اتفق رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون على أهمية الاستمرار في تعزيز التعاون بين لبنان وفرنسا، والالتزام في توطيد العلاقات اللبنانية- الفرنسية. وفيما اكد الرئيس عون أن لبنان ماضٍ في الاصلاحات البنيوية لاعتبارات وطنية غير مرتبطة بأي اتفاق آخر، لأن أحد عناوين عهده هو الاصلاحات في النظامين المالي والاقتصادي، جدد الرئيس ماكرون إلتزامبلاده دعم لبنان في المجالات كافة واعداً بتلبية دعوة الرئيس عون للقيام بزيارة دولة الى لبنان خلال العام 2020 لمناسبة الاحتفال بمئوية لبنان الكبير.
مواقف الرئيسين عون وماكرون جاءت خلال الاجتماع الذي عقد السادسة من مساء أمس بتوقيت نيويورك (الواحدة بعيد منتصف الليل بتوقيت بيروت) في الجناح الفرنسي في الامم المتحدة.
وحضر الاجتماع عن الجانب اللبناني، وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية سليم جريصاتي، رئيسة بعثة لبنان الدائمة لدى الامم المتحدة السفيرة امل مدللي، سفير لبنان لدى واشنطن غابي عيسى، المستشارة الرئيسية لرئيس الجمهورية ميراي عون الهاشم.
أما عن الجانب الفرنسي فحضر وزير الخارجية جان ايف لودريان، المستشار الدبلوماسي ايمانويل بون، رئيس اركان الرئيس الفرنسي الادميرال برنار روجيل، المستشارة الرئاسية أليس روفو، مدير شؤون الشرق الاوسط في الخارجية الفرنسية كريستوف فارنو.
وسئل الرئيس عون بعد اللقاء عن انطباعاته عن الاجتماع مع الرئيس ماكرون فردّ ممازحاً الصحافيين:” الصحة منيحة الحمد لله”.
ووصفت مصادر الوفد اللبناني اللقاء الذي تم بين الرئيس عون والرئيس ماكرون بأنه كان جيداً وتناول المواضيع التي تهم البلدين. وتركزت المحادثات اللبنانية-الفرنسية على محاور عدة ابرزها ضرورة تفعيل مؤتمر “سيدر” حيث اطلع الرئيس ماكرون الرئيس عون على نتائج لقائه مع رئيس الحكومة سعد الحريري والنقاط التي اثيرت حول الاصلاحات البنيوية المفترض أن يتخذها لبنان في الاشهر المقبلة، لاسيما وأن الحريري كان أعرب عن أمله في ان تقر معظم الاصلاحات قبل نهاية السنة الجارية. وقد شدد الرئيس عون على اهمية هذه الاصلاحات لاعتبارات وطنية غير مرتبطة بأي اتفاق آخر، لأن أحد عناوين عهده هو الاصلاحات في النظامين المالي والاقتصادي وهو ماضفي هذه الخطوة من خلال مجالات عدة.
وتطرق البحث ايضاً بين الرئيسين عون وماكرون الى قضية النازحين السوريين في لبنان والعوائق التي تحول دون عودتهم الى بلادهم، فعرض الرئيس عون للتداعيات السلبية لهذا النزوح على مختلف قطاعات الدولة، لافتاً الى أن نحو 360 ألف سوري عادوا حتى الآن طوعاً من لبنان الى سوريا ولم ترد أية تقارير دولية تشير الى تعرضهم لأي حادث امني، علماً أن هذه العودة المحدودة غير كافية لحل مسألة النزوح السوري الكثيف.
وأعرب الرئيس ماكرون عن تفهم بلاده للموقف اللبناني وللأضرار التي مُني بها الاقتصاد اللبناني معرباً عن أمله في أن يحصل تقدم على صعيد حل الازمة السورية سياسياً من خلال تشكيل اللجنة الدستورية التي تم التوافق عليها وهي عامل مهم، علماً أن اسباب عدم العودة قد لا تكون فقط اقتصادية بل سياسية وأمنية.
وتطرق الحديث أيضاً الى”مبادرة بياريتز”، وأهميتها في تقريب وجهات النظر بين افرقائها.
وتناول الرئيسان عون وماكرون مناسبة الاعلان عن مئوية لبنان الكبير، حيث وضع الرئيس اللبناني نظيره الفرنسي في صورة الاحتفالات التي ستقام في لبنان لهذه الغاية واعتبرها الرئيس ماكرون مناسبة مشتركة لبنانية-فرنسية لا بد أن تشارك الدولة الفرنسية بها، وهي التي أعلنت ولادة لبنان الكبير في العام 1920.واتفق الرئيسان على ضرورة اقامة احتفالات مشتركة بين البلدين يشارك فيها الجيشان اللبناني والفرنسي.
وتطرق الحديث الى موضوع “أكاديمية الانسان للتلاقي والحوار” التي اقرتها الامم المتحدة يوم الاثنين الماضي، فرحب الرئيس ماكرون بهذا الحدث واعتبره انجازاً مهماً مؤكداً على دعم بلاده لإنشاء الاكاديمية حيث تمنى الجانب اللبناني ان تكون فرنسا أول دولة توقّع على الاتفاقات الثنائية المتعلقة بها .
وأشارت المصادر الى أن الاتفاق كان تاماً بين الرئيسين على ضرورة تفعيل “سيدر” وتعزيز العلاقات الثنائية، وجدد الرئيس ماكرون ما سبق أن أعلنه لجهة إلتزام بلاده دعم لبنان في المجالات كافة واعداً بتلبية دعوة الرئيس عون للقيام بزيارة دولة الى لبنان خلال العام 2020 لمناسبة الاحتفال بمئوية لبنان الكبير.