حذر رئيس مجلس النواب نبيه بري من اقامة اسرائيل لجدار على الحدود الجنوبية اللبنانية الفلسطينية ضمن الاراضي المتنازع عليها، مشيرا الى ان قوات اليونيفل في الجنوب اعلمت ببدء البناء اخر الشهر الحالي على الرغم من رفض لبنان. واكد رفض هذا العمل، مشيرا الى ان ذلك يندرج ايضا في اطار تمرير صفقة العصر.
ودعا الرئيس بري في كلمة له امام برلمانات دول منظمة التعاون الاسلامي خلال جلسة افتتاح مؤتمر اتحاد هذه البرلمانات صباح اليوم في العاصمة الايرانية طهران، الى التضامن والتوحد بين المسلمين لمواجهة كل ما تتعرض له فلسطين والقدس وقضايا الشعوب الاسلامية.
وجدد الرئيس بري دعوته في اغلاق السفارات العربية في واشنطن ردا على قرار الرئيس الاميركي بنقل السفارة الاميركية الى القدس، داعيا الى تعزيز مقاومة الشعب الفلسطيني بكل الوسائل، والى الغاء اتفاق اوسلو.
وفي افتتاح المؤتمر القى الرئيس الايراني الشيخ حسن روحاني كلمة اكد فيها على مكافحة التطرف والارهاب وقال: ان البلاد الاسلامية اليوم بحاجة الى مزيد من الاهتمام لتحديث الديموقراطيواكثر من اي وقت مضى،وان الغرب مخطىء برؤيته ونظرته بان لا علاقة للاسلام بالديموقراطية.
وشجب بشدة قرار الرئيس الاميركي بنقل السفارة الى القدس، مؤكدا ان اولوية الاولويات في العمل الاسلامي عادت الى القدس.
ثم افتتح رئيس مجلس الشورى الايراني جلسة الدكتور علي لاريجاني جلسة العمل، وبعد انتخاب نائبي رئيس الاتحاد وامينه العام، توالت كلمات رؤساء المجالس والوفود، وجرى تقديم كلمة الرئيس بري وتجاوز التسلسل الابجدي للدول.
وبعد كلمة الرئيس بري، نوّه لاريجاني بالكلمة معتبرا انها تضمنت مقترحات وجيهة، داعيا رؤساء المؤتمرين الى اخذها في الاعتبار ودرسها لادراجها في التوصيات الختامية للمؤتمر.
كلمة الرئيس بري
والقى الرئيس بري الكلمة الآتية:
بداية اتوجه بالتحية الى الجمهورية الاسلامية الايرانية هذا البلد الصامد الصابر الذي انحاز دائما” الى فلسطين وشعبها وقضايا شعوبنا والعالم الثالث ، وهو الامر الذي يمثل التزاما” دينيا” وسياسيا” واخلاقيا”.
اتقدم بإسمي و بإسم المجلس النيابي اللبناني بأحر التعازي بضحايا فاجعة ناقلة النفط الايرانية التي اودت بحياة العشرات من ابناء هذا الشعب العظيم
وبعد ،
إنني اشكر لمجلس الشورى الاسلامي الايراني استضافته لاعمال هذا المؤتمر البرلماني وحسن استقباله ووفادته ، واشكر للامانة العامة واللجنه المنظمة اعدادها الناجح وتقاريرها الوافية عن اعمال اللجنة التنفيذية واللجان وما تحقق في متابعة تنفيذ قرارات وتوصيات مجلس الاتحاد
سأدخل اليكم مباشرة من باب القدس
اتذكر انه وعلى منبر مؤتمر دعم الشعب الفلسطيني الذي انعقد في طهران في 20-22 شباط ( فبراير ) 2017 اني حذرت من اتجاهات الموقف الامريكي لنقل السفارة الى القدس ودعوت الى استعداد عربي اسلامي لمواجهة مثل هذه الخطوة اذا وقعت رسميا” برد يتمثل بإغلاق سفاراتنا في واشنطن ، اذ ان سفاراتنا اساسا” لا تفعل شيئا” سوى تلقي الاملاءات التي تناسب السياسات والمصالح الاميركية .
تلك الصرخة كانت تستشعر عن بعد اخطار هذه اللحظة السياسية ، وجاءت في وقت لا تزال فيه مواقف تراهن على دور الراعي الامريكي لما يسمى بعملية السلام ، وتريد مواصلة دفن الرؤوس في الرمال ولا تريد ان ترى الاخطار المترتبة على تصعيد البنـــاء الاستيطاني الاسرائيلي واستكمال تزنير القدس المحتله بالاطواق الاستيطانية ، واستمرار اسرائيل وقطعان المستوطنين في تدنيس حرمة المسجد الاقصى المبارك ومحاولات تقسيم الحرم القدسي الشريف مكانياً وزمانيا” والرقابة بالكاميرات على ابواب المسجد الحرام والحفريات التي تهدد اساس المسجد المبارك ، واستمرار عمليات تهويد فلسطين واسرلة القدس عبر تجريد المواطنين المقدسيين العرب الفلسطينيين من اوراقهم الثبوتية ومصادرة منازلهم واملاكهم وحصار قوى عملهم وإنتاجهم ٠
واتذكر أنه وعلى منبر مؤتمر دعم الانتفاضة الذي انعقد في طهران في 24/4/2001 ان المرحوم فيصل الحسيني رئيس بيت الشرق حذرنا مما يقع من تهديدات لتاريخ وجغرافيا ومستقبل القدس ، وقدم جردة حساب لما تحتاجه المدينة كل يوم من اجل الحفاظ على طابعها العربي والاسلامي والمسيحي ولكن هيهات…هيهات من يسمع؟
ولكن ها نحن اليوم نواجه نتيجة الاحتلال الممتد منذ العام 1967 الذي استكمل احتلال القدس ٠وصادق الكنيست الاسرائيلي فجر الثاني من الشهر الحالي على قانون ( القدس الموحدة ) و لكن اسرائيلية ،الذي يمنع اي حكومة اسرائيلية من التفاوض على اي جزء من القدس الا بعد موافقة غالبية شبه مستحيلة ونحن نستمر بالجدل البزنطي ولنقل الجدل العربي حول ايهما قبل وايهما بعد و اين تعقد القمة ؟هنا ام هناك ؟
لقد كنا نرى ونسمع ونلمس اتجاهات الامور وكنا نكتفي بالخطب وبيانات الادانة والاستنكار وبإنشاء الصناديق الوهمية ، وبالاعتقاد اننا نكسب الوقت فيما نحن نحرقه وتختبئ خلف اصابعنا والاعتقاد بدرء الاخطار عبر القاء المسؤوليات تجاه القدس وتاريخها ومستقبلها على هذه الجهة وذلك النظام ، الى ان حل اليوم ويكاد يضيع كل شيئ لولا بطولات الشعب الفلسطيني ،الشعب المقدسي الذي يواجه الاحتلال المدجج باحدث الاسلحة وبخبرة عريقة في عمليات القتل والقمع بصدره وقبضات ابنائه العاريه ، وقد قتل منذ قرار ترامب الاخير الى اليوم نحو العشرات واصيب اكثر من الف بجراح واعتقل مئات بينهم نساء واطفال .
اننـــــا اذ يجب ان لا ننكر على شعوبنا تحركها التضامني مع الشعب الفلسطيني ٠ فإن علينا ان نعترف ان مختلف انماط انظمتنا قد نجحت في تبريد ردود افعال شعوبها وتجريدها من قوة الفعل والتزمت بعمليات تطبيع في العلن والسر والسير باتفاقيات مع اسرائيل المتنكرة لكل الاتفاقيات والاعراف والقوانين
دولة الرئيس
ايها الزملاء
لقد فشلت اكثر من ثماني و عشرين غزوة في القرون الوسطى في تطويع وتطبيع القدس وانتصرت مقاومة شعوبنا ، وسننتصر اليوم لو اردنا شعوبنا…لو اردنا ارادة شعوبنا ومن يقف خلفه كل عضلاته وحوّل فلسطين الى معتقل كبير وعلّق شعبها على الصليب وقتل وهتك ودمر ، الا ان ذلك يحتاج ليس فقط الى دعاء بل الى اضافة شيء من القطران
اني اجدد دعوتي الى :
– نقل السفارات الاسلامية من واشنطن ومقاطعة ادارة الرئيس ترامب حتى الرجوع عن قراره بضم القدس
– وقف كل المفاوضات المتصلة بما يوصف بعملية السلام حتى صدور اعلان واضح بوقف الاستيطان وازالة المستوطنات والتزام قرار مجلس الامن رقم 2334
– اصدار دولنا لاعلان واضح ومؤكد ولا رجوع عنه بالاعتراف بدولة فلسطين وعاصمتها الابدية القدس
– دعم مقاومة الشعب الفلسطيني،نعم المقاومة بكل انواعها و بكل اشكالها حتى تحقيق امانيه الوطنية في العودة وتقرير المصير واقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس
° الغاء اتفاق اوسلو و ليس الدوران حوله ، والذي منذ البداية انتبه المحوم الرئيس حافظ الاسد ان كل نقطة فيه تحتاج الى اتفاق و الغاء كل الاتفاقيات الموقعه مع اسرائيل واعتبارها وكأنها لم تكن واغلاق السفارات الاسرائيلية في العواصم العربية والاسلاميه ، بالترافق مع حملة برلمانية على الاتحادات البرلمانية كافة وعلى برلمانات العالم لتحقيق الاعتراف بدولة فلسطين وعاصمتها القدس
– الرفض التام و المطلق لكل مشاريع التوطين واستبدال الاراضي والوطن البديل او العاصمة البديلة
– انشاء صندوق برلماني شعبي لدعم بناء المؤسسات الرسمية الفلسطينية في القدس ودعم صمود الفلسطينيين المقدسيين خصوصا” وأعمالهم ومؤسساتهم على اختلافها
ان كل ما تقدم يتوقف بداية على بناء تفاهم فلسطيني فلسطيني راسخ بدون شروط مسبقه سوى التمسك بالسلاح الفلسطيني حتى جلاء الاحتلال وفك الحصار عن غزه وازالة جدار الفصل العنصري ، كما يتوقف على المستوى الاسلامي على بناء تفاهمات اسلامية اسلامية تلعب الدبلوماسية البرلمانية ادوارا” لبنائها ووقف تبديد الثروات والطاقات على استقطاب جهات من خلال استمرار الحروب الصغيرة الجارية في بعض الدول الاسلامية وتمويل انتحار دولنا ، وسلوك طريق الحلول السياسية بدلا عن ذلك في سوريا واليمن وليبيا وحفظ وحدة وأمن واستقرار مصر وأولوياتها في الحفاظ على امنها المائي والدعم الصادق للحرب ضد الارهاب وتجفيف مصادره وموارده وحركته عبر الحدودي.
انني احذر سلفا من اننا نقف وجها لوجه امام محاولة لاحداث تحول جذري في السياسات الاميركية اذ يشكل الامر التنفيذي الذي وقعه الرئيس ترامب لنقل السفارة الاميرلاكية الى القدس طليعة هذا الانقلاب وليس الانقلاب على المواقف الاميركية والاممية السابقة.
كما ان توقيع عقوبات جديدة على شخصيات ايرانية للانتقام من الفشل حتى الان في تمزيق او تعديل الاتفاق النووي بين ايران ودول الخمس زائدا واحدا امر سوف لا يؤدي سوى الى مزيد من التوترات الدولية والاقليمية والتضييق على الشعب الايراني.
انني ادعو الى الخروج على هذه السياسات المتسرعة التي تتنكر للالتزام بالاتفاقيات الدولية مع الجمهورية الاسلامية الايرانية والانسحاب منها كما وقف تمويل منظمة الاونروا واغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن.
واخيرا لا آخر، السماح لاسرائيل ليس ببناء جدار على الحدود الجنوبية اللبنانية الفلسطينية فحسب، بل واقامة هذا الجدار في اراض متنازع عليها وهي ضمن الحدود اللبنانية، يعتبرها لبنان حدوده. وقد اخذت قوات اليونيفيل في الجنوب اللبناني علما بالبدء بالبناء آخر الشهر الحالي بالرغم من الرفض اللبناني ، كل هذ ضغط مؤكد لتمرير صفقة العصر او عقاب لعدم تمريرها.
اما آن لنا بعد كل هذا ان نتضامن وأن ننسق، أما آن لنا ان نتوحد.
هل ترانا نطلب الكثير ؟
اليس ذلك قليلا” من كثير ؟
افيدونا افادكم الله
والسلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
وبعد ظهر اليوم إلتقى الرئيس بري مرشد الثورة الاسلامية السيد علي خامنئي مع رؤساء المجالس والوفود المشاركة في المؤتمر.
من جهة اخرى وحول ما نسب الى هيئة التشريع والقضايا اكتفى الرئيس بري بالقول: هي استشارة بناءً للطلب مع الأسف.