كتبت صحيفة “النهار ” تقول : يبدو جلياً ان انشغال العاصمة اللبنانية بعدد من الزوار العرب والأجانب خلال الاسبوع الجاري، لم يمنع بعبدا من الاهتمام بملفات عدة دفعة واحدة، لدفع عجلة الحكومة في الأيام المئة الاولى من ولايتها وإعطاء مزيد من الصدقية لـ”حكومة العهد الأولى”. وفيما بدأ رئيس بلغاريا رومين راديف زيارة رسمية للبنان أمس، كما الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، يحط غداً الخميس في بيروت الرئيس اليوناني بروكوبيوس بافلوبولوس الذي يسبقه اليوم وزيرا الخارجية والسياحة اليونانيان للمشاركة في منتدى التعاون الثلاثي اللبناني – اليوناني – القبرصي، على ان يصل أيضاً فجر اليوم وزراء الخارجية والسياحة والنفط في قبرص.
واذا كانت دوائر القصر الرئاسي تحضر لمؤتمر قضائي سبقته اجراءات “تطهير” في الجسم القضائي، وتحضر أيضاً لمؤتمر تربوي تحدث عنه الوزير أكرم شهيب بعد لقائه رئيس الجمهورية ميشال عون، فإن التطورات الأخيرة والجدل الحاصل حول الشأنين المالي والاقتصادي، دفعت دوائر القصر الى التحضير لاجتماع مالي يرئسه رئيس الجمهورية منتصف الأسبوع المقبل. وفي حين تنفي المصادر اأن يكون الخلاف على تعيين نواب حاكم مصرف لبنان والانتقاد الذي وجهه وزير الاقتصاد منصور بطيش إلى السياسات والهندسات المالية التي يتبعها الحاكم رياض سلامة في المؤتمر الصحافي الذي عقده نهاية الاسبوع الماضي هما الدافع إلى الاجتماع، تقول ان هذا اللقاء أو المنتدى يأتي في سياق الورش التي يطلقها الرئيس عون ويرعاها لوضع الاطر الصحيحة للنهوض بالبلاد من العثرات والمشكلات التي تعانيها وذلك بعد أن يكون اطلع شخصياً من المعنيين على أدق التفاصيل والخلاصات المطلوبة لعملية التصحيح.
وبالنسبة الى المشاركين في اللقاء نقلت “المركزية” عن مصار انه بات من المؤكد حضور أركان القطاعين المالي والاقتصادي يتقدمهم وزيرا المال علي حسن خليل والاقتصاد منصور بطيش، وحاكم مصرف لبنان، ورئيس جمعية المصارف جوزف طربيه، ورئيس وأعضاء لجنة المال والموازنة النيابية التي تكوّن لديها تقرير شامل عن القطاعين المالي والاقتصادي نتيجة الاجتماعات التي تعقدها لمناقشة الواقع.
وفي هذا الاطار، طمأن حاكم مصرف لبنان الى “ان الإقتصاد اللبناني بحاجة إلى ضخ رساميل جديدة. والمصرف يؤكد مجدداً سلامة القطاع المصرفي في لبنان ومتانته. وقد أصدرت وكالات التصنيف مؤخراً تقارير تفيد أن النظرة إلى القطاع المصرفي في لبنان مستقرة. إن مصرف لبنان ملتزم إبقاء سياسته الهادفة إلى استقرار سعر الصرف بين الليرة والدولار ويؤكد أن لديه القدرة على تحقيق هذا الهدف الذي بات مطلباً وطنياً”.
ملف النازحين
أما ملف النازحين السوريين الضاغط على البلاد، فحضر في محادثات الرئيسين اللبناني والبلغاري الذي رد على طلب لبنان “وجوب العمل سريعاً على وضع حد لمعاناة النازحين، وتأمين عودة آمنة لهم الى بلادهم”، فدعا الى “ايجاد حل سريع للأزمة السورية الداخلية كي يتمكن الملايين من الناس الذين غادروا ديارهم الى أنحاء العالم من العودة اليها، ونحن معنيون بضمان الحالة السياسية التي تسمح بذلك”. وأكد أنه “من الحقوق السيادية للبنان ان يقرر متى في امكان النازحين الموجودين على أرضه ان يعودوا الى بلدهم، وأنا أعلم ان لبنان يعمل على ذلك باتجاهين: نن طريق العلاقة المباشرة مع سوريا، والثاني عبر الامم المتحدة، وهو من يقرر أي اتجاه هو الأنسب”.
وفي واشنطن، قدّر رئيس لجنة المال والموازنة النائب ابرهيم كنعان استثمار البنك الدولي في الشباب اللبناني على المدى الطويل لإيجاد فرص عمل في القطاع التكنولوجي تصل الى 48000 وظيفة في 2025 “ونطالبه بتطوير وزيادة سقف تمويله في هذا المشروع”.
ودعا كنعان الى “حصر هذا المشروع بالشباب اللبناني وفصله عن مسألة النازحين السوريين التي هي موقتة جداً في نظرنا ولا يجوز ان تدخل في حسابات البنك الدولي الاستثمارية البشرية أو التنموية الطويلة الأمد في لبنان”.
وسط هذه الاجواء، يعقد مجلس النواب اليوم جلسة مساءلة للحكومة تتضمن 11 سؤالاً نيابياً تتناول موضوعات بعضها سبقته التطورات المتلاحقة منذ الموعد الاول للحلسة الذي تأجل. كما يعقد مجلس الوزراء جلسة عادية بعد ظهر غد الخميس في السرايا.
في مجال آخر، يطل في الرابعة والنصف عصراً، الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصر الله لمناسبة “يوم الجريح المقاوم”. وعلمت ” النهار”ان نصر الله سيركز في كلمته على القرارات الاميركية ولا سيما منها تصنيف الحرس الثوري منظمة ارهابية، وان المواجهةً ستشتد في المرحلة المقبلة وسط توقعات الحزب ان يطاول ذلك التصنيف الحشد الشعبي و”كتائب حزب الله” في العراق ويخلص الى نتيجة ان المواجهة السياسية اليوم هي استكمال للمواجهة العسكرية التي خاضها محور المقاومة في العراق أو سوريا ولبنان