كلّف رئيس الجمهورية العماد ميشال عون رئيس الحكومة المستقيلة سعد الحريري مهمة تأليف الحكومة الجديدة، وذلك بعد انتهاء الاستشارات النيابية الملزمة التي اجراها اليوم في قصر بعبدا على مرحلتين، قبل الظهر وبعده، وافضت الى تسمية الرئيس الحريري من قبل 111 نائباً.
وقد اطلع الرئيس عون بعد النهار الاستشاري، رئيس مجلس النواب نبيه بري على نتائج الاستشارات، ودعي الرئيس الحريري حيث انضم الى اللقاء، وتم ابلاغه التكليف.
شريط الاستشارات
وكانت الجولة الثانية من الاستشارات بدأت عند الثانية والنصف بعد الظهر في قصر بعبدا، بلقاء الرئيس عون “كتلة الجمهورية القوية”. وضم النواب: انطوان حبشي، انيس نصار، بيار بو عاصي، جان طالوزيان، جورج عدوان، جورج عقيص، جوزاف اسحق، زياد الحواط، ستريدا طوق، شوقي الدكاش، عماد واكيم، فادي سعد، قيصر المعلوف، ادي ابي اللمع ووهبي قاطيشا. وسبق الاستشارات مع الكتلة، استقبال الرئيس عون رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع الذي تداول معه في عدد من مواضيع الساعة.
وبعد اللقاء مع الكتلة الذي لم يشارك فيه رئيس “القوات اللبنانية”، تحدث الدكتور جعجع فقال: “ان تكتل الجمهورية القوية سمّى الرئيس سعد الحريري لرئاسة الحكومة. وكلنا امل ان تكون الحكومة الجديدة جديدة بالفعل لأن البلد بات بحاجة الى عملية انقاذية كبرى. فمن دون الاستفاضة، كلنا نعيش وضعا صعبا في البلد، واستمرار الامور على حالها سيبقينا على ما نحن عليه، وبالنتيجة ما من احد منا يتمنى هذا الامر. لذلك، سمّى التكتل الرئيس الحريري على هذا الاساس، اما الباقي فسنتابعه اثناء لقاء التكتل مع الرئيس الحريري، خلال مشاورات تأليف الحكومة.”
اضاف: “عدا عن الكلام على شكل الحكومة وما نريده منها، ونحن سنسعى لأجل ذلك، فانني اود الكلام عمّا حكي اخيرا عن الصفة التمثيلية وما الى ذلك. فمن دون ان نعّذب انفسنا كثيرا، ومن دون الانتقاص من حق احد او اخذ حق احد، هناك مثل بسيط امامنا هو الثنائي الشيعي. ومثلما يتم تمثيل الثنائي الشيعي، بغض النظر ان كان لدى هذا الطرف كتلة من هنا والآخر كتلة من هناك، فاننا نتمنى ان ينطبق الامر ذاته على مستوى الثنائي المسيحي.”
وقال: “من جهة ثانية علينا ان نتطلع الى الكتل بمعناها الفعلي، إذ يمكننا ان ننادي لأربعة او خمسة من الاخوان هنا، وكلهم لديهم القدر والقيمة، فنزيد او نعود فنخفّض العدد فيكون النائب تارة في تكتل الساحل ثم في تكتل الوسط وبعدها في تكتل الجبل او القوي او الضعيف… الّا ان هذا العمل ليس جديا. وعندما نصل الى الجد فقد بات معروفا ما ادت اليه الانتخابات النيابية. وان اقصى تمنياتنا، وهو ما سنتمسك به، ان يتم الاخذ بنتائج الانتخابات النيابية والارادة الشعبية على محمل الجد كما يجب، فيكون الجميع سعداء.”
وردا على سؤال عن سبب مجيئه على رأس الكتلة وهو ليس بنائب، قال: “لم ار فخامة الرئيس منذ زمن، فانتهزت الفرصة ورغبت ان نلتقي ونتكلم قليلا، وهذا ما حصل.”
وردا على سؤال آخر حول ما اذا كان اشتكى لرئيس الجمهورية الاداء الحاصل تجاه القوات اللبنانية، اجاب: “ابدا. نحن نريد ان نخفّف على فخامة الرئيس، لا ان نزيد همّا على همومه.”
وسئل عمّا اذا كان يمكن اعتبار حضوره اليوم خطوة استباقية كي لا يحصل مع القوات اللبنانية في الحكومة ما حصل بالامس في مجلس النواب، اجاب: “نحن لا نريد ان نتوقف عند كل تفصيل، ولكن ما حصل بالأمس ليس جميلاً، وانا لا اريد ان ادخل في حسابات من اعطى ولمن ولماذا… ولكن القوات وتكتل الجمهورية القوية لا يتم التعاطي معها بهذا الشكل. رغم كل ما حصل، استكتروا في نهاية المطاف امانة سر في مكتب مجلس النواب؟ هذا امر كثير. على اي حال نحن لن نعدم وسيلة لكي نرى كيف سنواصل طريقنا.”
سئل: الرئيس بري ليس “زعلان” منكم، لكنه يقول انكم اسأتم التصويت، فاجاب: “هذا تقييم الرئيس بري. وانا اود ان اقول له ان افضل ناس يمكنه التعاطي معهم هم الناس الواضحون، والوضوح مهم جدا وهذا لا يعني المراوغة ولا ان نبدّل موقفنا كل فترة.”
كتلة نواب حزب الكتائب
ثم التقى الرئيس عون كتلة نواب حزب الكتائب التي ضمت النواب: سامي الجميل، نديم الجميل والياس حنكش، الذين تحدث باسمهم الناب سامي الجميل واعلن “اننا امام مرحلة جديدة
بعد الانتخابات وقد قال الشعب اللبناني كلمته، وعلينا ان نتطلع جميعاً الى مصلحة البلد واللبنانيين والتأكد من ان الامور ستذهب في الاتجاه الصحيح.”
اضاف: “بعد لقائي الرئيس الحريري بالامس، شعرت ان لديه النية للذهاب نحو الاتجاه الصحيح، ولتنفيذ كل التعهدات الاصلاحية التي تقدمت بها الدولة اللبنانية في المؤتمرات الدولية. واليوم، يعتبر فخامة الرئيس ان هذه المرحلة هي الانطلاقة الجديدة للعهد، وبعد كلمته امس خلال الافطار الذي اقامه في قصر بعبدا، شعرت ايضاً بالنية للقيام بعمل ايجابي لمصلحة البلد. انطلاقاً من ذلك، يهمنا كحزب كتائب مصلحة لبنان، وان تسير الامور جيداً، ولسنا هنا لمحاسبة او الاعتراض على الاشخاص بل لتقييم الاداء. لذلك، يهمنا اعطاء فرصة جديدة للبلد وافساح المجال امام المسؤولين لترجمة كل ما يقولونه، وسنواكب ونكون ايجابيين انما بالمرصاد لاي خطأ او اي تعد يمكن ان يحصل على البلد.”
وقال: “اتمنى التوفيق للرئيس الحريري الذي يحظى بشبه اجماع، وكنا تمنينا لو كانت هناك منافسة ديمقراطية اوسع في كل الانتخابات التي حصلت سابقاً وبالامس وتحصل في البلد، اليوم هناك اجماع حول الرئيس الحريري وسنضع انفسنا بتصرف الحكومة ورئيس الجمهورية لاي مساعدة ومشاركة بالرأي على الصعد كافة، ونتمنى ان يستمعا للافكار الاصلاحية للكتائب. وبما انه لم يكن هناك سوى مرشح واحد، وانطلاقاً من كل ما ذكرته، سنعطي فرصة للرئيس الحريري ولرئيس الجمهورية ولكل المسؤولين لاحقاً، وسنحاسب على الاداء”.
النائب ميشال المر
والتقى رئيس الجمهورية بعد ذلك النائب ميشال المر الذي سمى الرئيس سعد الحريري.
النائب فؤاد مخزومي
ثم استقبل رئيس الجمهورية النائب فؤاد مخزومي الذي قال بعد اللقاء: “لقد سمينا الرئيس الحريري لانه يترأس الكتلة الاكبر سنيا. ونحن كمستقلين في بيروت ، نرغب في ان يقوم العقد الذي سبق ان طرحناه خلال الانتخابات، وسنبحث بالامر مع الرئيس المكلف ليتبناه اكبر عدد من الكتل. ونحن، كما وعد الرئيس الحريري بالتغيير وبطريقة تعاط مختلفة في المرحلة المقبلة، سنكون الى جانبه وسندعمه لتتحقق مصلحة البلد. وان شاء الله يكمل في الاتجاه المذكور لان
الطريقة التي كانت تسير فيها الامور كانت صعبة على اهل بيروت. ونتمنى ان نتوصل معا الى اتفاق على العقد، فيتخلص شعبنا من المشاكل التي مررنا بها، لان لبنان يستأهل الخير. اننا نمر في مرحلة صعبة، ما يفرض علينا ان نشبك ايدينا لنتخطى مرحلة الانتخابات ونبني بلدا نضمن فيه مسقبلا لاولادنا واحفادنا.”
النائب ادي دمرجيان
والتقى الرئيس عون النائب ادي دمرجيان الذي قال: “لقد سميت اليوم دولة الرئيس سعد الحريري لترؤس الحكومة المقبلة.”
واوضح ردا على سؤال انه على علاقة طيبة مع الجميع وعلى مسافة واحدة من الجميع.
النائب اسامه سعد
والتقى رئيس الجمهورية النائب اسامه سعد الذي صرّح بعد اللقاء: “واضح ان هناك توافقا طوائفيا بين الكتل والاكثرية النيابية لتسمية السيد الحريري لرئاسة الحكومة. نحن نقول: مبروك للاكثرية النيابية، الحكومة ورئيسها. ومن موقعي كنائب مستقل، انا حكما في موقع المعارضة الوطنية، ولم اسمّ الرئيس الحريري لاعتبارات عديدة منها انه احد اهم رموز نهج سياسي واقتصادي واجتماعي لا نوافق عليه، ادخل البلد في مآزق وسلسلة من الازمات الخطيرة. وليس لدي شخصية وطنية تحظى بحد معقول من تأييد الزملاء النواب كي اسميها، لذلك اعتذرت من فخامة الرئيس ولم اسمّ احدا.”
النائب جميل السيد
والتقى الرئيس عون النائب جميل السيد الذي قال انه لم يسمّ احداً لهذا المنصب، واضاف: “يبدو ان دولة الرئيس سعد الحريري سيحصل على اكثر من 100 صوت، وبالتالي فهو ليس بحاجة الى صوتي، ولكنت منحته اياه لو كان بحاجة اليه”.
النائب عدنان طرابلسي
واستقبل الرئيس عون بعد ذلك، النائب عدنان طرابلسي الذي قال: “في حال تم تكليف الرئيس الحريري، والارجح انه سيتم تكليفه، فاننا نتمنى له كل الخير والتوفيق والنجاح. وآمل ان يتم التشكيل في اسرع وقت ممكن نظرا للحاجة الملحة للبنان ولمصلحة جميع اللبنانيين، ذلك ان الشعب اللبناني بكافة اطيافه يعاني كثيرا من الوضع الاقتصادي الصعب. ونتمنى تعاون الجميع مع الرئيس الحريري بهدف انجاح مهمته الصعبة، فالحكومة الجديدة امامها عدد كبير من الملفات لانجازها ونأمل نجاحها في ذلك، خصوصا وان الحكومات السابقة لم تتمكن من ذلك.”
وردا على سؤال، اوضح ان الانتخابات جرت، ولم يكن هناك من خلافات سنية-سنية، “فنحن تهمنا مصلحة بيروت بالتحديد، واهلها. كان هناك تنافس انتخابي ، وكل مرشح اخذ حجمه الطبيعي، وانا كنت الفائز الثاني بعد الرئيس الحريري على مستوى المرشحين السنّة الستة في بيروت، وقد اظهرنا حجمنا الطبيعي الذي كنا نتمثل فيه في الماضي، لكن النظام الانتخابي الاكثري لم يكن يعطينا حقنا، والحمد لله ان دعم انصار جمعية المشاريع الاسلامية الكبير جعلني افوز وادخل الندوة البرلمانية. ويدنا ممدودة، كما كنا سابقا للتعاون مع الجميع لمصلحة بيروت واهل بيروت. وعلى الصعيد الحكومي، فاننا نامل من الجميع ان يتعاون مع الرئيس سعد الحريري لانجاحه، لان نجاحه في تأليف الحكومة هو نجاح كل اللبنانيين.”
النائب عبد الرحيم مراد
ثم التقى الرئيس عون النائب عبد الرحيم مراد الذي لم يصرّح بعد اللقاء، لكنه سمّى واودع الاسم لدى رئيس الجمهورية.
النائبة بوليت ياغوبيان
بعد ذلك، استقبل الرئيس عون النائبة بوليت ياغوبيان التي قالت بعد اللقاء: ” توافقنا في التحالف الوطني على عدم تسمية اي شخصية لرئاسة الحكومة، وتحدثت مع فخامة الرئيس وشرحت له اننا معارضة بنّاءة ونتمنى ان نشهد اموراً ايجابية للحديث عنها، ولكننا سنكون معارضة شرسة امام الاخطاء لانه حان وقت تصحيح الاداء. وآمل ان يشكل انتخابي بداية لهذا التصحيح، اذ انه للمرة الاولى يصل صوت معارض يرفض الحصول على اي حصة وزارية او
يدخل جنة الحكم، ويبقى فقط معارضة للمراقبة والمحاسبة، واذا تبيّن في وقت لاحق ان الامور ستكون كما في السنوات السابقة، فعندها سينتخب الشعب هذه المعارضة، وعلى الاحزاب تصحيح الاداء لما فيه مصلحتها.
كنت قد عبّرت سابقاً عن رأيي الشخصي بأنه اذا تعهد الرئيس الحريري باعطاء 25 في المئة للمطالب النسائية، وتمنيت على فخامة الرئيس تخصيص نسبة 25 في المئة على الاقل للسيدات، ونتمنى رؤية وجوه نسائية في الحكومة المقبلة، وهناك الكثير من النساء القادرات”.
كتلة التنمية والتحرير
واختتم رئيس الجمهورية الاستشارات النيابية الملزمة بلقاء كتلة التنمية والتحرير برئاسة رئيس مجلس النواب نبيه بري، وعضوية النواب: انور الخليل، علي حسن خليل، علي خريس، محمد نصرالله، ياسين جابر، قاسم هاشم، علي عسيران، محمد خواجه، غازي زعيتر، علي بزي، ميشال موسى، هاني قبيسي، ايوب حميد، عناية عز الدين، ابراهيم عازار وفادي علامة.
وبعد اللقاء، تحدث النائب انور الخليل فقال: ” تشرفنا بلقاء فخامة الرئيس. وخلال اللقاء، ابلغه دولة رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري انه تماشياً مع قرار كتلة التنمية والتحرير، تم تسمية السيد سعد الدين رفيق الحريري لتشكيل الحكومة”.
بيان التكليف
وبعد انتهاء الاستشارات النيابية الملزمة، اطلع رئيس الجمهورية رئي مجلس النواب على نتائجها والتي نال فيها الرئيس سعد الحريري 111 صوتاً.
بعد ذلك، تلا مدير عام رئاسة الجمهورية الدكتور انطوان شقير بيان التكليف وجاء فيه:
” عملا بأحكام البند /2/ من المادة /53/ من الدستور المتعلق بتسمية رئيس الحكومة المكلف، وبعد أن أجرى فخامة رئيس الجمهورية الاستشارات النيابية الملزمة اليوم الخميس الواقع فيه 24 أيار 2018، وبعد أن تشاور مع دولة رئيس مجلس النواب وأطلعه على نتائجها رسميا، استدعى فخامة الرئيس عند الساعة الخامسة دولة الرئيس سعد الدين الحريري لتكليفه تشكيل الحكومة”.
وفي وقت لاحق، وصل الرئيس المكلّف الى قصر بعبدا، وانضم الى اجتماع الرئيسين عون وبري حيث تم عرض آخر التطورات بعد الاستشارات ونتائجها ومرحلة التأليف. ثم غادر الرئيس بري اللقاء، فيما استمر الاجتماع بين الرئيسين عون والحريري.
الرئيس بري
وتحدث الرئيس بري الى الصحافيين فقال:
“نال الرئيس سعد الحريري 111 صوتاً نتيجة التوافق الحاصل، وهناك ضرورة للاسراع في تأليف الحكومة لان الوضع الاقتصادي ملحّ ويتطلب ذلك. وعلى هذا الاساس، تم التوافق على اجراء المشاورات في المجلس النيابي ابتداء من صباح الاثنين على امل ان تنتهي في اليوم نفسه، وتبدأ عملية تأليف الحكومة ان شاء الله، وهي ستكون حكومة وحدة وطنية وموسعة.”
الرئيس الحريري
بعدها، انتهى اللقاء الثنائي بين الرئيس عون والرئيس المكلف سعد الحريري الذي تحدث الى الصحافيين فقال: ” شرفني فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بتكليفي تشكيل الحكومة، بناء للاستشارات النيابية التي أجراها فخامته اليوم. وقد شكرت فخامة الرئيس على ثقته وثقة النواب الذين شرفوني بتسميتي.
بدءا من هذه اللحظة سأنكب على مهمة التشكيل، بعد الاتفاق مع دولة الرئيس نبيه بري على مواعيد الاستشارات النيابية، علما أن كل الكتل النيابية الوازنة تجمع على ضرورة تشكيل حكومة وفاق وطني بأسرع وقت ممكن، نظرا للأخطار الإقليمية المتزايدة حول بلدنا، وللأوضاع الاقتصادية والمالية الضاغطة داخليا.
إن الحكومة الجديدة، مدعوة لمواصلة تثبيت الاستقرار السياسي وتعزيز مؤسسات الدولة والنهوض بالاقتصاد لإيجاد فرص العمل أمام اللبنانيين، والشباب منهم بشكل خاص. بكلام آخر، لمتابعة المسيرة التي انطلقت مع تشكيل الحكومة المستقيلة، والبناء على انجازاتها العديدة، وترسيخ الالتزام بسياسة النأي بالنفس وإقامة أفضل العلاقات مع الأشقاء العرب.
بالطبع، سيكون أمام الحكومة الجديدة أيضا أن تتابع الجهود المبذولة لمواجهة أزمة النزوح السوري وأن تحقق سلسلة من الإصلاحات الإدارية والإقتصادية التي التزمنا بها أمام اللبنانيين أولا، وأمام المستثمرين الذين نعوّل على استعادة ثقتهم واستثماراتهم في مسيرة النهوض بالاقتصاد اللبناني. لقد حققنا الوعد الذي اطلقته من هذا المكان لدى تكليفي تشكيل الحكومة السابقة، بإنجاز قانون جديد للانتخابات، وإجرائها في موعدها.
وفي هذه اللحظة، أمد يدي إلى جميع المكونات السياسية في بلدنا، للعمل سويا على تحقيق ما يتطلع إليه كل اللبنانيين من دولة سيدة حرة مستقلة، وخدمات أساسية تضمن العيش الكريم، وإصلاحات تحد من الفساد وتطلق عجلة الإقتصاد لإيجاد فرص العمل. لن أوفر جهدا في العمل على تشكيل الحكومة بأسرع وقت ممكن، ومواصلة العمل لحماية استقرار لبنان وأمان اللبنانيين، ضمن ثوابت احترام اتفاق الطائف والدستور ونظامنا الديمقراطي. ندعو الله في هذا الشهر الفضيل أن يوفقنا دائما لما فيه مصلحة بلدنا وأهلنا.
عشتم وعاش لبنان.”
سئل: كم تتوقعون ان تأخذ عملية تأليف الحكومة من وقت؟
اجاب: لن ادخل في التأويلات، انما ارى جدية ونية من قبل الجميع لتسهيل تشكيل الحكومة، وكل ما نواجهه من تحديات اقتصادياً واقليمياً يدفعنا الى التركيز على تخطيها، وما يجمعنا اكثر بكثير مما يفرّقنا وليس من المهم من يحصل على مكاسب، انما ان تعمل الحكومة بشكل سريع لمصلحة المواطن. فخامة الرئيس بالامس القى كلمة مهمة جداً في موضوع مكافحة الفساد لجهة عدم الاكتفاء بالكلام والعمل جميعاً على هذه المسألة، وهذا امر اشاركه فيه مع الرئيس بري ويجب القيام باصلاحات مهمة من اجل الاقتصاد والعمل الاداري في الدولة، وهناك تحديات على غرار النزوح السوري وغيره، وقد وضعنا خططاً علينا تنفيذها لمواجهة هذه التحديات.
سئل: هل هناك من فيتو على دخول اي مكون للحكومة؟
اجاب: لم اسمع عن هذا الامر الا في الاعلام.
سئل: تحدث الرئيس بري عن حكومة موسعة، فما الذي يقصده؟
اجاب: ما قصده هو التوافق، على غرار ما كانت عليه الحكومة التي رأستها. وسأجري مشاورات للوقوف عند رأي النواب وآمالهم، وسأعقد بعدها مؤتمراً صحفياً اتناول فيه حصيلة مشاوراتي.
سئل: حزب الكتائب قام بتسميتك بشكل مفاجىء، فهل هذا يعني فتح صفحة جديدة معه؟
اجاب: انا لم اقم باغلاق اي صفحة مع احد، ومنفتح على الجميع. وهناك مشاورات سأجريها مع الجميع. اجريت الانتخابات النيابية التي شكك الكثيرون بحصولها ، كما شككوا باقرار قانون انتخابي، وبالتوافق السياسي الذي حصل بيننا وفخامة الرئيس والرئيس بري. ولكننا شاهدنا نتائج التوافق ويهمني التركيز عليه وعلى اهميته، لاننا بتوافقنا استطعنا حل الكثير من الامور وخاصة الاحتقان الذي كان سائداً، فنحن في منطقة مشتعلة ولبنان يقوم باطفاء هذا الحريق الذي كان من الممكن ان يطاله، انما تغلب عليه وهو يسير وفق ما يتمناه اللبنانيون. هذا ما يجب التركيز عليه، وهناك تحديات كبيرة تنتظرنا وليس هناك ما يحمينا سوى وحدتنا وتوافقنا الذي يمنع التدخل الخارجي في شؤوننا، والخلافات نعمل على حلها في ما بيننا على مساحة 10452 كلم2، وقد شاهدنا الاثمان التي دفعناها عند نقل مشاكلنا الى الخارج”.