أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية عن طبع صورة الناشطة المناهضة للعبودية، هاريت تابمان، على أوراق الدولار الأمريكي، لتصبح بذلك أول امرأة توضع صورتها على الأوراق النقدية في البلاد منذ أكثر من قرن.
ومن المقرر أن تُطبع صورة تابمان على الأوراق النقدية من فئة العشرين دولارا.
ولدت تابمان حوالي عام 1820، وساعدت المئات من العبيد آنذاك على الفرار. وستحل صورتها محل صورة الرئيس الأسبق، أندرو جاكسون، أحد مُلاك العبيد.
وتراجعت الخزانة الأمريكية عن خطط سابقة بإزالة صورة ألكسندر هاملتون، أحد مؤسسي النظام المالي الأمريكي، من الورقة فئة العشرة دولارات، وذلك بعد تلقي الكثير من الانتقادات لهذه الخطة.
وستظهر صورة تابمان على واجهة الورقة فئة العشرين دولارا، في حين ستبقى صورة الرئيس الأسبق جاكسون في الخلفية.
وقال وزير الخزانة الأمريكي، جاكوب ليو، إن هاريت تابمان “ليست مجرد رمز تاريخي، وإنما مثل أعلى للقيادة والمشاركة في تحقيق الديمقراطية. وتجسد قصتها المذهلة للشجاعة والالتزام بالمساواة مُثل الديمقراطية التي تحتفي بها أمتنا”.
وستظهر صور لقائدات نسويات أخريات على خلفية الورقة النقدية فئة العشرة دولارات.
أما الورقة النقدية فئة الخمسة دولارات، التي يظهر على واجهتها الرئيس الأسبق أبرهام لينكولن، فسيظهر على خلفيتها صور لرموز من التاريخ الأمريكي مثل المغنية مريان أندرسون، والسيدة الأولى السابقة إلينور روزفلت، والناشط في حقوق الإنسان مارتن لوثر كينغ.
وظهرت النساء على العملة الأمريكية من قبل، إذ صُكت صورة للسيدة الأولى السابقة، مارثا واشنطن، على العملة الفضية فئة دولار واحد بين عامي 1891 و1896.
كما ظهرت شخصية بوكهانتس، إحدى شخصيات السكان الأمريكيين الأصليين، في صورة جماعية على ورقة نقدية فئة العشرين دولارا بين عامي 1865 و1869.
وولدت هاريت تابمان في عشرينيات القرن التاسع عشر لتجد نفسها قيد العبودية. وهربت بعد معاناتها من إصابات بالغة في الرأس، وساعدت على تحرير أكثر من 70 من العبيد عن طريق “خط سكك حديد تحت الأرض”، وهي شبكة من النشطاء المناهضين للعبودية، مرتبطة بمجموعة من منازل الإيواء الآمن.
وفازت تابمان في استطلاع للرأي أجرته حملة تحمل اسم “نساء في العشرينيات“
وقالت المديرة التنفيذية للحملة، سوزان أديس ستون، إن اختيار “المقاتلة من أجل الحرية يُعد أمرا رائعا“.
كما قالت إن تابمان “شخصية مميزة”، وإنه أمر مثير للسخرية أن تُنقل صورة أندرو جاكسون إلى خلفية نفس الورقة النقدية.
وأضافت: “لم يكن هذا ما تخيلناه، لكن أعتقد أنها ستكون قصة مثيرة للاهتمام، وستظل حاضرة في دروس التاريخ لنتعلم من تصرفاته (جاكسون) وسياساته“.
وكانت هناك ترشيحات أخرى لتكون مكان صورة تابمان، من بينها إلينور روزفلت، والناشطة في حقوق الإنسان روزا باركس، وقائدة “أمة الشروكي” القَبَلية ويلما مانكيلر.
ويرجع السبب في الإبقاء على صورة ألكسندر هاملتون على الورقة فئة العشرة دولارات إلى شعبية المسرحية الموسيقية “هاملتون“.
وكان فريق العمل المسرحي قد زار وزير الخزانة في مارس/آذار الماضي.
وبعد الاجتماع، كتب مؤلف المسرحية، لين- مانويل ميراندا، في تغريدة عبر تويتر إن ليو أخبره أنه سيكون “في غاية السعادة” بعد إعلان التغييرات على الأوراق النقدية الأمريكية.
كما أصدرت وزارة الخزانة بيانا بعد الاجتماع، أقرت فيه “بالتزام ليو بالإبقاء على صورة ألكسندر هاملتون على الورقة النقدية فئة العشرة دولارات”.