الملح للغاية التحرك”. وتابع ان “التظاهرات تتجاوز الانقسامات السابقة التي كانت قائمة في لبنان بين الأديان والمناطق الجغرافية (…) هناك وضع جديد بين السكان. إنهم يريدون الشفافية (…) ويريدون التخلص من جهاز يجعل الحكم يقوم على توازن القوى بين المجموعات المختلفة”.
و غرّد ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيتش عبر حسابه على تويتر قائلا: “شعرت بالانزعاج من الهجمات التي حصلت الليلة الماضية والعنف الذي ارتكبه الموالون لمختلف القوى السياسية وما تلا ذلك من استخدام للقوة. أدعو السياسيين للتحرك بشكل عاجل من أجل تعيين رئيس وزراء يمكنه الحصول على دعم الشعب وتشكيل حكومة شاملة وذات مصداقية وكفاءة تحظى بدعم مجلس النواب”.
وأعرب السفير البريطاني في لبنان كريس رامبلينغ، في تغريدة عبر “تويتر”، عن قلقه إزاء الاصابات التي وقعت أمس الاول إثر الاشتباكات في وسط بيروت.
وذكّر أنّ المملكة المتحدة والشركاء الدوليين يشدّدان باستمرار على خطورة العنف والترهيب، ويؤكدان وجوب حماية الحق في الاحتجاج السلم مطالباً بإجراء تحقيق.
ووسط هذه المعمعة، يزور مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الاوسط ديفيد هيل بيروت نهاية الاسبوع لإجراء المحادثات الأولى لمسؤول أميركي رفيع مع مسؤولين رسميين وسياسيين لبنانيين منذ اندلاع لاحداث.
وتستمر زيارة هيل لبيروت يومين وتهدف إلى الدعوة إلى استعجال تشكيل حكومة توحي الثقة وترضي الشعب وتبادر إلى العمل فور تشكيلها، تعمل بجدية وتبادر إلى تنفيذ الإصلاحات من خلال إنشاء الهيئات الناظمة في الكهرباء والطاقة والاتصالات والمطار وغيره.
أحد ما قبل الاستشارات
بدءاً من الساعة الرابعة بعد ظهر أمس، بدأ المحتجون بالتجمع في وسط بيروت، والذي امتد إلى إحراق الخيم في وسط بيروت، واطلق أحد الأشخاص النار من مسدس لدى محاولة منعه من احراقها.
وكان الدخان غمر وسط بيروت حينما أطلقت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع على احتجاج قرب البرلمان لليلة الثانية على التوالي.
وكان مئات الأشخاص قد عادوا للتظاهر في بيروت رغم حملة قوات الأمن العنيفة على احتجاج ليل السبت عندما أدّت الاشتباكات إلى إصابة العشرات.
وكان هذا أحد أكثر الاضطرابات عنفا في موجة احتجاجات اجتاحت لبنان منذ 17 تشرين الأوّل، واطلقت شرطة مكافحة الشغب والأمن، التي انتشرت مرّة أخرى بأعداد كبيرة يوم الأحد، مدافع المياه على المتظاهرين الذين ظلوا في الشوارع أثناء الليل.
وتسبب الصدامات بإصابة أكثر من خمسين بجروح تمّ نقلهم إلى المستشفيات بينما تمت معالجة أكثر من تسعين آخرين في وسط بيروت، وفق الصليب الاحمر اللبناني والدفاع المدني. وتنوّعت الإصابات بين مشاكل في التنفّس وحالات إغماء وإصابات جراء الرشق بالحجارة. وأعلنت قوى الأمن الداخلي من جهتها اصابة العشرات في صفوفها. ورغم ان قوات الأمن والجيش سبق أن استخدمت القوة للتصدي للمتظاهرين، إلا أن حصيلة جرحى السبت هي الأعلى على الاطلاق. وبعد ساعات من مطالبة الوزيرة قيادة قوى الأمن الداخلي بـ”إجراء تحقيق سريع وشفاف لتحديد المسؤولين” عما جرى ليلاً، جال المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان في وسط بيروت بين المتظاهرين. وقال للصحافيين “جئت أقف أمام العسكر حتى أنبّههم الى أن الموجودين هنا هم أهلنا.. ولا نتعرض لهم بأي أسلوب عنفي”. وتوجّه للمتظاهرين الذين صافحه عدد منهم وعاتبه آخرون عما جرى “عليكم أن تحافظوا على سلميتكم، حتى نتمكن نحن رجال القانون من أن نقوم بواجباتنا” مضيفاً “المطلوب منا جميعاً أن نكون سلميين”.
وندّدت الباحثة في منظمة العفو الدولية ديالا حيدر عبر تويتر بـ”استخدام قوات الأمن الليلة الماضية للقوة المفرطة” لتفريق المتظاهرين، معتبرة أن ظهور “رجال بلباس مدني، بعضهم ملثم انضموا إلى قوات الأمن في مهاجمة المتظاهرين بعنف واعتقال عدد منهم وسحب بعضهم عبر الشوارع، أمر مقلق للغاية
الرئيسية / سياسة / “اللواء”: التكليف اليوم تحت وطأة عُنف الشارع .. وأسبوع للمراسيم أو الإعتذار! السيسي يحذِّر من مشكلة في لبنان.. ونتنياهو يهدٍّد البلد بدفع الثمن.. ولودريان لحكومة قبل فوات الأوان