كتبت صحيفة “الاخبار” تقول: لم يتغير شيء على الصعيد الحكومي. وبالرغم من تفعيل التواصل بين المؤلّفين، لم يتم التوصل إلى نتائج حاسمة تشير إلى إيجاد حلول للازمة المستمرة منذ شهرين. وصدرت إشارات متنوعة عن احتمال اعتذار الرئيس سعد الحريري عن عدم تأليف الحكومة، ربطاً بما سبق أن أعلنه الأربعاء الماضي بأنه سيحسم قراره في الاسبوع الحالي.
وقالت مصادر معنية بمشاورات التأليف إن الأسبوع الجاري يحمل خيارين: تأليف الحكومة، أو “ألا تبقى الأمور كما هي، سواء من قبل الحريري او من قبل الرئيس ميشال عون”. وفسّرت مصادر هذا القول بأن الحريري ربما يعتذر، لافتة في الوقت عينه إلى أن الخيار الأكثر رجحاناً هو التأليف، “بعدما تم الاتفاق في اجتماعات باريس بين الحريري والوزير جبران باسيل على عدد من الخطوات التي سيتم استكمالها في بيروت، كلّ منهما مع شركائه”.
وكان الحريري، قبل أن يعود من باريس، قد التقى رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع مرة، والوزير باسيل ثلاث مرات. وتمحورت النقاشات حول الأفكار السابقة التي لم تؤت ثمارها. وبالرغم من أن النقاش يدور حالياً حول تبديل الحقائب وتوزير ممثل للقاء التشاوري، إلا أن ذلك لم يحجب الخلاف بشأن حصول تكتل للبنان القوي على الثلث زائداً واحداً. فبعد المحاولة الفاشلة لضم ممثل اللقاء التشاوري إلى التكتل، لم تسفر أي محاولة جديدة عن تعديلات في خريطة الحصص، في ظل إصرار أكثر من طرف على أن لا حل إلا بالعشرات الثلاث.
مع ذلك، فقد رشحت معلومات من باريس تشير إلى أن باسيل وافق على الحصول على 10 وزراء بدلاً من 11، إلا أنه اشترط في المقابل تعويضه في الحقائب. فأعيد بذلك فتح ملفات قديمة كانت قد أقفلت، كمسألة حصول المردة على حقيبة الأشغال. وفيما كان الحريري واضحاً في رفض إعادة عقارب الساعة إلى الوراء وخلط أوراق الحقائب مجدداً، انتهت النقاشات الباريسية إلى عدم اتفاق، على أمل أن تستكمل في بيروت.
وبعودته، سيكون الحريري محكوماً بالمهلة التي ألزم نفسه بها. فباسيل عندما التقاه بُعيد القمة الاقتصادية العربية، نتيجة إلحاح رئيس الجمهورية على إنهاء مرحلة التأليف، كان قد تعهد له بأن يحل مسألة توزير سنّة 8 آذار، مقابل سعي الأخير مع الرئيس نبيه بري لاستبدال حقيبة البيئة التي يريدها التيار، إلا أن أبواب هذه الحقيبة ظلت موصدة في وجه التيار، بسبب تمسّك وليد جنبلاط بوزارة الصناعة وتمسّك سمير جعجع بحقيبة الثقافة.