عقد “تكتل لبنان القوي” اجتماعه الأول، بعد ظهر أمس، في مركز الاجتماعات والمؤتمرات – سن الفيل، برئاسة رئيس “التيار الوطني الحر” الوزير جبران باسيل وحضور الأعضاء.
بعد الاجتماع، قال باسيل: “هذا الاجتماع الأول لتكتل لبنان القوي الذي يضم 29 عضوا، وهم الأعضاء الفائزون في الانتخابات، واعتذر 3 من بينهم. سنعقد اجتماعا تفصيليا بعد انتهاء ولاية مجلس النواب الحالي. لقد أجرينا اليوم قراءة سريعة للانتخابات، لكن أحدا منا لم يتحدث عن الماضي، بل تناول الحديث كل ما يريد أن يقوم به التكتل في المستقبل، خصوصا أن هناك برنامج عمل وخطا سياسيا واضحا، وهو نفسه الذي اعتمدناه منذ عام 2005“.
أضاف: “نحن تيار الجمهورية، نحن تكتل لبنان القوي، الذي يضم التيار الوطني الحر وأحزابا وشخصيات حليفة وصديقة ومعنية بأن تكون الدعامة الأساسية لرئيس الجمهورية والعهد، وهذا لا يمنع أي فريق من أن يدعم العهد ورئيس الجمهورية، لكننا التكتل الأساسي لرئيس الجمهورية، والذي سينفذ خطاب القسم والبرنامج السياسي الذي أعلنت عنه في هذه الانتخابات“.
وتابع: “تطرقنا اليوم إلى رؤيتنا المستقبلية وكيفية بناء الدولة وإلغاء الفساد، إضافة إلى الأطراف التي يمكن أن نتعاون معها لمحاربة الفساد وبناء خطط واضحة تحقق الازدهار الاقتصادي الذي كنا قد بدأناه في الحكومة، مترافقة مع إجراءات اقتصادية دائمة، إضافة إلى تحقيق الإنماء في المناطق كلها في كل الاقضية“.
وأردف: “صحيح أننا التكتل الأكبر في مجلس النواب، وحصلنا على النسبة الأعلى من الأصوات وعدد النواب، وهذا مهم، لكن الصحيح أيضا أن هذا الامر يحملنا مسؤولية أكبر قدر من الإنجازات، مع الاعتراف بأن هناك بعض الأشخاص الذين لم يمثلوا ظلما، فهؤلاء هم مسؤوليتنا لأننا معنيون بالدفاع عن كل مظلوم على كل المستويات وكل المكونات اللبنانية. نحن معنيون بنقل البلد من الوضع الطائفي إلى الدولة المدنية، إذا ما استطعنا ذلك. ولذلك، عندما نريد أن نحكم على هذا القانون علينا أن نطور الإصلاح الانتخابي ونحسن التمثيل. أما في النتائج، فلقد حقق بالتمثيل المسيحي 53 نائبا، لكن هناك أشخاصا كان من الممكن أن يمثلوا بشكل أفضل، وحجب عنهم التمثيل نتيجة تطويقهم سياسيا ومحاصرتهم، إضافة الى أمور أخرى لا مجال لذكرها الآن“.
وأشار إلى أن “أي حديث عن تطوير هذا القانون سيكون بتحسين التمثيل، لا بإضعافه”، وقال: “هذا القانون يستحق أن نجربه ونحصنه، وظهر الخطأ من خلال ما حققه البعض من نجاح بكمية قليلة جدا من الاصوات التفضيلية“.
أضاف: “منذ الآن لن نعود إلى الوراء، ولن يكون هناك رئيس ضعيف ولا قانون نيابي لا يمثل، بل كل شيء سيخضع للميثاقية والعدالة والمساواة بين كل اللبنانيين، وسنكون حرصاء على حقوق الجميع ونحصنها، وهذا كله يدعونا إلى التأكيد مرة أخرى أننا نمد يدنا للجميع وفي أي استحقاق مقبل“.
وتابع: “لن نفتش عن مشكلة، إلا مع من لا يريد بناء دولة قوية. ولذلك، اتفقنا على عقد خلوة لوضع برنامج عمل تنفيذي في كل المجالات، من السياسة التي تحصننا، إلى الإعلام الذي استعمل كسلاح ضدنا وشوه الكثير من الحقائق وشكل حالة من اليأس عند الناس ودفعهم إلى التراجع عن المشاركة في الانتخابات“.
وأردف: “علينا أن نؤمن بأن لبنان سيبقى قويا لا أن ندفع الموجودين إلى الهجرة. كما اتفقنا على إقامة مهرجان النصر السبت المقبل عند السادسة والنصف على طريق قصر بعبدا للاحتفال مع المناصرين بالنصر، الذي نتمنى أن يتحول انتصارا لكل اللبنانيين من هم معنا ومن هم ضدنا لتحقيق المزيد من الإنجازات في ظل الدولة القوية“.
حوار
وردا على سؤال عن تشكيل الحكومة في وقت قريب، قال باسيل: “لا شيء يمنع ذلك. في السابق، كان التمثيل الفعلي في الحكومة يعرقل تشكيلها. أما اليوم فتخطينا هذا الموضوع بجزء كبير، وأعتقد أنه باعتماد القواعد الميثاقية وإرادة التسهيل عند الجميع من دون وضع عراقيل أو شروط جديدة يجب ألا تكون هناك مشكلة“.
وعن اعتماد فصل النيابة عن الوزارة، قال:” هذا الموضوع يأتي في وقته، ونتمنى اقرار القانون المتعلق بهذا الشأن“.
وعن التزام التكتل بقسم رئيس الجمهورية وحرية الكتل الاخرى بالتزام هذا الخط او أي أي خط آخر، قال: “نحن تكتل لبنان القوي، وهو تكتل داعم لرئيس الجمهورية، وهذا لا ينفي ان يكون أي تكتل سياسي آخر او كتلة نيابية اخرى ايضا داعمة له. نحن لا نحتكر دعم رئيس الجمهورية لأن الرئيس للكل، لكن خيارنا السياسي أن جزءا من قوة رئيس الجمهورية في البلد أن يكون خلفه شعب وكتلة نيابية ووزارية ايضا. ولا يمكن أن تمنع عن رئيس الجمهورية الذي لم يخض المعركة الانتخابية، لكن من حقه لو اراد ان يخوضها، كما فعل رئيسي الحكومة والمجلس، وهذا حق لهما، القوة والدعم إذا أراد الشعب وفريق سياسي دعمه“.
وأشار إلى أن “عكس ذلك هو محاولة إضعاف رئيس الجمهورية”، وقال: “هذه الكتلة التي حققناها كان يمكن أن تكون أقل أو أكثر. وبما هي عليه اليوم، كنا 21 وأصبحنا 29، كنا في 5 أقضية وأصبحنا في 15، أو نواب التيار كانوا 10 وأصبحوا 18، وأصواتنا ازدادت عن 2009.
أضاف: “النسبة التي حصلنا عليها في مجتمعنا تتخطى ال64 في المئة، وهذا يعطي تمثيلا للقوى الأخرى. لقد أسقطت كل هذه المعايير مشروع إضعاف العهد، الذي بدأ ما قبل الانتخابات، واستمر ما بعدها. نحن اليوم في محطة جديدة، ونأمل أن يعترف الجميع بالحجم الشعبي المؤيد للعهد، ونبدأ بمرحلة تعاون فعلي، وليس بالكلام، لنستكمل ما أنجزته حكومة الرئيس سعد الحريري، والذي له فضل كبير بما أنجز، ونكون في بداية هذا العهد نحقق جميعا الإنجازات، وألا نتنافس. يجب أن ينتهي مشروع الإضعاف، وأن نقلع عن ذلك. اليوم، انتصرنا في الانتخابات بتأييد الناس لنا، وعلينا أن نتعاون جميعا لأن هناك ناسا أيضا انتصروا، ولهم جمهورهم وحضورهم، والتعاون مع بعضنا ينهض البلد“.
وردا على سؤال عن تفوق حزب “القوات اللبنانية” بالأرقام عن التيار، قال باسيل: “لن أدخل بهذا الموضوع، ولكن أشدد على أنه في 11 دائرة وفي الاماكن التي تنافسنا فيها، نحن حققنا 63 في المئة. وعندما قلت إن كل الذين نافسوننا بعدد النواب والاصوات ليسوا بحجمنا، يعني القوات اللبنانية والكتائب والمردة والشخصيات الاساسية المستقلة ليسوا بحجمنا“.
أضاف: “وصلنا اليوم إلى ما وصلنا إليه، وأشدد على أن إدخال المال السياسي إلى مجتمعنا جريمة سياسية كبرى، كما دخل السلاح في السابق، ولم ننته منه، وقمنا بالمصالحة، ونجحنا بها، ونحن مستمرون بها لنعيش بطمأنينة وهدوء مع بعضنا البعض. إن إدخال المال السياسي هو فساد سياسي كبير لا يمكن التخلص منه من مجتمعنا، كما يتعثر التخلص منه في مؤسسات الدولة. بهذه الخطورة، اتخذ عدد كبير من الأصوات وحجب عن المشاركة عدد كبير من الاصوات. وأتمنى أن نقلع عن هذا الخطأ الجسيم، لأننا نريد أن يبقى الناس معنا بالالتزام السياسي وبالايمان بهذا البلد، وليس بالمنفعة المالية الموسمية“.
وعن قراءته للرسالة التي وجهها اليه الرئيس نبيه بري، قال باسيل: “قلت بالأمس كل كلام إيجابي يقابل بكلام ايجابي، وكل عمل إيجابي يقابل بعمل إيجابي، ونأمل أن يتم كل شيء بالتماثل السياسي، ولا مشكلة لدينا مع أحد“.
وعن فوز “القوات اللبنانية” بكتلة وازنة وكيفية التعاون في المستقبل، قال باسيل: “نحن في مرحلة جديدة، وتحملنا الكثير من الظلم لنحافظ على المصالحة، ومستعدون للمزيد من التحمل والتضحية، ونحن من الساعين وسعداء بأي تقدم حقيقي وشعبي، وهذه صحة تمثيل، ولكن أتمنى ان نتناوب في ما بيننا بالشيء الايجابي وأن نتعاون جميعا في تأمين الكهرباء وتحقيق أأي شيء للبلد، وليس فقط العمل على عرقلة الآخر. في هذه المرحلة سنكون اكثر من مساعدين وإيجابيين شرط الكف عن العرقلة، والكل يلومنا لاننا مهادنون في الاعلام إلى درجة ان الحقيقة تنقلب علينا. ولذلك، بعد اليوم لن نسكت على التطاول الاعلامي علينا“.
أضاف: “اليوم، كان اللقاء الاول للتكتل، وهو لقاء تعارفي، وأكدنا تلاحمنا مع بعضنا خلال الاربع سنوات المقبلة، لأن هذا يشكل جزءا من الالتزام السياسي الذي نعلم فيه اللبنانيين أن التيارات والكتل السياسية يشرف الدخول اليها، لان الانجاز ليس بالفرد، بل بالمجموعة، وهذه المجموعة ستنجح بقوة الافراد، ونحن حرصاء على هذا الأمر، وهذا مبدأ أساسي أن نعطي كل فرد في التيار وفي خارجه القوة والامكانية ليحقق النجاح بمشاريع واقتراحات قوانين وغيرها، وليكن هناك تنافس إيجابي داخل التكتل، والمهم ألا نعرقل بعضنا، وهذا ما نطلبه من الآخرين أيضا”.