قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس إن (إسرائيل) أنهت اتفاقات أوسلو مع الفلسطينيين، ووصف خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لسلام الشرق الأوسط بأنها “صفعة العصر وليس صفقة القرن”.
وقال عباس، في خطاب افتتح به اجتماعات الدورة الثامنة والعشرين للمجلس المركزي الفلسطيني، إن السلطة الفلسطينية من دون سلطة وتحت احتلال من دون كلفة.
وجدد رفض السلطة للولايات المتحدة كوسيط للسلام، مشددا على أنه لا يحق لأي جهة إلا منظمة التحرير التفاوض باسم الفلسطينيين.
وأكد الرئيس الفلسطيني وجود اقتراح بإعطاء الفلسطينيين أبو ديس عاصمة للدولة الفلسطينية بدلا من القدس الشرقية.
ووصف عباس خطة ترامب لسلام الشرق الأوسط بأنها “صفعة العصر”، في إشارة إلى تعهد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بالتوصل إلى “صفقة سلام نهائية بين إسرائيل والفلسطينيين”.
“لا لترامب”
وكان الفلسطينيون قد عبروا عن غضبهم بسبب قرار ترامب الاعتراف بالقدس بما فيها الجزء الشرقي المحتل بعد عام 1967 عاصمة لإسرائيل.
وشدد عباس على القول إن “الولايات المتحدة تسعى إلى إبعاد ملف اللاجئين عن طاولة مفاوضات السلام”، مضيفا “لا نقبل أن تكون أمريكا وسيطا بيننا وإسرائيل”.
ودعا رئيس المجلس الوطني الفلسطيني، سليم الزعنون، في الجلسة ذاتها المجلس المركزي الذي اتخذ قرار إعلان تشكيل السلطة أن يتخذ قرارا جديدا وينظر في سحب الاعتراف بإسرائيل.
وحض المجلس على “تحويل وظيفة السلطة إلى دولة والذهاب إلى الأمم المتحدة للنظر في وضع دولة فلسطين تحت الاحتلال، والانضمام إلى المعاهدات والتوجه إلى محكمة الجنايات الدولية والتأكيد على أن الفلسطينيين سيحاربون الاحتلال بجميع الوسائل المشروعة”.
“ضرر جسيم”
وقد امتنعت حركتا حماس والجهاد الإسلامي عن المشاركة في الاجتماع وقالت حماس في بيان إنها لا تتوقع صدور قرارات تتناسب مع المرحلة الحالية وعلى رأسها الخروج من اتفاقية أوسلو .
ورأت الحركة في بيان لها أن “نتائج هذه الاجتماعات لا يمكن أن تؤثر على القرار الأمريكي، وإنما تصب في اتجاه بحث عن مداخل أخرى لإحياء عملية التفاوض”، التي ترى الحركة أنها تعطي غطاءً جديداً لإسرائيل “للإجهاز على القضية الفلسطينية وتصفيتها”.
وشددت حماس على أن “من أبجديات العمل السياسي والوطني أن تتم الدعوة الفورية لاجتماع الإطار القيادي لمنظمة التحرير لوضع خطة وطنية لمواجهة شاملة مع الاحتلال ومع قرار الإدارة الأمريكية.”
نتائج هذه الاجتماعات لا يمكن أن تؤثر على القرار الأمريكي، وإنما تصب في اتجاه بحث عن مداخل أخرى لإحياء عملية التفاوض
حركة المقاومة الإسلامية حماس
وترى حماس أن هذه الخطة “ترتكز أساساً على إنهاء حقبة أوسلو إلى الأبد لما جلبته على القضية من ضرر جسيم، وكذلك إنهاء الإفرازات السيئة التي ارتبطت بأوسلو مثل التنسيق الأمني والتبعية الاقتصادية”.
وسيناقش المجتمعون في اجتماعات المجلس المركزي الفلسطيني التي بدأت في مدينة رام الله الأحد الاستراتيجية التي ستتبناها منظمة التحرير الفلسطينية لمواجهة القرار الامريكي بشأن القدس . كما سيقيم المجتمعون التجربة الفلسطينية منذ التوقيع على اتفاقية أوسلو عام 1993.
وكان الرئيس ترامب، الذي أعلن اعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل، هدد بقطع المعونات المالية المقدمة للفلسطينيين واتهمهم بأنهم لم يقدروا هذه المساعدات.
وفي تغريدة على تويتر مطلع هذا الشهر، قال ترامب إن بلاده دفعت للفلسطينيين “مئات الملايين من الدولارات سنويا ولم تحصل على تقدير أو احترام”.
وقد أجهضت الولايات المتحدة باستخدام حق النقض “الفيتو” مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي يطالب بإلغاء قرار ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة بإسرائيل.
غير أن الجمعية العامة للأمم المتحدة أيدت بأغلبية ساحقة قرارا غير ملزم يدعو واشنطن للتراجع عن موقفه.