كرست صحيفة الغارديان افتتاحيتها لشأن تقني، حيث نشرت تقريرا” مفصلا” عن أثر تطور وسائل الاتصال على العالم وعلاقته بالاقتصاد الرقمي.، منطلقة من تقييم قيمة أسهم شركة أبل في بورصة نيويورك بمبلغ أكثر من ترليون دولار.
ورأت الافتتاحية أنها المرة الأولى التي تصل فيها قيمة شركة غير نفطية إلى مثل هذا المبلغ الضخم.
وبالمقارنة مع الشركات النفطية الكبرى، توظف أبل نحو ثلث عدد العاملين في شركة “بيتروتشاينا” التي قد تكون أكبر شركة في العالم.
وخلصت الصحيفة إلى أن ذلك يعكس التوجه نحو الاقتصاد الرقمي، حيث يجني عدد قليل من الناس أموالا كبيرة.
وسردت الافتتاحية معلومات عن أثر تطور وسائل الاتصال على العالم بدءا من تلك المعتمدة على الفحم أو السفن البخارية وقطارات السكك الحديد في القرن التاسع عشر، وصولا الى اكتشاف النفط وأثره في تسريع وسائل النقل تلك والنقل الجوي، وأشارت إلى أنها اختصرت المسافات وقللت البعد بين الأماكن، فلم يعد ثمة مكان يصعب الوصول إليه، وبالتالي غيرت إدراكنا للعالم الطبيعي.
بيد أنها ترى أن الثورة الرقمية قد أزالت البعد على المستوى الاجتماعي بطريقة مشابهة، لكن البعد الاجتماعي هذا لم يستبدل بقرب اجتماعي. إذ على العكس لدينا اليوم تقارب مقلق و”وقح” مع غرباء من كل أنحاء العالم.
وخلصت الصحيفة إلى أن أبل استفادت من هذه الثورة بطريقتين متناقضتين: فهي الشركة التي اخترعت الهواتف النقالة الذكية التي من دونها لا يمكن تخيل هذا الانتشار الواسع لوسائل التواصل الاجتماعي.
بيد أن أبل في السنوات الأخيرة بدأت أيضا في تقديم إمكانية أن يبعد المرء نفسه عن عالم الإنترنت، إذ تقترح هواتف أبل الآن تحديد الوقت الذي تقضيه في أي موقع معين، في وقت يجعل محرك بحثها عملية وقف تدفق الإعلانات أسهل بكثير.
وتقارن الصحيفة بين التلوث الذي نجم عن الثورة النفطية وما أعقبه من تغير مناخي، وما ينجم اليوم عن الثورة الرقمية من آثار، تصفها بالحميدة حتى الآن، لكن فقدان الثقة الذي تتسبب به وسائل التواصل الاجتماعي، وتستغله أيضا، قد يُنظر إليه يوما ما على أنه نوع آخر من التلوث الذي لا يمكن غفرانه.