كشفت دراسة أميركية حديثة أن الأغذية التي تحتوي على الأحماض الدهنية أوميغا_3 وعلى رأسها الأسماك الدهنية لها تأثيرات مضادة لأكثر سرطانات العظام شيوعاً وهو الساركوما العظمية.
الدراسة أجراها باحثون في جامعة إلينوي الأميركية ونشروا نتائجها في العدد الأخير من دورية (Journal of Medicinal Chemistry) العلمية.
والساركوما العظمية هو ورم سرطاني ينشأ في العظام، ويُعد من أكثر سرطانات العظام شيوعاً وأكثرها انتشاراً لدى الأطفال، ويظهر عادةً قبيل سن الـ10 وعند المراهقين والبالغين، ويزيد معدله بنسبة تصل إلى الضعف عند الذكور عنه لدى الإناث.
ومن المعتاد أن ينشأ الورم بالعظام المحيطة بالركبة بصفة خاصة، وكثيراً ما ينتقل إلى الرئتين، حيث إن حوالي 80% من حالات انتقال الورم تكون إلى الرئتين.
وفي دراسة أجريت على الفئران المصابة بالمرض، اكتشف الفريق أن الأطعمة الغنية بالأحماض الدهنية “أوميغا 3” ساعدت على عرقلة نمو وانتشار الخلايا السرطانية. وأكد الباحثون أن الأحماض الدهنية “أوميغا 3” غنية بمركبات تسمى “الإيبوكسيدات” لها خصائص مضادة للالتهابات، وتستهدف الأورام السرطانية في العظام، وتساعد على عدم انتشارها وانتقالها إلى الرئة.
وتستخلص تلك الأحماض من مصادر نباتية مثل بذور الكتان والزيوت مثل زيت الصويا والكانولا، أو من الأسماك الدهنية مثل السالمون والتونة والماكريل والسردين، بالإضافة لزيت السمك والطحالب.
وفي هذا السياق، قال الدكتور أديتي داس، قائد فريق البحث، إن “الأحماض الدهنية أوميغا 3 لها خصائص مضادة للالتهابات وتقلل من الألم، لكن الدراسة اكتشفت أنها مضادة للسرطان وتوقف الخلايا السرطانية من الانتشار“.
وأضاف أن “تناول الأغذية الغنية بالأحماض الدهنية يؤدي إلى تكوين هذه المواد في الجسم، ويكون له تأثيرات علاجية مفيدة، وخاصة لمرضى السرطان إذا تناولوه بالتزامن مع العلاجات الكيماوية وأدوية السرطان الأخرى“.
وكانت دراسة سابقة كشفت أن تناول الأسماك الدهنية، الغنية بالأحماض الدهنية “أوميغا 3” يلعب دوراً في نمو وتطور الأنسجة العصبية، ما قد يجعلها تعزز الذكاء. كما تلعب تلك الأحماض الدهنية دوراً في إنتاج هرمون الميلاتونين، الذي ينظم النوم واليقظة. وأشارت الأبحاث إلى أن تناول الحوامل للأسماك الدهنية، الغنية بالأحماض الدهنية “أوميغا 3” يمكن أن يحمي أطفالهن من الإصابة بالربو في مرحلة الطفولة.