كتبت صحيفة “النهار” تقول: وسط تصاعد ملامح “التهويل” من بعض حلفاء النظام السوري ومؤيدي “التطبيع” معه باثارة مشكلة في الجلسة المقبلة لمجلس الوزراء على خلفية “استبعاد” وزير الدولة لشؤون النازحين صالح الغريب عن الوفد اللبناني الرسمي الى مؤتمر بروكسيل – 3، يتوج هذا الوفد مشاركته في المؤتمر اليوم بالقاء رئيس الوزراء سعد الحريري كلمة لبنان أمام “مؤتمر دعم سوريا والمنطقة” من منطلق المواقف التي يتضمنها البيان الوزاري للحكومة بما يضع حداً فورياً لمحاولة توظيف هذا الملف في اللعبة السياسية الداخلية ولو أدى ذلك الى تكبيد لبنان المزيد من التداعيات السلبية عليه.
وقبيل وصول الحريري مساء أمس الى بروكسيل لترؤس وفد لبنان والقاء كلمته صباح اليوم أمام المؤتمر، أفاد مشاركون في الجلسات والندوات التي عقدت خلال اليومين السابقين ان مناخ المؤتمر لا يظهر مؤشرات حل مستدام للازمة السورية وان الاوروبيين لن ينفتحوا على النظام السوري أقله في المدى المنظور. كما أشار هؤلاء المشاركون الى ان هذا المناخ ينعكس على موضوع عودة النازحين التي يصر جميع المشاركين في المؤتمر على انها يجب ان تكون طوعية وأمنها مضموناً. وتؤكد هذه المعطيات أيضاً ان ثمة اهتماماً والتزاماً لدعم لبنان في هذا الملف لكن هناك تشديدا على دور الحكومة اللبنانية الجديدة في البدء باصلاحات جدية وحقيقية والصورة المتوافرة عند المسؤولين الاوروبيين لا تشير الى ان هذا الامر يحصل الان.
ولفت المستشار الاقتصادي للحريري نديم المنلا إلى أنّ “المشاركة في أعمال هذا المؤتمر ستشكل مناسبة متجددة لحثّ المجتمع الدولي على مزيد من العمل لتخفيف أعباء النزوح السوري على لبنان الذي يرزح تحت عبء كبير نتيجة تداعيات ملف النزوح وانعكاساته في مختلف المجالات على الوضع اللبناني”.
وأوضح المنلا كما نقل عنه الموقع الالكتروني الناطق باسم “تيار المستقبل” أنّ كلمة رئيس الحكومة صباح اليوم في مؤتمر بروكسيل ستؤكد “نقاطا عدة أهمها التشديد على وجوب تحمّل المجتمع الدولي مسؤولياته والقيام بدوره إزاء قضية النزوح السوري وحثه على المشاركة في ابتكار حلول خلاقة لعودة النازحين، بحيث سيشدد في هذا المجال على أحقية المجتمعات المضيفة للنازحين في تلقي الدعم الدولي لكون هذه المجتمعات تتحمل مباشرةً تأثيرات النزوح الاقتصادية والاجتماعية، مع التركيز في الوقت عينه على النقطة الأساس التي وردت في البيان الوزاري لناحية الإشارة إلى أنه لا حلّ لأزمة النازحين إلإ بعودتهم إلى سوريا”.
وستكون للرئيس الحريري سلسلة لقاءات على هامش المؤتمر، أبرزها مع الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية فيديريكا موغيريني، والمبعوث الأممي لحل الأزمة السورية غير بيدرسن، والمفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي، وغيرهم من المسؤولين.
ويرافق الحريري إلى بروكسيل مستشاراه غطاس خوري وهزار كركلا، على أن ينضم إلى الوفد الرسمي وزير التربية والتعليم العالي أكرم شهيب ووزير الشؤون الاجتماعية ريشار قيومجيان اللذان شاركا في اجتماعات تحضيرية هناك عشية انعقاد المؤتمر.
“خطة “الوزير؟
ومع ان الرئيس الحريري حاول نزع فتيل أي مواجهة في شأن طبيعة الوفد اللبناني الى بلجيكا وطلب عدم تسييس الملف، علّق وزير الدولة لشؤون الاجئين صالح الغريب على عدم دعوته للحضور إلى مؤتمر بروكسيل قائلاً: “نتأسف لما حصل ونحن نحب التضامن”.
وأضاف في حديث تلفزيوني: “كنا نتوقع من الرئيس الحريري أن يتصرف بموضوع بروكسيل كما تصرفنا بموضوع سوريا.ماذا يوجد في بروكسيل سوى المال؟ نحن مهمّتنا عودة السوريين إلى سوريا والمكاسب المالية لا تهمّنا، ونظرتنا للنازح نظرة عميقة وتهدف للمساعدة”.
وأعلن أنّه “يملك خطّة لحل مشكلة النازحين وهذه الورقة تحاكي الأمور المقترحة المحفّزة لعودتهم”.
وأفادت مصادر “الحزب الديموقراطي اللبناني” ان الوزير الغريب عازم على اثارة القضية في مجلس الوزراء. وكان رئيس الحزب النائب طلال ارسلان غرد على “تويتر”: “سمعنا بالأمس تصريح الرئيس الحريري بعد لقائه الرئيس عون في بعبدا وردّه حول مسألة استبعاد الوزير الغريب عن مؤتمر بروكسيل، وهنا نقول له: المشكلة يا دولة الرئيس أننا نتمنى لك دائماً وفي كل محطاتك أن تمثل لبنان وليس فريقاً سياسياً في لبنان.. قولاً وفعلاً”. وأضاف: “أنت تريد التمثيل في الشكل ولا تبحث عن المضمون وهذه هي الطامة الكبرى ونحن لا نزعل منك بل نزعل عليك، خصوصاً ان لديك القدرة ولا تكلّف نفسك استخدامها لتجنيب البلد خضّات لم يعد يحتملها. لذلك يا دولة الرئيس تبريرك حول موضوع البيان الذي لم تقبله، ومن باب الصداقة نقولها لك عذرٌ أقبح من ذنب”.
جلسة اسئلة
وسط هذه الاجواء، أكد رئيس مجلس النواب نبيه بري في لقاء الاربعاء النيابي “أن الاولوية والمعركة الأساسية اليوم هي إقرار الموازنة في مجلس الوزراء وإحالتها على المجلس النيابي في أسرع وقت”، معتبراً “ان حسم هذا الإستحقاق هو اساس في الإصلاح المالي ومحاربة الهدر”. ونقل النواب عن بري انه سيدعو الى جلسة اسئلة واجوبة، معلناً وجود 17 سؤالاً نيابياً موجهاً الى الحكومة حتى الان. وفي الحديث عن نتائج مباراة بعض الوظائف، شدد على ان الكفاءة يجب ان تكون المعيار، والكفاءة فقط”. الى ذلك، نقل النواب عن رئيس المجلس قوله “لو كان الرئيس سعد الحريري هنا لاتصلت به وعبّرت عن انزعاجي من التجديد في مجلس الوزراء لعقود موظفين متعاقدين عينوا بشكل مخالف للقانون”.
واستوقف كلام لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون المراقبين بدا معه انه يركز على دور القضاء في عملية مكافحة الفساد. وقال الرئيس أمام وفد الهيئة التنفيذية للمرشدية العامة للسجون لدى استقباله أعضاؤها في قصر بعبدا، ان ملف السجون سيكون جزءاً اساسياً من الملف القضائي الذي سيُبحث بكل تفاصيله وامتداداته خلال المؤتمر الذي سيعقد في القصر الجمهوري لعرض أوضاع القضاء تحت عنوان “نحو عدالة افضل”. وأوضح ان “ازمة السجون في لبنان مرتبطة بأداء السلطة القضائية وعمل المحاكم والنيابات العامة، وأي مقاربة لهذه الازمة يفترض ان تتكامل مع معالجة الواقع القضائي في البلاد لانها جزء لا يتجزأ منه.” وأكد عون مجدداً ان “مسيرة مكافحة الفساد مستمرة وانه كي يكون العدل اساس الملك لا بد من العمل على تحقيق الاصلاح القضائي وتحرير القضاء من التبعية السياسية والتدخلات بالتزامن مع وقف التجاوزات ومخالفة القوانين”.