أحيت لجنة تكريم رواد الشرق الذكرى الـ 91 على اقرار النشيد الوطني اللبناني وذكرى رائدي النشيد رشيد نخله ووديع صبرا، في إحتفال تكريمي اقيم في الجامعة اللبنانية الدولية في سن الفيل، برعاية وزير الاعلام ملحم الرياشي ممثلا بمستشاره انطوان نجم، وفي حضور المدير العام لوزارة الاقتصاد والتجارة عليا عباس، المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء عماد عثمان ممثلا بالعقيد فرنسوا رشوان، المدير العام لامن الدولة اللواء طوني صليبا ممثلا بالنقيب جوزف نداف، مدير الجامعة فرع جبل لبنان غابي خوري وشخصيات رسمية وفنية وثقافية وفكرية واعلامية.
افتتاحا، النشيد الوطني عزفته الاوركسترا الهارمونية الوطنية التابعة لموسيقى قوى الامن الداخلي بقيادة المقدم انطوان طعمه، تلاه عرض لفيلم وثائقي عن النشيد الوطني ولقطات من المعرض لنخبة من الفنانين التشكيليين الذي اقيم في باحة الجامعة تزامنا مع الاحتفال.
قدمت الحفل الزميلة وداد حجاج، ثم تحدث رئيس اللجنة انطوان عطوي عن “أهمية تطبيق معنى النشيد الوطني في حياتنا اليومية”، داعيا الى “التمسك برموزنا الوطنية”. وأشار الى ان “اللجنة تعمل على تحديد عيد للنشيد الوطني عبر مشروع قانون يتم تقديمه عبر وزارات الثقافة والتربية والاعلام، كذلك تعد اللجنة مشروع قانون ترفعه لوزارة التربية لادراج النشيد الوطني كمادة اساسية في المنهج التعليمي”.
وأعلن ان اللجنة ستعمد الى طباعة منشورات وCD و DVD لنشر النشيد الوطني وكيفية حفظه وتطبيقه، كاشفا عن التحضير لاحياء مئوية النشيد الوطني في احتفال مركزي في ساحة الشهداء.
خوري
ثم كانت كلمة لخوري سأل فيها: “أين نحن اليوم من نشيدنا، من أرزنا الخالد ومجدنا الضائع؟ اين نحن من لغة نشيد لم نعد ندرك معناها ولا لفظها؟”.
وقال: “ان تكون لبنانيا هو اولا وآخرا ان تفتخر بمجدك وان تنشده على الملأ بزخم وفخر وعاطفة في مناسبة او من دونها، في حفل تكريمي او من دونه، في الشارع وعند بزوغ كل شمس. ان تكون لبنانيا هو ان تصلي تلك الصلاة التي وحدها تسقط الحائط الفاصل بينك وبين اخيك لتعيد لكما وطنا ومجدا وهوية واحدة”.
ودعا خوري الى “احياء نشيدنا الميت – الحي داخل المؤسسات التربوية كافة، ان من خلال اقرار قانون صادر عن مجلس النواب او من خلال اتفاق تربوي بين المؤسسات كافة، لان علينا تقع مسؤولية تربية اجيال تحمل وطنها في قلبها ونشيد وطنها في كيانها”.
عباس
ثم القت عباس كلمة رأت فيها “ان النشيد الوطني ليس مجرد كلمات تقال او لحن يعزف، انما هما عنوان ورمز للهوية الوطنية والسيادة الكاملة غير المنقوصة لتراب الوطن وصوت حر لضمير الوطن وتعبير رمزي عن الوطنية والانتماء والولاء، وعشق الارض وتجذر الامتداد الحضاري عبر فصول التاريخ وتعبير واحد يتفق عليه اللبنانيون للاعراب عن انضوائهم والتفافهم وتفانيهم بالحب والعطاء والعمل من اجل رفعة ومجد وعزة الوطن وكرامته، ولسان حالهم يؤكد انه لا يمكن التفريط او التهاون في كل ما يمس هذا الكيان الشامخ في ضمائرهم قبل قلوبهم وعقولهم”.
وقالت: “الاهم، ان لا نكتفي بترداد كلمات النشيد الوطني بل ان نعمل سويا لتحقيقها، وما أحوجنا اليوم، في ظل التحديات الكبيرة التي تعصف بالوطن، الى ان نكون جميعا “كلنا للوطن” ونتخطى جميع العوائق الطائفية والسياسية التي تفرقنا، لاننا اصبحنا في وضع اقتصادي صعب، ولا بد لنا من تشكيل حكومة يرتكز عملها على التعاون لإيجاد الحلول وتحريك عجلة الاقتصاد وخلق فرص عمل للشباب، ما يسمح لهم فعلا ان يرددوا “للعلى للعلم” ويشاركوا في تحقيق حلم رشيد نخله ووديع صبرا ببناء الوطن المنشود”.
نجم
بعد ذلك، القى نجم كلمة راعي الحفل الرياشي قال فيها: “عندما نتكلم عن النشيد الوطني نتكلم عن اهم واكثر المعزوفات نبلا واكثرها تأثيرا بالجماهير، لانها تعني ما تعنيه من الفخر والشعور بالانتمائية والمواطنة. وبما اننا كنا منذ ايام في اجواء كأس العالم لكرة القدم رأينا بعض اللاعبين لا بل معظمهم يبكون عند سماعهم نشيدهم الوطني، لان الكلمات والموسيقى تدخل الى اعماق اعماقهم وتجعلهم يتذكرون قصص وحكايات الاجداد وكيفية حصولهم على استقلالهم، ومعظم كلمات الاناشيد الوطنية تتضمن احداثا اليمة وتضحيات كبيرة، وهذه التضحيات تجعلهم يرون هذه المشاهد التي حصلت منذ مئات السنين ويصابون بحالات نفسية فرحة ومحزنة تفقدهم احيانا وعيهم”.
ورأى ان “نشيدنا الوطني اللبناني يتضمن الكثير من هذه القصص، ولكن لاسباب او لاخرى فقدت الكلمات معانيها، ربما لفقدان الشعور بالوطنية او لعدم الاحساس بوقع كلمات نشيدنا الوطني الذي تعلمناه في صغرنا وكنا احيانا نردده تلقائيا، ما اضطر فناننا العظيم سامي كلارك الى القيام بحلقات تلفزيونية عبر شاشة تلفزيون لبنان ليقول لنا ان سهلنا والجبل منبت للرجال وليس للرجل، وقولنا والعمل في سبيل الكمال وليس الكمل”.
وختم: “نريد ان نعود ونقف مجددا عندما نعزف النشيد الوطني، وان نشعر بكل كلمة من كلماته ونغمض اعيننا لنصل الى قمة الانخطاف التي تؤمنها وحدها الموسيقى الكلاسيكية، ونخص بالذكر المقدم الصديق انطوان طعمه الذي يجسد مع الاوركسترا الهارمونية الوطنية التابعة لموسيقى الامن الداخلي، قمة الوصول الى هذه المرحلة الراقية من الموسيقى وخصوصا اذا كانت تعزف النشيد الوطني اللبناني”.
بعد ذلك، كانت محطة غنائية وطنية مع الفنانين سامي كلارك، لور عبس وشادي عيدموني بمرافقة الاوركسترا الهارمونية. واختتم الحفل بالنشيد الوطني انشادا مشاركة مع الجمهور.