اكد وزير الاعلام ملحم الرياشي “ان الاتفاق بين “القوات اللبنانية” و”تيار المستقبل” يهدف الى حماية الخط السيادي المتمثل تاريخيا ب 14 آذار ونحن اليوم نحتاج الى قيامة الدولة الفعلية”، معتبرا ان “الدولة اللبنانية هي الوحيدة التي يجب ان تأخذ قرار الحرب والسلم ولا احد سواها”.
كلام الوزير الرياشي جاء خلال مقابلة مع قناة الميادين استهلها بالحديث عن لقائه الليلة بالرئيس سعد الحريري، وقال :”كان محور اللقاء متابعة للقاءات سابقة يجريها مع الرئيس الحريري في حضور الوزير غطاس خوري وسابقا بحضور الاستاذ نادر الحريري الذي لم يكن اليوم معنا في اللقاء لبحث التفصيل، سواء في معراب بحضور الوزير خوري او في بيت الوسط بحضوري ممثلا لمصالح “القوات اللبنانية” والدكتور سمير جعجع لمحاولة التوصل الى اكبر عدد ممكن من الاتفاقات الانتخابية، والاهم من ذلك الى اتفاق سياسي يسقط على الدوائر والمناطق الانتخابية بيننا وبين تيار المستقبل”.
وعما اذا سهلت زيارة الموفد السعودي العلاقة مع تيار المستقبل قال الوزير الرياشي:”العلاقة مع السعودية مفصولة عن العلاقة مع تيار المستقبل، وهي على مسارات مختلفة، اما العلاقة مع تيار المستقبل فهي ليست صعبة، ولكن هناك عوائق وضعها القانون بذاته تفرض بعض المصالح المتباعدة بين الطرفين، وتفرض مصالح متقاربة في مناطق اخرى”.
اضاف :”الاساسي في العلاقة مع المستقبل ان نبني عمارة سياسية مشتركة تسقط على المناطق الانتخابية وفقا لذلك، لأن في النهاية الناس او الناخبين يقترعون لمشروع سياسي ولا يقترعون لشخص معين، وبشكل عام هذه هي طبيعة الاقتراع في لبنان او اي دولة، وخاصة في لبنان فإن اللبنانيين يعون تماما بأن الاقتراع يكون اكثر مما هو خدماتي، هناك جانب خدماتي واجتماعي، ولكن اعتقد ان الاقتراع في الاساس هو سياسي بإمتياز، وبما ان “تيار المستقبل” و”القوات اللبنانية” او ال “س س”، يشكلان العمود الفقري للخط السيادي في لبنان، فإن الاتفاق بينهما يجب ان يكون طبيعيا ونحن نبحث نقاط هذا الاتفاق، واذا ما تم التوصل اليه كان حسنا ويسقط بالتالي على المناطق الانتخابية”.
وتابع :”الموضوع لا يحتاج الى وقت كبير من اليوم، وصولا الى الاحد المقبل نكون قد انتهينا سلبا او ايجابا من هذا الموضوع”.
واشار الرياشي الى “ان لقاءه بالرئيس الحريري اليوم كان ايجابيا جدا”، مشيرا الى اننا تمكنا من تذليل بعض العقبات، وهناك دراسة معمقة لكل التفاصيل التي تعني هذا الاتفاق حتى لا تتكرر تجارب الماضي لا سمح الله، كما حصل اثناء حادثة 4 تشرين الثاني الماضي”.
اضاف :” نريد تفادي كل الاشكاليات وعدم المساس بهذه العلاقة التي نعتبرها استراتيجية لأنها تؤمن ما تؤمنه لهذا البلد”.
وشدد على انه “لا توجد اي مشكلة في الثوابت بين “القوات اللبنانية” و”تيار المستقبل” وما قصده الدكتور جعجع ان المشكلة في اسقاط هذه الثوابت عبر الواقع السياسي والعمل السياسي”، معتبرا ان “هناك اسلوبين مختلفين في مقاربة الملف، هناك خلافات في المقاربات، لذلك نحن نسعى الى ايجاد ارضية مشتركة تجمع بيننا”.
وقال :”انا افضل ان اترك ما يحدث خلف الكواليس الى حينه، ونستعين بالكتمان على اتمامه بخير، ولكن الاكيد ان الخلاف ليس عبر هذه الثوابت، وانا اريد ان اصل الى خواتيم سعيدة في هذا الملف، ولكني اؤكد ان الموضوع تجاوز امورا كثيرة اصبحت من المتفق عليها”.
ولفت الرياشي الى “ان “القوات اللبنانية” كان لها موقف ثابت من استقالة الرئيس الحريري بسبب الابتعاد عن سياسة النأي بالنفس في حينه وكلنا نذكر (طحشة) بعض وزراء 8 آذار بإتجاه الزيارات الى دمشق، وكان هناك خلاف اساسي حول هذا الموضوع كاد ان يؤدي الى استقالة وزراء “القوات اللبنانية”، فلاقاهم الرئيس الحريري بالاستقالة، ونحن كنا اول المؤيدين لهذه العودة عن الاستقالة، وانا اعتمد على قول الرئيس الحريري في مجلس الوزراء انه يعود عن الاستقالة لأنه تم التجاوب بالعودة الى مبدأ النأي بالنفس، وصدر بيان قرأته شخصيا قبل ان يتلوه الرئيس الحريري على منبر الاعلام عوضا عني، ولكن في الوقت نفسه عندما اعلن الرئيس الحريري عودته عن الاستقالة وقرأ بيانه عن النأي بالنفس في مجلس الوزراء، كنت اول المؤيدين مع زملائي في “القوات اللبنانية” للعودة عن هذه الاستقالة والاصرار على النأي بالنفس وتحييد لبنان اكثر فأكثر عن صراعات المنطقة”.
واكد الرياشي انه “لو لم يكن هناك قناعة لدى الرئيس الحريري بأن لا دور للقوات اللبنانية في قضية استقالته وما حصل معه في السعودية، لما عدنا رفاقا واصحابا واصدقاء، ولم نكن لنشارك في احتفال 14 شباط بوفد رسمي رفيع المستوى”.
وردا على سؤال حول عدم مشاركة الدكتور جعجع في احتفال بيال، قال الرياشي:” كان هناك وفد رفيع المستوى من “القوات اللبنانية” مثلها ومثل الدكتور جعجع. ثانيا ان الحكيم جاوب بنفسه بالامس انه لم يشارك في ذلك اللقاء لأن الاتفاق لم ينجز”.
اضاف:” بالنسبة لموضوع الدوائر لم يكن هناك ورقة تفاهم في هذا الخصوص مع تيار المستقبل انما سيكون هناك قراءة لبيان مشترك بيننا. وذلك على عكس ما حصل مع التيار الوطني الحر، اذ كان هناك صراع عمره ثلاثين سنة، جزء منه دموي، وجزء اخر كبير منه مليء بالشتائم والتصدعات السياسية والمسيحية – المسيحية. ان الوضع مع التيار الوطني الحر مختلف تماما، لقد توصلنا الى اعلان نوايا يحترم الاختلاف بيننا، ويؤكد عدم تحويل اي خلاف الى اختلاف. وهذا ما يحصل اليوم، هناك اختلافات كبيرة بيننا وبين التيار الوطني، ولكننا اتخذنا قرارا على عاتقنا الا يتحول الاختلاف في اي مكان الى خلاف، ونطوي صفحة الماضي. اليوم هناك اختلاف في وجهات النظر وتعبير عنه، وانا لا اجزم ذلك فقط بكلامي انما بما سمعته من الرئيس ميشال عون والدكتور جعجع، عندما ابلغني الرئيس عون ان انقل الى الحكيم ان المصالحة مقدسة ولا عودة الى الوراء على الإطلاق، سواء اتفقنا او اختلفنا في الانتخابات.”
تابع:”اجتمعت مع الوزير باسيل بحضور النائب ابراهيم كنعان منذ شهر تقريبا، واتفقنا على ثلاثة معايير لخوض الانتخابات النيابية، اولا محاولة الاتفاق في كل لبنان، تركنا الامر للتقنيين لبحث هذا الموضوع. ثانيا، الاتفاق على المناطق التي ممكن الاتفاق عليها. ثالثا، اذ لم نتفق نلتقي بعد الانتخابات شرط الا نحول الاختلافات الى خلاف، نقول رأينا السياسي كأي حزبين مختلفين وليس كما كان يحصل في الماضي.”
عن العلاقة مع تيار المستقبل أوضح الوزير الرياشي “ان الوضع مختلف تماما، هناك اتفاق استراتيجي لمواجهة حالة حزب الله غير الشرعية في لبنان. هذا الاتفاق هو قيد الدرس وإعادة صياغته بأسلوب يتناسب مع المرحلة المقبلة، لا سيما بعد انفراط العقد السياسي ل 14 آذار وليس العقد الجماهيري، لمحاولة وضع هذا الاتفاق قيد التنفيذ تحت عنوان الخط السياسي”.
وعما حدث مع بعض الشخصيات في لقاء الييال، لفت الرياشي الى ان ” ادارة البروتوكول أبلغت المعنيين ان العمل غير مقصود على الاطلاق، انما اخطاء برتوكولية وتم الاعتذار عنها”. واشار الى ان “14 آذار بالمعنى التقليدي السياسي قد انتهى، لكن روحها موجودة، نافيا ان يكون “الاتفاق الجديد مع تيار المستقبل يهدف الى احياء 14 آذار، انما الى حماية الخط السيادي المتمثل بما يعرف تاريخيا ب 14آذار.ويهدف الى امر آخر اهم، اذ اننا ساهمنا بالعبور الى الدولة من خلال مشاركتنا بانتخاب رئيس للجمهورية في لبنان، وكان لمشاركتنا الدور الأساسي بوصول العماد عون الى السلطة ورئاسة الجمهورية. الأهم من ذلك هذا العبور الى الدولة ليس كافيا نحن بحاجة الى بناء الدولة الفعلية. نريد دولة فعلية حقيقية في لبنان لديها ثوابت غير قابلة للتفاوض”.
عن الدوائر المتفق عليها مع تيار المستقبل، قال الرياشي:”لم ينته الموضوع بعد، ونحن ندرس الامكانات والمناطق شرط ان تنطبق على حجم العلاقة بيننا”
عن العلاقة مع تيار المستقبل، أوضح “انها جيدة والكلام عكس ذلك غير دقيق على الإطلاق، بعض الدوائر تم التحالف فيها”، كاشفا انه في 4 اذار سوف يعرف كل شيء، مشيرا الى ان دوره في الملف الانتخابي مع “التيار الوطني الحر انتهى، انما هناك عمل لإيجاد مناطق للتحالف فيها، ومناطق اخرى لا مصلحة للطرفين للتحالف فيها.”
عن موقف الدكتور جعجع الذي يبدو فيه انه مستاء مما حصل في كسروان، حيث انتقد بوضوح التيار الوطني الحر، اجاب الوزير الرياشي:”ان الدكتور جعجع يعرف اكثر مني ما يعني ماذا يقول، وطبيعة سمير جعجع انه ينجز اتفاقات انتخابية لها طابع سياسي وقناعات سياسية متبادلة مع الآخرين اكثر من الاتفاقات الانتخابية البحتة. لا اعتقد في منطقة مثل كسروان، ان الاتفاق الانتخابي هو شيء جميل اكثر من ان يكون اتفاقا حقيقيا له بعد وقناعة سياسية يعبر عن تصور سياسي واضح.”
واوضح “ان القوات تختلف في تكوينها عن التيار الوطني الحر، سواء بالأسلوب او العقيدة او المقاربة السياسية للامور او اسلوب التعاطي مع الآخر. لا يعني انها ليست لينة، انها لينة من دون ضعف، ومتشددة انما من دون عنف.” مشيرا الى ان جمال القانون الجديد” انه يلزم كل طرف بتسويق نفسه”.
وعن التقارب بين “القوات” و”المستقبل” ومن اقرب الى “تيار المستقبل” هل هي “القوات اللبنانية” ام “التيار الوطني الحر” في الوقت الراهن؟
قال وزير الاعلام :”بالمقاربة الاستراتيجية والسياسية من المفروض ان تكون “القوات اللبنانية” و”تيار المستقبل” اقرب الى بعضهما البعض من “التيار الوطني الحر” حتى ونحن نقوم باعلان النيات بيننا وبين “التيار الوطني الحر” كنا اقرب الى المستقبل حول الثوابت ولكن الان التيار الوطني الحر هو اقرب الى المستقبل؟
ممكن ذلك وقد يكون من خلال الحدث اليومي والادارة والاعمال الحكومية،مثلا في التعيينات التي حصلت اخيرا في المياه جرى التوافق بين المستقبل والوطني الحر من دون “القوات اللبنانية” ونحن اعترضنا عليها وانا شخصيا اعترضت. اذا من خلال الممارسة التيار الوطني الحر اقرب الى المستقبل.
في الحكومة نعم.
وردا على سؤال قال:” ليس هناك مجال للمقارنة بين سعد الحريري واشرف ريفي مع احترامي للمقامات والاثنان اصدقاء ونحن نختار ما يناسب “القوات اللبنانية” في الوقت المناسب”.
وعن اللقاء مع الموفد السعودي الى لبنان، هل ستدعمكم السعودية في الانتخابات النيابية المقبلة ماليا ومعنويا؟
اجاب: “نحن لا نطلب الدعم المالي من احد هناك متمولون كبار من “القوات اللبنانية” في لبنان وفي الاغتراب يمولون حملتنا ولسنا بحاجة لدعم مالي، ولا لما يسمى تجمعات للدعم على الطريقة الاميركية. بالعكس نحن اقوياء جدا في دول الاغتراب من اوستراليا الى الولايات المتحدة والاميركتين واوروبا وبشكل خاص دول الخليج ونتلقى الدعم الكامل لأن المعركة تحتاج فعلا الى المال ولكن قبل المال تحتاج الى ارادة سياسية قوية لاثبات الوجود وحماية خط سياسي واضح يقول انه يمكن ان يكون حجر الاساس في الجمهورية الثالثة جمهورية اللافساد”.
سئل: “اذا كما هو واضح وكما قلت انتم تمولون هذه الانتخابات ولكن ماذا حمل اليكم الموفد السعودي وما كان الهدف من هذه الزيارة؟ وهل كانت هناك رسالة او توافق معين على اعادة تجميع ما تفرق من الحلفاء بعد ما تسميه حادثة 4 تشرين الثاني؟
اجاب: الموفد الملكي السعودي حمل امرين اساسيين الاول كان لاستطلاع الاجواء اللبنانية عن قرب بعد غياب حقيقي واذا صح التعبير اشكالية كي لا نقول اكثر من اشكالية وقعت في 4 نوفمبر والتبست العلاقة مع لبنان، والى جانب هذا الاستطلاع كان يحمل دعوة الى الرئيس سعد الحريري الذي سيزور غدا المملكة وقد ابلغني ذلك خلال لقائي معه هذه الليلة ان زيارته الى المملكة ستكون غدا وبعد غد وكان مرتاحا جدا وحدثني عن الاستقبال المعد له ، فعلاقة الرئيس الحريري مع المملكة علاقة عميقة،
والامر الثاني هو التمني على القوى السيادية ان تتحالف مع بعضها البعض في الانتخابات النيابية.
سئل : هل هو تمنى او انه عمل بشكل فعلي على ذلك؟ اي ان الموفد التقى الرئيس الحريري والتقى مع الدكتور سمير جعجع؟
اجاب:”اللقاء بين الموفد السعودي والدكتور جعجع في معراب استمر لأكثر من ساعتين ونصف الساعة وقدم الدكتور جعجع الاجواء السائدة في لبنان قبل الانتخابات والمرتبطة بالواقع السياسي الاقليمي كذلك ما يحدث في البلوك النفطي رقم 9 والخلاف على خط هوف مع اسرائيل وما الى ذلك، الى جانب احاديث اخرى.
سئل: الدكتور جعجع يؤيد ما اقترحه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون حول مسألة التحكيم الدولي، ولكن رئيس مجلس النواب نبيه بري لديه موقف آخر ويخشى من تدخل او ضغوط دولية في هذا الاطار . هل لديكم هواجس الرئيس بري نفسها؟
اجاب: قد تكون هذه الهواجس منطقية ولكن لا اعتقد ان عدم الايمان بالعدالة الدولية والتحكيم الدولي يفيدان لبنان، بل ان ما يفيده هو الايمان والتشدد في هذا الموضوع ولدينا دول صديقة كثيرة يمكن ان تساعدنا في هذا الاطار وليس لدينا خشية من ذلك واذا اردنا ان نقارن وكما يقال بالفرنسية analogie par (بالتناظر) بين القضاء اللبناني ورغبتنا بأن تكون العدالة محققة. هناك مشاكل كثيرة في القضاء اللبناني ولكن لا تدفعنا الى الغاء القضاء والبحث عن عدالة تشريحية، وموقف رئيس الجمهورية محق وعلى دول العالم ان تدعم لبنان لأن هذا حقه ويستحق الدعم.
سئل: في هذه النقطة بعض الخبراء يقولون بأن اسرائيل غير منضمة الى اتفاقية الامم المتحدة المتعلقة بقانون البحار ما يتعذر التحكيم في هذا الموضوع ، ولكن الدكتور جعجع كان لديه موقف من ذلك وهو يقول اذا ما كان لدى اي طرف اقتراح آخر غير التحكيم يمكن تطبيقه، ما من مشكلة في تطبيقه حتى لوكان هذا الطرح هو الحرب ورمي الصواريخ يمينا وشمالا، ويضيف الا انني اعتقد ان هذا الامر لا يمكن ان يجدي نفعا فما هو الموقف الذي نتبناه؟ مثلا ليس لدى حزب الله مشكلة ان يوجه الصواريخ اذا اصرت اسرائيل على اخذ البلوك التاسع؟
اجاب: “نحن من القائلين بأهمية ان يكون للبنان الشرعي الحق في قرار السلم والحرب وليس لاحد سواه، الدولة اللبنانية والشرعية اللبنانية هي وحدها صاحبة الحق بأخذ القرار باسم الشعب اللبناني سلما او حربا، واذا ما اضطر لبنان بأخذ قرار الحرب جمعنا نحارب الى جانب الجيش اللبناني والقوى الشرعية الرسمية اللبنانية التي نحن نمولها لتقوم بهذه المهمة نيابة عن الشعب اللبناني وليس احداآخر”.
سئل: هل تنكرون ان لحزب الله دورا ردعيا في الوقوف في وجه اسراذيل ومنعها من ان تمارس بلطجة في المياه اللبنانية وحتى في الارض اللبنانية؟
اجاب: “اود ان اقارب الموضوع من زاوية اخرى، اعتقد ان هذا الموضوع يمكن ان يكون صحيحا لو كان القرار الكامل فيه للبنان، ولكن مجرد ان يكون القرار محوريا لخط سياسي يبدأ في بيروت ولا ينتهي فيها يصبح الموضوع مختلفا ويمكن ان يشكل خطرا على لبنان”.
سئل: هل تعتقد ان حزب الله سيأخذ قرار الحرب والسلم لوحده، المعطى قد تغير عن العام 2006 أليس كذلك؟
اجاب: “قرار الحرب والسلم يجب ان تأخذه الدولة اللبنانية وليس حزب الله”.
سئل: ولكن وجود “حزب الله” كقوة رادعة لاسرائيل الا يجب ان يقوي الموقف اللبناني؟
اجاب:”اخشى ان نقع في المحظور ليس هناك علامات دقيقة في هذا الاطار يمكن ان ندخل منها الى اهمية وجود السلاح خارج الشرعية او من عدمه، اعتقد ان الاهمية ان يكون السلاح في لبنان داخل الشرعية ولبنان يحمي نفسه بقدراته العسكرية الشرعية وبالقرار الدولي لردع اسرائيل، لأن اي انجرار الى حرب من هذا النوع وبالاسلوب الذي تتحدثين عنه لا تحمد عقباه، وقد يمتد الى المنطقة بشكل كامل ويحرق لبنان بشكل كامل وهذا ليس من مصلحة لبنان. في الواقع الحالي مصلحة لبنان ان يكون محيدا عن الصراع القائم في المنطقة”.
سئل: هل الجيش اللبناني والقوى العسكرية اللبنانية يشكلان عامل ردع لاسرائيل في الوقت الحالي؟
اجاب: لذلك نحن نتحدث عن استراتيجية دفاعية.
سئل: هذه مسألة لا نعلم متى ستأتي ولكن في الوقت الحالي “حزب الله” هو الرادع اليس كذلك؟
اجاب: لا اعتقد ان “حزب الله” هو الرادع وكذلك لا العمل على ترتيب الوضع في البلوك رقم 9 هو الرادع ايضا، هناك روادع اخرى واوقات اخرى لدى العدو الاسرائيلي يعتمد عليها ومن الممكن ان تأتي اوقات تتناسب مع مصلحته ويدخل في حرب دون اي رادع .هناك اهمية كبرى لسلاح “حزب الله” ونشهدها في سوريا ولكن اسرائيل لا تسأل عن “حزب الله” ولا عن ايران ولا عن شيء آخر، حتى عن روسيا حين مرت في الاجواء السورية وضربت مواقع عسكرية لايران في سوريا.
سئل: ولكن “حزب الله” اجبر اسرائيل على الانسحاب من لبنان؟
اجاب: “طبعا، وهذا بحث آخر يرتبط بمعركة التحرير في العام الفين ولا يرتبط بمصالح اقليمية، من لبنان الى سوريا الى ايران يشكل حزب الله جزءا منها”.
سئل: المصالح الاقليمية تريد ان يبقى لبنان الان مستقرا تحديدا الحركة الاميركية هل هذا ما سمعتم او وصلكم من دايفيد ساترفيلد؟
اجاب: “هذا جزء من الذي تسميه خوف اسرائيل بينما هو مصالح دولية لاستمرار الاستقرار وهذا ما اقصده”.
سئل: لماذا هناك مصلحة للاستقرار اللبناني؟
اجاب: هناك اكثر من مليوني لاجىء سوري على ارض لبنان ويعرفون تماما انه اذا ما اشتعلت الحرب على الاراضي اللبنانية، لا سمح الله، سيصبحون في البحر ومنه الى اوروبا وهم لا يريدون ذلك، ولبنان لا يسعى الى ابتزازهم ولا يسعى الى خلق الضرر للاجئين السوريين المساكين، في وقت نعرف جيدا ما حصل بين تركيا واوروبا وكيف تدخلت انجيلا ميركل لحسم الموقف مع اردوغان. هذه الامور هي الخلفيات الاساسية لهذا الموضوع”.
سئل: الحركة الاميركية في ما يتعلق بمسألة النفط ، وزير الخارجية الاميركية ريكس تيليرسون في لبنان وكذلك ساترفيلد ولقاءاته ماذا يريد الاميركيون وهل حلت المسألة؟
اجاب: خط هوف 4060 ولبنان غير موافق ويريد التحكيم الدولي في هذا الموضوع وساترفيلد ذهب الى اسراذيل مرة جديدة وعاد الى لبنان واعتقد انه وصل الى حائط مسدود في هذا الملف المعلق الى ما بعد الانتخابات.
سئل :ننتقل الى سوريا وسأبدأ من موقف للدكتور جعجع حول احداث الغوطة الشرقية حيث يقول على المجتمع الدولي ان يتدخل عسكريا فأي مجتمع دولي خاصة وان كل الدول في سوريا؟
اجاب: ما يريده الدكتور جعجع للاسف لن يتحقق لأن هذا المجتمع الدولي لا يؤمن بحقوق الانسان كما يدعي وما يحصل في الغوطة الشرقية معيب جدا للانسان كانسان ولفصيلة البشر على الارض وليس في الغوطة الشرقية وحدها ما حدث في سوريا منذ سبع سنوات الى اليوم من قتل للاطفال بالبراميل المتفجرة ومن اساليب القتل والاغتيالات، سواء من النظام او من “داعش” و”النصرة”.كل القتل نحن ندينه بالمطلق ولكن اعود واكرر ما قلته من قبل انا اعتقد ان الرئيس الاسد لو فعل ما فعله ميخائيل غورباتشوف اثناء بداية الثورة لكانت سوريا تنعم اليوم بديمقراطية وتنعم بحرية وقوة كبيرة مهددة حقيقية لاسرائيل، لو نجحت الثورة الديمقراطية في سوريا. لكن ما فعله الرئيس الاسد حينها وواجه المتظاهرين الشعراء والادباء الذين اقتلعت حناجرهم وبدأت المعركة من هناك واستفادت منها بعض الدول لحساباتهم خاصة ولم يحسبوا اي حساب للشعب السوري وتم تدمير سوريا بالكامل.
اقصد ان كل ما حصل في سوريا هو خطأ ولكن الخطأ الاساسي ان ميخائيل غورباتشوف لم يكن موجودا في سوريا.ما اريد ان اقوله في مسألة غورباتشوف واضح لانه رفع العشرة واستسلم لارادة الشعب الروسي واليوم روسيا تعود تدريجيا لتصبح قوة عظمى، كلنا نعرف انه للاسف سوريا مدمرة ولكن الوقت ليس لتحميل المسؤوليات”.
سئل: هل تعتقد ان الرئيس الاسد هو بوتين سوريا في الوقت الحالي واقصد في المنهج السياسي ؟
اجاب: “سوريا تحتاج الى مؤتمر دولي كبير لاعادة بنائها بمئات ومئات ملايين الدولارات اقول ان الرئيس بوتين لو لم يتدخل وكلنا نعرف بالرغم من وجود حزب الله وكل الفصائل الحليفة لايران في سوريا كان النظام على وشك السقوط، كلنا نذكر ذلك قبل تدخل الجيش الروسي في المعركة. اعتقد ان المقاربة لا تجوز ابدا والرئيس بوتين هو رئيس قوي يريد ان يعيد مجد روسيا”.
سئل: كدولة لبنانية ترفضون الان اي علاقة مع سوريا؟
اجاب: “طبعا وهذه احدى المشاكل التي كانت قائمة في مجلس الوزراء طالبناالنأي بالنفس عن النظام لاننا لا نريد ان نكون خارج البيئتين العربية والدولية، لا اعتقد ان اي من المسؤولين الدوليين او اي من المسؤولين العرب اعاد مقعد سوريا الى الجامعة العربية كما يجب ان يكون”.
سئل : “لا تريدون الخروج عن البيئة العربية والدولية ولكن هذه البيئة العربية يبدو انها تتجه الى التطبيع مع اسرائيل تحديدا عندما نتحدث عن الجانب السعودي، اذا حصل هذا التطبيع هل ستوافقون كقوات لبنانية عليه”.
اجاب: “اعتقد انه علينا ان نجيب على اسئلة افتراضية ولا اعتقد ان المملكة العربية السعودية في صدد التطبيع مع اسرائيل قبل استعادة الشعب الفلسطيني ممثلا بحكومة محمود عباس حقوقه بالشكل المتفق عليه اي حل الدولتين. نحن نقف مع الرئيس محمود عباس في حقه، والحل المقترح دوليا والمبادرة العربية للسلام. نحن نقف الى جانب هذه المبادرة . هناك صعوبة بل اقول شعوري الشخصي هناك استحالة للتطبيع مع اسرائيل اذا كان الشعب الفلسطيني سيبقى مظلوما واستفيد من هذه المناسبة لاقول ان ما تفعله اسرائيل في حق كنيسة القيامة والاماكن المقدسة في القدس هو معيب جدا ولا يجب ان يستمر.
وقال عن وزارة الاعلام ان لا وظيفة لها وغير موجودة في العالم الحديث ولا يوجد لها نظراء في العالم الحديث، بل على العكس هي وزارة من زمن غابر، ويوجد فيها طاقات كبيرة وتعمل فيها نخب، وكذلك هناك إدارات مهمة تعمل فيها ولكن ليس لها قضية، واليوم أصبح لها قضيتين: قضية الحوار وتسويقه عبر وسائل إعلامها ومفاهيم الحوار، إنطلاقا من قناعتي أن الحوار هو الحل الأساسي لحل المشاكل بين الناس.
وردا على سؤال عما يعنيه عن تسويق الحوار قال الوزير رياشي: تسويق مفاهيم الحوار ولغة الحوار أكاديميا حتى عبر هذه الوسائل الاعلامية لتشجيع الناس والمختلفين على التحاور بين بعضهم البعض كما نحن وحزب الله فريقين مختلفين في أمور كثيرة ويجب في نهاية المطاق أن يكون هناك حوار حين تدق ساعة اللقاء.
وأضاف الوزير رياشي أنه لم تحصل حوار مع حزب الله ولكن تحصل لقاءات في مجلس الوزراء وهناك إتفاق في بعض الأمور الادارية وبعض أمور العمل اليومي.
وردا على سؤال إذا كان يوجه حوارا لحزب الله بصفته وزيرا عن القوات اللبنانية قال رياشي:كلا أنا لا أطلب الحوار لأني لا أجد الوقت مناسبا للحوار مع حزب الله فهناك نقاط أساسية خلافية بينا وبين حزب الله ويوجد نقاط قابلة للنقاش وأخرى غير قابلة للنقاش كمشاركته في القتال الى جانب النظام في سوريا ولنا نظرة مختلفة في هذا الموضوع كامتلاكه سلاحا خارج الشرعية وهناك نقاط أخرى قابلة للحوار حول تكوين القوات اللبنانية وتكوين حزب الله وكيفية حوارهما مع بعضهما البعض كمكونين لبنانيين فهذه المواضيع قابلة للحوار ونحن نشجع على الحوار ولكن أعتقد أن الأمور تحتاج الى توقيت آخر.
وردا على سؤال حول إمكانية مشاهدته موفدا من القوات الى حزب الله قال الوزير رياشي: إذا كان الوقت أصبح مناسبا لذلك.
وأشار الى وجود أمرين أساسيين: أولا فهناك اختلافات حقيقية بيننا وبين حزب الله، اختلافات حقيقية ولكننا لا ندعو الى إلغاء حزب الله ولا نريد من أجد أن يلغينا، ونحن نحترم الآخر المختلف عنا كما هو ولكن نريد منه أشياء أساسية ترتبط ببناء الدولة الفعلية في لبنان على أساس يجري الحوار أو لا يجري.
وعن رأيه الشخصي بالأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله قال رياشي: أنه إنسان محترم وأقدره لأنه يحترم قضيته ويحترم ناسه وكذلك يحترم الآخر المختلف معه.
وأشار الوزير رياشي أنه لم يكن يوما هناك أي كلام شخصي مهين من قبل السيد نصر الله بحق الحكيم أو العكس، وهناك إختلاف سياسي عميق وهناك مواجهات وصلت بعض الأحيان عبر الاعلام الى عمق الخلاف ولكن لم يصدر أي يوم كلام بالشخصي مسيء بين الشخصين لبعضهم البعض.