أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، ان “للنيابة العامة المالية دورا اساسيا في مكافحة الفساد، من خلال التدقيق في الملفات التي تحال اليها ومقاربتها بحزم وعدالة وتجرد”، لافتا الى “ضرورة مواجهة الضغوط التي يمكن ان يتعرض لها القضاة بجرأة ومسؤولية، لا سيما وأن المسيرة الاصلاحية ستشهد زخما بعد تشكيل الحكومة الجديدة”.
موقف الرئيس عون جاء خلال استقباله قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، المدعي العام المالي القاضي علي ابراهيم مع قضاة النيابة العامة المالية نادين جرمانوس ودورا الخازن وفاتن عيسى وايمان عبد الله وجان طنوس، الذين اطلعوا رئيس الجمهورية على عمل النيابات العامة والقضايا المحالة اليها”.
وقد شدد الرئيس عون على ان “اجهزة الرقابة مدعوة الى لعب دورها كاملا من دون تمييز او محاباة لا سيما وان اركانها، كما قضاة النيابة العامة المالية، لديهم الحصانة التي تؤهلهم للقيام بواجباتهم بمسؤولية وتجرد”، داعيا اياهم الى “مقاربة الملفات الساخنة التي تحال اليهم بدقة والاستناد الى القوانين المرعية الاجراء من دون اي اعتبارات اخرى، سواء كانت هذه الملفات كبيرة ام صغيرة، لان آفة الفساد يجب ان تستأصل تدريجا بالتعاون بين المواطن والدولة، لان الشراكة ضرورية في مكافحة الرشوة والصفقات المشبوهة ومخالفة القوانين”.
كما شدد على ان “مسؤولية القضاة في حملة الاصلاح كبيرة واساسية وعليهم الفصل في الملفات بسرعة ومن دون تسرع”.
سلامة
وعرض الرئيس عون مع حاكم مصرف لبنان رياض سلامة قبل ظهر اليوم، الاوضاع النقدية في البلاد في ضوء التطورات السياسية الاخيرة.
واشار سلامة الى انه “بعد تشكيل الحكومة الجديدة، اصبح الدولار معروضا في السوق المحلية لشراء الليرة اللبنانية، وهذا يعيد تعزيز دور العملة الوطنية في الادخار”.
وقال: “دوليا، شهدت اسعار سندات اليورو بوندز ارتفاعا ما اعاد الى هذه الاسعار زيادة نسبتها 10% قياسا الى الاسعار التي كانت بلغتها”، واوضح انه وضع الرئيس عون في “صورة هذه التطورات الايجابية وعمل مصرف لبنان”.
سفير رومانيا
ديبلوماسيا، استقبل الرئيس عون سفير رومانيا فيكتور مرسيا، واطلع منه على الاولويات التي وضعتها بلاده لمناسبة ترؤسها مجلس الاتحاد الاوروبي خلال النصف الاول من السنة الجارية.
وعرض السفير مرسيا أبرز المواضيع التي ستعمل الرئاسة الرومانية على عرضها على الاتحاد الاوروبي، مستوضحا تفاصيل المبادرة التي اطلقها الرئيس عون لانشاء “اكاديمية الانسان للتلاقي والحوار” في لبنان.
وفد رهبنة اخوة المدارس المسيحية
وفي قصر بعبدا، وفد من رهبنة اخوة المدارس المسيحية “الفرير” مع وفد من مدرسة القلب الأقدس – الجميزة برئاسة الأخ اميل عقيقي ومدير المدرسة سليم جريج، شكر الرئيس عون على “رعايته وحضوره الاحتفال اليوبيلي ال125 للمدرسة”.
عقيقي
والقى الاخ عقيقي كلمة في مستهل اللقاء، فقال: “ان حضور فخامتكم الى جانبنا منح الرهبنة كبرا في لبنان وعدد من الدول الي تنتشر فيها. واننا نشكركم على تشجيعكم كما على جلوسكم في المقعد عينه الذي كنتم تجلسون عليه طفلا طالبا في مدرستنا”.
اضاف: “ان لبنان التربية في حالة صعبة اليوم، لكن تشجيعكم اعطى قيمة الى من يبذل ذاته على مذبح التربية في لبنان”.
جريج
ثم القى الاستاذ جريج كلمة، وصف فيها زيارة الرئيس عون الى مدرسة القلب الاقدس لمناسبة اليوبيل بأنه “فعل عرفان بالجميل قمتم به واظهرتم صفاتكم النبيلة في الامانة والاخلاص اضافة الى الصفات القيادية والتنظيمية التي تتحلون بها”.
وقال: “اكرر فعل الفخر بكم وبانجازاتكم معلنا مجددا انكم تؤدون دورا خلاصيا للبنان سيذكركم به التاريخ بأبهى شكل”.
رئيس الجمهورية
ورد الرئيس عون شاكرا للوفد حضوره، وقال: “لقد اعدتم في نفسي كل الذكريات التي عشتها على مقاعد الدراسة، حيث كبرت وكنت احلم خلالها بلبنان. على هذه المقاعد بدأنا نلمس معنى لبنان وقيمته، اضافة الى ما تلقيناه من جميع الاساتذة الذي تركوا في نفوسنا الاثر الكبير وكانوا نموذجا لمن نذر نفسه لتربية نشىء جديد مثقف على القيم”.
اضاف: “لقد علمتني مدرسة القلب الاقدس الانضباط في الحياة، وهذا امر في بالغ الاهمية، والشعور الذي يخالجني اليوم قوي. وبفضل ما تلقيناه في هذه المدرسة من فضائل، تمكنا من عبور مسيرة استثنائية بصعوباتها ومواضيعها. وهذا مدعاة تقدير لها”.