يحرص وزير التربية، عضو اللقاء الديموقراطي على تظهير الحوار البناء وعدم التحريض لوضع حد للخلافات والانقسامات التي حصلت بعد حادثة “البساتين” في الجبل، فالوضع السياسي في البلاد لا يحتمل المزيد من التعقيد السياسي والاقتصادي.
وزير التربية والتعليم العالي اكرم شهيب، الذي يبرز اسمه بقوة في ملف حادثة قبرشمون – البساتين، وخلال لقاء مع رابطة خريجي الإعلام برئاسة الدكتور عامر مشموشي وحضور رئيس تحرير موقع وزارة الاعلام ومدير الدراسات خضر ماجد، أكّد اننا نمر بوضع دقيق والمطلوب اعتماد الحكمة والتعقل لتجاوز مخاطر هذه المرحلة، لافتاً الى انّ الشعبوية و»الهوبرة» لا تفيدان، «وعلى رئيس الجمهورية ان يكون فوق الجميع وحكماً بين الجميع، حتى يتمكن من الدفع في اتجاه الخروج من المأزق».
ويؤكّد انّ الحزب الاشتراكي قرّر الاحتكام الى التحقيق والقضاء منذ اللحظة الاولى لوقوع حادثة قبرشون، «علماً انّ حقيقة ما جرى على الارض واضحة حتى لو انّ هناك من أطلق كذبة ثم صدّقها».
ومن منطق الحوار والانفتاح وعدم التصعيد، اكد شهيب انه «رأس حربة الساعين الى الوفاق، ونحن كنا بغنى عن حادثة الجبل لولا الخطاب المتشنج والمتنقل، وهل نسينا ما قيل بحق رئيس مجلس النواب نبيه بري والطائف والزعامات السنية في البلد وما كاد يحدث بالجبل، وبالتالي هذا الخطاب نسيناه عند انتهاء الانتخابات النيابية، لكن خطاب دير القمر اعاد توتير الاجواء وفتح ملفات الماضي في 1860 و1975 و1976، رغم اننا في الجبل لا نقيم ذكرى شهداء في القرى احتراما للمصالحة، ونحن نعيش حياة واحدة على كل الصعد الى ان جاء الخطاب المتشنج، مع التذكير ان معركة سوق الغرب كانت بابا للشرعية والطائف، وعليه يجب التواصل بمنطق المحبة، وقد اهين اهل الجبل بكلام دير القمر «التوبة والغفران» وخطاب الكحالة.
واعتبر شهيب ان «التصويت بالحكومة على المجلس العدلي يعني تأكيد نظرية محاولة اغتيال صالح الغريب، وما حصل في الجبل هو محاولة فتح الطريق بالنار فتم الرد عليه، والمصلحة اليوم تقتدي اجتماع الحكومة، بعد انزال البعض عن الشجرة التي صعد عليها، وارض الجبل مفتوحة لاي انسان يزورها وتجدر الاشارة الى ان القانون يعاقب من ينبش القبور».
وشدد شهيب على ان «اتفاق الطائف هو الشرعية اليوم، ومن يتهمنا بالميليشيا نؤكد ان هناك افرقاء بالحكومة لولا ان كانوا ميليشيا لم يكونوا على طاولة مجلس الوزراء اليوم، والاشكال اليوم ليس درزياً – درزياً ولا درزياً – مسيحياً، بل ان رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل هو من يريد ان يطوق رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط في الجبل، ويريد ان يحد من صلاحيات الرئيس نبيه بري في مجلس النواب، وحصر رئيس القوات سمير جعجع في معراب فقط، ومحاصرة رئيس تيار المردة سليمان فرنجية في زغرتا، والمشكلة اليوم هي جنوح باسيل واستعجاله بالسلطة».
واوضح ان المشكلة اليوم ليست مع الوزير صالح الغريب بل مع من دفع الغريب الى هذا العمل.
ودعا الى ترك موضوع حادثة قبرشمون للامن والقضاء، لانه لا مصلحة لاحد باستهداف المصالحة في الجبل، لان اي خلل سينعكس على الجبل والقرى المحيطة.
واوضح ان الخلاف بدأ منذ العام 2005، وقد نظمنا الخلاف مع حزب الله بعد العام 2008 برغبة مشتركة بين الفريقين، وبعد العام 2011 وبدء الازمة السورية رتبنا هذه العلاقة رغم الخلاف، وفي موضوع العلاقة مع «التيار الوطني» شاركنا بإنتخاب الرئيس ميشال عون وعملنا على ان نكون في لائحة واحدة في الانتخابات النيابية ولم ننجح، ومشكلة البعض هي ان جنبلاط لديه مساحة واسعة للتحرك والهدف اليوم هو تطويع جنبلاط، وقد عمل الاشتراكي على تسهيل تأليف الحكومة عبر تسمية عدد من المرشحين، الا ان الرئيس عون عمل على تسمية صالح الغريب الذي انضم الى كتلة الوزير باسيل.
وتابع شهيب قائلا «نعول كثيرا على حكمة اصحاب القرار وحرصهم على استقرار البلد، اما الاصوات التي نسمعها اليوم هي صدى لقرار سياسي، ولا يجوز بقاء الوضع على ما هو عليه في ظل منطقة تشتعل ووضع اقتصادي يترنح، واذا كان القرار لحزب الله فلنتحاور معه بدل ترك بعض الاصوات التي حجمها معروف للتحكم بالجبل جراء الدعم الذي تحظى به». واعتبر انه من غير المقبول ان «يفركش» آل فتوش العلاقة التاريخية التي تربطنا بحزب الله.
وردا على سؤال حول اسقاط الحكومة، اكد ان الجميع بحاجة للحكومة، خاصة وانها تشكلت بصعوبة، واذا اسقطت الحكومة بالضربة القاضية من الصعب تشكيل حكومة جديدة، لا سيما مع الدعم الذي يحظى به الحريري من رؤساء الحكومة السابقين. واعتبر ان مدير عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم انسان على قدر المسؤولية، وهو لم يوكل اليه مهمة وفشل فيها، وهو على تنسيق دائم مع جميع الافرقاء لحل ازمة البساتين، موضحا ان الوزير سليم جريصاتي هو من طرح موضوع تحويل الملف الى المحكمة العسكرية، واعتبر ان الخوف من الحقيقة فيما حصل هو من اوقف المبادرات، واكد ان الكمين الذي يتحدثون عنه هو في عقولهم فقط، وانا حاولت فتح الطرقات بالقوة وقد تم مواجهتي من الناس، ويجب تهدئة الخطابات قليلا لانه كما قال البطريرك الراحل نصرالله صفير ان «الحرب تبدأ بكلمة»، والجبل اليوم هو تحت سلطة الدولة والجيش، ولا قوة في الجبل الا للدولة، واهل الجبل لا يريدون الا الحياة والصيفية والمدارس.
وينبّه شهيب الى انّ لبنان لا يُحكم بمفهوم الغلبة او بفائض القوة، بل بالتعاون والشراكة بين مكوناته، مؤكّداً انّ الحزب التقدمي هو تحت سقف الدولة والقانون وليست لديه أي حسابات او رهانات أخرى.