كتبت هيام شحود في الديار
تستمر الصورة الانتخابية ضبابية في البقاع الغربي حيث تقود المعلومات المتداولة في أوساط الاحزاب البارزة في هذه الدائرة الى التأكيد «بأن المعركة ستكون قوية في ضوء تنافس نحو ثلاث لوائح حتى الساعة، مع العلم أن ما من جهة سياسية قد أعلنت تحالفاتها النهائية باستثناء الثنائي الشيعي». ومع ارتفاع حرارة المشهدالانتخابي في هذه الدائرة لاحظت مصادر نيابية أن الحركة اللافتة قد انطلقت غداة انسحاب بعض الشخصيات التي كانت قد أعلنت عن احتمال ترشحها، وعزوف نواب حاليين عن الترشح وأبرزهم النائب روبير غانم، وهو ما عزز حظوظ المرشحين الذين انخرطوا في السباق الانتخابي ولكن من دون الحديث عن أية تحالفات بسبب عدم اعلان القوى البارزة عن الجهة السياسية التي ستتحالف معها في الاستحقاق الانتخابي النيابي المقبل.
لكن الحديث يتركز بشكل كبير اليوم في دائرة البقاع الغربي-راشيا حول الواقع السياسي الذي سترسمه الانتخابات النيابية وليس فقط المعركة المرتقبة كما توضح المصادر النيابية المواكبة لعملية طبخ التحالفات.
وكشفت في هذا الاطار أن منافسة شديدة تسجل بين التيارات والاحزاب في هذه الدائرة نظراً لرمزية بعض المواقع وتشكيلها محطة لتحديد اتجاهات المنطقة السياسية المقبلة.ومن المتنافسين حتى الساعة وبحسب اللوائح الرسمية، مرشحو تيار «المستقبل» و«الحزب التقدمي الاشتراكي» وحركة «أمل» و«حزب الله» او «الثنائي الشيعي» الذي رشح شخصية من خارج الدائرة هي القيادي في الحركة محمد نصرالله او»أبو جعفر» كما حليف «الثنائي الشيعي» النائب عبد الرحيم مراد والنائب السابق ايلي الفرزلي والنائب السابق هنري شديد والقوى او العائلات المستقلة في هذه الدائرة.
وفي الوقت الذي تؤكد فيه أوساط «التيار الوطني الحر» عن أن ما من تحالفات حتى الساعة في هذه الدائرة مع أي طرف، فقد ذكرت المصادر أن الماكينات الانتخابية الحزبية تعمل لصالح مرشح الطرفين وهو النائب السابق لرئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي، لافتة الى ترابط وثيق بين التحالف في دائرة البقاع الغربي ودائرة زحلة التي لم تتبلور فيها صورة التحالفات بسبب حالة الاشتباك الشديد بين فاعليات المنطقة السياسية والحزبية.
وفي السياق نفسه توقعت هذه المصادر مشاركة كثيفة في عملية الاقتراع في هذه الدائرة نظراً لاشتعال المنافسة ما بين اللائحتين الاساسيتين فيها، الاولى تضم «الثنائي الشيعي» وحلفائه والثانية تضم تيار «المستقبل» والحزب التقدمي الاشتراكي وحلفائهما، وذلك على الرغم من عدم اعلان «المستقبل» لمرشحيه بصورة رسمية. وأكدت أن اعلان النائب غانم عزوفه عن الترشح قد دفع ببعض المرشحين الى اعادة خلط أوراقهم حيث أحجم البعض فيما تشجع البعض الآخر على الترشح بعدما كانوا قد أكدوا انهم لن يترشحوا لاسباب عدة، فيما يدور نقاش حول ترشيح «أمل» شخصية من خارج المنطقة.
وقد لفتت المصادر النيابية نفسها الى أن هذا الترشيح يرتدي دلالة واضحة على الاستراتيجية المتبعة من قبل «الثنائي الشيعي»، الذي يهدف الى تعزيز تمثيل البقاع الغربي وراشيا في المجلس النيابي العتيد من خلال شخصية حزبية قيادية وبالتالي خدمة مشروع الحركة وهو الدولة الديموقراطية الحقيقية والتأكيد على أولوية المقاومة في هذه المنطقة التي تملك تاريخاً في مقاومة العدو الاسرائيلي.
ويشار في هذا المجال الى أن دائرة البقاع الغربي ـ راشيا او البقاع الثانية، بقيت على حالها كما في الانتخابات النيابية في العام 2009، وكما وصلت نسبة الاقتراع في تلك الانتخابات الى 53 في المئة، فقد توقعت المصادر النيابية المواكبة أن تبقى النسبة على حالها وأن ترتفع في انتخابات 2018. وبالتالي فان المنافسة قوية بين فريقين يشكلان العمود الاساس لهذه المنطقة، حيث تبرز كتلة سنية هي الاكبر بين المقترعين وكذلك كتلة درزية بالاضافة الى الشيعة والموارنة والروم الارثوذوكس.
كذلك تتوزع المقاعد الستة في هذه الدائرة على الشكل الاتي: 2 سنة ودرزي واحد وماروني واحد وروم أرثوذوكس واحد وشيعي واحد، فيما يبلغ عدد الناخبين 141 ألف ناخب. ومعلوم أن التحالف بين «المستقبل» و«الاشتراكي» قد نال 34 ألف صوت مقابل تحالف «أمل ـ حزب الله- مراد» الذي حصد 27 ألف صوت في انتخابات العام 2009.