عقد اتحاد الإذاعات والتلفزيونات الاسلامية (IRTVU)، اليوم لقاء اعلاميا موسعا بعنوان “مسؤولية الاعلام ما بعد قرار ترامب، حماية القدس وانهاء الاحتلال”، في فندق غولدن توليب بمشاركة سياسية وبرلمانية واعلامية واسعة من لبنان، سوريا، العراق، اليمن، فلسطين، ايران، تونس، البحرين، تركيا وباكستان.
دبور
استهل اللقاء بكلمة لسفير دولة فلسطين في لبنان اشرف دبور، قال فيها: “ان ما يراد الان هو إنهاء وتصفية القضية الفلسطينية كاملة، واعتماد العدو على حالة التشرذم التي نعيشها”، مؤكدا ان “علينا ان نتوحد ونوحد كلمتنا بإتجاه البوصلة الاساسية وهي فلسطين”.
وأضاف: “هذه هي فرصتنا الاخيرة، كلنا يدرك ماذا يقوم به العدو الصهيوني، مدعوما لاول مرة بهذا الوقاحة من الولايات المتحدة الاميركية الممثلة بترامب الذي يخرج علينا كل ساعة بقرار. اليوم صباحا خرج علينا بقرار جديد وهو ايقاف المساعدات للاونروا اي للاجئين، الا اذا عادوا الى المفاوضات. أي مفاوضات يريد أن نعود اليها؟”.
وتابع: “علينا ان نكون على قدر من الوعي في ما يخطط للقضية الفلسطينية، لمواجهة قرار ترامب وتحدياته ومحاولات تصفية قضيتنا، فالاعلام هو سلاح يجب أن نستخدمه جيدا وفي المكان السليم والصحيح، اي ان نستخدمه في مواجهة العدو، فهل يوجد في هذه المرحلة الحساسة والدقيقة من عمرنا أهم من فلسطين والقدس وحمايتها، دعونا نتكاتف جميعا لنواجه هذا المشروع الخطير.”
وقال دبور: “إن قرار ترامب بشأن القدس، هو عدوان على ارضنا وشعبنا ومقدساتنا الاسلامية والمسيحية، ويتناقض كليا مع كل القوانين والاجماع الدولي، فلا يحق لأحد ان ينزع عن القدس هويتها الاساسية. وبالرغم من جميع المحاولات الصهيونية ومنذ احتلالها لمدينة القدس سواء بإصدار القوانين والقرارات بضمها او محاولات إفراغها من سكانها وصولا لمحاولات تهويدها، وكذلك الحفريات التي تقوم بها هذه المؤسسة المحتلة تحت المسجد الاقصى منذ سنوات وسنوات، علينا أن نعلم جيدا ان مدينة قائمة تحت الحرم وأصبحت جاهزة وهذه المدينة خيالية ، رغم انهم لم يجدوا أي دليل ولو صغير ولا أي شيء على ان الهيكل المزعوم كان موجودا تحت الحرم.”
وتابع: “عليكم ان تدركوا ما هو معنى هذه الخطوة وماذا تخطط اسرائيل للحرم القدسي الشريف”.
وأكد ان “اعتمادنا اليوم على الشعوب الحرة والاسلامية بالوقوف الى جانب قضيتنا الفلسطينية”، منوها “بالموقف الدولي الذي برز مؤخرا وخصوصا الدول الحرة التي صوتت مع فلسطين في الجمعية العامة للامم المتحدة ومجلس الامن رغم التهديدات الاميركية”، لافتا الى ان “كل دول العالم أيدوا فلسطين ضد الاميركي الذي وقف وحيدا”.
ورأى ان “اتفاق اوسلو دفن وان الدبابات الاسرائيلية دفنته عندما اجتاحت ارض فلسطين وحاصرت الرئيس الراحل ياسر عرفات”. وقال: “نقلنا القضية الفلسطينية الى أرض المعركة داخل فلسطين، وشعبنا يواجه ويسطر الصمود الاسطوري.. والجميع يتذكر الاجتياحات والعدوان على الضفة وغزة التي انتهكت بنود اوسلو”.
وأعلن دبور ان “لدينا العديد من الخطوات التي سنبدأ بها تباعا، منها الانضمام الى منظمات دولية جديدة والذهاب الى محكمة الجنايات الدولية والتقدم للحصول على العضوية الكاملة لفلسطين في الامم المتحدة على الرغم من توقعنا بحصول فيتو اميركي ضد فلسطين”.
بركة
وتحدث المفكر الفلسطيني سيد بركة فقال:”عمل الغرب على تقسيم المنطقة وتوزيعها وتلزيمها لعائلات وحكام يعتمدون فكر الغرب بدل الاسلام في الواقع والمستقبل”، موضحا ان “هذا التقسيم واعادة رسم الحدود لم يخصص حيزا لشعب فلسطين بل خصص فلسطين لليهود دون ان يكون لغير اليهود الحق في الجغرافيا”.
واعتبر أن “قيام دولة الكيان الصهيوني تجسيد صارخ وبشع لفلسفة الغرب ولتكون ضامنا فعالا لابعاد الاسلام ومنع الفلسطينيين من العودة الى وطنهم”.
وقال: “جميع المراقبين يلاحظون اليوم أن الولايات المتحدة لم تعد قادرة على متابعة الطموح الامبراطوري، لا من حيث الموارد ولا من حيث القرار، لذلك فهي والكيان الصهيوني في صراع مع الزمن من أجل فرض الرؤية الصهيونية للحل، والقائمة على 3 نقاط: اولا، التصدي للنموذج التحرري الايراني ومنع إيران من التحول الى قوة اقليمية فاعلة ومؤثرة في النظام الاقليمي والدولي، ثانيا، حشد كل المشيخات والامارات والحكومات التي اوجدها الغرب من أجل محاربة ايران بإعتبارها تهديدا للبنية الجيوسياسية التي تحفظ اسرائيل، ثالثا نجاح المهمات الاولى والثانية مرتبط بنجاح فرض حل يقوم على ترسيخ وجود الكيان باعتبارها دولة يهودية”.
اضاف: “من أهم الخلاصات، ان هيبة أميركا في تراجع واضح وكبير، الكيان الصهيوني يعيش قلقا وجوديا حقيقيا وهيستيريا، الكيان الصهيوني يحمل بذور الفناء في داخله عبر اصرارها على يهوديته وديموقراطيته معا، والقدس بما تمثله من قداسة لليهود والمسيحيين والمسلمين لا يمكن ان تستقر بوجود نظام ورؤية عنصرية متوحشة لا ترى قيمة للايمان المسيحي والاسلامي ولا لليهود غير المتدينين”.
عطايا
كما تحدث ممثل حركة “الجهاد الاسلامي” في لبنان احسان عطايا، فقال: “للاعلام دور مهم خصوصا في هذه المرحلة الحساسة، لذلك عندما نشاهد أمثال محمد الدرة والشهيد الطفل فارس عودة وهو يلقي الحجارة على دبابات الصهاينة، نقول لكم، إننا في داخل فلسطين لدينا الآلاف أمثال هؤلاء الأبطال، والآلاف من أمثال عهد التميمي والشهيد ابراهيم ابو ثريا”.
وتابع: “نحن اليوم امام محاولة شطب القضية الفلسطينية عبر قرار ترامب الذي هو ليس الا نتاج قرارات اميركية سابقة، واستمرار لقرارات رؤساء أميركا السابقين”.
أضاف: “عندما نشاهد نتنياهو بالامس يصوت في حزب الليكود على ضم الضفة الغربية، نريد ان نعلمكم انكم لو شاهدتم المستوطنات في الضفة الغربية لما سكتم لحظة وايقنتم أنه لا يمكن أن نفكر لا بدولة ولا بنصف دولة، ففي الضفة الغربية هناك مساحات كبيرة ومن المستعمرات الصهيونية”.
وتابع عطايا: “التنسيق الامني يجب ان يتوقف، وان تنطلق الانتفاضة اليوم في فلسطين وتستمر بشكل متصاعد. يجب ان تكون قضية فلسطين على رأس الاعلام العالمي والعربي والاسلامي”.
وقال: “يريدون بكل قوتهم ان يحولوا أنظارنا عن قضية فلسطين، وعلينا الحذر والانتباه الى ما يحاك لضرب هذه الانتفاضة التي باركها الله على أيدي الشهداء”.
وأردف: “أميركا هي الوجه الاخر للعدو الصهيوني، والان نحن في لبنان وفي مقاومته وكل رموزه الرسمية والحزبية والشعبية، نقول اليوم ان فلسطين وكل داعميها وجهان لقضية واحدة ولمقاومة واحدة ولم يعد هناك مكان للتأويل، فنحن الان إما أمام مقاومة اسلامية وشريفة ضد الكيان الصهيوني، أو امام عدو وعميل مع العدو الصهيوني”.
الفرزلي
كما كانت كلمة لنائب رئيس مجلس النواب السابق ايلي الفرزلي اكد فيها أن “ما سمي بقرار ترامب وما اصطلحه بعض العرب بأنه قرار حديث، بيد أنه قرار يعود لعام 1995 في الكونغرس الاميركي، ولكن لم تكن ظروف المنطقة وبعض الدول العربية التي تعمل وفق التوجيهات الاميركية حينها مناسبة، أما الآن فقد توفرت الظروف وتم الاعلان عن القرار”.
وقال: “ايران كانت العمق الاستراتيجي لاسرائيل، ولم تكن خطرا عليها. حين رفع العلم الفلسطيني مكان الاسرائيلي في طهران، أصبحت ايران الخطر الاستراتيجي لاسرائيل”.
وأكد الفرزلي، أنه “لا يوجد دولة إسمها إسرائيل، بل هي ولاية أميركية، والقرار الأميركي هو تنفيذ لإستراتيجية صهيونية وأميركية في المنطقة”. وقال: “المسألة المركزية اليوم تقع على عاتق الشعب الفلسطيني، ولا أحد يستهين بخطورة المعركة وأبعادها. هناك قرار بتصفية القضية الفلسطينية وهو قيد التنفيذ عبر المعارك التي نشهدها في المنطقة، وذلك لتأمين الحدود الاستراتيجية للكيان الاسرائيلي”.
وختم: “ان اسلوب التعاطي مع اسرائيل إذا لم يترفع الى مستوى المقاومة الحقيقية، فلا قيمة لكل التضحيات والدماء التي بذلت، ويجب تأمين العمق الاستراتيجي للمقاومة الفلسطينية عبر الدعم الاعلامي والمادي والسياسي والمعنوي”.
قاسم
اما نائب الامين العام ل”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم، فقد أكد “ان قرار الرئيس الاميركي دونالد ترامب بحق القدس يكشف الخلفية الاميركية في احتكار رعاية التسوية لابقاء الاسرائيلي في موقع الإملاء على الفلسطينيين في المفاوضات”، معتبرا “ان اميركا لم تكن وسيطا نزيها بالمعنى السياسي وانما كانت شرطيا يقف فوق رأس المفاوض الفلسطيني ليقدم التنازلات واحدا بعد الاخر”.
وأشار الى ان “قرار ترامب هو قرار العجز والضعف لان اميركا ملت من انتظار تسوية تكون بالاقناع، فرأت انه لا بد من فرض الاحتلال بقوة الموقف والسلاح والمال. ترامب يتخبط بتهديد قطع المساعدات عن الدول التي صوتت ضد قراره في الامم المتحدة وقطع المساعدات عن المفاوض الفلسطيني”.
واكد الشيخ قاسم ان “قرار ترامب غير قابل للتحقق بوجود الشعب الفلسطيني المجاهد الذي يعطي فيه الكبير والصغير ليل نهار”، معلنا ان “فلسطين يجب ان تتحرر من البحر الى النهر ولا يجب ان تنقص منها حبة تراب واحدة”.
وتوجه بالشكر لادارة اتحاد الاذاعات والتلفزيونات الاسلامية، على “اتاحة الفرصة لهذا اللقاء المبارك لاحياء قضية القدس من الزاوية الاعلامية وما لها من انعكاسات مختلفة”.
وقال: “عندما كانت أميركا بقيادة أحادية في العالم، لم تتمكن من شرعنة وجود إسرائيل وهي اليوم اضعف ومربكة وتعاني من ازمة قيادة داخلية وعالمية وتعاني من ازمة مصداقية وهناك أقوياء في مقابلها وأصحاب حق ينتصرون هنا وهناك على أمريكا وغيرها، من هنا لا تستطيع أميركا في هذه المرحلة ان تحقق احلامها”.
أضاف: “ان القدس لن تصبح عاصمة للاحتلال بقرار أميركي، فالقدس عاصمة أبدية لفلسطين بقرار شعبها الفلسطيني الذي لم ولن يتخلى عن فلسطين، لذا فهي عائدة الى اهلها محررة ومنصورة، اما اسرائيل فهي تراهن على الزمن لابتلاع فلسطين قطعة قطعة ولكن الزمن لن يكون لمصلحتها مع وجود المقاومة والانتفاضة ومع استمرار حركة جهاد الشعب الفلسطيني”.
ودعا الى التركيز على القدس من زاويتين، المسؤولية والتحرير، وقال: “القدس مسؤولية فلسطينية وعربية وإسلامية وانسانية ومسيحية، ومن الخطأ اعتبارها قضية فلسطينية او قضية عربية لاننا بذلك نصادر كل الطاقات التي يمكن أن تساهم في تحرير فلسطين”.
واوضح انه “من ناحية التحرير، فالقدس تعني تحرير فلسطين ولبنان وسوريا والاردن والمنطقة”، وقال: “يخطىء من يتصور ان فلسطين قضية لفلسطين، انها قضية الاستقلال والتحرير والانسانية في منطقتنا، فان تحررت فلسطين تحررنا في كل بلداننا، وان بقيت محتلة لن ينعم أحد في بلداننا لا بالاستقرار ولا بالاستقلال ولا بالامن، ولكن عندما تتحرر فلسطين سنقطع كل الايدي الاجنبية التي تريد ان تمتد الى منطقتنا.”
وأردف: “من هنا، القضية هي قضية كل بلدان المنطقة، ولبنان معني بهذه القضية الفلسطينية و”حزب الله” اتخذ قرارا حاسما بأن البوصلة فلسطين، فبالمقاومة نسقط اسرائيل والاحتلال التكفيري وكل انواع الاستكبار ونحرر فلسطين ولبنان وكل المنطقة”.
وأكد ان “المقاومة هي الحل، والانتفاضة جزء منها وعلينا الدعوة الى المقاومة والانتفاضة والدفاع عن هذا الخيار سياسيا وثقافيا وتربويا وعسكريا، والترويج لها كمنهج لا بديل عنه. ان عملية السلام هي خدعة وتضليل لتنظيم كيان الدولة الاسرائيلية والاعتراف بحدودها، فاسرائيل لا تريد قطعة من فلسطين بل كلها”، لافتا الى انه “علينا ألا نستبدل المقاومة بأي شيء آخر، هؤلاء الذين يدعون إلى المفاوضات، جربوا حظهم مرارا وتكرارا لكنهم فشلوا، نحن ندعو إلى إيقاف كل شكل من أشكال المفاوضات والتعاون الأمني مع إسرائيل، ولتصنع ما تشاء”.
وشدد على أن “المقاومة وحدها توقف إسرائيل، والإنتفاضة وحدها تحقق هذا الإنجاز، وأمامنا التجربة الغنية الموجودة في لبنان بين القرار 425 وبين المقاومة، 22 سنة من سنة 1978 إلى سنة 2000 والبعض يتحدث عن دبلوماسية القرار 425 الذي يطالب إسرائيل بالخروج الكامل من لبنان، ولم يتزحزح هذا القرار. لكن عندما انطلقت المقاومة وقدمت الشهداء، تحرر لبنان بها ولم يتحرر شبر واحد بالقرار السياسي 425. ادفنوا أوسلو تربحوا فلسطين وتربحوا شعبكم”.
واعتبر قاسم “ان المقاومة لا تقاس لا بالأيام ولا بالسنوات”، داعيا الشعب الفلسطيني الى ان “يتصرف كما يشاء فهو يحمل القضية حقا ولا يحتاج إلى توجيهات. إن المقاومة تقاس بحضورها واستمرارها وهي موجودة في وجدان الشعب الفلسطيني ويجب تربية اطفال فلسطين على ذلك وهو ما يجعلها مستمرة”.
وتمنى الشيخ قاسم على وسائل الإعلام “الا يزهدوا بأي عمل مقاوم مهما كان صغيرا، فالبعض يتصدى ليناقش هل ممكن ان تستمر المقاومة او لا، والدليل كيف تتحرك الإنتفاضة بين اليوم والأمس”.
وقال: “ظنوا أن المقاومة هي إطلاق نار دائم. نقول هي حياة في قلب شعب يتحرك ويحرك الأرض تحت أقدام الصهاينة حتى لا يستقروا، وهذا موجود في فلسطين، أقلعوا عن مقارنة اليوم بالأمس في الإنتفاضة، الانتفاضة موجودة في ارحام النساء والبنيان الفلسطيني”.
ورأى “ان زوال الاحتلال الاسرائيلي هو اقرب للتحقق من الاعتراف بوجود “اسرائيل”، واسهل للتحقق من بناء الكيان الاسرائيلي”، مشيرا الى ان “دول العالم عملت على دعم الارهاب التكفيري، ومع ذلك حرر محور المقاومة المنطقة من هذا الارهاب”.
وقال: “ان دول العالم اليوم تدعم الكيان الاسرائيلي ولكن محور المقاومة سيحرر الاراضي المحتلة، ونجاح المواجهة مع اسرائيل وانهاء داعش سيسرع تحرير فلسطين. سجلوا انتصارات المقاومة في لبنان وغزة على اسرائيل كخطوات على طريق التحرير، وسجلوا انتصار محور المقاومة على داعش والتكفيريين كخطوة من خطوات تحرير فلسطين”.
واضاف: “ان ايران تقود محور المقاومة وتدعمه وهذا فخر نعلنه جهارا امام العالم، فقد بذلت الكثير وتحملت لنصرة شعوب المنطقة وهم اليوم يحاولون كسرها والاعتداء عليها”.
ودعا الشيخ قاسم “كل الفصائل الفلسطينية وفصائل المقاومة في المنطقة الا يخشوا في الله لومة لائم، فتصرح ليلا نهارا بأنها مع محور المقاومة ومع ايران وبذلك تربح وتكسب ويدب الرعب في العدو الاسرائيلي”، مؤكدا اننا “على ثقة اننا منتصرون حيث ولى زمن الهزائم وجاء زمن الانتصارات وفلسطين ستنتصر ولا وجود لاسرائيل في منطقتنا”.
وشدد على انه “لا مداراة في الارض وطرد المحتل، وعلينا ان نتوحد مهما كانت التهمة وان ندعم بعضنا بعضا ويجب المجاهرة بالانتماء الى محور المقاومة ومواصلة العمل في هذا الاتجاه لننتصر”.ورأى انه “من الضروري ان نقوم بالتعبئة الثقافية والاعلامية وكشف حقائق الخطر من الاحتلال والتعاون معه وتبيان تاريخ القدس وفلسطين لاطلاع الاجيال الجديدة في العالم والمنطقة على الحقائق”.
ودعا قاسم “الحكام العرب الى وقف التطبيع مع العدو واقفال السفارات”، وقال: “كل يوم يجب رفع الصوت بانهم يرتكبون خطيئة كبيرة ولا يجب السكوت عن ذلك”، مضيفا: “يجب ان نرفع الصوت ونضعهم امام مسوؤلياتهم بوجه شعوبهم”.
وطالب فرنسا وبريطانيا وكل دول اوروبا “باتخاذ المواقف لوقف المجازر، والقول لهم انكم مقصرون ومسؤولون. يجب ان يسمع العالم دائما الصراخ الفلسطيني ويعرف الممارسات والجرائم الاسرائيلية وان يخشى الحكام العرب على عروشهم التي تسقط في لحظة واحدة”.
فلحة
وتحدث المدير العام لوزارة الاعلام الدكتور حسان فلحة، مؤكدا أن “القدس مكانتها من فلسطين كمكانة البؤبؤ في العين، فلا عين بلا بؤبؤ. توقيع ترامب على قرار اعتبار القدس عاصمة لاسرائيل، هو تتويج لاعلان نتائج النصر الاسرائيلي في العام 1967 ولو بعد 51 سنة على نشوب هذه الحرب، وهذا الاجراء بالغ الدلالة والاهمية، وليس أمرا بسيطا كما يشيع البعض أن يصور في الاعلام ولا سيما في الاعلام العربي.”
وقال: “الكونغرس الاميركي أخذ هذا القرار عام 1995 اي بعد 15 سنة من اقرار الكنيست الاسرائيلي قرارا باعتبار القدس عاصمة موحدة وأبدية لدولة اسرائيل. الرؤساء الاميركيون المتعاقبون أخذوا من قضية القدس مادة اعلامية مهمة واساسية في حملتهم الانتخابية، وكانت كل 6 اشهر مدار ابتزاز للعالم العربي، فقرار ترامب استغل الظرف والتوقيت المناسبين لاعطاء المجرى التنفيذي”.
وتابع: “قضية القدس هي قضية انسانية في الدرجة الاولى واخلاقية في الدرجة الثانية وسياسية في الدرجة الثالثة، ودينية في الدرجة الرابعة، وعلى كل انسان حر ان يقف الى جانب قضية القدس”.
اضاف: “اليوم هناك غياب للعدالة الدولية وغياب لوجود المعايير المزدوجة ازاء القضايا التي لها نفس العناصر، وهناك الاضطرابات الاقليمية والحروب التي تعصف بالمنطقة واستقرارها في سوريا والعراق واليمن ومصر وتونس وحتى دول الخليج والتي أرادوا من خلالها اعلان انتهاء القضية الفلسطينية وليس القدس”.
وقال فلحة: “يجري استخدام السلاح المذهبي “السني الشيعي” لمآرب سياسية، فما يحصل في المنطقة اليوم على المستوى الاعلامي هو تعزيز الصراع على انه صراع سني شيعي وهذا ليس صحيحا، ففي ليبيا لا يوجد شيعة مثلا وكذلك الامر في سوريا، كما يجري اسقاط هالة القوميات وتعزيز الفرق العنصري لدى الشعوب”.
وأضاف: “هناك انتاج للفكر المؤسس لاسقاط قدرة اسرائيل علينا في الوجود، فصحيح بعض الاعلام العربي شارك في التضامن مع القدس، الا ان بعض الاعلام الاخر تولى قبل توقيع ترامب اعلانه تطبيعا اعلاميا لصالح اسرائيل وبعضه رسمي وبعضه غير رسمي”.
وختم: “علينا إعادة بناء منظومات إعلامية تولي القدس الأهمية التي تليق بها، ويجب التركيز على وسائل التواصل الاجتماعي. المطلوب اليوم التوجه الى الاعلام الحديث، وايلاء الاهمية المطلوبة بالتوجه الى الاعلام الغربي من قبل اللغات المتعددة”.