رعى وزير الاعلام ملحم رياشي ممثلا باليسار نداف اطلاق تقرير برنامج الامم المتحدة الانمائي بعنوان “تحديد فجوة المهارات والمعرفة لدى المؤسسات الاعلامية في لبنان، في اطار ميثاق الشرف الاعلامي لتعزيز السلم الاهلي في لبنان”، والذي يموله البنك الالماني للتنمية، في فندق “جفينور” – روتانا”، في حضور الممثلة المقيمة لبرنامج الامم المتحدة الانمائي بالانابة سيلين مويرود وممثلي وسائل الاعلام وجمعيات المجتمع المدني.
نداف
النشيد الوطني، فكلمة تقديم محمود طربيه، ثم ألقت نداف كلمة قالت فيها: “الاعلام مسؤولية ووسيلة الاعلام الناجحة هي التي توازن بين الحرية والمسؤولية الاجتماعية لكونها تمتلك قوة تأثير كبيرة على المتلقي.
والاعلامي الناجح هو الذي يحافظ على صدقيته ويتمسك بالأخلاقيات الاعلامية”.
وأضافت: “ان نجاح المؤسسات الاعلامية يعتمد ايضا على تقويم اخلاقياتها ومعاييرها لمحاولة سد الفجوة التي تعوق عملها واستمرارها. وقد اتت المبادرة التي قام بها برنامج الامم المتحدة الانمائي ومؤسسة “مهارات” لتساعد على تحديد الفجوات التي تعوق عمل المؤسسات الاعلامية وتشسوهه وعلى تحديد معايير ردمها بعد دراسات عدة قامت بها لرصد العمل الاعلامي في هذه المؤسسات.
ورصدت ايضا قدرة هذه المؤسسات على الالتزام ميثاق الشرف الاعلامي الذي اطلق في 25 حزيران 2013 بمشاركة 32 وسيلة اعلامية وبرعاية وزير الاعلام.
وتضمن هذا الرصد 10 نقاط منها العنصرية في كتابة الخبر والتحريض الديني وخطاب الكراهية وما لها من تأثير مدمر على المجتمع. وقد حذرنا مرارا من تنامي هذا الخطاب وتداعياته على السلم الاهلي وشجعنا على الخطاب الذي يساهم في اعادة اللحمة بين افراد المجتمع وفي تعزيز ثقة المواطن بالدولة. من هنا شجعنا على المبادرات الايجابية من خلال اطلاق برنامج الاعلام الاداري الذي يلقي الضوء على النقاط الايجابية في سير عمل المؤسسات. و قد اظهرت النماذج التي تم تقديمها حتى الآن وجود مشاريع ايجابية تم القاء الضوء عليها لتعزيز ثقة المواطن بدولته”.
وتابعت: اما في ما يختص بالعنف المصور في الاعلام فاننا ندعو وسائل الاعلام الى التعامل بمهنية واخلاقية ومسؤولية في التغطيات الحية التي تتضمن مشاهد عنف
واحترام حرمة الموت وفقا للمواد 2 و4 و11 من ميثاق الشرف.
وتشجع الوزارة على البرامج السياسية الحوارية وعلى حسن اختيار المتحاورين من اجل تخفيف حدة الخطاب السياسي التي تؤثر سلبا على المتلقي.
وللتوصل الى ردم هذه الفجوات، لا بد من تدريب الصحافيين على المهنية والاخلاقيات الاعلامية وتعزيز المهارات الشخصية مثل التواصل والحوار”.
وختمت: “تبقى العبرة في الالتزام. التزام المؤسسات الاعلامية ميثاق الشرف الاعلامي. هذه هي المسؤولية التي تحدثنا عنها وهذاهو الفرق بين الحرية الاعلامية والفوضى الهدامة.
نتمنى ان ينجح هذا التقرير في الوصول الى النتائج المرجوة ونتمنى على وسائل الاعلام التزام التوصيات التي ستصدر عنه”.
مويرود
ثم ألقت مويرود كلمة اعربت فيها عن سعادتها لوجودها هنا، وقالت: “عملنا على برامج اعلامية لأننا نؤمن بأن الصحافيين يؤدون دورا اعلاميا في الازمات ويغطون الاخبار بموضوعية”.
واضافت: “قبل ستة أعوام، عملنا مع وزارة الاعلام على تسهيل تطوير ميثاق الشرف الاعلامي، وهو يتضمن اكثر من 30 قناة تلفزيونية وصحافية، وهو مهم لأنه يضمن رفض التمييز واحترام كرامة الجميع”.
وتابعت: “وجودكم اليوم خير دليل على ذلك ولكي نرى كم تمت ترجمة هذا العمل على وسائل الاعلام، والحاجة الى بناء القدرات، وأقمنا شراكة مع مؤسسة “مهارات” لرصد هذه الحالات والفجوات”.
ولفتت الى “اننا سنغطي عناصر عدة منها طريقة تغطية الاخبار، وخطاب الكراهية، وطريقة تمثيل الاخرين كالسوريين والفلسطينيين. ان توصيات اليوم هي ممثلة لمجتمع الحكومة وغير الحكومية”.
واعربت عن “أملها في أن يلبي هذا التقرير حاجات وسائل الاعلام لتعزيز السلم الاهلي”.
وختمت بتوجيه الشكر الى “وزارة الاعلام وجميع وسائل الاعلام والمؤسسات غير الحكومية والسفارة الالمانية”، متمنية “ان يكون النقاش مثمرا، وان يكون العمل قائما لتذليل العقبات”.
طربيه
وتحدث الدكتور ريمون طربيه عن السفارة الالمانية، فقال: “ان طرق تصوير الفلسطينيين والسوريين في التغطية الاعلامية، وخطاب الكراهية والصور العنيفة في الاخبار، مقدمات نشرات الاخبار، رصد البرامج الحوارية، خطاب المؤسسات الدينية تولى تغطيتها برنامج الامم المتحدة ومؤسسة “مهارات”.
ولفت الى “تمويل هذا التقرير كي يعالج مختلف المقاربات، وسد الثغرات في المهارات الاعلامية”.
وذكر “ان التقرير يقدم حلولا الى الاعلاميين وكل الباحثين عن سد الفجوات في هذا الخطاب، ويطرح المعايير المطلوبة لسدها”.
وأكد ان المانيا “تؤمن بتعدد وجهات النظر، لذا تدعم برنامج الامم المتحدة منذ 2007”.
مخايل
وتحدثت المديرة التنفيذية لمؤسسة “مهارات” رلى مخايل عن “خلاصة كل الدراسات التي تمت في السنوات الماضية وعددها 13 للتنظيم الذاتي للمؤسسات الاعلامية وحماية الضمانات للاعلاميين”.
وانتقدت “اعطاء العنف المصور مساحة واسعة”، وطالبت بـ”توسيع دائرة التربية المواطنية”.
وختمت مؤكدة “ان التغيير يحتاج الى وقت”.
التوصيات
وصدرت عن التقرير التوصيات التالية: “تبعا للخلاصات التي تمت الاشارة اليها اعلاه، صار من الممكن تحديد الحاجات التدريبية للعاملين في المؤسسات الاعلامية الموقعة ميثاق الشرف، وبالتالي العمل على بناء قدراتهم. ويمكن ادراج العديد من الورش والدورات التدريبية التي، في حال تنفيذها، تسهم في ردم فجوات المهارات والمعرفة لدى العاملين في المؤسسات الاعلامية في لبنان.
نذكر هنا بعض الورش على سبيل المثال لا الحصر:
أ- ورش عمل:
1- ورشة عمل لصوغ معايير مهنية تحدد التعامل مع المصادر وخصوصا المصادر المجهلة.
2 – ورشة عمل تتناول طريقة التغطية والتعامل مع مشاهد العنف عند حدوث ازمة.
3 – ورشة عمل عن الصور العنفية، ان عند وصولها الى قسم التحرير او قبل التقاطها، مع التشديد على ان ليست كل الصور صالحة للعرض.
4 – ورشة عمل لوضع استراتيجية لوسائل الاعلام عن طريقة التعامل مع الخطاب الديني التحريضي او الايديولوجيات المتطرفة.
5 – ورشة عمل عن تفعيل الاتجاهات المهنية الخبرية، مثل ما يسمى بالاخبار البناءة والصحافة الايجابية. وهي تشمل تقديم تقارير ايجابية تبحث في المشكلة وتقدم اقتراحات حلول لها، وتتجنب الوقوف عند باب التحذير السلبي فقط، وانما تعرض النتائج التي يمكنها، بدورها، ان تؤسس لمنحى ايجابي في الاداء الاعلامي.
ب – دورات تدريبية:
1 – اقامة دورات تدريبية للصحافيين عن استخدام المصادر (خارطة المصادر، الاجندة والمعايير).
2 – تنظيم دورات تدريبية للاعلاميين العاملين في مؤسسات الاعلام الديني بهدف تأهيل وتصحيح للمفاهيم والمصطلحات التي تحاكي ثقافة الحوار والانفتاح على الآخر.
3 – تنظيم دورات تدريبية على انماط الكتابة الاعلامية الايجابية.
4 – تنظيم دورات تدريبية موضوعها التغطيات الانتخابية البلدية والنيابية”.