حققت كل من العملة الأوروبية (اليورو) والعملة البريطانية (الاسترليني) ارتفاعات قوية خلال العام 2017 مدفوعة بحالة التفاؤل التي سادت الأسواق حيال المفاوضات الجارية بين لندن وبروكسل من أجل الخروج من الاتحاد الأوروبي، والأنباء عن موافقة بريطانيا على دفع مبلغ ضخم من أجل التخارج السلس والإبقاء على اتفاقية التجارة الحرة بين الجانبين.
وبحسب المعلومات فإن اليورو الأوروبي بدأ العام 2017 عند سعر 1.046 دولار أميركي، لكنه بدأ رحلة ارتفاع هادئة طوال العام الماضي ليودع العام 2017 عند مستوى 1.20 دولاراً، ما يعني أنه حقق ارتفاعاً بنسبة 15% خلال العام بأكمله، وهو أفضل أداء لليورو منذ سنوات.
أما الجنيه الأسترليني فبدأ العام 2017 عند مستوى 1.22 دولار أميركي، لكنه واصل الارتفاع طوال العام ليودع العام مستقراً عند مستوى 1.35 دولاراً، ويكون تبعاً لذلك قد حقق ارتفاعاً بنسبة 11% خلال العام الماضي بأكمله.
وكان كل من الجنيه الإسترليني واليورو الأوروبي قد سجلا هبوطاً حاداً أمام الدولار الأميركي في العام 2016، وذلك في أعقاب التصويت في بريطانيا على الخروج من الاتحاد الأوروبي في استفتاء عام جرى في شهر حزيران/ يونيو من العام 2016، فيما تسبب الاستفتاء بهزة اقتصادية كبيرة في كل من أوروبا وبريطانيا.
وبدأت بريطانيا في شهر مارس الماضي الاجراءات الرسمية من أجل الخروج من الاتحاد الأوروبي، حيث أودعت طلباً لدى الاتحاد الأوروبي تطلب فيه تفعيل المادة 50 من اتفاقية إنشاء الاتحاد الأوروبي، لتكون لندن بذلك أول حالة خروج في تاريخ الاتحاد، فيما يعني الطلب الرسمي لتفعيل المادة 50 أنه يتوجب على بريطانيا أن تكون قد غادرت الاتحاد بشكل كامل وتام قبل مرور عامين، أي قبل نهاية شهر مارس من العام 2019.