عقدت هيئة الأمم المتحدة للمرأة واليونيسيف ومنظمة الصحة العالمية وصندوق الأمم المتحدة للسكان والإسكوا واليونسكو دورة استثنائية حول موضوع “عدم استثناء أحد: نهج السياسات الرامية إلى الاعتراف بالتقاطع وتعزيز الشمولية من أجل النساء والفتيات ذوات الإعاقة في التنمية المستدامة”، وذلك خلال أعمال المنتدى العربي للتنمية المستدامة للعام 2019 ، وقد جرت حلقة النقاش في مركز الأسكوا في بيروت في 10 نيسان الجاري بمشاركة مديرية الدراسات والمنشورات اللبنانية ،وتناولت المناقشة الطابع المتعدد الأبعاد للشمولية فيما يتعلق بالمساواة بين الجنسين ومبدأ “عدم استثناء أحد” لتنفيذ خطة عمل عام 2030، ولا سيما كيف تختبر النساء والفتيات ذوات الإعاقة الشمولية والتقاطع.أشارت الدكتورة هبة هجرس، الأمينة العامة السابقة للمجلس القومي لشؤون الإعاقة وعضوة البرلمان المصري والعضوة في المجلس القومي المصري للمرأة، إلى أن النساء والفتيات ذوات الإعاقة يواجهن تمييزاً متعدد الأشكال لأنهن نساء ولديهن إعاقة ويشمل ذلك زيادة خطر التعرض للعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقالت إن “تمثيل ومشاركة النساء ذوات الإعاقة في صنع السياسات أمر أساسي لبناء مجتمعات شاملة، حيث يتم منح جميع الناس فرصة للتمكين وسماع أصواتهم بغض النظر عن نوعهم الإجتماعي أو وضعهم الاجتماعي أو الصحي”.
وقالت السيدة سيمون إليس أولوتش أولونيا، مستشارة المشاركة السياسية للمرأة في هيئة الأمم المتحدة للمرأة، متحدثةً عن جهود هيئة الأمم المتحدة للمرأة للتطرق إلى التقاطع حول الإعاقة، “لقد تبنينا استراتيجية الأمم المتحدة لإدماج الأشخاص ذوي الإعاقة واستراتيجية هيئة الأمم المتحدة للمرأة للإعاقة ونتخذ خطواتنا الأولى نحو تسريع تنفيذهما في الدول العربية من خلال إجراءات ملموسة مثل: توسيع شبكتنا بين منظمات الأشخاص ذوي الإعاقة والمنظمات العاملة لأجلهم، وإجراء التدقيق الأول حول إمكانية الوصول للأشخاص ذوي الإعاقة من الشركاء والموظفين والموظفات، ودعم موظفينا من خلال توفير التدريب على القدرات بشأن شمولية الإعاقة من أجل برامج وعمليات وشراكات أقوى”.
أكدت السيدة رشا أبو العزم، وهي مديرة البرنامج الإقليمي لهيئة الأمم المتحدة للمرأة بعنوان “رجال ونساء من أجل المساواة بين الجنسين” على ضرورة مشاركة الرجال والفتيان في تحقيق المساواة بين الجنسين من خلال دراسة الهيئة الاستقصائية حول الرجال والمساواة بين الجنسين في مختلف بلدان منطقة الشرق الأوسط. قدمت الدراسة توصيات على مستوى السياسات والعمل على مستوى المجتمع، والذي تضمن مناهج غير تقليدية لمعالجة الإعاقة من بين موضوعات أخرى. أكدت السيدة صباح البهلاني، البرلمانية والمديرة التنفيذية في جمعية التدخل المبكر للأطفال ذوي الإعاقة من سلطنة عمان، على الحاجة إلى تغيير العقليات المجتمعية لضمان إدراج جميع الفتيات والفتيان ذوي الإعاقة.
تشير البحوث إلى أن عوامل مثل الوضع الاجتماعي والاقتصادي، والوصول إلى الخدمات الأساسية، والعمر، والإعاقة تتقاطع وتؤثر على تجربة النساء والفتيات للمساواة بين الجنسين وتمكينهن وتتفاقم أيضاً حالات عدم المساواة في سياقات معينة مثل الصراع والفقر المستمر، لذلك فإن من المهم تحديد وتحليل تجارب النساء المتعددة في منطقة الدول العربية للنظر في التجارب المختلفة التي تحدد نتائج التنمية. و لاحظت السيدة أنجيلا زيتلر، مسؤولة الشؤون الاجتماعية في الإسكوا، دور الدول الأعضاء في تحسين جمع البيانات من أجل دعم حكومي موجّه بشكل أفضل وتخطي الحواجز التي تواجهها النساء والرجال ذوي الإعاقة. أبرزت الدورة مساهمات النساء والفتيات ذوات الإعاقة في تنفيذ خطة عمل 2030.
وعلى حد تعبير السيدة صفية البهلاني، مؤسسة معرض الفنون والدفاع عن الأشخاص ذوي الإعاقة من عمان، “لن تكون الحياة بلا تحديات، لذلك اتخذ الخطوة الأولى بالإيمان بنفسك واستخدم التحديات كسلاح للتغلب على العقبات”.