الشيخوخة أو التعمّر هي عملية الهرم والتقدم بالعمر التي تصيب الكائنات الحية نتيجة تناميها. التعريفات المؤخرة لعملية الشيخوخة تعتبرها عبارة عن خلل وتلف في عمليات النظام مع مرور الوقت والزمن، هذا التعريف يسمح بظهور ووجود أنظمة لا تهرم (لاتشيخ) non-ageing systems، نتيجة تداخلات مضادة للشيخوخة (عندما يمكن إصلاح الخلل المتراكم). الشيخوخة أصبحت تدرس حاليا كعلم يتناول النواحي الثقافية والاقتصادية ودراسات الوعي والتغيرات الاجتماعية والديمغرافية أما النواحي الفيزيولوجيا فتوصف بعملية هرم…..
تقرير الأمم المتحده أن بداية سن المسنين يختلف من مجتمع إلى آخر فبعض الدول اعتبرت (60-65) سنة بدء المسنين من 60 سنة للرجل، 50 سنة للمرأة ،و دول أخرى تبدأ مرحله المسنين للرجل من 55 سنة وللمرأه من 50 سنة وذلك مرتبط بمستوي الأعمار في كل دولة.
وعرفت دراسة الشيخوخة أنها ليست مجرد عملية بدنية، وإنما هي أيضا حالة تعبر عن تغيرات جذرية في مجال الأنشطه الاجتماعية التى اعتاد عليها الفرد ؛ فاعتبرت الشيخوخة بمثابة مرحلة يتم فيها هجر العلاقات الاجتماعية والأدوار السابقة مما يخلق للفرد عقدا نفسية تفقده الثقة في النفس وتجعله يشعر بأنه قد أصبح أداة عاطلة في المجتمع
التقاعد
هو مرحلة يطلق عليها اصطلاحا مرحلة الشيخوخة أي سن الإحالة على المعاش، تحدده قوانين التوظيف في كل دولة. وهو في مصر بالنسبة للموظفين ستون سنة وبالنسبة للعمال خمس وستون سنة، وقد يكون مبكرا عن ذلك في بعض الوظائف العسكري.
أنواع التقاعد
التقاعد الاختياري أي يتم بمحض إرادة الفرد وعلى أساس من تقديراته وهو قراره هو.
التقاعد الإجباري بمعنى أن الفرد يحال إلى المعاش في سن الستين أو الخامسة والستين حسب ما تنص عليه تشريعات العمل المعمول بها في المجتمع.
الشيخوخة والصحة
بين عام 2015 وعام 2050 ستتضاعف تقريباً نسبة سكان العالم الذين تخطوا سن ستين سنة، من 12% إلى 22%.
بحلول عام 2020 سيتجاوز عدد من يبلغون من العمر 60 سنة فأكثر عدد الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 5 سنوات.
في عام 2050 سيتعيش نسبة 80% من المسنين في بلدان منخفضة ومتوسطة الدخل.
أصبحت وتيرة شيخوخة السكان أسرع من ذي قبل.
تواجه جميع البلدان مشكلات كبيرة لضمان جاهزية نظمها الصحية والاجتماعية للاستفادة من هذا التحول الديمغرافي.
إن البشر أصبحوا يعيشون أطول من ذي قبل في جميع أنحاء العالم. واليوم، وللمرة الأولى في التاريخ، يمكن أن يتوقع معظم الناس أن تتجاوز أعمارهم الستين سنة وأكثر. ومن المتوقع أن يزيد مجموع عدد سكان العالم الذين تبلغ أعمارهم 60 سنة فأكثر من 900 مليون نسمة في عام 2015 إلى ملياري نسمة بحلول عام 2050. واليوم يبلغ عدد من وصلت أعمارهم إلى 80 سنة فأكثر 125 مليون نسمة. وبحلول عام 2050 سيوجد عدد كهذا تقريباً (125 مليون) في الصين وحدها، وعدد 434 مليون نسمة في هذه الفئة العمرية على نطاق العالم. وبحلول عام 2050 ستعيش نسبة80% من جميع المسنين في بلدان منخفضة ومتوسطة الدخل.
وتتزايد أيضاً بصورة هائلة وتيرة شيخوخة السكان في جميع أنحاء العالم. فقد استغرق الأمر من فرنسا 150عاماً كي تتأٌلم مع تغير حدث بزيادة من 10% إلى 20% في نسبة السكان الأكبر سناً من 60 سنة. ومع ذلك فهناك أماكن مثل البرازيل والصين والهند سيستغرق منها هذا التأقلم مدة أطول قليلاً من 20 سنة.
وفي حين أن هذا التحول في توزيع سكان البلدان نحو التقدم في السن، والذي يُطلق عليه تعبير “شيخوخة السكان” ، قد بدأ في البلدان المرتفعة الدخل (تبلغ مثلاً نسبة السكان الذين تتجاوز أعمارهم 60 سنة بالفعل في اليابان 60%) فإن البلدان التي تشهد أكبر التغيرات في هذا الصدد هي البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل. وبحلول منتصف القرن ستكون في كثير من البلدان، مثل شيلي والصين وجمهورية إيران الإسلامية والاتحاد الروسي، نسبة مماثلة لنسبة المسنين في اليابان.
إن عيش حياة أطول يجلب معه فرصاً لا تقتصر على المسنين وأسرهم بل تشمل أيضاً المجتمع ككل. فسنوات العمر الإضافية تتيح الفرصة لمتابعة أنشطة جديدة مثل تعزيز التعليم وخلق فرص عمل جديدة أو مواصلة هواية طالما أهملوها. ويسهم المسنون أيضاً بطرق عديدة في حياة أسرهم ومجتمعاتهم المحلية. وحتى الآن يعتمد مدى تلك الفرص والمساهمات اعتماداً كبيراً على عامل واحد هو الصحة.
ومع ذلك لا توجد إلا بينات قليلة تدل على أن المسنين يعيشون اليوم سنوات عمرهم المتقدمة في صحة أفضل مقارنة بوالديهم. وفي حين أن معدلات العجز الشديد قد تراجعت في البلدان المرتفعة الدخل على مدى السنوات الثلاثين الماضية فلم تحدث تغيرات كبيرة فيما يتعلق بالعجز الخفيف إلى المتوسط خلال نفس الفترة.
وإذا كان الناس يمكن أن يعيشوا سنوات العمر الإضافية تلك في صحة جيدة، وإذا كانوا يعيشون في بيئة داعمة فإن قدرتهم على أداء الأعمال التي يعطونها قيمة ستكون مختلفة قليلاً عن الأشخاص الأحدث سناً. وإذا غلب على سنوات العمر الإضافية تلك التراجع في القدرات البدنية والعقلية فإن الآثار التي ستلحق بالمسنين وبالمجتمع ستكون سلبية أكثر.
شرح أسباب الشيخوخة
على المستوى البيولوجي تحدث الشيخوخة نتيجة تأثير تراكم مجموعة متنوعة من الأضرار الجزيئية والخلوية بمرور الوقت. ويؤدي ذلك إلى انخفاض تدريجي في القدرات البدنية والعقلية، وتزايد احتمالات المرض والوفاة في النهاية. ولكن تلك التغيرات ليست تغيرات خطية ولا ثابتة، وصلتها بعمر الفرد بالسنوات صلة غير قوية فحسب. وبينما يتمتع بعض من تبلغ أعمارهم 70 سنة بصحة جيدة وبأداء جيد إلى أبعد حد فإن آخرين في سن 70 سنة يعتريهم الوهن ويحتاجون إلى مساعدة الغير.
وبعيداً عن التغيرات البيولوجية توجد صلة بين الشيخوخة وبين التحولات الحياتية الأخرى، كالتقاعد عن العمل، والانتقال إلى مسكن أنسب، ووفاة الأصدقاء وشركاء الحياة. ولدى إعداد الاستجابة الصحية العمومية للشيخوخة من المهم ألا يتم فحسب اعتبار النهوج التي تستهدف التعويض عما يفقده الفرد مع التقدم في السن بل ينبغي أيضاً اعتبار النهوج التي تعزز التعافي والتأقلم والنمو النفسي الاجتماعي.
الاعتلالات الصحية الشائعة ذات الصلة بالشيخوخة
تشمل الاعتلالات الشائعة بين المسنين فقدان السمع والكتاركت والأخطاء الانكسارية في النظر وآلام الظهر والرقبة والفُصال العظمي وداء الانسداد الرئوي المزمن وداء السكري والاكتئاب والخرف. وعلاوة على ذلك فإنه مع التقدم في السن يزداد احتمال معاناة الناس من عدة اعتلالات في نفس الوقت.
ويتسم التقدم في السن أيضاً بظهور عدة حالات صحية معقدة تميل إلى الحدوث في مرحلة متقدمة من العمر ولا تندرج ضمن فئات أمراض مميزة. ويشيع إطلاق مصطلح متلازمات المسنين عليها. وهي تنتج غالباً عن عدة عوامل كامنة، وتشمل الوهن وسلس البول وحوادث السقوط والهذيان وقرح الضغط.
ويبدو أن متلازمات المسنين تشكل عوامل للتنبؤ بالوفاة أكثر من دلالتها على وجود عدد من الأمراض المحددة. ولأنها لا تتعلق تحديداً بتخصص واحد من التخصصات الطبية فإنها غالباُ ما يُغفل عنها في الخدمات الصحية ذات الهيكل التقليدي وفي مجال البحوث الوبائية.
العوامل المؤثرة في التمتع بالصحة في مرحلة الشيخوخة
وبالرغم من أن بعض الاختلافات في صحة المسنين تكون جينية فإن كثيراً منها ينتج عن البيئات المادية والاجتماعية التي يعيش فيها الناس، بما في ذلك منازلهم وجيرتهم ومجتمعاتهم المحلية، وكذلك سماتهم الشخصية، كنوع الجنس أو الأصل العرقي أو الحالة الاجتماعية الاقتصادية.
وتبدأ تلك العوامل في التأثير على عملية الشيخوخة في مرحلة مبكرة. فالبيئة التي يعيش فيها الإنسان وهو طفل، أو حتى وهو لا يزال جنيناً، إلى جانب سماته الشخصية تكون لها آثار على كيفية تقدمه في السن.
وللبيئات أيضاً أثر هام على النمو والحفاظ على السلوكيات الصحية. فالحفاظ على السلوكيات الصحية، وخصوصاً النظام الغذائي المتوازن والنشاط البدني المنتظم والامتناع عن تعاطي التبغ هي جميعاً أمور تساعد على الحد من مخاطر الإصابة بالأمراض غير السارية، وتحسين القدرات البدنية والعقلية.
وتظل السلوكيات مهمة أيضاً في السن المتقدمة. ويمكن لتمارين القوة التي هدفها الحفاظ على الكتلة العضلية، والتغذية الجيدة أن تساعدا على الاحتفاظ بوظيفة الإدراك وتؤخرا الاتكالية وتعكسا الوهن.
وتمكن البيئات الداعمة الناس من القيام بالأعمال المهمة لهم بصرف النظر عما فقدوه من قدراتهم. ومن أمثلة البيئات الداعمة إتاحة المباني ووسائل النقل المأمونة والتي يسهل الوصول إليها، والبيئات التي يسهل السير فيها.
التحديات في مجال الاستجابة لمسألة شيخوخة لسكان
التنوع في السن المتقدمة
لا يوجد وصف “نمطي” للشخص المسن. فبعض من يبلغون من العمر 80 سنة يتمتعون بقدرات بدنية وعقلية مماثلة لقدرات كثيرين ممن تبلغ أعمارهم 20 سنة. ويعاني آخرون من تراجع في قدراتهم البدنية والعقلية في سن أصغر كثيراً. ويجب أن تتصدى الاستجابة الصحية العمومية الشاملة لهذه المجموعة الكبيرة من خبرات واحتياجات المسنين.
الإجحافات الصحية
والتنوع الملاحظ لدى المسنين ليس عشوائياً. وينشأ جزء كبير منه عن البيئات المادية والاجتماعية التي يعيش فيها الناس، وأثر هذه البيئات على فرصهم وسلوكياتهم الصحية. فعلاقتنا بالبيئة التي نعيش فيها تتأثر بسماتنا الشخصية، مثل الأسرة التي نولد فيها ونوع جنسنا وأصلنا العرقي، مما يسفر عن إجحافات في الصحة. وتعزى نسبة كبيرة من التنوع في السن المتقدمة إلى الأثر التراكمي الذي تخلفه الإجحافات الصحية طيلة العمر. ويجب أن تكون سياسة الصحة العمومية مصممة بحيث تحد من تلك الإجحافات بدلاً من أن تعززها.
الأشكال النمطية البالية والمتحيزة ضد المسنين
كثيراً ما يُفترض أن المسنين يعانون من الوهن أو الاتكالية ويشكلون عبئاً على المجتمع. ومن الضروري أن تتصدى دوائر الصحة العمومية والمجتمع ككل لهذه المواقف وغيرها من المواقف المتحيزة ضد المسنين والتي يمكن أن تؤدي إلى التمييز وتؤثر على طرق وضع السياسات وفرص المسنين في التمتع بالصحة في مرحلة الشيخوخة.
عالم سريع التغير
إن العولمة والتطورات التكنولوجية (مثل التطورات التكنولوجية في مجالي النقل والاتصالات) والتوسع العمراني والهجرة وتغيير المعايير الخاصة بنوع الجنس هي أمور تؤثر على حياة المسنين بطريقة مباشرة وغير مباشرة. فعلى سبيل المثال فإنه بالرغم من أن عدد الأجيال الباقية على قيد الحياة في الأسرة قد زاد فمن المحتمل اليوم أكثر من ذي قبل أن تعيش تلك الأجيال حياة قائمة بذاتها. ويجب أن تقيم استجابة الصحة العمومية هذه الاتجاهات الراهنة والمتوقعة، وأن تصوغ سياساتها بناءً على ذلك.
استجابة منظمة الصحة العالمية
طبقاً لقرار حديث صدر عن جمعية الصحة العالمية (القرار 67/13) تعكف المنظمة على وضع استراتيجية وخطة عمل عالميتين بشأن الشيخوخة والصحة، وذلك بالتشاور مع الدول الأعضاء والشركاء الآخرين. وتعتمد الاستراتيجية وخطة العمل وتبني على الأنشطة المبذولة حالياً من أجل معالجة 5 مجالات عمل ذات أولوية.
الالتزام بتحقيق التمتع بالصحة في مرحلة الشيخوخة. يتطلب ذلك الوعي بقيمة التمتع بالصحة في مرحلة الشيخوخة، والالتزام والعمل المستمرين من أجل صياغة سياسات مدعومة بالبينات تعزز قدرات المسنين.
مواءمة النظم الصحية مع احتياجات المسنين. من الضروري أن تكون النظم الصحية منظمة بصورة أفضل فيما يتعلق باحتياجات المسنين وأفضلياتهم، وأن تكون مصممة بحث تعزز قدرات المسنين الحقيقية، وأن تتكامل على نطاق البيئات وعلى نطاق مقدمي خدمات الرعاية. وتتواءم الإجراءات في هذا المجال بصورة وثيقة مع الأعمال الأخرى على نطاق المنظمة لتعزيز الرعاية الصحية الشاملة والخدمات الصحية المتكاملة التي تركز على الناس.
وضع نظم للرعاية الطويلة الأجل. من الضروري وضع نظم للرعاية الطويلة الأجل في جميع البلدان لتلبية احتياجات المسنين. ويتطلب ذلك إنشاء نظم تصريف الشؤون، من العدم أحياناً، وكذلك البنية التحتية وقدرات القوى العاملة. ويتواءم عمل المنظمة بشأن الرعاية الطويلة الأجل (بما في ذلك الرعاية التلطيفية) بصورة وثيقة مع الجهود المبذولة من أجل توفير التغطية الصحية الشاملة، والتصدي للأمراض غير السارية، وتطوير الخدمات الصحية الشاملة التي تركز على الناس.
تهيئة البيئات المراعية للمسنين. سيتطلب ذلك اتخاذ إجراءات لمكافحة التحيز ضد المسنين، وتمكين الاستقلالية ودعم التمتع بالصحة في مرحلة الشيخوخة في جميع السياسات وعلى كل مستويات الحكومات. وتستند تلك الأنشطة إلى العمل الذي قامت به المنظمة أثناء العقد الماضي من أجل تطوير المدن والمجتمعات المحلية المراعية للمسنين، وتكمل هذا العمل، بما في ذلك إنشاء الشبكة العالمية للمدن والمجتمعات المحلية المراعية للمسنين، وإنشاء منصة تبادل المعلومات التفاعلية المسماة :العالم المراعي للمسنين”.
تحسين القياس والرصد والفهم. من الضروري إجراء بحوث مركزة ووضع مقاييس وأساليب تحليل جديدة فيما يتعلق بمجموعة كبيرة من المسائل الخاصة بالشيخوخة. ويستند هذا العمل إلى العمل المكثف الذي قامت به المنظمة في مجال تحسين الإحصاءات والمعلومات الصحية، وذلك مثلاً من خلال دراسة المنظمة بشأن الشيخوخة وصحة البالغين في العالم.
سكان العالم يشيخون: يشهد كل بلد تقريبا في العالم نموا في عدد ونسبة كبار السن في عدد سكانه.
ومن المنتظر أن تصبح الشيخوخة واحدة من التحولات الاجتماعية الأكثر أهمية في القرن الحادي والعشرين، حيث ستؤثر على جميع قطاعات المجتمع، بما في ذلك سوق العمل والأسواق المالية، والطلب على السلع والخدمات، مثل السكن والنقل والحماية الاجتماعية وكذلك الهياكل الأسرية والعلاقات بين الأجيال.
وتشير البيانات الصادرة عن تقرير التوقعات السكانية في العالم: تنقيح عام 2015، عن زيادة عدد كبار السن الذين تتراوح أعمارهم بين 60 عاما أو أكثر بشكل كبير في السنوات الأخيرة في معظم البلدان والمناطق، ومن المتوقع أن يتسارع هذا النمو في العقود المقبلة.
المستويات والاتجاهات في شيخوخة السكان
في عام 2015، كان هناك 901 مليون شخص تتراوح أعمارهم بين 60 عاما أو أكثر في جميع أنحاء العالم، أي بزيادة عالمية قدرها 48 في المائة لعدد كبار السن حيث بلغ كان 607 مليون شخص في عام 2000. ومن المتوقع أن ينمو عدد الأشخاص في العالم الذين تتراوح أعمارهم بين 60 عاما أو أكثر بنسبة 56 في المائة، من 901 مليون شخص إلى 1.4 بليون شخص بين عامي 2015 و 2030. وبحلول عام 2050، من المتوقع أن يزداد عدد سكان العالم من كبار السن إلى أكثر من ضعف الحجم الذي كان في عام 2015 ليصل إلى ما يقرب من 2.1 مليار.
ويعيش ثلثي كبار السن في العالم في المناطق النامية وتتزايد أعدادهم بشكل أسرع هناك عما كانت عليه في المناطق المتقدمة.
وينظر بشكل متزايد الآن إلى كبار السن باعتبارهم من المساهمين في التنمية ينبغي أن تدمج قدراتهم على العمل من أجل النهوض بأنفسهم ومجتمعاتهم في السياسات والبرامج على جميع المستويات. ويعيش في الوقت الراهن 64 في المائة من جميع كبار السن في المناطق القليلة النمو _ ومن المتوقع أن تقارب هذه النسبة 80 في المائة بحلول عام 2050.
العوامل الديموغرافية في شيخوخة السكان
يتم تحديد حجم وعمر السكان بشكل مشترك من خلال عمليات ديموغرافية ثلاثة وهي الخصوبة والوفيات والهجرة.
ومنذ عام 1950، شهدت جميع المناطق زيادات كبيرة في متوسط العمر المتوقع. وبما أن متوسط العمر المتوقع عند الولادة آخذ في الزيادة ، فإن إدخال تحسينات في البقاء على قيد الحياة في الاعمار المتقدمة تشكل نسبة متزايدة من التحسن العام في طول العمر.
وفي حين ان تراجع الخصوبة وزيادة طول العمر تعتبر من الدوافع الرئيسية لشيخوخة السكان على الصعيد العالمي، فقد ساهمت الهجرة الدولية أيضا في تغيير الهياكل العمرية للسكان في بعض البلدان والمناطق. ففي البلدان التي تعاني من تدفقات الهجرة الكبيرة، يمكن للهجرة أن تبطئ عملية الشيخوخة مؤقتا على الأقل، حيث يميل المهاجرين إلى أن يكونوا من الشباب في سن العمل. ومع ذلك، فإن المهاجرين الذين يبقون في البلاد سيكونون في فئة السكان الأكبر سنا في نهاية المطاف .
المؤتمرات الرئيسية للشيخوخة
ولبدء معالجة هذه القضايا، عقدت الجمعية العامة في عام 1982 الجمعية العالمية الأولى للشيخوخة التي تمخضت عن “خطة عمل فيينا الدولية للشيخوخة المكونة من 62 نقطة. وتدعو الخطة إلى إجراءات محددة بشأن قضايا مثل الصحة والتغذية، وحماية المستهلك المسن، والإسكان والبيئة، والأسرة، والرعاية الاجتماعية، والعمل وضمان الدخل، والتعليم، وجمع بيانات البحوث وتحليلها.
وفي عام 1991، اعتمدت الجمعية العامة مبادئ الأمم المتحدة المتعلقة بكبار السن، معددةً فيها 18 استحقاقاً لكبار السن تتعلق بالاستقلالية والمشاركة والرعاية وتحقيق الذات والكرامة. وعُقد، في العام التالي، المؤتمر الدولي المعني بالشيخوخة لمتابعة خطة العمل، الذي اختتم باعتماد إعلان بشأن الشيخوخة وأعلان عام 1999 بوصفه “السنة الدولية لكبار السن الذي يحتفل به في الأول من أكتوبر من كل عام.
واستمر العمل لمصلحة كبار السن في عام 2002 حيث عقدت الجمعية العالمية الثانية للشيخوخة في مدريد. واُعتمد إعلان سياسي بهدف وضع سياسات دولية للشيخوخة مواءمة للقرن الحادي والعشرين. وتدعو خطة العمل إلى تغيير في المواقف والسياسات والممارسات على جميع المستويات للاستفادة من الإمكانات الهائلة لكبار السن في هذا القرن. وترد في الخطة توصيات محددة للعمل تقضي بإعطاء الأولوية لكبار السن والتنمية، ورفع مستويات الصحة والرفاه بما يشمل مرحلة الشيخوخة، وإيجاد بيئات تمكينية وداعمة لهم.
العلاقة بين القلق والاكتئاب وكبار السن
وفقا للتقديرات، فان ما يقرب من عشرين بالمئة من كبار السن يعانون من الاكتئاب. ويتميز هذا الاكتئاب بالحزن المستمر، عدم القدرة على العمل، واحيانا الشعور بعدم وجود طعم للحياة.
هل من الممكن علاج القلق والاكتئاب لدى كبار السن؟
كثيرا ما يحكي كبار السن عن أن فترة التقاعد تحمل معها شعورا بالارتياح والراحة. أخيرا، لا ينبغي لهم السعي وراء أي شيء، لا يحتاجون لإثبات أي شيء لأي شخص. تجربة الحياة تسمح بأخذ الأمور بتروي، والأهم، يكون هناك الكثير من الوقت للاستمتاع من الاشياء التي كان من الصعب في السابق الاهتمام بها بسبب العمل والأسرة. وفي المقام الأول، بالطبع الأحفاد.
ولكن في كثير من الأحيان، فان الأشخاص الذين يصلون الى هذه السن يكون من الصعب عليهم التمتع من هذه الايجابيات، ويحدث لديهم الاكتئاب والقلق. وفقا للتقديرات، فان ما يقرب من عشرين بالمئة من كبار السن يعانون من القلق والاكتئاب. ويتميز هذا الاكتئاب بالحزن المستمر، عدم القدرة على العمل، الشعور بانهم عديمي الأهمية، الشعور بالوحدة، وأحيانا حتى الشعور بأنه لا يوجد طعم للحياة.
بالمقارنة مع أولئك الذين يستطيعون التكيف مع التغيرات المفروضة عليهم في الجيل الذهبي، سواء من الناحية الجسدية أم من ناحية العمل، فهناك من يجدون صعوبة في قبول التغييرات والتكيف معها. هؤلاء غالبا ما يصابون بالاكتئاب. يمكن أن يكون القلق والاكتئاب نتيجة لأسباب وراثية، فسيولوجية (العجز، انخفاض في القدرة المعرفية) أو محيطة، مثل وفاة شخص قريب، فقدان الاستقلاليه، مشاكل مالية، التقاعد، الانتقال إلى دار رعاية المسنين، وغير ذلك.
أعراض الاكتئاب عادة ما تشخص من قبل الأشخاص القريبين. يتم التعبير عن هذه الأعراض بتغيرات حادة في المزاج، التعب، اللامبالاة، الأرق الشديد، فقدان الشهية، فقدان السيطرة، البكاء، الغضب، والقلق. في بعض الأحيان يعبر عن الاكتئاب باستخدام الكحول والتفكير بالأمراض والموت.
يتم علاج القلق والاكتئاب بعدة طرق. ويمكن ان يكون العلاج بواسطة مضادات الاكتئاب، بواسطة مجموعات الدعم أو بواسطة الطبيب النفسي. غالبا ما يتم الدمج بين هذه العوامل الثلاثة معا. كذلك، ينصح بشدة بالبدء ببعض الأنشطة خارج البيت، مثل العمل التطوعي أو التعلم أو الأنشطة الرياضية. هكذا يرجع الشعور بالأهمية والأنتعاش.
هناك دور هام في تشخيص وعلاج القلق والاكتئاب لأفراد الأسرة القريبين. هؤلاء ليسوا فقط أقرب الناس اليهم، ولكنهم غالبا ما يكونون الوحيدين الذين يعرفونهم من الناس الذين ما زالوا على قيد الحياة ويمكن أن يبقوا بعلاقة مع الشخص الذي يعاني من الاكتئاب واكتشافه لديهم. في كثير من الأحيان، يكون أحد أسباب حدوث الاكتئاب في الجيل الذهبي هو الشعور بعدم الاهتمام من قبل أفراد الأسرة، بسبب أن الأولاد قد كبروا وكونوا أسرة خاصة بهم، عندها يظهر شعور بأنه لا يوجد حاجة إليهم بعد الان. إذا بقي أفراد العائلة على صلة بهم، أشركوهم في حياتهم، واستعانوا بهم، عندها فان الشعور بالأهمية الذاتية يزيد ولا يتلاشى مع الوقت.
لكي يتمكن أفراد العائلة، الأصدقاء وكبار السن أنفسهم، من معرفة كيفية تشخيص وعلاج القلق والاكتئاب، وأيضا، كيفية التعامل مع ظواهر أخرى، مثل الشعور بالوحدة، الملل أو القلق،الذي قد يؤدي إلى الاكتئاب، يمكنهم التوجه إلى الطبيب النفسي المعالج لكبار السن، والاستعانه بمجموعات الدعم المختلفة، أو المنظمات التي ترعى كبار السن. بالطبع يمكن دائما الاستعانة بالمواد المكتوبة على شبكة الإنترنت، مجلات المسنين، أو الأدبيات المتخصصة، للحصول على كل المعلومات الضرورية حول هذا الموضوع.
تأثير الشيخوخة على الذاكرة
عندما نكون في سنوات العشرين من العمر، نبدأ بفقدان الخلايا الدماغية بوتيرة بطيئة. كما يبدأ الجسم بإنتاج كمية أقل من المواد الكيميائية اللازمة للخلايا الدماغية من أجل أن تعمل. وكلما تقدم الإنسان بالسن، يصبح لهذه التغيرات تأثير أكبر على ذاكرته.
من شأن التقدم بالسن أن يؤثر على الذاكرة عن طريق تغيير الطريقة التي يقوم الدماغ بتخزين المعلومات بواسطتها، مما يجعل عملية استخراج (تذكر) هذه المعلومات أمرا أكثر صعوبة.
بشكل عام، لا يؤثر التقدم بالسن على ذاكرتكم – سواء تلك الطويلة الأمد أو القصيرة الأمد -. لكن من الوارد أن تتعرض ذاكرتكم لتأثير التقدم بالسن في كل ما يتعلق باخر الاحداث أو الأمور التي حصلت خلال الفترة القصيرة الماضية. فعلى سبيل المثال، من الممكن أن ننسى أسماء الأشخاص الذين قابلناهم مؤخرا… هذه التغييرات تعتبر أمورا طبيعية.