كلمة رئيس الحكومة سعد الحريري لصحيفة الجمهورية بمناسبة عيدها السابع:
تمضي جريدة «الجمهورية» قدُماً في مواجهة رياح التغيير التي تعصف بعالم الصحافة المكتوبة منذ سنوات، وما تزال تحمل راية الصحافة الورقية رغم التحدّيات والمصاعب التي تفرضها التحوّلات السريعة نحو الصحافة الإلكترونية في العالم أجمع، وقد باتت اليوم تطغى على عالم الصحافة والإعلام وما يرتبط بهما.
ليست سهلةً مهمّةُ الصمود واستمرار التشبّث بمسيرة الصحافة الورقية في عصرنا الذي يشهد اندثارَ صحفٍ عريقةٍ في بلادنا والعالم، فيما يتأهّب ما تبقى للسير على طريق محفوفة بكل أشكال التحدّيات.
ونحن في لبنان نتطلّع الى أن تبقى «الجمهورية» علامةً مضيئةً في حياتنا الإعلامية والثقافية، وأن تبقى صفحاتُها عنواناً لتجديد الديموقراطية اللبنانية وحمايتها من العثرات.
إنّ استمرار صدور الصحافة الورَقية بات مهمةً شبهَ مستحيلة في هذا الزمن، ما يتطلّب تضافر جهود الدولة والمجتمع لحماية المنابر الاخيرة لهذه المهنة، وتمكينها من متابعة رسالتها المقدّسة في حمل شعلة الحرّية التي يفتخر بها وطنُنا الحبيب لبنان وتتباهى بها المنطقة والعالم.
ولا شك أنّ معاندة التغييرات المتسارِعة والإصرار على إصدار جريدة «الجمهورية» بطبعتها الورقية، كعادتها في خضمّ عواصف التغيير الإلكتروني للصحافة عموماً، لا يشكّل تحدّياً فحسب وإنما سيكون حافزاً مشجّعاً، ليس لباقي الصحف الورقية وقطاع الصحافة المكتوبة فقط، بل لجميع المسؤولين والمعنيين للمحافظة على هذا القطاع المهم وتوفير مقوّمات استمراره، لتبقى الصحافة ركناً أساساً من أركان الوطن وحافِظة للحرّيات والنظام الديموقراطي الذي يتشبّث به معظم اللبنانيين.
ونحن في مناسبة العيد السنوي لجريدة «الجمهورية»، نتمنى أن تستمرّ متألّقةً في مسيرتها، كنموذج لبناني حضاري يجسّد حرّية الصحافة والكلمة، ويدافع عن الديموقراطية وعن قضايا الناس والوطن، تحت سقف الموضوعية التي تظلّلت به على الدوام.
ونعاهد الجميع بأننا سنبذل جهدنا لإيلاء قضايا الصحافة واستمراريّتها كل اهتمام ودعم من قبل الحكومة.
وكل عام و«الجمهورية» وأسرتها بخير.
المصدر: صحيفة الجمهورية
الوسومالرئيس سعد الحريري: "الجمهورية" علامة مضيئة في حياتنا الإعلامية والثقافية