حذرت شركة فيسبوك من أن خللا في البرمجيات (السوفت وير) ربما يكون قد أثر على الملايين من مستخدمي موقع التواصل الاجتماعي، وأنهم قد نشروا عن غير قصد معلومات خاصة بصورة علنية.
وتسبب الخلل في نشر مشاركات ملايين المستخدمين وعرضها على “الجميع”، حتى إذا كان المستخدم قد اختار عدم نشرها على العام وجعلها مقيدة بحيث لا يراها أي مستخدم أخر ليس في قائمة أصدقائه مثل “أصدقاء الأصدقاء“.
واعترفت إيرين إيغان، رئيسة الخصوصية في فيسبوك بهذا الخلل وقدمت اعتذارا رسميا للمستخدمين، وقالت “نود أن نعتذر عن هذا الخطأ“.
كما سيتم إشعار المستخدمين الذين ربما تأثروا سلبا بهذا الخلل، وعددهم تقريبا 14 مليون مستخدم، بما تم نشره على العام في تغذية الأخبار الخاصة بهم.
وقالت إيغان :”وجدنا مؤخرا خلل يقترح تلقائيا النشر علنا على بعض المستخدمين أثناء إعدادهم مشاركاتهم على فيسبوك“.
وأكدت تدارك الخطأ وإصلاح الخلل، “لقد أصلحنا هذه المشكلة، وبدءا من اليوم، سنخبر جميع الأشخاص المضارين ونطالبهم بمراجعة أي مشاركات نشروها خلال تلك الفترة“.
وأضافت :”لكي أكون واضحة، لم يؤثر هذا الخلل على أي شيء نشره الأشخاص من قبل، وما زال بإمكانهم اختيار جمهورهم كما هو الحال دائما. نود أن نعتذر عن هذا الخطأ“.
كان الخلل نشطًا في الفترة بين 18 و 22 مايو/آيار، بحسب متحدثة رسمية عن فيسبوك، لكن الأمر استغرق الموقع حتى 27 مايو/آيار لإعادة الوضع إلى السابق وتفعيل خصوصية مشاركة المنشورات، أو أي طريقة يريد بها المستخدم نشر مشاركاته.
عندما ينشر المستخدمون مشاركة على فيسبوك، يوجد هناك قائمة خيارات توضح الجمهور أو الأشخاص الذين يختارهم المستخدم لرؤية منشوره. فإذا اختار العام فيعني هذا أن أي شخص حتى لو لم يكن صديقا له يمكنه رؤية ما كتبه ونشره.
بينما هناك خيارات أخرى تحد من الجمهور وتمنح المستخدم خصوصية أكبر في تقديم منشوراته لمن يريد إما للأصدقاء فقط أو دائرة معينة مثل العائلة، ومن المعروف أن بعض المستخدمين يشاركون التحديثات التي تصلهم مع أصدقائهم فقط وليس على العام.
ويعمل فيسبوك بطريقة آلية (أتوماتيكية) على تذكر الخيار السابق للمستخدم ويطبقه تلقائيا على المشاركات التالية ما لم يتم تغييره، ما يعني النشر على العام آليا إذا كان هذا الاختيار السابق للمستخدم.
ومع ذلك، في الفترة ما بين 18 و 22 مايو/آيار من هذا العام، تسبب الخلل في وضع كل المشاركات على العام وإتاحتها لجميع المستخدمين دون تمييز أو خصوصوية، حتى لو كان المستخدم لم يرغب في هذا، أو اختار في المنشور السابق نشرها لأصدقائه فقط، ما يعني أن فيسبوك لم يتذكر الاعدادات السابقة وخالفها.
وإذا لم يلاحظ المستخدم أن الإعداد الذي اختاره سابقا قد تم تغييره، فربما يقع في خطأ وينشر أشياء خاصة على العام دون أن يكون لديه رغبة في هذا.
وتقدر إدارة فيسبوك أن حوالي 14 مليون شخص تأثروا بهذا الخلل، وبدأت في إخبار المستخدمين بأنهم نشروا أشياء على العلن دون رغبتهم.
وعلى الرغم من أن هذا الخلل يعد بسيطا نسبيا مقارنة بالمشكلات الأخيرة التي تواجه الشركة، إلا أنه يمثل انحرافا محرجا آخر لشركة تتعرض بالفعل لانتقادات هائلة بسبب مخاوف تتعلق بالخصوصية.
وخضعت فيسبوك لاستجواب هذا الأسبوع حول الخصوصية، وأجابت على تساؤلات تتعلق بطبيعة تبادل البيانات مع مصنعي أجهزة الهاتف، بما في ذلك المصنعين الصينيين Huawei و ZTE.
وسيتم عرض إشعارات توضيحية وبيانية قريبا للمتضررين من الخلل الأخير، مع إمكانية مراجعة المشاركات التي ربما تم نشرها بشكل عام عن طريق الخطأ.
وقال متحدث باسم فيسبوك لبي بي سي، إن طريقة الاتصال هذه قد تصبح أكثر استخداما لأن الشبكة تعمل على وسائل تجعلها أكثر شفافية مع المستخدمين.