اشار البطريرك الماروني بشارة الراعي الى ان الحكم الزمني خاضعة لشريعة الله الطبيعية كي تأتي اعماله مثمرة. وملء الزّمن هو “زمن المسيح”، وبالتّالي “زمن الكنيسة”. ما يعني أنّه زمن ملكوت الله أي زمن الحقيقة والعدالة، زمن المحبّة والحريّة، زمن الأخوّة والسّلام، زمن خلاص كلّ إنسان، روحيًا واجتماعيًا واقتصاديًا وسياسيًا.
اضاف الراعي في قداس عيد البشارة في بكركي ، فلأنّ زمن المسيح هو زمن الإنسان وخلاصه، انطلقت الكنيسة تعمل من أجل هذا الخلاص الرّوحي أوّلاً وأساسًا. وبما أنّ الإنسان وحدة متكاملة بكلّ أبعادها، اعتنت الكنيسة أيضًا بخلاصه التّربوي والاجتماعي والصّحي.
فأسّست المدارس والجامعات والمؤسّسات الخيريّة والمراكز المتخصّصة لليتامى والمسنّين والمعوّقين وذوي الاحتياجات الخاصّة، والمستشفيات والمستوصفات. واعتنت بخلاصه الاقتصادي، فأنشأت المجمّعات السّكنيّة، وأمّنت فرص عمل وإنتاج بتثمير أراضيها، وبتأجيرها لمشاريع زراعيّة واقتصاديّة وسياحيّة.
ولم تستطع الوقوف مكتوفة الأيدي أمام الظّلم الممارس بحقّ أي إنسان أو جماعة أو شعب، وأمام أي ضرر بالمجتمع أو بالمؤسّسات التّربويّة والاستشفائيّة، أو بالوطنوكرامته وسيادته وازدهاره. ومن أجل كلّ ذلك، كانت وتظلّ الكنيسة حرّة من المصالح الخاصّة ومن الأشخاص والألوان السّياسيّة، فاستطاعت دائمًا أن تخاطب الضّمائر، وتبتعد عن أي نوع من المساومة، مرتكزة في كلّ ذلك على المبادئ الرّوحيّة والأخلاقيّة، وعلى الثّوابت الوطنيّة.
الوسومالراعي: الكنيسة تبتعد عن اي نوع من انواع المساومة وترتكز على الثوابت الوطنية