عقد وزيرا الإعلام ملحم الرياشي والسياحة اواديس كيدانيان، مؤتمرا صحافيا مشتركا في القاعة العامة في وزارة الإعلام، أكدا فيه “أهمية الإعلام في تطور سياحة لبنان والاضاءة موضوعيا على الامور السلبية وضرورة التسليط على الاحداث الإيجابية المحلية”.
حضر المؤتمر المدير العام لوزارة الاعلام الدكتور حسان فلحة ومديرة “الوكالة الوطنية للاعلام” السيدة لور سليمان صعب.
الرياشي
بداية، قال الرياشي إن المؤتمر “يتعلق بالمشروع الذي طرحه الوزير كيدانيان والذي يتحدث عن أهمية تفعيل الاعلام الايجابي، وسنعقد مؤتمرا في بداية الشهر المقبل في هذا الصدد”.
وأضاف:”الاعلام الايجابي المنتج والعنصر الاساسي للاستثمار هما عنوانان من عناوين الاستقرار في لبنان، وعلينا الاضاءة بالحجم الطبيعي الموضوعي على بعض المشاكل، كحادث سير او أي جريمة قتل، فلا نظهرها كأنها من جرائم العصر أو نتحدث عنها بطريقة تفوق الحد الطبيعي، بل يجب وضعها في الاطار الموضوعي، إذ إن هذه الامور تدفع السياح الى الابتعاد عن لبنان وكأنه بلد للاجرام والمشاكل. أما العنصر الاساسي لدعم هذه النقاط فهو ما ستفعله وزارة السياحة بالتعاون مع وزارة الاعلام، ونحن ندعم بشكل كامل الوزير كيدانيان لفتح الآفاق امام السياح العرب والاجانب لارتياد لبنان”.
ولفت الى أن “الوكالة الوطنية للاعلام، فازت كأفضل وكالة انباء عربية تهتم بترويج السياحة للعام 2017، وهي تخصص زاوية بعنوان إعرف لبنان لإلقاء الضوء على المدن اللبنانية سياحيا، وستتواصل مديرة الوكالة مع وزارة السياحة لتفعيل هذه الزاوية بالطريقة المناسبة”.
كيدانيان
من جهته، إعتبر كيدانيان ان “التعاون دائم مع الوكالة الوطنية”،وقال:”أشكر الوزير الرياشي على تلبيته الدعوة بسرعة لهذا المؤتمر، وجاء بعد شكري للرئيس الحريري على إقامته حفلة رأس السنة في ساحة النجمة، إضافة الى شكري للرئيس نبيه بري على قراره إعادة فتح الساحة أيضا، كما اشكر رئيس الجمهورية ميشال عون والقوى الامنية التي تتولى ضبط الامن في لبنان”.
أضاف: “كل هذه الايجابيات في حاجة الى دعم ومساندة من الاعلام اللبناني، لانه لا يمكننا ان نكون في مكان وإعلامنا في مكان آخر، وبالطبع لا نريد الحد من حرية الاعلام، فأنا آت من خلفية اعلامية وأعرف المطلوب، لكنني أعلم ان الرسالة الاعلامية عليها ايضا ان تسلط الضوء على مكامن الخلل. والغاية الثانية هي تسليط الضوء على الاماكن الايجابية والمبادرات التي يمكن من خلالها إعطاء صورة ايجابية عن لبنان في الخارج، ولسوء الحظ نرى الاهتمام بالامور السلبية قبل الايجابية، فالجرائم تحصل في كل دول العالم، وربما عددها أكثر هناك، لكننا نسلط الضوء على جرائم القتل”.
وتابع كيدانيان: “أهم ركائز لبنان السياحة، ولذلك نريد ان نفتح قابلية الناس لزيارة لبنان، فبرامجنا السياسية “تسد النفس”، ونشعر بانزعاج عند رؤيتها، صحيح ان هناك امورا سلبية، لكن ثمة اجواء ايجابية ايضا فأنا لا أقبل مثلا أن ينقل الاعلام المرئي طوال ثلاث ساعات وقائع خبر محاولة اغتيال احد المسؤولين الفلسطينيين ويعرض صور السيارة المحترقة، بدل ان يمر مرور الكرام على الحدث، لان الجميع لا يرى الا هذا المشهد، حتى ان العديد يعتقد اننا موجودون في سوريا، والحرب قائمة كما هناك. من هنا أؤكد أننا أكثر عاصمة آمنة، لكننا لا نعطي هذه الصورة”.
وأشار الى أن “هناك مشاكل اقتصادية وبيئية وسياسية موجودة في كل البلدان، والمطلوب فقط هو المراعاة والتوازن بين الحقيقة المرة التي ننشرها والحقيقة الحسنة التي نتجاهلها، فخلال فترة رأس السنة شاهدنا مؤسسات اعلامية تبث تقارير عن الاسواق الجامدة، لكننا لم نر اي تقرير يتحدث عن الزحمة في المطاعم، فهذه الصورة حقيقية وموجودة وجميلة، وبلدية بيروت اقامت الاحد الماضي نهارا رياضيا مميزا، الا ان الوسائل الاعلامية نقلت الاحتجاجات ومرت مرور الكرام على الحدث المميز”.
وختم: “أشعر بأنني أفرض الحدث الايجابي فرضا على هذه الوسائل، كأنها تفضل الامور السلبية على الايجابية، ومن هذا المنطلق اؤكد ان الخارج يخاف من صورتنا، الا انه عندما يلمس السياح او الاعلاميون الاجانب الوضع على حقيقته، يفرحون جدا ويقولون لنا اننا نعيش في جنة لا نعرف قيمتها، وفي الخارج لدينا فكرة عن لبنان تختلف كليا عما شاهدناه، لذلك اتمنى عليكم من خلال الوزير الرياشي دعم السياحة وإظهار الصورة الايجابية عن لبنان. صحيح ان هناك مشاكل، الا ان هناك حلولا ايضا نتغاضى عنها، واتمنى التوازن في المؤسسات الاعلامية عند طرح اي موضوع”.
وردا على سؤال، كشف الرياشي “أننا سنضع خطة كاملة مكتوبة مع الوزير كيدانيان وسنرسلها الى الوسائل الاعلامية لتستعين بها من أجل تسويق لبنان كمركز سياحي اساسي في العالم العربي والغربي، وبالطبع لن نفرض على الوسائل اي امر يخالف الحرية، فالحرية هي بتسليط الضوء على الايجابي كما السلبي، ولا اعتقد ان احدا من الاعلاميين لا يوافقنا الرأي، فهم حريصون مثلنا”.
وعن السلاح المتفلت قال: “نحن بالطبع ضد الجرائم الوحشية في حق النساء او غيرهن، لكن هذه الامور تتعلق بمشاكل نفسية ويجب ان تبقى ضمن حجمها الطبيعي”.