تعتمد القوة العسكرية للولايات المتحدة بشكل كبير على البيانات الضخمة، فتحرص مؤسسة الجيش، على تخزين معلومات مفصلة عن ملايين الأشخاص، سواء تعلق الأمر بألد الأعداء أو بأقرب الحلفاء في ميدان الحروب أو المناورات.
ويحرص الجيش الأميركي منذ 15 عاما على توسيع قاعدته من البيانات، حتى أنها أصبحت بمثابة سلاح قوي وهي تضم، اليوم، الملايين من صور الوجوه وبصمات العيون والأصابع وبيانات الحمض النووي، وفق ما ذكر موقع “وان زيرو” المتخصص في الشؤون العلمية.
وتحتفظ المؤسسة العسكرية الأميركية، ببيانات كل من تواصل معها، وأصبحت تملك اليوم بيانات هوية لنحو 7.4 مليون شخص يتراوحون بين إرهابيين مشتبه فيهم وجنود يتدربون إلى جانب القوات الأميركية.
وقال مدير وكالة “DFBA” الأميركية المختصة في البيانات “البيومترية” والعلوم الجنائية، غلين كريزاي، خلال مشاركته في مؤتمر داخلي مغلق، إن كشف هوية الأعداء يجعل القوات الأميركية أكثر تركيزا حين تفتك بالأعداء.
وجرى الحصول على هذه التفاصيل التي تم تقديمها في وقت مبكر من سنة 2019، بموجب قانون الحق في الوصول إلى المعلومة، داخل الولايات المتحدة.
وإثر مقتل زعيم تنظيم داعش الإرهابي سابقا، أبو بكر البغدادي، في أكتوبر الماضي، كشفت الولايات المتحدة أن تحاليل الحمض النووي أكدت هوية كبير المتشددين في أقل من 15 دقيقة، في محافظة إدلب، شمال غربي سوريا.
وبحسب صحيفة “نيويورك تايمز”، فإن القوات الأميركية الخاصة بوسعها أن تنتقل إلى أرض العمليات، وبحوزتها جهاز فحص الحمض النووي الذي يمتاز بحجمه الصغير مثل “مايكرويف”، وبالتالي، يمكن حمله بسهولة فائقة في الطائرة المروحية، حين تكون ثمة حاجة إلى إجراء عملية تدقيق سريعة.
“سلاح خفي”
وتتولى الوكالة الأميركية مهمة الإشراف على نظام المعلومات “البيومتري” الآلي، أو ما يعرف اختصارا بـ”ABIS”، وهذا النظام لا تسلط عليه الأضواء بشكل كبير، نظرا إلى حساسيته ودوره المحوري في العمل الاستخباراتي.
وبحسب كريزاي فقد استخدم هذا النظام وجرى استخدامه في أرض المعركة لأجل التعرف على أشخاص غير أميركيين، آلاف المرات، في النصف الأول من العام الجاري لوحده.
وفي حال كان شخص ما مدرجا على قائمة الأولوية لدى الولايات المتحدة، فإن بوسع هذا النظام الذكي أن يكثف البحث عنه، وعندئذ، يقوم برصده من خلال أنظمة المراقبة المثبتة على الحدود بين دول العالم وفي القواعد العسكرية.
ويرتبط هذا النظام الخاص بالتعرف على الهوية، بالنظام التابع لمكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي “إف بي آي”، ويوضح كريزاي أن هذا الذكاء في الرصد، يمكنه أن يرصد عملاء كوريا الشمالية وجواسيس الصين أو عناصر تنظيم داعش الإرهابي.
وإذا كانت الولايات المتحدة قد حققت هذه القوة على مستوى البيانات، فلأنها ضخت استثمارات هائلة، وأنفقت أكثر من 345 مليون دولار على تكنولوجيا قاعدة البيانات البيومترية خلال السنوات العشر الأخيرة.
وتم إطلاق البرنامج “البيومتري” للجيش الأميركي في سنة 2004، وركز في البداية، على جمع وتحليل بصمات اليد، وفي العام الجاري، أبرمت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) عقدا مع شركة “لوكهيد مارتن”، حتى تنشئ قاعدة بيانات بيومترية، بتكلفة أولية تقدر بنحو 5 ملايين دولار.