اشار نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري الى الرئيس نبيه بري تفهم مواقف الفرقاء المسيحيين من قانون الانتخاب وخوفهم من عدم اقراره وهذا شيء منطقي، مع تأكيده بصعوبة تنفيذ المهمة الموكل بها، مشددا في الوقت ذاته على ان قانون الانتخاب بحاجة الى توافق سياسي. واوضح مكاري ان الفريق المسيحي محرج من عدم اقرار قانون جديد، مؤكدا ان الانتخابات النيابية المقبلة ستحصل في وقتها، وتأجيلها صعب بل مستحيل، لان الناس لم تعد تحتمل وتريد التغيير.
وحول موضوع ترؤسه الجلسات النيابية، يشير مكاري الى انه “اذا حضر الماء بطل التيمم”، وعليه اذا حضر الرئيس بري هو من يترأس الجلسات، فهو يملك خبرة اوسع، اضافة الى انه رجل دولة، مقرا بصعوبة الموضوع نظرا لحساسيته.
مكاري لم يخف امتعاضه من اخذ جلسات اللجان التي تم تكليفها بالحوار 4 اشهر “ومتل ما راحو متل ما رجعو”، معتبرا ان موضوع مقارنة القوانين الانتخابية كانت تحتاج لبضع ساعات لا اكثر، مؤكدا ان الجلسات النيابية المقبلة مفتوحة وليست محضورة بوقت، الا انه بحال كان كل فريق يريد ان يخيط قانون على قياسه “تخبزو بالافراح”، لان الذي يقر قانون على قياسه اليوم لن يكون القانون على قياسه غدا. ويدعو مكاري في هذه الحالة لاقرار قانون على قياس البلد، لان لبنان ليس بلد الاغلبية فهو محكوم بالتوافق وتاريخنا يشهد على ذلك، معلنا انه مع قانون الدائرة الفردية او “one man one vote ” الا انه يؤكد انه لن يطرح اي قانون على الجلسة العامة لانه يعرف ان مصيرها الفشل.
مكاري الذي لا يؤيد تطبيق النسبية في لبنان، يعتبر ان النسبية وجدت للبلدان التي فيها احزاب منظمة، بينما نحن في لبنان احزابنا طائفية، وهذا القانون يختلف تأثيره بين المناطق ولا يعطي نتائج عادلة، لا هناك اختلاف بين منطقة واخرى.
المكاري الذي يؤكد انه يدافع عن بري عن قناعة، اشار الى ان الجلسة النيابية التي دعا لها رئيس المجلس تختلف عن سابقتها، فالقوانين المطروحة تحمل صفة الحاجة لا الالحاح كما الجلسة التي اقرت فيها القوانين المالية لان عدم اقرار تلك القوانين حينها كان سيؤثر على الوضع المالي في البلد. ويعتبر مكاري ان ضرر تأجيل بري للجلسة الاخيرة اقل من انعقادها الذي يمكن ان يؤدي الى شرخ مع الاحزاب المسيحية في البلد، واضعا قرار بري في خانة “رجل الدولة”.
واعتبر ان جلسة التشريع المقلبة لن يغيب عنها قانون الانتخاب بعد تعهد خطي واضح من رئيس تيار المستقبل سعد الحريري للاحزاب المسيحية قبل الجلسة الماضية ان قانون الانتخاب سيكون على جدول اعمال اي جلسة مقبلة، مؤكدا انه “ضد تشريع الضرورة ومؤمن بضرورة التشريع”.
مكاري الذي يستغرب التبصير والتنجيم في تحديد مواعيد رئاسية، يؤكد ان لا انتخابات رئاسية في الافق المنظور، ونحن لم نعرف لن ننتخب رئيسا من دون تدخلات خارجية، وردا على طرح رئيس الكتائب سامي الجميل رأى ان الامور لم تميل الى رئيس تكنوقراط بعد، مع اشارته الى انخفاض حظوظ المرشحين الرئاسيين العماد ميشال عون ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية، لا سيما عون الذي لم تتغير المواقف السياسية تجاهه لا الداخلية ولا الخارجية، كما ان حزب الله لم يظهر اكثر من دعم لتشريح عون للرئاسة، ويعتبر مكاري ان ملف رئاسة الجمهورية لم يجهز عند حزب لله بعد، فهو يملك ورقة رابحة يلعبها في الوقت المناسب، مشيرا الى ان تطورات الوضع في المنطقة من ستوصل الرئيس العتيد الى بعبدا، مؤكداً على ان حظون العماد ميشسال عون بالرئاسة تراجعت.
واذ اعتبر ان اللقاء بين الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله والرئيس سعد الحريري يحل اكثر من 95% من المشاكل في البلد، غير ان ذلك لن يحصل في المدى المنظور الصعب، لافتا الى اشكالية عند الطائفة الشيعية وهو غياب امضائها عن السلطة التنفيذية، وهي تملك اليوم وزيرا للمالية شاءت الظروف ان يكون شيعيا، والشيعة بحسب ما يتم تداوله يريدون نائب لرئيس الجمهورية يملك امضاء، ليكون لهم دور في السلطة التنفيذية الى جانب دور الرئيس المسيحي ورئيس الحكومة السني.
يعتبر مكاري ان اقتراح انتخاب رئيس لسنتين غير موجود وهو اقتراح وهمي لانه يتطلب تعديلا دستوريا، وقبل التعديل الدستوري يجب ان نحل امورا اخرى. ويوضح مكاري ان من كان يعتقد ان زيارة الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ستحل خلال 24 ساعة “فهو واهم”، واضعا الزيارة في اطار اهتمام دولة كبيرة كفرنسا بلبنان، وبملف النازحين السوريين، مؤكدا ان الرئاسة ليست عند هولاند بل عند السعودية وايران وروسيا واميركا.
مكاري الذي يعتز بأن حضوره في الكورة يتصاعد، اكد ان الشخصيات المسيحية المستقلة لا تمثل اكثر من الاحزاب السياسية، ولكن لا يوجد نائب او سياسي في هذه الاحزاب يمثل اكثر مني، ومثال على ذلك رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل لا يمثل في البترون كما امثل انا في الكورة، وانا حريص على استقلاليتي لاني اعرف حجم تمثيلي.
مكاري المؤيد للتوافق بين التيار الوطني والقوات يبدي عدم الرضا على نسبة الـ86 بالمئة المؤيدة للاتفاق، ويعتبر انها منخفضة لان جميع المسيحيين مع الاتفاق، الا انه في الوقت نفسه يعتبر هذا التوافق لا يمكن “تقريشه انتخابيا”. موضحا ان الاتفاق جاء نتيجة الظروف، وبقاؤه يعتمد على النتائج، قانون الانتخاب امتحان مهم للتحالف.
يعتبر مكاري ان قوة 14 اذار تأتي من قناة الناس، بينما قوة 8 اذار بقوة قيادتها، فبينما قيادة 8 اذار متماسكة، تعتبر قيادة 14 اذار “متشابكة”، منوها بتوصيف الرئيس بري الدقيق لوضع 8 و14 اذار “انها في موت سريري”، لافتا الى ان بري لم ينعى هذه القوى، كما ان الرجوع من الموت السريري صعب.
بينما دعا مكاري الى عدم استباق التحقيقات القضائية وتوزيع التهم جزافا بملفات الفساد، اكد انه لا يمكن استثناء احد من هذه الملفات على اختلافها، موضحا انه مع التوبة في هذه المواضيع، واي مخطئ يعترف بالخطأ ويعيد الاموال يتم اعفاؤه من العقوبة على طريقة التعاليم المسيحية.