أولا: المقدمة
تحاول هذه الدراسة تسليط الضوء على مفهوم الإعلام الحديث لنواحي مداخله النظرية وتطبيقاته في البيئة الرقمية المرتبطة بخدمات المعلومات الصحافية العربية الراجعة. وتركز على دخول النشر المكتبي الى المؤسسات الإعلامية العربية والتأثير الذي أحدثه هذا التطور لناحية النشر الإلكتروني للنصوص الصحافية العربية وأساليب تخزينها ولناحية إعادة توفيرها للمستفيدين رقميا من خلال مجموعة من الخدمات التي توفرها مؤسسات عربية محدودة تعنى بمعالجة وتجهيز النصوص الصحافية العربية المنشورة سابقا في وسائل الإعلام العربية.
ولا بد، في بداية هذه الدراسة، من تصويب فهم خاطئ يتعلق بمصطلح الإعلام الحديث، وهو مصطلح يستخدم في أكثر من شكل. بعض المتخصصين يطلق عليه إسم وسائل الإتصال الحديثة، والبعض الآخر يسميه الإعلام الجديد أو الإعلام التفاعلي. وهناك من يصفه بالإعلام الشبكي والإعلام الإلكتروني أو الإعلام الرقمي. والحقيقة أن هذه التسميات على رغم إختلافها اللفظي إلا أنها تفيد عن مدلول واحد هو الإعلام الحديث.
يتناول عباس مصطفى صادق (صادق, 2007) في بحثه عن الإعلام الجديد مظاهر التعدد في مسميات الإعلام الحديث. ويخصص حيزا منه لسرد أهم التعريفات المتداولة في الإنتاج الفكري الغربي مستنتجاً صعوبة وضع تعريف شامل للإعلام الحديث لأسباب عدة أهمها “أن هذا الإعلام هو في واقع الأمر يمثل مرحلة انتقالية من ناحية الوسائل والتطبيقات والخصائص التي لم تتبلور بشكل كامل وواضح، فهي ما زالت في حالة تطور سريع، وما يبدو اليوم جديداً يصبح قديماً في اليوم التالي”.
ويُستغرب في هذا الإطار، الخلط القائم عند المتخصصين والمهتمين بين مفهوم التقنيات الحديثة والتقنيات التقليدية في الإتصال والإعلام. وما زال مصطلح التقنيات الحديثة يستخدم في عناوين كتب ودراسات تعالج قضايا تتعلق بالتلفزيون والراديو والصحيفة المطبوعة، وكلها وسائل تقليدية. ويظهرذلك بشكل واضح من خلال الإطلاع على ما هو متوافر من مواقع إلكترونية عربية معنية بهذا الموضوع، حيث أن جميع هذه المسميات مستخدمة وتعتبر مصطلحات للوصول الى معلومات عن الموضوع من خلال الإنترنت.
ثانيا: المداخل النظرية للإعلام الحديث
يشير المتخصصون والمهتمون في الإعلام الحديث الى مجموعة من الرؤى النظرية عن الاعلام الحديث. ويعدد الباحثون والمهتمون في مجال الإتصال هذه الرؤى مع المقاربات المختلفة التي اعتمدت في تفسير اتجاهاتها وفهمها. ومن أهم الذين درسوا وكتبوا في مجال الإعلام الحديث نشير الى نيغروبونتي (Negroponte)، دايفيس وأوين (Davis and Owen)، بافلك (Pavlik)، كروسبي (Crosbie)، مانوفيتش (Manovich) وفيدلر (Fidler)؛ وقد وردت الاشارة الى هذه الدراسات في البحث المذكور آنفاً والعائد للدكتور عباس مصطفى صادق.
1 – نيغروبونتي والاعلام الحديث
يشدد نيكولاس نيغروبونتي (Negroponte, 1995) على خاصية أساسية لتقنية الإعلام الحديث مقارنة مع ما سبق من تقنيات. ويعتبر أن ميزة الإعلام الحديث تكمن في ما يقدمه لجهة اعتماده الوحدات الرقمية واستغنائه عن الوحدات المادية والفيزيائية ولجهة توصيل المعلومات بما فيها الكلمات والصور والأشكال الأخرى بشكل رقمي وليس عبر الورق. ويعيد نيغروبونتي ميزة الاعلام الجديد وقدرته على المخاطبة الرقمية المزدوجة الى تطور الشبكات وأساليب التشبيك بين أعداد وفيرة من أجهزة الكومبيوتر، ما أدى الى تلبية الاهتمامات والرغبات الفردية والعامة. وهذا ما كان مفقودا مع تقنية الإعلام القديم.
2 – فيدلر والاعلام الحديث
يبني روجر فيدلر (Fidler, 1997) فهمه للإعلام الحديث على المقولة السائدة بين أوساط عدد من المتخصصين، وهي تفيد أن الأفكار الجديدة تأخذ حوالي ثلاثة عقود كاملة حتى تتسرب إلى ثقافة المجتمع والأفراد. ويستخدم التعبير ميتامورفوسيس (Mediamorphosis) للدلالة على التحول الكامل الذي يحصل في وسائل الإتصال نتيجة التفاعل المعقد للحاجات الأساسية والضغوط السياسية والاجتماعية والابتكارات التكنولوجية. ويحدد فيدلر ست مراحل تمر فيها عملية التغيير وهي الآتية:
• تعايش وتطور مشترك للأشكال الاعلامية القديمة والجديدة.
• تغيير جذري متدرج للأشكال الاعلامية من القديمة إلى الجديدة.
• انتشار السمات السائدة في الاشكال الاعلامية المختلفة.
• بقاء أشكال اعلامية ومؤسسات في بيئات صغيرة.
• ظهور الاستحقاقات والحاجات لتبنّي اجهزة الاعلام الجديدة
• حالة التأخر في تبني المفهوم ثم التبني الواسع لأجهزة الإعلام الجديدة
3 – كروسبي والإعلام الحديث
يحاول فين كروسبي (Crosbie) توضيح الإعلام الحديث من خلال مقارنة مع الإعلام التقليدي القديم (صادق، 2007). وهو يبدأ من الإتصال الشخصي الذي يتساوى فيه طرفي الإتصال لناحية السيطرة على مضمون الرسالة ويسمى بالإتصال الوجاهي من فرد الى آخر. ويعرف النوع الثاني من الإتصال بالإتصال الجماهيري، وهو يقوم على نمط الاتصال من فرد إلى مجموعة ويتحكم فيه المرسل بمضمون الرسالة. ويتميز الإعلام الحديث عند كروسبي عن النوعين المذكورين فلا يوجد ما يمنع الفرد من التواصل مع فرد آخر كما لا يمكن منع أي شخص من توصيل رسالة لمجموعة من الناس وتخصيص محتوى معين لكل فرد على حدة.
ويقول كروسبي أن قوة الاعلام الحديث تتضح عندما نتذكر أن ملايين الكومبيوترات المتصلة في شبكة الانترنت تقوم بالحصول على المعلومات وفرزها ونقلها لعدد غير محدود من البشر. ويمكن لهؤلاء اجراء عملية اتصال فيما بينهم في وقت واحد في بيئة تسمح لكل فرد مشارك، مرسلاً كان أو مستقبلاً، بفرص متساوية من درجات التحكم. لذلك، يشيع الإعلام الحديث آليات جديدة كلياً لإنتاج المعلومات وتوزيعها ويخلق مفاهيم مختلفة للأشكال الاعلامية الحديثة ومضامينها.
4 – بافلك والإعلام الحديث
يعتقد جون بافليك (pavlik, 1998) بضرورة توفر خارطة طريق لاستيعاب أبعاد تقنيات الاعلام الجديد وآثارها ولفهم وظائفها الاساسية المتمثلة في الانتاج، التوزيع، والعرض والتخزين.
5 – ديفيس وأوين والإعلام الحديث
يتفق ريتشادر ديفيس وديانا أوين (Davis, 1998) على تصنيف الاعلام الحديث وفقاً لثلاثة أنواع تتمثل في ربط الإعلام الحديث مع التكنولوجيا القديمة أولا، ثم ربطه مع التكنولوجيا الجديدة ثانيا، وأخيرا ربط الإعلام الجديد بالتكنولوجيا المختلطة. ويعتبر الصنف الأخير من هذه الأنواع الأكثر شيوعا، حيث تختفي الفروقات بين القديم والجديد. ويستخدم غالبية الإعلاميين التقليديين الوسائل الجديدة لاستكمال عملهم في كثير من النواحي. وتعترف المؤسسات الإعلامية التقليدية ايضاً بأهمية الاعلام الجديد، وتعمل على اللحاق بتكنولوجياته وتطبيقاته المتعددة. وتمتلك غالبية المؤسسات الإعلامية العالمية والعربية مواقع على شبكة الانترنت وتقوم بتخزين معلوماتها على وسائط حديثة لاستخدامها لاحقاً.
6 – مانوفيتش والإعلام الحديث
يدعو ليف مانوفيتش (Manovich, 2001) الى ضرورة النظر إلى الدور التكاملي للكومبيوتر في كافة عمليات الانتاج الإعلامي كافة وفي مختلف وسائل الإعلام. لأن الكومبيوتر أحدث تغييرات هائلة في طبيعة الاتصال وفي طبيعة المضامين الناتجة عن العملية الإتصالية الجديدة. ويحدد مانوفيتش الخصائص الأساسية للإعلام الحديث باالتمثيل العددي، حالة الانتقال، حالة الأتمتة، القابلية للتغير والترميز الثقافي.
ثالثا: تطور طرق الإتصال البشري
بناء على ما تقدم من معالجات مرتبطة بالإعلام الحديث وخصائصه، وربطا بما سبق ذلك من تحولات لناحية تطور وسائل الإتصال وتحول المجتمعات، يمكن تقسيم التاريخ الخاص بتطور طرق الاتصال البشري الى أربع حقبات (بشير، 2005). الحقبة الأولى سادت فيها طرق إتصال تعتمد الكتابة اليدوية ويعود تاريخها الى القرن الرابع قبل الميلاد وبدأت مع السومريين. الحقبة الثانية نمت فيها طرق إتصال تعتمد على تقنيات الطباعة ويعود تاريخها الى مطبعة غوتنبرغ عام 1456 وما سبقها من مساهمات صينية عام 1014 ثم كورية عام 1241. أما الحقبة الثالثة فقد شهدت ولادة الإتصالات السلكية واللاسلكية مع إستخدام صموئيل مورس التلغراف عام 1844. وعرفت الحقبة الرابعة التي هي موضوع هذه الدراسة بحقبة الإتصال التفاعلي مع دخول أول كمبيوتر عالم التشغيل عام 1946 وإستخدامه الفعلي كوسيلة إتصال مع ظهور الكومبيوتر الشخصي عام 1975.
رابعا: تطور المجتمعات لجهة الإتصال
يوزع المتخصصون الحقبات التي مر فيها تطور الإتصال البشري على ثلاثة أنواع من المجتمعات، تميز كل منها بوسائل إتصال لها خصائصها وتقنياتها (بشير، 2005) . أول هذه المجتمعات هو المجتمع الزراعي الذي تميز بوسائل إتصال تفاعلية ولكنها محدودة لجهة الجمهور والإنتشار، ومن وسائله الكتاب المنسوخ يدويا والإتصال الشفهي الوجاهي المحدود لجهة الجمهور. والمجتمع الثاني هو المجتمع الصناعي، وتميز بوسائل إتصال جماهيرية لجهة الإنتشار ولكنها محدودة لجهة التفاعل، ومن وسائل هذا المجتمع الراديو والتلفزيون والسينما. أما المجتمع الثالث فهو مجتمع المعلومات الراهن الذي تميز بوسائل إتصال تفاعلية مع إنتشار غير محدود، ومن وسائله التلتكست الذي بدأ في بريطانيا عام 1976 ، والفيديوتكست الذي أبصر النور في بريطانيا أيضا عام 1979 وبينهما التلفزيون الكابلي التفاعلي الذي إنطلق في أوهايو في الولايات المتحدة عام1977. ثم الإنترنت السائدة حاليا وبعض الوظائف المتوافرة من خلالها كالبريد الإلكتروني، وهو في الأساس وجد قبل الإنترنت، وشبكة العنكبوت الدولية ومن خلالها الصحيفة الإلكترونية.
خامساً: إنتاج النصوص الصحافية وتخزينها
بعد استعراض الحقبات التي مر فيها الإتصال البشري والتحول الذي أصاب وسائل الإتصال الحديثة، وبعد التطرق الى أهم الرؤى المتداولة في المجال، يمكن تمييز الإعلام الحديث الذي تتناوله هذه الدراسة بعدد من الخصائص المفقودة مجتمعة في تقنية الإتصال التقليدية السائدة في العصور التي سبقت عصر المعلومات الراهن. واما هذه الخصائص فهي” التفاعلية”، “الفردانية”، “اللاتزامنية “، “التفتيت”، “الحركة والمرونة”، “قابلية التحويل”، “قابلية التوصيل” (مكاوي، 2001)، ويضاف الى هذه الخصائص إعتماد الكومبيوتر والإتصال بواسطة الأقمار الإصطناعية.
تختلف الرؤى العلمية التي تناولت الإعلام الحديث بين متخصص وآخر لناحية أهمية الخصائص. ومن المهتمين من يعتبر “التفاعلية” في مقدمة تلك الخصائص، وآخرون يعتبرون أن “اللاتزامنية” و”الفردانية” ساوتا بين منتج الرسالة ومتلقيها. وتميل هذه الدراسة الى التركيز على خاصية مهمة جدا لناحية العودة الى المعلومات من أجل الاستخدام اللاحق. لذلك، فإن الامكانات التي يوفرها الاعلام الحديث لجهة قابلية التخزين الرقمي تساهم في الرجوع الى الإنتاج الاعلامي واستخدامه من جديد وإعادة تقديمه بمنتجات مختلفة.
ولعل الخاصية الكامنة في إدخال المعلومات مرة واحدة الى النظم الالكترونية المتوافقة مع النشر المكتبي والنشر الالكتروني وإخراجها وإنتاجها بأكثر من شكل ومنتج، تعد من الخصائص المهمة التي يعتمدها الإعلام الحديث. ويهدف هذا الجزء المتبقي من الدراسة الى تسليط الضوء على الخدمات الصحافية الرقمية، وهي من ثمار هذه الخاصية، في البلدان العربية والتأثير الذي أحدثه دخول تكنولوجيا النشر المكتبي على هذه الصناعة الحديثة عربيا.
سادساً: بداية تقنيات النشر بواسطة الكومبيوتر
هناك أكثر من رأي حول الجذور التاريخية لتقنيتي النشر الالكتروني والنشر المكتبي ولكن المتخصصون يتفقون على أن الاول تعود بداياته الى عام 1945 عندما نشر فانيفربوش بحثا له وصف فيه فكرة التخزين الالكتروني. أما النشر المكتبي فيعود الى عام 1984 مع شركات “أبل” و”ألدوس” و”أدوب”. ولخصوصية الموضوع نذكر أن الإسهام العربي الغائب في التاريخ الطويل لتقنيات الاعلام الحديث وجد نفسه في إستخدام تقنية النشر المكتبي باللغة العربية في أوكتوبر عام 1988 وهو بذلك سبق الناشرين الغربيين في هذا الإستخدام في إنتاج الصحف ذات الحجم العريض (Bachir, 1995).
سابعاً: النشر المكتبي والصحافة العربية
النشر المكتبي (Desk Top Publishing) تعبير استخدم في مجال الصحافة اليومية للدلالة على استعمال الكمبيوتر وبرامج الكومبيوتر لإنتاج الصحيفة. لهذا الاستعمال تأثيرات سواء على مستوى وتيرة العمل في الجريدة وإنتاجها أو على مستوى تخزين المواد المنشورة في الجريدة بهدف إعادة استخدامها عند الحاجة كمصدر من مصادر المعلومات الأولية. قبل الدخول في التفاصيل، لابد من توضيح الفرق بين استخدام الكومبيوتر كطابعة للمادة الصحافية واستخدامه كمنتج للمادة الصحافية. في الحالة الأولى يقوم المستخدم بطبع النص الصحافي وبذلك فإن الكومبيوتر ينفذ دور الطابعة (Typewriter) فقط. أما في الحالة الثانية فإن الكومبيوتر بالاضافة إلى دور الطابعة ينفذ عمليات لها علاقة بتصميم وبإخراج الصحيفة وتوزيع المواد الصحافية من نصوص وصور ورسومات داخل الصفحات. أما أثر إستخدام تكنولوجيا النشر المكتبي على الصحف العربية يمكن ملاحظته في أمرين. الأمر الأول هو التأثير على مستوى أسلوب العمل داخل الصحيفة، أما الأمر الثاني فهو التأثير على مستوى تخزين النصوص المنشورة وإسترجاعها.
1- على مستوى العمل داخل الصحيفة
دخول الكومبيوتر ونظام النشر المكتبي الى الصحيفة اليومية حمل الكثير من التغيير في سير العمل داخل غرف التحرير وغرف الانتاج والتصميم والاخراج. ويمكن تلخيص أهم النتائج بالآتي :
أ – الاعتماد على الكومبيوتر كوسيلة نشر الكترونية أثر على طريقة تلقى الأخبار اليومية من وكالات الأنباء التي تشترك معها الصحيفة. وكالات الأنباء مثل رويتر، أ ف ب ، أ ب .. وغيرها من وكالات الأنباء في مختلف اللغات تستقبل داخل الجريدة التي تستخدم الكومبيوتر بواسطة وسيط أنباء، وهو نظام لمعالجة الأخبار الواردة من الوكالات يقوم بعملية استقبال الأخبار ثم يوزعها اوتوماتيكياً على المحررين. فالمحرر يملك خيار الإطلاع على جميع الأخبار الواردة إلى الصحيفة دون تحديد موضوعي أو جغرافي، ويملك أيضاً خيار تلقي الأخبار التي تهمه فقط مع تحديد جغرافي إذا شاء. فالمحرر الذي يهتم بالأخبار العلمية أو المسؤول عن صفحة العلوم داخل الجريدة يملك خيار استقبال الأخبار والتحقيقات التي لها علاقة بموضوع صفحته فقط وبذلك فهو غير معني بالأخبار السياسية التي تبثها وكالات الأنباء الصحيفة التي يعمل فيها. طبعاً في هذه الحالة فإن الكومبيوتر سوف يكون مزوداً بتعليمات تعينه على توزيع الأخبار وتصنيفها حسب الموضوع والمكان ومصدر المادة الصحافية .
ب – الاعتماد على الكومبيوتر كوسيلة الكترونية أثّر على طريقة تصميم وإخراج الصحيفة. تصميم الصفحات وإخراجها يتم بشكل آلي وعلى الشاشة مباشرة وليس يدوياً كما هو الحال مع الصحف التي تتبع الأسلوب التقليدي في إنتاج الصحيفة.
ج – الاعتماد على الكومبيوتر كوسيلة نشر الكترونية أثّر على طريقة استقبال الصور من الوكالات المتخصصة. فالصور يستقبلها وسيط صور يسمح للمحرر بالبحث عن صور معينة ويسمح له أيضاَ باختيار الصورة المناسبة لنصه الصحافي. بعد اختيار الصورة يمكن للمحرر أن يحولها بواسطة الشبكة الداخلية إلى مصمم الصفحة أو إعطاء المصمم رقم الصورة المطلوبة. بعدها يقوم المصمم بجلب الصورة إلكترونياً ويضعها في مكانها المحدد داخل الصفحة.
د – الاعتماد على الكومبيوتر كوسيلة نشر الكترونيه أثّر على طريقة النشر الدولي للصحيفة. الإنتاج الكلي للصحيفة أي الصفحات كلها ترسل إلى مواقع الطباعة في البلدان التي تطبع أو تصدر فيها الصحيفة بواسطة خط هاتفي ISDN وغيره من الخطوط الهاتفية أو بواسطة قنوات الأقمار الاصطناعية من مكان إنتاج الصحيفة. الصفحات التي تحتوي على نصوص فقط يستغرق إرسالها أقل من دقيقة، أما الصفحات التي تحتوي على صور ورسومات وشعارات Logos فإن إرسالها يستغرق وقتاً أطول.
2 – على مستوى تخزين وإسترجاع النصوص
أ – الاعتماد على الكومبيوتر كوسيلة نشر الكترونية أثر على طريقة حفظ النصوص الصحافية. النص المنتج بواسطة الكومبيوتر يمكن حفظه كنص وليس كصورة فقط.
ب – الاعتماد على الكومبيوتر كوسيلة نشر الكترونية سهّل عملية تنظيف النصوص الصحافية من الأخطاء. المادة الصحافية المحفوظة على شكل نص يمكن تصحيحها بسهولة وحفظها من جديد.
ج – الاعتماد على الكومبيوتر كوسيلة نشر إلكترونية سهل عملية تجهيز النصوص قبل التخزين داخل قواعد المعلومات. كل نص صحافي يفقد بعضا من تفاصيله الببليوغرافية التي تلازم النص عند إخراجه من الصفحة التي ورد فيها.
ثامناً – النشر الالكتروني والصحافة العربية
على عكس ما هو سائد في معظم الإستخدامات العربية الأكاديمية والمهنية, هناك فرق بين تقنية النشر المكتبي وتقنية النشر الالكتروني. ما يجمع بينهما هو الاعتماد على الكومبيوتر في النشر والتحزين والاسترجاع, أما ما يفرقهما فيكمن في طبيعة الوظائف المناطة بكل منهما.وكما ذكرنا آنفا, فإن تقنية النشر المكتبي تختزل العمل التقليدي من الاعتماد على المهارات اليدوية في إنتاج الصحيفة الى الاعتماد الكلي على الكومبيوتر وبرامج الطباعة والنشر في إستقبال الاخبار والصور وفي التصميم والاخراج. أما النشر الالكتروني فيستدعي التوفير الالكتروني لنصوص وصور الصحيفة كمصدر معلومات فوري من خلال شبكة إنترنت أو على أقراص مدمجة أو من خلال الشبكة الداخلية للصحيفة, ويستطيع المستفيد الوصول الى النصوص من خلال برامج خاصة بالبحث والاسترجاع. وعلى رغم الفرق بين هاتين التقنيتين, غالبا ما يمزج المتخصصون بين المصطلحين عند تناولهم مواضيع تتعلق بتكنولوجيا النشر ويوحدونهما في مصطلح واحد هو النشر المكتبي الالكتروني (DTEP).
نتيجة إستخدام تكنولوجيا النشر المكتبي في إنتاج النصوص وتصميم الصفحات طرقت الصحافة العربية باباً آخر من أبواب تكنولوجيا المعلومات حققت فيه تقدما لا بأس به عل مستوى النشر الالكتروني. وأصبحت الصحف متوافرة على إنترنت بأشكال عدة وتمكنت من خزن النصوص والصور على وسائط تخزين إلكترونية بما فيها الاقراص المدمجة مع قابلية البحث والاسترجاع الآلي الفوري لها.
1 – الأقراص المدمجة
على مستوي النشر الإلكتروني في أقراص مدمجة، فإن أولى تجارب إنتاج النصوص الصحافية الكاملة علي قرص مدمج جاء من صحيفة “الحياة” ، إذ أعلن مركز المعلومات فيها في 17 تشرين الأول (اكتوبر) عام 1995 عن الإصدار الأول لمحتويات الصحيفة على قرص مدمج للأشهر الستة الأولى من ذلك العام أطلق عليه إسم “أرشيف الحياة الإلكتروني” (بشير، 2001). وكشفت صحيفة “القبس” الكويتية في بداية العام 1996 عن إصدارها كشاف القبس للعام 1995 على قرص مدمج، ثم أعلنت كل من صحيفتي “السفير” و “النهار” اللبنانيتين عن توافرهما على أقراص مدمجة في 11 تموز (يوليو) 1997. وفي 14 شباط (فبراير) 1998 أفصحت مقالة منشورة في صحيفة الأهرام المصرية أن صفحاتها وصفحات كل المطبوعات التي تصدر عن مؤسسة الأهرام وعددها آنذاك 25 مطبوعة باتت جاهزة وقابلة للخزن على أقراص مدمجة كصور إلكترونية مع كشافات الإسترجاع الخاصة بها. وأخيراً أعلنت صحيفة “الشرق الأوسط” عن توافرها في أقراص مدمجة عبر إعلان نُشر على صفحاتها في 14 أيار (مايو) 1998. وأخيراً بدأت صحيفة “الوسط” البحرينية إنتاج توفير محتواها على أقراص مدمجة بوتيرة سنوية وهي صحيفة جديدة نسبيا وبدأت بالصدور عام 2002.
وتفاوتت الأقراص المدمجة التي أصدرتها الصحف العربية في حجم المعلومات وطبيعتها وفي أنواع أنظمة البحث والإسترجاع المستخدمة. هذه الأنظمة تختلف عن بعضها في متطلبات التشغيل التي تفرضها على المستفيد ولكنها تجتمع على توفير المواد الصحافية للباحثين بطرق مقبولة تتيح لهم في بعض الحالات البحث بواسطة النصوص والعناوين والمؤلفين والكلمات المفتاحية وتواريخ النشر. ومن المرجح أن تكون هذه الخدمة المتمثلة في توفير الأقراص المدمجة قد توقفت عند غالبية الصحف العربية التي بدأت بإنتاجها. ويعود ذلك الى التطور الحاصل في مجالات الربط على إنترنت والتوافر من خلال مواقع إلكترونية.
إن ما قدمته الصحافة العربية من مساهمات في ميدان تخزين واسترجاع النصوص الإلكترونية من خلال الأقراص المدمجة يعتبر قليلا قياساً بما قدمته الصحافة الغربية عموماً، والأميركية والإنكليزية خصوصاً، فهذه المؤسسات قدمت الكثير في سبيل تطوير نظم الخزن والإسترجاع وعملت على إيجاد حلول للمشاكل التي تعترض عمليات الإسترجاع الآلي الفوري سواء من انترنت أو من بنوك المعلومات مباشرة أو من الأقراص المدمجة.
2 – النشر على إنترنت
يزداد عدد الصحف اليومية العربية المتوافرة على شبكة إنترنت يوما بعد يوم وبذلك يتسع النطاق اللغوي لمفهوم الصحيفة اليومية الالكترونية ليشمل اللغة العربية, علما أن مفهوم الصحيفة الالكترونية لم يتم إستيعابه بعد بالقدر الكافي من الناشرين العرب.
توافرت الصحيفة اليومية العربية إلكترونيا لأول مرة عبر شبكة انترنت في 9 أيلول (سبتمبر) 1995. ونشرت صحيفة الشرق الأوسط في عددها الصادر في 6 أيلول من ذلك العام، خبراً على صفحتها الأولي أعلنت فيه أنه إبتداءً من 9 أيلول 1995 سوف تكون موادها الصحافية اليومية متوافرة إلكترونيا للقراء علي شكل صور عبر شبكة انترنت. الصحيفة العربية الثانية التي توافرت على انترنت كانت صحيفة النهار التي أصدرت طبعة إلكترونية يومية خاصة بالشبكة إبتداء من الأول من شباط (فبراير) عام 1996. ثم تلتها الحياة في الأول من حزيران 1996 و السفير في نهاية العام نفسه. حالياً تتوافر معظم الصحف العربية على أنترنت بشكل أو بآخر قد يتوافق وقد لا يتوافق مع مفهوم الصحيفة الالكترونية (بشير، 1997).
وتعتمد الصحف الإلكترونية العربية المتوافرة عبر انترنت في بثها للمادة الصحافية على ثلاث تقنيات هي تقنية العرض كصورة، تقنية بي دي أف، وتقنية النصوص. هذه التقنيات تختلف في ما بينها علي مستوى عرض وتخزين المادة الصحافية ولكنها تجتمع في عدم إمكانية البحث والإسترجاع الآلي لمعلومات معينة من الطبعات اليومية الجارية أو من الطبعات السابقة المتوافرة آليا إلا في حالات محددةً. وبذلك فإن الصحيفة اليومية الإلكترونية العربية وإن دخلت ميدان الصحافة الإلكترونية إلا أنها لا تزال تفتقر الى كثير من المزايا التي تتصف بها الصحيفة الإلكترونية. بعض الصحف العربية الإلكترونية لا تتوافر بشكل يومي على انترنت، والبعض الآخر يتيح إلكترونياً بعض ما ورد في الطبعة اليومية الورقية، فقط قلة قليلة من الصحف الإلكترونية العربية تلتزم بالإصدار اليومي الإلكتروني من دون مشاكل أو نواقص. ويمكن تقسيم ما يمارسه الناشرون العرب على مستوى النشر على أنترنت الى ثلاث فئات:
الفئة الاولى : تعتمد سياسة الحد الادنى المتمثلة في اطلاق نسخ كربونية صماء من الصحيفة المطبوعة باقل التكاليف ودون دخل يذكر من خلال هذه النسخة الالكترونية والإكتفاء بالاشارة الى أن للصحيفة موقعاً على أنترنت يقوم بدور التواصل ما بين الصحيفة وقرائها أينما كانوا.
الفئة الثانية : تعتمد بناء مواقع متميزة أقرب ما تكون الى البوابات الاعلامية الشاملة. وهي تطور في مواقعها الموجودة للوصول الى البوابة الاعلامية.
الفئة الثالثة : تعتمد سياسة الانطلاق من الصحيفة الالكترونية دون وجود صحيفة مطبوعة أصلا. وفي هذا المجال نشير الى صحيفة “إيلاف” (www.elaph.com) التي إنطلقت في 21 أيار (مايو) 2001 ، وقبلها صحيفة “الجريدة” (www.aljareeda.com) التي بدأت في كانون الثاني (يناير) من العام 2000. بالإضافة الى ذلك، نذكر في هذا السياق أن المواقع العربية المهتمة بنشر الأخبار من خلال مواقع وبوابات إلكترونية متوافرة بكثرة وفي غالبية البلدان العربية. ونينتمي بعض هذه البوابات والمواقع الإخبارية الى شركات خاصة أو الى إعلاميين.
تاسعا – الخدمات الاعلامية العربية على إنترنت
في الوقت الذي يتأخر فيه الناشرون الصحافيون العرب عن تطوير المواقع الخاصة بصحفهم الإلكترونية والتحول الى إصدار صحف الكترونية فعلية يزداد عدد البوابات الشاملة في العالم العربي بدءا من “الجزيرة نت”، “أرابيا أون لاين” ومرورا ببوابة “نسيج” و”بلانيت ارابيا” و”البوابة” و”عجيب” و”محيط” وبوابات أخرى قيد الانطلاق. وما يميز البوابات الشاملة ان خدماتها لا تنحصر في تقديم آخر الانباء السياسية وعلى مدار الساعة بل تقدم أيضا معلومات اقتصادية ومحركات بحث ومنتديات نقاش ساخنة. كما تعنى بأخبار الرياضة والفن والادب وتقدم شرائط موسيقية ومنصات لارسال الرسائل القصيرة للهواتف الخلوية واقساما للتسوق الالكتروني لشراء الكتب والاسطوانات والى غير ذلك من الخدمات. وتتمثل قوة البوابات الشاملة في أنها تقدم لزوارها معظم ما يحتاجون اليه من معلومات وخدمات من خلال حيز تفاعلي واحد.
من هذه البوابات الاعلامية من ينفرد بتقديم خدمة اعلامية توفر أخبارا وتحقيقات ونصوصا صحافية جارية وراجعة (من الأرشيف) مجهزة ضمن تصنيفات موضوعية وجغرافية عامة وحسب الطلب مع توفر نظم بحث واسترجاع متطورة تتلائم مع خصائص اللغة العربية وقادرة على تجاوز عدد كبير من المشاكل الخاصة بالإسترجاع الحر من النصوص العربية الاعلامية.
ونكتفي في هذه الدراسة بالإشارة الى خدمة “جهينة” المتوافرة على موقع “عجيب” (www.ajeeb.com) وعلى موقع شركة “صخر” (www.sakhr.com) وخدمة “بنك المعلومات الصحافية” المتوافرة على موقع “askzad” (www.askzad.com) وأيضا من خلال بوابة “محيط” (www.moheet.com) .
“جهينة” أطلقتها مجموعة “العالمية” وشركة “صخر” في كانون الثاني (يناير) من العام 2002 في فندق فينيسيا في بيروت. وهي خدمة إعلامية تقوم بجمع وتحليل محتوى النصوص الصحافية من مصادر إعلامية عربية بشكل رئيسي إضافة الى بعض المصادر الأجنبية. وما زال عدد المصادر المتوافرة عبر هذه الخدمة دون الثلاثمئة وخمسين, وهو الرقم الذي وعد به مستخدمي “جهينة” أن يتحقق لاحقا. والوصول إلى هذه الخدمة وإستعمالها لا يتطلب سوى الإشتراك السنوي وامتلاك جهاز كمبيوتر متصل بشبكة إنترنت وكلمة مرور. وتتيح “جهينة” للمستفيدين معلومات من مصادر صحافية مطبوعة متوافرة إلكترونيا على شكل نصوص قابلة للبحث والاسترجاع وإعادة التخزين من خلال تقنيات تراعي خصوصيات اللغة العربية ترتكز على تراث شركة “صخر” التقني في مجال المعالجة الطبيعية للغة العربية. من هذا التراث الذي يساعد في البحث والاسترجاع من النصوص التي توفرها خدمة جهينة “المصنف الآلي” ومحرك البحث “الإدريسي”. وتُحدٌث المصادر المتوافرة من خلال خدمة “جهينة” على مدار الساعة، ويتم البحث فيها عن أي موضوع يختاره المستخدم من بين شجرة موضوعات تحتوي على حوالي 200 موضوع عام، أو من بين موضوعات يحددها المستخدم بنفسه.
قبل “جهينة” وفي المجال نفسه بدأ موقع “محيط” الإلكتروني (www.moheet.com) التابع “لشبكة “المعلومات العربية” من “أرابيا إنفورم” في بناء خدمة “بنك المعلومات الصحافية” وخدمات معلومات إلكترونية ورقمية أخرى تغطي مصادر من خارج الصحافة العربية اليومية. وتعرف هذه الخدمة بإسم “آسك زاد” (www.askzad.com) وتغطي أكثر من 500 مصدر بين صحيفة يومية ومجلة أسبوعية وشهرية وفصلية وسنوية يتم تحليلها من “الغلاف الى الغلاف وتتاح الى المستفيدين خلال أربع وعشرين ساعة من صدور الدورية”. وبدأ العمل الفعلي في إنتاج المعلومات الصحافية التي توفرها هذه الخدمة منذ كانون الأول (يناير) من العام 1998 حيث امتدت المرحلة الاولى منذ هذا التاريخ وحتى نهاية 2001 ليغطي التوثيق كافة المواد الصحافية لما يقارب الثلاثمائة صحيفة ومجلة. وبدءا من العام 2002 تم اعتماد نموذج عمل جديد وارتفع عدد المصادر الى خمسمائة كما اشير آنفا.
خلافا لـ “جهينة” يشتمل “بنك المعلومات الصحافي” في خدمة “آسك زاد” على كشاف تحليلي اضافة الى النصوص الكاملة المتوافرة على شكل صور في معظم الاحيان. خدمات البحث والاسترجاع يتم تقديمها للمستفيدين عبر شبكة إنترنت وعلى اقراص مدمجة بإستخدام نظام البحث “أكس كاليبر” المتلائم مع متطلبات البحث باللغة العربية الطبيعية والمقننة. ولا يبدو أن هناك سياسة موحدة لقيمة الاشتراك في هذه الخدمة وطبيعته، ويحدد ذلك طبقا للمشترك وغايته من إستخدام بنك المعلومات الصحافي.
هذه الخدمة ليست ابتكاراً وهذا النوع من خدمات المعلومات الإلكترونية والرقمية الراجعة متوافر في الغرب، بواسطة الإتصال المباشر منذ العام 1970، وأصبحت متوافرة عبر إنترنت في وقت لاحق مع تقديم خدمة العنكبوت الدولية. ومن نماذج خدمات المعلومات بالإتصال المباشر، “ديالوغ” وخدمة “ليكسس نيكسس” وغيرها.
وعلى مستوى التوفير الإلكتروني للصحف المطبوعة، وهو من أسباب إنطلاق “جهينة”، فإن الكثير من الصحف الغربية توافرت في شكلها الالكتروني كأحد مصادر المعلومات قبل الطفرة الحديثة لإستخدام شبكة انترنت. وعزز ظهور الشبكة ظاهرة إصدار طبعات إلكترونية للصحف، وشملت مطبوعات من مختلف الجنسيات في العالم. ومن أولى تلك الصحف، صحيفتا “واشنطن بوست و”لوس أنجليس تايمز” اللتان كانتا متوفرتين للمشتركين مع مواد صحافية أخرى منتقاة من عدد من الصحف الأميركية عبر خدمة معروفة بخدمة “واشنطن بوست ولوس انجليس تايمز”
ولكن إذا كانت خدمتا “جهينة” و”بنك المعلومات الصحافية” لا تشكلان إبتكاراً على المستوى التقني، فإنهما تشكلانه على مستوى المحتوى وخصوصيته العربية. وهذه المحاولات هي الأولى من نوعها على المستوى العربي لتوفير النصوص الإعلامية العربية إلكترونيا ورقميا على إنترنت. وسبق ذلك محاولة عربية في بداية الثمانينات لتوفير ملخصات لنصوص الصحافة العربية باللغة الأجنبية، ثم توقفت من دون معرفة الأسباب. ونهضت بتلك المحاولة، في حينها، مؤسسة “البيان” الإماراتية، وسمتها “بنك المعلومات العربي”، كانت متوافرة بواسطة الإتصال المباشر مع تغطية للصحف منذ عام 1983 وعلى خدمة “ديالوغ” المشار إليها سابقا حتى عام 1992؟.
عاشراًً – الخاتمة
وتبدو خدمتا “جهينة” و”آسك زاد” غير مسبوقتان عربياً لناحية تعدد المصادر الإلكترونية وتوفيرها باللغة العربية بشكل يومي على مدار الساعة مع إمكانية البحث والاسترجاع بأكثر من طريقة، لذلك لابد من هفوات على مستوى الإقتناء المتعلق بإختيار المصادر الإلكترونية وتصنيفها وعلى مستوى تبويب وتحليل النصوص الصحافية، إضافة إلى طرق تقديم المعلومات في الشكل المطلوب.
ويبقى أن نشير الى أهمية دخول الصحافة العربية في مجال النشر المكتبي والإستثمار في تطويره حتى تماشى مع الحرف العربي وخصوصيات اللغة العربية. وكان هذا من الأسباب الرئيسة التي أدت الى فتح الباب أمام النشر الإلكتروني العربي وإمكانيات التخزين الرقمي والبحث والإسترجاع عن النصوص الصحافية العربية من خلال إنترنت ومن خلال الأقراص المدمجة. وأيضا، أدى ذلك الى دخول المؤسسات والشركات العربية الخاصة في صناعة المعلومات والإستثمار فيها وتوفيرها الى المستفيدين رقميا.
لائحة المراجع
– بشير، عماد (1997). توسيع الاستفادة من الصحف العربية في إنترنت يتطلب التوصل الى مقاييس موحدة لا تتعدى المطلوب لتصفح الشبكة. الحياة، 15/05/1997، العدد 12494، ص13.
– بشير، عماد (2001). الصحافة العربية اليومية في العصر الرقمي. ندوة مجلة العربي “الثقافة العربية وآفاق النشر الالكتروني “، الكويت: 21-22 نيسان (ابريل).
– بشير، عماد (2005).تقنيات الإعلام الحديث في العالم العربي بالعودة الى الصحافة الإلكترونية. مجلة الإتصال والمعلومات، ع1، ص ص 101 – 112.
– صادق، عباس مصطفى (2007). الإعلام الجديد: دراسة في مداخله النظرية وخصائصه العامة. مجلة الأكاديمية العربية المفتوحة في الدانمارك، ع2.
– مكاوي، حسن عماد وليلى حسين السيد (2001). الاتصال ونظرياته المعاصرة. الدار اللبنانية المصرية، الطبعة الثانية، ص ص 87- 108.
Reference List
Bachir, Imad (1995). Changing face of Middle East Information Resources, A seminar organized by UPI and BBC Monitoring Service at the Online Information Conference in London Olympia.
Davis, R. & Owen, D.(1998). New Media and American Politics, New York: Oxford University Press, 304 p.
Fidler, Roger (1997).Mediamorphosis : Understanding New Media, London : Forge Press, 302 p.
Manovich, Lev (2001). Language of New Media, Cambridge: MIT Press, 354 p.
Negroponte, Nicolas (1995). Being Digital. New York: Knopf, 243p.
Pavlik, John V (1998). New Media Technology: Cultural and Commercial Perspectives, Boston : Allyn & Vacon, 400 p.
وزارة الاعلام اللبنانية
مديرية الدراسات والمنشورات
اعداد: د.عماد بشير