وعلى خط الانتخابات النيابية، ومع اقتراب موعد إقفال باب الترشيحات في 6 آذار الجاري وقبل أيام من فتح باب تسجيل اللوائح الانتخابية، ظلّت صورة التحالفات الانتخابية ضبابية، علماً انّ بورصة الترشيحات أقفلت امس على 65 مرشحاً، من بينهم وزير الداخلية. وقد بلغ عدد المرشحين حتى الآن 287 مرشحاً في كل الدوائر. وكشف مصدر يواكب الاتصالات في شأن التحالفات المسيحية لـ«الجمهورية» انّ حزب الكتائب أبلغ الى جميع المعنيين، وفي مقدمهم «القوات اللبنانية»، أنه يصرّ على أن تكون تحالفاته «سياسية مبنية على مواقف واضحة في مواجهة نهج السلطة وأركانها». الامر الذي دلّ الى حائط مسدود بَلَغته محاولات التحالف بين «القوات» والكتائب، خصوصاً في ظل استمرار المفاوضات بين «القوات» وكل من «التيار الوطني الحر» وتيار «المستقبل» في شأن عدد من المناطق.
ويتوقّع متابعون لمسار الحملات الانتخابية ان ينصرف حزب الكتائب غداً الى البدء بالتفاهم مع المرشحين الحلفاء لتركيب لوائح في معظم الدوائر، وذلك بعد ان يكون قد اختار مرشّحيه الحزبيين في اجتماع استثنائي لمكتبه السياسي بعد ظهر اليوم. وقد اعتُبرت زيارة رئيس الحزب النائب سامي الجميّل لرئيس حزب الوطنيين الاحرار النائب دوري شمعون، أمس، والتي ترافقت مع إعلان «الاحرار» أسماء مرشحيه في عدد من الدوائر، إشارة انطلاق هذين الحزبين الى البحث في التفاصيل وذلك بعد اجتماع آخر عقد أمس الأول بعيداً من الإعلام بين الجميّل والنائب السابق فارس سعيد للبحث في لائحة كسروان – الفتوح وجبيل. وفي معلومات لـ«الجمهورية» فإنّ الخطوط العريضة لهندسة اللوائح والتحالفات الانتخابية بين الكتائب وحلفائها قد وضعت على نار حامية.
وفي المواقف، أعلن رئيس حزب «القوّات اللبنانيّة» سمير جعجع أنّ «القوّات سترشّح أشخاصاً في الغالبية الساحقة من الدوائر، وانّ المرشحين المفترضين هم من حملة التغيير الفعلي وليس بالقول فقط، والإصلاح في العمق وليس بطرق أخرى، وهؤلاء سيكونون على شاكلة نواب «القوّات» الحاليين ووزرائها». وفي المقلب الآخر قال الوزير محمد فنيش انه «بات واضحاً أنّ الانتخابات ستجري في موعدها، ونحن في «حزب الله» نسعى مع حلفائنا للاحتكام الى رأي الناس، كذلك نسعى الى تعزيز الاستقرار والبناء على ما أنجزته المقاومة لأجل بناء دولة حقيقية تواجه المشكلات التي يعانيها المواطن».
واعتبر «أنّ الاسرائيلي يتدخّل علناً في الانتخابات والبعض يريد تشويه الحقائق خصوصاً لو أراد شعبنا إعطاء ثقته للمقاومة»، وسأل: «هل كان يمكن لنا أن نعمل وفقاً للمواعيد والاستحقاقات الدستورية والاطمئنان الى إجراء الانتخابات في موعدها لولا تضحيات المقاومين ودماء شهداء الوطن؟».