أحيت قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان «اليونيفيل» أمس، ذكرى تأسيسها الأربعين، وذلك في حفل أقيم في المقرّ العام للبعثة في الناقورة. وفي إطار الذكرى افتتحت معرضاً للصور الفوتوغرافية في مدينة صور الجنوبية.
وكانت مناسبة لتوجيه التحية لعشرات الآلاف من حفظة السلام التابعين للأمم المتحدة والمجتمعات المحلية الذين عملوا معاً من أجل السلام في الجنوب على مدى العقود الأربعة الماضية، وكذلك للتأمّل في التكلفة البشرية للنزاع وقيمة تعزيز الإستقرار والسلام.
وحضر الحفل الذي يقام بمناسبة الذكرى الأربعين لتأسيس مجلس الأمن الدولي لـ»اليونيفيل»، وزيرة الدولة للإصلاح الإداري عناية عزالدين، كبار مسؤولي «اليونيفيل» وحفظة سلام، كبار ضباط القوات المسلّحة اللبنانية، ممثلو وكالات الأمم المتحدة، رجال دين ومسؤولون محلّيون، وسفراء ومسؤولون رفيعو المستوى في الدول المساهمة بقوات عسكرية في «اليونيفيل»، من بينهم وزير الدفاع الايرلندي بول كيهو.
من جهته، تحدّث رئيس بعثة «اليونيفيل» وقائدها العام اللواء مايكل بيري «عن بعض الأيام الأكثر إيلاماً في تاريخ قوة الأمم المتحدة الموقتة»، في الوقت الذي سلّط فيه الضوء على ما يقرب من 12 عاماً من الاستقرار الشامل في الجنوب، و»هو ليس بالأمر السهل الذي تحقّق بالاشتراك مع القوات المسلحة اللبنانية، والتزام الأطراف والمجتمعات المحلية».
وقال بيري: «لدينا مسؤولية مشترَكة لنتعلّم من ماضينا ونبذل ما بوسعنا للبقاء على طريق السلام. إنّ «اليونيفيل» ستعمل من دون كلل بشكلٍ استباقي من أجل عدم العودة الى النزاع والى دوامة خسارة الأرواح والى الأيام المظلمة التي عايشناها في الماضي. في هذا اليوم ندرك أنّ عمليات حفظ السلام التابعة لـ«اليونيفيل» أتاحت المجال لجميع الأطراف للمضي نحو وقف دائم لإطلاق النار».
وشهد الحفل تحية عاطفية لحفظة السلام الذين فقدوا حياتهم والتي وجّهها لهم جون أوماهوني، وهو أحد قدامى جنود السلام الإيرلنديين الذي فقد اثنين من زملائه أثناء هجوم على موكبهم في الطيري في 18 نيسان 1980. وكان أوماهوني نفسه أصيب خلال الهجوم برصاصات عدة.
وإذ أكّد أنّ تضحياتهم لم تذهب سدى، استعاد أوماهوني ذكرياته بعد عودته الى الطيري في اليوم السابق، وقال: «لقد سررت برؤية متاجر وأعمال تجارية جديدة تمّ افتتاحُها، وبرؤية الأطفال يذهبون إلى المدارس، والمزارعين في حقولهم». وأضاف: «لقد كان ذلك تذكيراً بأنّ صمود المجتمعات هنا والتضحيات التي قدّمها جنود حفظ السلام التابعون للأمم المتحدة على مرّ السنين ساعدت على تحقيق مزيد من الإستقرار والإزدهار».
وبعد وضع إكليل من الزهور على النصب التذكاري لـ»اليونيفيل» تخليداً لذكرى 312 جنديّ حفظ سلام تابع للأمم المتحدة من جميع أنحاء العالم فقدوا أرواحهم خلال خدمتهم في الجنوب، قدّمت قيادة «اليونيفيل» وممثل القوات المسلحة اللبنانية قائد قطاع جنوب الليطاني العميد خليل الجميل، ميدالية الأمم المتحدة الى 69 ضابط أركان عسكرياً لمساهمتهم في تنفيذ ولاية البعثة.
وفي وقت لاحق، افتتح بيري معرضاً للصور الفوتوغرافية في صور مهدى الى جميع أولئك الملتزمين بتعزيز السلام في الجنوب. كما ضمّ المعرض لوحات ملوّنة رسمها أطفال من 25 مدرسة في الجنوب.
يُذكر أنّ مجلس الأمن الدولي أنشأ «اليونيفيل» في 19 آذار 1978، وأناط بها مهمة تأكيد انسحاب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان، واستعادة السلم والأمن الدوليَّين، ومساعدة الحكومة اللبنانية في ضمان عودة سلطتها الفعّالة في المنطقة.
وفي أعقاب حرب عام 2006، عزّز المجلس ولاية «اليونيفيل» القائمة آنذاك لتشمل أيضاً مراقبة وقف الأعمال العدائية ودعم القوات المسلحة اللبنانية أثناء انتشارها في الجنوب للمرة الأولى منذ ثلاثة عقود، وحماية المدنيين المعرَّضين لخطر العنف، والعمل مع القوات المسلّحة اللبنانية لضمان خلوّ منطقة عمليات «اليونيفيل» من أيّ أفراد مسلّحين وأصول وأسلحة غير مصرّح بها.
وتضمّ اليونيفيل حالياً حوالى 10,500 جندي حفظ سلام من 41 دولة يقومون بتنفيذ حوالى 13,500 نشاط عمليّاتي شهرياً، ليلاً ونهاراً، في منطقة العمليات وفي البحر. كما تضمّ «اليونيفيل» قوة بحرية تتألف من ست سفن.