أكد وزير الإعلام ملحم الرياشي “أن الغيمة السوداء التي غطت العلاقة بين “القوات اللبنانية” و”تيار المستقبل” مرت ، مشيرا الى “أن العلاقة بينهما تشكل العامود الفقري للخط السيادي في لبنان والتوازن فيه”.
ولفت الى “أن “القوات اللبنانية” تقف الى حد ما وحيدة في مواجهة الفساد ولكننا أخذنا القرار ولن نتراجع”، مؤكدا “ان “القوات” هي في قلب الحكومة لمكافحة الفساد والإفساد الذي هو أخطر بكثير من الفساد”.
كلام الوزير الرياشي جاء في خلال اللقاء السياسي الذي نظمه “جهاز التنشئة السياسية” في “القوات اللبنانية” في قاعة سينما سان شارل في كوسبا -الكورة وتخلله توقيع كتاب “شهادة وتاريخ” للباحث جو حتي.
وحضر اللقاء الى الوزير الرياشي، النائبان فادي كرم ونقولا غصن، السيدة ماري فريد حبيب، قائمقام الكورة كاثرين الكفوري أنجول،السفراء وليم حبيب، آصف ناصر وحنا عكر، رئيس إتحاد بلديات الكورة كريم بو كريم، ومنسقو القوات في قرى وبلدات الكورة وزغرتا وحشد من رؤساء البلديات والمخاتير وفعاليات.
كلمة الرياشي
وقال الوزير الرياشي في كلمته: “بدأت أشعر بمعاناة الناس أكثر بعد تسلمي مهامي في وزارة الاعلام، وفي يوم من الأيام كانت إتهامات الزور تلحق ب”القوات اللبنانية” بأنها ضد الدولة، لكن من المؤكد أنه ومنذ أيام كثيرة، كان هناك فلاحاً ترك معوله، ونجاراً ترك منشاره، وبناءً ترك عدته، وطبيباً ترك سماعته، وكثر مثلهم، عندما سقطت الدولة حملوا السلاح للدفاع عنها، وعن آبائهم وأجدادهم وتاريخهم ومجدهم ليبقى لبنان”.
وأضاف:”كما يقول إبن الكورة شارل مالك “إن نسيان هذه التضحية هي أكبر جريمة في التاريخ”. لن ترتكب القوات اللبنانية هذه الجريمة على الإطلاق ولن ننسى شهداءنا الأبطال من الكورة الى كل لبنان والذين سقطوا يوماً دفاعاً عنه. البعض يعتقد أن “القوات اللبنانية” هي بطاقة حزبية أو مجموعة كادرات، الأمر صحيح وضروري ولكن القوات اللبنانية أيضا، هي فكرة وقضية تتجاوز أكثر بكثير عدد المنضوين فيه،لأن كل من يحمل هم القضية وهم الوطن هو “قوات لبنانية”، هو منا وليس بحاجة الى بطاقة أو إنتماء حزبي وتنظيمي”.
ولفت الرياشي الى “أن “القوات اللبنانية” تقف الى حد ما وحيدة في مواجهة الفساد، والبعض يقف معنا والبعض يتركنا”، وقال:”لقد أخذنا القرار ولن نتراجع، نحن هنا في قلب الحكومة اللبنانية لمكافحة الفساد والإفساد، الذي هو أخطر بكثير من الفساد، نحن أخذنا القرار ولن نتراجع ويبقى أن ننتصر أو لا ننتصر، فهذه مسؤوليتكم أنتم، إذا وقفتم معنا أو تخليتم عنا. هناك مجموعة مسلمات غير قابلة للتفاوض والحرية أولها والمساواة بين الرجل والمرأة ثانيها وأموراً أخرى ترتبط بسلم القيم الذي على أساسه نشأنا وتربينا في لبناننا كل هذه المسلمات غير قابلة للتفاوض وللنقاش لأنها هي جوهر قيام لبنان النموذج وجوهر الشراكة المسيحية الإسلامية التي نعتز بها كمسيحيين ونؤمن بها كلبنانيين، ونفتخر بها كمشرقيين”.
أضاف:”إننا وجه الشجاعة الذي صمد في هذا الشرق، وسيبقى صامدا الى أن يقوم الشرق من جديد، ويكون جسر عبور الى الحرية والتواصل والحوار والقيم وكل ما هو قيم وكبير في هذا العالم. في هذا الشرق كنا قبل أن يكون كثيرون منذ ستة آلاف سنة، لقد كنا نقول هذا الأمر مع البشير، ولأن كتاب صديقي جو حتي عن التاريخ أقول:”إن التاريخ بدأ مع البشير من جديد ومعه كان وجود للتاريخ، ومع سمير رسوخ لهذا التاريخ، ونحن أقوياء بتاريخنا وفيه، نحن أقوياء بصمودنا وببقائنا في هذه الأرض وفي شجاعة المصالحة مع الآخر أيا كان هذا الآخر، ولأننا لا نترك قيمنا عندما نتصالح مع الآخر وعلى أساسها نقيم المصالحات، وكما كان يقول بولس الرسول “لأجل الكل ومن أجل الكل وعلى إسم الكل لنبقى ونحيا”.
وختم: “أقول لجو حتي، تحية لك وللتاريخ الذي قدمته، في كتابك، إنه المدخل الأساسي لكل قلم سيؤرخ للمقاومة اللبنانية للقضية اللبنانية، لمن يبقى وسيبقى، ولما سيبقى ويبقى في أذهاننا ولأطفالنا ولأولادنا، لكي تتعلم الأجيال الآتية أن هذا اليوم هو يوم من أيام المجد، لأنه يحكي ويخبر عن شعب وقف في لبنان وجبل لبنان وشماله وجنوبه وبقاعه وبحره، ليقول كلمة واحدة نحن لا نخضع، نحن نختار وقد إخترنا أن نبقى هنا مهما طال الزمن، ومهما إشتدت الصعاب، ومهما كانت قساوة الأيام، نحن على طريق جلجلة قاسية، وعلى طريق الجلجلة نرى القيامة في الأفق، بوضوح كبير وإيجابي، من ثلج صنين الى ثلج الأرز، الى الكورة، نرى بوضوح أن لبنان باق، ولبنان لا يموت طالما نحن هنا وسنبقى هنا”.
العلاقة مع “المستقبل” و”الوطني الحر”
وفي ختام اللقاء، وبناء على طلب الحضور، تحدث الوزير الرياشي عن علاقة القوات اللبنانية ب”تيار المستقبل”، فأكد عمق العلاقة مع تيار المستقبل، مشيرا الى أنه تم تخطي الغيمة السوداء التي سادت العلاقة في الفترة الماضية، وقال:”إن هناك مفاوضات حثيثة لإعادة لم الشمل بين التيار والقوات اللبنانية وهذه المفاوضات على قاب قوسين في أن تصل الى خواتيمها السعيدة، وعلى أساسها لن يبقى ما هو سر بل سيعلن الى كل الناس”.
وعن العلاقة مع “التيار الوطني الحر” فأشار الى “أن هناك بعض الإختلافات وليس الخلافات، وهناك إتفاق نلتزم به وأول هذه الالتزامات، المصالحة المسيحية وعدم العودة الى الوراء والى زمن الدماء أو الشتائم بأي شكل من الأشكال وإحترام حق الإختلاف وعدم تحويله الى خلاف، سواء إن حصلت منافسة، أو لم يحصل تحالف في الإنتخابات النيابية، لكن المهم أن تبقى الأمور تحت سقف المصالحة المسيحية- المسيحية”.
وكرر التأكيد “أن العلاقة مع “تيار المستقبل” علاقة بدأت منذ أكثر من إثني عشر عاما وآخر غيمة مررنا بها كانت سوداء، لكنها مرت، ونحن نعتبر أن العلاقة بين “القوات” و”المستقبل” تشكل العامود الفقري للخط السيادي في لبنان ولحماية التوازن خصوصا أن اليوم لا توجد سيادة كاملة على أرض لبنان، ولكن هناك حضور لسياديين يعملون من أجل تحقيق السيادة الكاملة”.
وختم مؤكدا “أن العلاقة مع باقي الفرقاء السياديين جيدة، ولكن ذلك لا يعني وجود قناعات مشتركة وإتفاقات إنتخابية، ونحن نسعى للتلاقي وإيجاد قواسم مشتركة بيننا وبين أكبر عدد ممكن من الفرقاء، الذين يشاركوننا خطنا وآراءنا السياسية وإنتماءنا ومن كل الطوائف من دون إستثناء. وهذا العمل يقوم به الجهاز الإنتخابي في الحزب وأنا مكلف لمتابعة ملفين أساسيين مع “تيار المستقبل” و”التيار الوطني الحر” والدكتور كرم يتابع الملف مع حزب “الكتائب اللبنانية”. و”القوات اللبنانية” هي فكرة تتلاقى مع العديد من التيارات، وهي عابرة للطوائف، ومن الممكن أن نلتقي مع العديد من الأشخاص الذين يلاقوننا مع فكرة الإنسان وأهمية وجوده وحريته”.
كرم
وكان النائب فادي كرم القى كلمة، قال فيها:”الكورة اللبنانية، شعار القوات اللبنانية للإنتخابات الفرعية سنة 2012، شعار أثبتت الكورة بنتائجها الدميقراطية أنها الشهادة الحية الملموسة والمحققة لواقع إستمرارية التاريخ الذي أرخه جو في كتابه شهادة وتاريخ، وكما كان جو أميناً في كتابه لتاريخنا، فكذلك كنا بعد تسلمنا هذا التمثيل، الذي نفتخر به، من خلال عملنا الدؤوب، عكسنا حرصنا على الحفاظ على نضالنا لمجتمعنا للوصول الى الكورة النموذجية، نموذجية بالتعاون الحزبي الداخلي، ونموذجية بالتعاون مع الحلفاء ومع إتحاد البلديات والقائمقام والأحزاب الأخرى والفعاليات والبلديات والمخاتير والجمعيات وكل أصحاب الرأي والمجتمع المدني، هدفنا كان ويبقى بناء مجتمع داعم لفكرة الدولة ولذهنية المؤسسات، ذهنية سياسية تميزنا بها وطنياً فأثبتنا أنه لم تنقصنا الجرأة يوماً لأخذ الخطوات الضرورية للحفاظ على الخزينة ولأخذ القرارات المسؤولة التي لم تكن دائماً شعبية ولكنها كانت بالفعل إصلاحية. مصلحة وطننا كما مصلحة مناطقنا كانت هي الهم الأساسي لسياساتنا ولمواقفنا ولعملا اليومي فلم نبخل لحظة بإستقدام المشاريع الإنمائية لمناطقنا، كما لم نتوانى لحظة بالدفاع عن سيادتنا وكرامتنا الوطنية، ولم نتأخر يوماً عن تأمين الخدمات لشعبنا الطيب كما لم نتغاضى عن واجباتنا للدفاع عن المصلحة الوطنية، ولم نحاول مرة عرقلة ملفاً أو مسألة فيها مصلحة عامة، كما لم نتأخر مرة عن دعم مشروع وطني لصالح الوطن أجمع، مبدأنا كان كما قول المفكر مارك توين “ولاؤنا للوطن دائماً، وولاؤنا للحكومة عندما تستحق” عملنا بضمير مرتاح أما أهدافنا للمستقبل فأكبر بكثير مما إستطعنا إنجازه حتى الآن. ولكننا سنجرؤ دائما أن نهدف، وسنجرؤ أن نعمل، وسنجرؤ أن نتابع من أجل الوطن، الذي تكلم جو في كتابه ومن أجل المنطقة التي نمثلها ومن أجل المجتمع الذي ننتمي له”.
وأضاف: ندعي أهالينا اليوم تفهم أهمية خطواتنا ومواقفنا في المجلس النيابي وفي الحكومة التي كانت دائماً الدعم للمؤسسات ولعملها والسعي لإنهاء دولة المزرعة التي أوصلتنا للفشل وللهدر ولعدم الجدية في معالجة المشاكل، فلا النفايات وإمتلائها في الوديان والأنهر والبحر نتاج شهر أو شهرين أو سنة أو سنتين بل هي نتاج فساد مستشري وعدم رؤية مخيفة وجهل مدمر، ولا المثالثة نتاج ملف ما خلافاً على توقيع ما بل نتاج مسار طويل من التراخي ومن الحسابات الخاصة ومن منطق المحاصصات والتخالفات الرخيصة، ولا الإقتصاد المتهالك والبطالة والفقر نتاج صفقة أو صفقتين، بل نتاج عقلية إنتهازية ونتاد دويلة مهربة للإستثمارات ونتاج إقتصاد ريعي على حساب الإقتصاد الإستثماري بسبب فقدان الخطة الإقتصادية لغياب القدرة على فرض السيادة والشفافية، لأن دولة الفساد تفضل التعاون مع الدويلة، كما ندعو مجتمعنا لوعي المرحلة والخيارات، فليس بالوعود الفضفاضة السلطوية تأتيه الحلول والحقوق بل ببناء الدولة بكامل مؤسساتها وسيادتها، دولة حقيقية وليس دولة السلطة أو السلطات التي تتنازع الوزارات والصناديق واللجان وتعتبرها مراكز قوة لها على حساب قوة الدولة. ندعو مجتمعنا وأهلنا في الكورة الى تبيان الحقائق والتمييز بين المسؤولين الحقيقيين الذين تواجدوا دائماً وسعوا دائماً من أجل كورة نموذجية تليق بنا، وبين المتهافتين الموسميين”.
بدء الاحتفال
وكان استهل الاحتفال بالنشيد الوطني اللبناني ونشيد القوات اللبنانية وكلمة ترحيب للاعلامية سابين يوسف، ثم القت رئيسة دائرة المندوبين ايمي عون كلمة باسم جهاز التنشئة السياسية في القوات اللبنانية، اشارت فيها الى ان اللقاء ليس إلا حلقة من سلسلة لقاءات ينظمها الجهاز بالتعاون مع المنسقيات والمصالح والأجهزة من أجل نشر الرسالة والموقف والفكر القواتي، مؤكدة أن إستمرارية المقاومة لا تتم بالعاطفة أو بالغريزة بل باللقاءات التي من خلالها نضيف على شعاراتنا شعار “اجيال تعلم اجيال وبعدا القضية”.
كما كانت كلمة للباحث والكاتب جو حتي اشار فيها الى “انه لن يتكلم بالسياسة بعدما اسهبا فيها الوزير الرياشي والنائب كرم”، مؤكدا “ان الكورة الابية بنت المقاومة ومقلع الرجال ومنبت الشهداء وقلب الشمال”.
وتوجه بالتحية الى شهدائها الذين اجتازوا امتحان الحياة الى السماء واحرقوا دمهم فاصبح زرعا طيبا في الارض الخصبة فصح فيهم قول القديس ترتليانوس:”دم الشهداء بزار المؤمنين”.
وقال: “من هي القوات؟ سؤال يطرح كل يوم آلاف المرات في لبنان والاغتراب . القوات اللبنانية هي المقاومة التاريخية التي بني اساسها منذ 1333 سنة البطريرك المجاهد يوحنا مارون وسار في ركابها عبر الزمن قادة عظام ورجال صناديد وبطاركة قديسين مهروا التاريخ بطابع من النقاوة والصلابة بطاركة لم يعرفوا السفافة والكذب والراحة، بل كان هاجسهم البقاء بحرية وخلاص شعبهم والحفاظ على وديعة الأرض والإيمان. القوات اللبنانية مقاومة خط إطار مسيرتها دماء الأبطال الشهداء وفي زمننا هذا ثبت وجودها معطياً لها الشكل التنظيمي والديناميكي الرئيس البشير وعندما هوى البشير تلقف الحكيم المشعل مناضلا مكملا الى ما نحن عليه الآن”.
وختم:”القوات لم تكن يوما ميليشيا ظرفية إستغلت غياب الدولة الخاملة الضائعة بل هي مجموعة من الشابات والشباب حركهم الوعي فإندفعوا يوم دق الخطر على الأبواب. القوات هي ثورة مستمرة لا تهدأ على التقليد والإحتلال والفساد ثورة على الذات واللامبالاة والكسل والزبائنية والمذهبية والإقطاعية هي حزب المناضلين لا تساوم ولا تنام وكما كانت ضمير ودرع الوطن ها هي قد أصبحت بإمتياز الحلم والمستقبل والأمل”.
وبعد ذلك، وقع الباحث حتي كتابه الجديد “شهادة وتاريخ”.
دارة كرم
وكان الوزير الرياشي وصل قبيل الظهر الى دارة النائب فادي كرم في كفرصارون الكورة، وعقد لقاء حضره منسق عام الكورة رشاد نقولا، قال بعدها الوزير رياشي: نجتمع اليوم في منزل نائبنا في منطقة الكورة والشمال الدكتور فادي كرم وهي بداية إحتفال لتوقيع كتاب الزميل جو حتي. ولهذه الزيارة سببان رئيسييان السبب الأول أن نكون الى جانب الدكتور كرم في معركته الإنتخابية، والسبب الثاني هو تأكيد الفكر والنهج والحضور للقوات اللبنانية في أي منطقة من مناطق لبنان، ولاسيما ان هذا الحضور مبني على الشجاعة وقبول الآخر المختلف مهما كان، فهذه رسالتنا التي هي أساسية لوجود لبنان وللقضية التي نناضل من أجلها وناضل من قبلنا الآباء والأجداد”.
بدوره، قال النائب كرم:”أرحب برفيقي وبزميلي وصديقي الوزير ملحم الرياشي في بيته في الكورة، وخصوصا انه يمثل خط التواصل والإنفتاح والكورة هي تواصل وإنفتاح. نرحب به اليوم في اللقاءت التي ستحصل معه مع أبناء الكورة وفي حفل توقيع كتاب الباحث حتي، وأبناء الكورة يحبونه فأهلا به”.
غداء تكريمي
ثم لبى الوزير الرياشي والنائب كرم وعقيلته دعوة الدكتور خليل البرجي الى مأدبة غداء تكريمية أقامها على شرفهم في دارته في أميون في حضور النائب رياض رحال وعقيلة النائب الرحل فريد حبيب السيدة ماري حبيب ومرشح القوات اللبنانية في جبة بشري النقيب جوزيف إسحق وحشد كبير من فعاليات الكورة.
وألقى الوزير الرياشي كلمة شكر فيها للدكتور خليل وعقيلته إستقبالهم، مشيرا الى أن الكورة هي منبت الفكر وأولاد الأدب والشعر والعقل الذين يفتخر بهم كل لبنان من دون إستثناء”.
وقال:”بقربي أصحاب السعادة والشيخة الجليلة الكبيرة السيدة ماري حبيب أمامي أنتم أصحاب السعادة تحملون هم الناس ولكن ليس لديكم اليوم سعادة في هذا الزمن الذي نعيشه في إقليم يشتعل ولبنان لديه مسلمات وجودية أساسية يحافظ عليها ليحمي قيمه ويحمي الفضائل الموجودة فيه منذ ستة آلاف سنة، ولكنها نائمة اليوم ومن واجبنا أن نؤكد عليها لا للتذكير بها عبر التواصل والحوار والإعتراف بالآخر، مهما يكن هذا الآخر ومهما كان مختلفا، علينا أن نحبه ونقدره ويكون لدينا شجاعة التواصل معه والإتصال به واللقاء معه لأننا نحن وإياه سنبني بلدا واحدا”.
وأضاف: “هذا البلد لا يمكن أن يبنى بيد واحدة، فتجربة أكثر من سنة وشهر، في وزارة الإعلام ومجلس الوزراء، أكدت لي أن هذا البلد وهذه الدولة تعيش فسادا كبيرا جدا، وتعيش حالة إفساد، أخطر من الفساد، ونحن رفضنا كلمة “ماشي الحال”، ومن أجل ذلك نحن نتعذب ويتعذب معنا الشعب اللبناني لنتمكن من إيقاف مقولة “ماشي الحال” ويأخذ كل إنسن كفوء حقه في بلده ويعود الى لبناننا الإستقرار من خلال حق لبنان في السيادة والكرامة ويكون هو صاحب القرار على أرضه، أينما وجد وبأي أسلوب، مهما إختلفت خيارات مجتمعه ومهما تنوعت مذاهبهم، فيعيش كل أبنائه بإستقرار وتحد من هجرة الشباب وتنهي ملف الترحيل الإلزامي بسبب الوضع الإقتصادي المزري أو بسبب النظام الإداري المترهل والفاسد والمفسد، ولكننا لا نستطيع أن ننهي هذا الأمر وحدنا، لقد إتخذنا القرار ويبقى أن تقفوا معنا جمعيكم، مهما كانت إنتماءاتكم السياسية 8 و14 و15 و16 فليس هذا الأمر مهم، المهم القلب”.