كتب خضر ماجد – مدير الدراسات والمنشورات اللبنانية في وزارة الاعلام:
دائما اللقاء مع رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع يحمل وصفا ومؤشرات واضحة لمجرى الاحداث على المستوى الوطني اللبناني. يبدأ الحكيم بوصفته في لقاء اعلامي عقده مع رابطة خريجي الاعلام برئاسة عامر مشموشي وبحضور ادارة الموقع الالكتروني لوزارة الاعلام ـ مديرية الدراسات، “بدون حكومة شغالة لا يوجد بلد شغال”، ويطرح الوقائع كما هي وفق تعبيره، فالشق السياسي لتفاهم معراب هو الاساس و”ليس الواقع ان نقول لهم وصلتم انتم الى قصر بعبدا وها نحن سنجلس بالبيت والله يوفق” الانفاق مع التيار الوطني الحر يحمل صيغة 6 حقائب لكل من التيار والقوات وثلاثة لرئيس الجمهورية وان تتضمن حصة القوات حقيبة لحزب الكتائب ومستقلينى كما الوزير فرعون على سبيل المثال وان تتضمن حصة التيار المردة والطاشناق وشخصيات.. لكن التفاهم عطل بتنصل الوزير جبران باسيل منه بحجة ان القوات ضد العهد وهو ما ننفيه جملة وتفصيلا. فاذا كانت بواخر الكهرباء هي العهد فلتعرف تلك مشيرا الى ان الاساس اليوم هو تأليف الحكومة بأسرع وقت ممكن، ويؤكد انه لا احد يستطيع تحجيم القوات بعد الانتخابات النيابية، وقد عدنا الى المربع الأول في ملف تشكيل الحكومة والمفاوضات حولها، ونحن اليوم نريد ثلث تمثيل المسيحيين في الحكومة كما حصلنا على الثلث في الانتخابات النيابية وعليه من حقنا الحصول على 5 وزراء من اصل 15 في الحكومة الثلاثينية. ويوضح رئيس القوات انه يؤيد اي معيار يتم وضعه شرط الالتزام به وتطبيقه على الجميع، مشيرا الى ان العديد من اللوائح التي خاضت الانتخابات خاضتها تحت عنوان الدفاع عن العهد، وقد افرزت هذه الانتخابات نتائج واضحة، وقد نال التيار الوطني 19 نائبا بأفضل الحسابات والباقي للعهد ما يصل مجموعه الى 28 نائبا، واذا اخذنا معيار 4 وزراء لكل فريق تحصل القوات على 4 وزارات مقابل 5 وزراء للتيار الوطني الحر ووزيرين لرئيس الجمهورية، اي ما مجموعه 7 وزراء، لانه لا يمكن احتساب عدد النواب مرتين، ونحن مع اعطاء 8 وزراء للتيار والعهد و4 للقوات يبقى 3 وزراء 1 للمردة وآخر للكتائب والثالث من حصة القوات التي تمثل وفق الاحصاءات لوحدها ثلث المسيحيين بنسبة 31 الى 35 بالمئة، مقابل 51 بالمئة للفريق الاخر. يضيف “لا نريد “بخشيشا” بالحكومة كما لا نريد اخذ وزرائنا”. ويعود جعجع الى الوراء خلال مرحلة التفاوض على الحكومة قبل تقديم رئيس الحكومة المكلف صيغته الحكومية الاولى الى الرئيس ميشال عون، مشيرا الى ان “الشيخ سعد ما في الا على خالتو” حين تباحثنا وقال لنا ان الوضع لا يحمل وقدمنا العديد من التنازلات بعد ان كنا نطالب بـ5 وزارات مع حقيبة سيادية، الا انه من غير المنطق ان 51 بالمئة من المسيحيين يأخذون المواقع الاساسية الثلاثة نائب رئيس الحكومة ووزارتين سياديتين، الا انه مع ضغوطات الحريري المتكررة وافقنا على 4 حقائب 1 سيادية و3 اخرى وازنة. وقد بذل الرئيس المكلف جهدا لنحصل على وزارة الدفاع ولم يعترض احد على عكس بعض الادعاءات. ويشير جعجع الى انه في جولة المفاوضات الثانية عرض علينا الحريري 4 وزارات خدماتية وازنة بلا سيادية وقد قدمنا تنازل جديد وعلى اثر ذلك قدم الحريري صيغته الحكومية الى الرئيس عون، الا انه تم رفض هذه الصيغة ايضا، وبعد كل هذه المعطيات نسأل عن المعطل الرئيسي لتشكيل الحكومة؟ لافتا الى ان العقبة الرئيسية لتشكيل الحكومة هي التمثيل المسيحي واذا انحلت من السهل بعدهل حل العقدة الدرزية التي تأتي في المرتبة الثانية، وشعارنا اليوم ثاتب “لن نقبل ان يتم اعادتنا الى ما قبل الانتخابات، او ان يأخذ منا ما حصلنا عليه في الانتخابات”. وردا على سؤال حول السبب لعدم التواصل المباشر بين التيار الوطني والقوات لحل المعضلة الحكومية، قال “باسيل لا يريد التواصل المباشر”، واوضح انه حين زار الرئيس عون في الاسابيع الماضية ناقشنا كل الملفات وقد طلب الرئيس التواصل مع باسيل، وبعدها تم ايفاد وزير الاعلام في حكومة تصريف الاعمال ملحم الرياشي للقائه وقد حصل اللقاء بعد يومين وكان اللقاء سلبيا، وعليه لا نستطيع فرض الموضوع. ويعتبر ان “الوجود خارج الحكومة لاي فريق سياسي في الفترة الحالية مكسب بسبب الاوضاع القائمة حاليا في البلد، ولكن لا ارى حاليا حكومة من دون القوات رغم عمل البعض على هذا الخيار، الا انه لا يمكن تحقيقه”. معبترا ان باسيل يسعى للثلث المعطل في الحكومة لكن العهد ليس بحاجة اليه، ويمكن ان يكون سعي باسيل للموضوع تحسبا لطارئ ما على صعيد ملف رئاسة الجمهورية في المستقبل. ويوضح انه لا يرى اي تدخل خارجي في ملف عرقلة التأليف، كما انه لا يرى ايادي سعودية او ايرانية في ملف التأليف. ويلفت الى ان هناك تفاهم مع التيار الوطني الحر ورئيسه جبران باسيل ينقسم الى قسمين شق سياسي وآخر يتعلق بالمشاركة في السلطة والمناصفة بين التنظيمين، معتبرا ان باسيل تنصل من الاتفاق بحجة اننا ضد العهد، ومع تشكيل الحكومة تم التنصل من اتفاق معراب وقد وضع جانبا اليوم بشكل مؤقت. ولكن السؤال اليوم اين كنا ضد العهد؟ مؤكدا انه في ملف البواخر يجب اخراج العهد منه، مشددا على ان الرئيس ميشال عون حريص اكثر منا على العلاقة الثنائية، موضحا انه في ملف البواخر طرحنا نقل الموضوع الى دائرة المناقصات منذ البداية وقد بحثنا الموضوع مع التيار الوطني 6 اشهر قبل عرضه على مجلس الوزراء، لاننا ضد الطريقة التي عرض بها الملف وقد اكتشفنا ان معامل البر ارخص من البواخر، والحل اليوم هو الاخذ بتوصيات رئيس دائرة المناقصات جان عليه المعروف بتوجهاته السياسية. مع الاخذ بعين الاعتبار اننا لسنا الوحيدين الذين وقفنا ضد البواخر، بل ان حليف التيار حزب الله اعترض عليها ايضا، ونحن اليوم مع اخراج العهد من هذا الملف، مع الاشارة الى انه في المواقف الاستراتيجية القوات كانت الداعم الابرز للعهد منذ البداية عبر التصويت للرئيس عون وفي ملفات النازحين واستعادة الجنسية وقانون الانتخابات وعدد من المواقف الاستراتيجية. ويعتبر ان المشكلة الابرز اليوم ان هناك من يريد ان يأخذ أكبر من حجمه ويقزم حجم الاخرين. ويشير جعجع الى ان القوات من جاءت بالرئيس عون الى موقع رئاسة الجمهورية، لانه حين ايدته كان ابعد ما يكون عنها، ولو لم نؤيده لكان رئيس تيار المردة سليمان فرنجية رئيسا خلال اسبوعين او 3 على الاكثر بعد التسوية الفرنسية – السعودية عليه وبعد الدعم الذي تلقاه من رئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس الحزب التقدمي وليد جنبلاط ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، كما ان الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون اتصل به مهنئا بالرئاسة. ويشدد على ان الحديث عن معركة الرئاسة المقبلة هي فرضيات لا صحة لها، لانه من الافضل اليوم حل ازمة السير واقساط المدارس والكهرباء وغيرها من الملفات الشائكة. وحول ملف الجلسة التشريعية، يرى جعجع ان الموضوع بحاجة الى المزيد من الدرس والتشاور مع الحلفاء لا سيما تيار المستقبل، ويعتبر ان رئيس المجلس نبيه بري يمثل القوات في هيئة مكتب المجلس. ويرى جعجع ان القوات مستهدفة مثلما كانت مستهدفة ايام الوصاية السورية، الا انه اليوم لا يوجد وصاية، ونحن مستهدفون من قبل شخص او مجموعة اشخاص، الا انه في المقابل نحن منفتحون على اغلبية الافرقاء في لبنان، فعلاقتنا تيار المستقبل والاشتراكي بأفضل ما يكون ومع بري اكثر من مقبولة، كما انها مقبولة مع المردة وفي تحسن في المستقبل، ومع الكتائب اقل ما يمكن القول عنها انها عادية، اما في ما خص حزب الله فهناك تقاطع في بعض الملف الداخلية ومنها ملف الفساد الا ان الخلاف معهم استراتيجي بعيد المدى، ونحن نستطيع التفاهم مع باسيل وحل كل الخلافات خلال ساعة لانه لا خلافات استراتيجية على القضايا الرئيسية، الا انه مع حزب الله الوضع اصعب من ذلك بكثير. ويعتبر ان لبنان وطن نهائي للجميع ويجب ان لا يكون هناك اجندات اخرى وهذا هو الاساس. وفي ملف المحكمة الدولية في لبنان، يعتبر رئيس القوات ان الحريري قام بخطوات كبيرة وكان مرنا في هذا المجال، كما ان المحكمة ليست ليست مزحة كي نتهمها بأنها اسرائيلية او غيرها من التشبيهات، لان الموضوع ليس مراجل فهناك 120 دولة ساهموا في تشكيلها كما ان هناك قضاة من 15 دولة. ويرى انه من غير المنطقي تسمية شارع بإسم القيادي في حزب الله مصطفى بدر الدين، ومقابل موقف الحريري الكبير في هذه القضية على حزب الله ان يتخذ موقف مماثل في الموضوع. ويشدد جعجع على ان ملف المحكمة الدولية ليس هامشيا، لان هناك 70 بالمئة من اللبنانيين وفق الاحصاءات مع المحكمة الدولية، ويجب اخذ الموضوع بعين الاعتبار فهناك 20 اغتيال ومحاولة اغتيال حصلت في لبنان، والامور على وضعها الحالي ليست مقبولة على الطرف المعني (اي حزب الله) اخذ مبادرة في هذا الاتجاه. وعلى صعيد الملف السوري، يشير الى ان الرئيس السوري بشار الاسد لن يبقى في سدة الحكم، واكبر دليل على ذلك انعقاد قمتين في الفترة الاخيرة في سوتشي وايران بلا الاسد، ما يعني انه خارج المعادلة السياسية، كما انه لم ينتهي شيء في سوريا الى الان، لان هناك تواجد تركي على طول الحدود الشمالية وتواجد اميركي – كردي شرق الفرات، والموضوع بحاجة الى حل سياسي شامل يخرج على اثره الجميع من سوريا. وردا على سؤال حول العلاقات مع سوريا، يؤكد ان مدير عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم يقوم بما يلزم في الموضوع لحل الملفات العالقة بين البلدين، ونحن ضد التواصل المباشر مع الحكومة السورية. ويشدد على ضرورة حل ملف النازحين بطرق اخرى، لان شهريا يولد اكثر من 3000 طفل سوري مقابل عودة المئات الى سوريا شهريا، ما يعني ان عدد السوريين الى ازدياد وليس تراجع. ويعتبر ان الاسد لا يريد عودة النازحين بسبب الملف الديمغرافي في سوريا. ويختم جعجع بالتأكيد ان لا خوف على الليرة اللبنانية، متحدثا عن خيارات القوات الاستراتيجية في المرحلة المقبلة والتي تركز على الملف الاقتصادي وعلى رأسها حل ازمة الكهرباء خلال 6 اشهر، ما يوفر على الخزينة ملياري دولا اميركي. ويعتبر انه حتى الساعة لا يوجد اي علامة استفهام حول ملف النفط وهو محصن، والمهم ان نقوم بما علينا في هذا الموضوع بعيدا عن التهويل بالاسرائيلي الذي يتخبط في هذا القطاع.
وفي الختام سئل هل انت مستهدف؟
يجيب “نعم نحن مستهدفون، ففي ايام الوصاية كنا مستهدفين وكانت تسيطر هذه الوصاية على كل مفاصل البلاد، اما الفارق اليوم هو انه لا يوجد وصاية”.