كتبت صحيفة “النهار” تقول: باستثناء تغريدة يتيمة “لاذعة” لرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط في موضوع خارجي غمز فيها من قناة النظام السوري في التطور المفاجئ الذي كشفته اسرائيل في تسلمها رفات جندي اسرائيلي قتل قبل أكثر من ثلاثة عقود في معركة السلطان يعقوب في لبنان، لم تخرج التحركات والاجتماعات والمواقف الداخلية عن اطار الحركة الكثيفة الجارية في شأن انجاز خطة الكهرباء واقرار النسخة المعدلة و”المتقشفة” للموازنة، علماً ان مجمل المؤشرات تؤكد ان العد العكسي لانجازهما بات في مراحله الاخيرة.
وكان جنبلاط كتب عبر “تويتر”: “في لعبة الامم بمصير الشعوب فإن تسليم رفات الجندي الاسرائيلي عبر وسطاء مجهولين هدية مجانية لكن قيمة لنتنياهو في انتخاباته. التحية كل التحية للنظام السوري رأس حربة الممانعة العربية والاقليمية والاممية”. وفي غضون ذلك كان رئيس الوزراء سعد الحريري يؤكد “التزام لبنان سياسة النأي بالنفس عن كل ما يجري من توترات وحرائق في المنطقة”. والتقى الحريري عصرا في السرايا سفراء الاتحاد الأوروبي في دول المنطقة، تقدمتهم رئيسة بعثة الاتحاد في لبنان السفيرة كريستينا لاسن، على هامش مشاركتهم في المؤتمر السنوي لسفراء الاتحاد الأوروبي الذي انعقد هذه السنة في لبنان وعرض أمامهم الأوضاع في لبنان وتوجهات الحكومة والخطط التي تنوي القيام بها، ولا سيما على صعيد الإصلاحات والنهوض الاقتصادي وتنفيذ مقررات مؤتمر “سيدر”، مشدداً على ضرورة تضافر كل الجهود لتتمكن الحكومة من تحقيق ذلك، ومثمنا ما يقوم به الاتحاد الأوروبي لمساعدة لبنان، في إطار الشراكة القائمة بينهما، والدور الذي يضطلع به في مساعدته على تحمل أعباء النازحين السوريين في لبنان.
وقال: “لولا هذه المساعدة لما استطاع لبنان أن يقوم بكل هذه الأعباء، وهو لا يزال في حاجة إلى مساعدة أكبر”، مؤكدا أهمية عودة النازحين السوريين إلى بلادهم، فهذا يصب في إطار تخفيف معاناتهم، ومشدداً على ضرورة ألا تشكل عودتهم هذه معاناة جديدة لهم”. وأضاف: “لقد ساعد الاتحاد الأوروبي لبنان في انعقاد مؤتمر سيدر، والحكومة ملتزمة بشكل كامل تطبيق الإصلاحات التي أقرها المؤتمر في وقت قريب جداً”.
اجتماع رابع
اما في ورشة الملفات الداخلية، فان اللجنة الوزارية المكلفة درس خطة الكهرباء لم تنجز في اجتماعها أمس لليوم الثالث توالياً مهمتها وستعقد اجتماعاً رابعاً اليوم بعد الجلسة الاسبوعية لمجلس الوزراء في السرايا، واذا اكملت درس الخطة ربما انعقدت جلسة استثنائية لمجلس الوزراء غداً في قصر بعبدا لبت الخطة واقرارها نهائياً. واذ بدا لافتاً ان وزيرة الطاقة ندى البستاني لم تجزم بامكان الاستغناء عن البواخر المنتجة للطاقة الكهربائية، قال وزير الاعلام جمال الجراح إن “الجو إيجابي جداً، وهناك سرعة في العمل رغم وجود نقاش مسؤول وبالعمق حول كل الآليات ونقاط الخطة. وهناك آراء متعددة حول كيفية إدارة المناقصات، وقد توصلنا إلى اقتراحين يحتاجان إلى نقاش متعمق أكثر لكي نتمكن من رفع القرار النهائي في شأنهما إلى مجلس الوزراء، حول أي أسلوب سنتبع في المناقصة. أما موضوع الإنتاج الموقت والدائم، فقد بحث أيضاً وحصل شبه توافق على الخطة المعطاة من وزيرة الطاقة والأماكن التي ستقام فيها المعامل الموقتة والدائمة وحجم الإنتاج الذي سيكون في كل موقع. أما موضوع الاستملاك في سلعاتا، فهناك أرض استملكتها مؤسسة كهرباء لبنان وهي كافية للمرحلة الأولى من الإنتاج، أي المعمل الأول، ويتم البحث حول كيفية الحصول على أرض إضافية إذا ما احتجنا إليها، ومن سيمول عملية الاستملاك القادمة، وهل سيحصل الاستملاك الآن أو في مرحلة مقبلة”.
لكن مصادر اخرى معنية بعمل اللجنة قالت لـ”النهار” إن تشبث الوزيرة البستاني برفض اجراء المناقصات في إدارة المناقصات جبه برفض وزراء كل من “القوات اللبنانية” والحزب التقدمي الاشتراكي وحركة “أمل” و”حزب الله”. وأفادت ان وزير العمل كميل ابو سليمان كان قد سلّم دراسة قانونية عن وجوب اللجوء الى إدارة المناقصات واصرّ على أن العمل لدى إدارة المناقصات لن يستغرق أكثر من ثلاثة أشهر. واضافت ان النقاش لا يزال مستمراً في شأن الحل الدائم والموقت حيث يصرّ وزراء “القوات” على ضرورة الربط بينهما في المناقصات مع عدم انتاج أي طاقة إضافية قبل وقف الهدر.
ويشار الى ان الخلاف المستحكم بين “التيار الوطني الحر” و”القوات اللبنانية” على ملف الكهرباء تمدد أمس علناً في اتجاه ملف النزوح. اذ عقب تسريب معلومات صحافية عن اجتماع لجنة الشؤون الخارجية النيابية أول من أمس بدت كأنها تبن من اللجنة لتنديد من وزير الخارجية جبران باسيل لـ”القوات” وقوى 14 اذار في ملف النازحين، رد امس بعنف النائبان بيار بو عاصي وجورج عقيص على ما وصفاه بالتضليل. وقال بو عاصي: “على الذي يكتب هذه التقارير الصفراء ويشوه الحقائق ان يكون ملماً بالموضوع. وزارة الشؤون لم تسجل يوماً ولادات النازحين ودورها ان تشجع السوريين على تسجيل الولادات”. واعتبر عقيص ان “هناك فئة سياسية لا تعتاش سياسياً الا من السجال مع “القوات اللبنانية”. ونحن نحب ان نطمئن اللبنانيين الى اننا لن نتغير، وهذا الموضوع لن يغير في سلوكياتنا. نتمنى ان نستطيع تغيير غيرنا مع اننا بدأنا ندرك صعوبة هذا التغيير”.
خفوضات الموازنة
اما في ملف الموازنة ومع ان تحديد موعد طرح المشروع المعدل على مجلس الوزراء ينتظر الاتفاق بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس الحريري بعدما انجزت المسودة النهائية عقب الاجتماع الاخير بين الحريري ووزير المال علي حسن خليل، فان ملامح الخفوضات في الموازنة ستبقى عرضة لتبديلات ولو طفيفة في ظل ما قد يسفر عنه النقاش المنتظر في مجلس الوزراء. ولوحظ أمس ان الوزير خليل سارع الى استباق كشف الارقام النهائية للخفوضات في الموازنة فغرد عبر حسابه على موقع “تويتر”: “من اقتراحات الخفض التي اقترحتها وزارة المال، حسم 50 بالمئة من رواتب السلطات العامة (الرؤساء والوزراء والنواب الحاليون والسابقون). وأكدت مصادر وزارية ل”النهار” ان الخفوضات باتت مساراً لا محيد عنه وان نسبة الخفوضات التي توصل اليها وزير المال مع رئيس الوزراء والمقدرة بـ 2,5 في المئة ستكون السقف لاقل المستويات المرتقبة اذ تستمر المساعي الضمنية بتوافق واسع بين الرئاسات والقوى السياسية بمعظمها لاحداث صدمة ايجابية لدى الرأي العام الداخلي والمجتمع الدولي الواهب للبنان من أجل استعادة الثقة بقدرة الدولة على تجنب بلوغ الخط الاحمر للتراجعات الاقتصادية والمالية.