نظم مكتب اليونسكو الاقليمي في بيروت واللجنة الوطنية اللبنانية لليونسكو، بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم العالي وبالشراكة مع وحدة التنسيق الوطني لمنع التطرف العنيف في رئاسة مجلس الوزراء، مؤتمرا وطنيا قبل ظهر اليوم في السراي الحكومي عن “منع التطرف العنيف من خلال التعليم”، برعاية رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري ممثلا برئيسة لجنة التربية النيابية النائبة بهية الحريري وفي حضور وزير التربية والتعليم مروان حمادة، النائب باسم الشاب، مدير مكتب اليونسكو الاقليمي للتربية في بيروت الدكتور حمد بن سيف الهمامي، الامينة العامة للجنة الوطنية اللبنانية لليونسكو البروفسورة زهيدة درويش جبور، وسفراء عدد من الدول وممثلين عن البعثات الدبلوماسية والقيادات الامنية والدينية ومدراء عامين وخبراء تربويين ورؤساء الجامعات والهيئات الاكاديمية والتربوية ومؤسسات المجتمع المدني.
بعد النشيد الوطني، قدمت للمؤتمر الامينة العامة المساعدة للجنة الوطنية اللبنانية لليونسكو رمزة جابر، التي اشارت الى “ان قضية منع التنامي المخيف لظاهرة العنف المتطرف قد خرجت عن طابعها العسكري والامني لتصبح قضية متعددة الابعاد تستدعي مقاربة تربوية اجتماعية ثقافية شاملة تعتمد أولا على التعليم الشامل وتعزيز احترام التنوع البشري والثقافي والمواطنة العالمية”.
وفي ما يلي مداخلة رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري خلال رعايته قبل ظهر اليوم في السراي الحكومي مؤتمرا وطنيا حول منع التطرف العنيف من خلال التعليم:
قال الرئيس الحريري: “إنه برنامج مهم جدا بالنسبة إلينا، وقد سعت الدولة اللبنانية لصياغة استراتيجية وطنية يشارك فيها المجتمع اللبناني بكل مكوناته السياسية والثقافية والاجتماعية، ابتداء من مشاركة الحكومة بـ29 وزارة إلى التشاور المجتمعي مع هيئات المجتمع المدني والمؤسسات البحثية والجامعات”.
وأضاف: “لقد أردت أن تكون هذه الاستراتيجية وثيقة وطنية مجتمعة بمعايير دولية. فعملية وضع وتطبيق الاستراتيجية الوطنية لمنع التطرف العنيف والتشاور الوطني بشأنه أمر مهم جدا بالنسبية إلينا، وأنا أرى أنه من الضروري أن نضع استراتيجية وأعرف أن فريق العمل عمل كثيرا مع الوزارات المعنية وغيرها، ويبقى المهم أن ننتقل إلى مرحلة التطبيق، وهو الأمر الذي يحتاج تعاونا من الجميع. فالعنف مرفوض من قبل الجميع، ولكن كم هناك من عنف وتسلط في العالم وكم هناك من تعنيف؟ هذا الأمر يحتاج إلى ثقافة، وهذه الثقافة لا تأتي إلا حين يتوجه المرء لحل هذه الأمور بشكل علمي. نستطيع أن نتحدث كثيرا ضد العنف ونجد خطابات لا حد لها عن رفض العنف، حتى أننا نستطيع أن نجد لدينا قوانين ترفض العنف والتعنيف، ولكن فعليا إذا نظرنا إلى المجتمع الذي نعيش فيه نجد أن هناك الكثير من العنف الذي لا بد من محاربته”.
وتابع: “هذا الأمر لا يحصل إلا بالتعليم والثقافة والتطبيق الذي يجب أن يكون مبنيا على طبيعة الحياة التي يعيشها الشباب والشابات وكيفية نموهم وتعلّمهم، وهذا واجب الدولة. فكما هناك اليوم تربية وطنية وكما نُشعر أولادنا أنهم يعيشون ضمن دولة وفي إطار وطني معين، فإن نبذ العنف يجب أن يكون من ضمن التعليم الذي نوفره لهم. فمن الممكن أن يكون المرء وطنيا ولكنه يعنّف، ولذلك يجب أن نطبق ما نكتبه”.
وختم قائلا: “لدي أمل كبير جدا أننا وضعنا هذه الاستراتيجية وعلينا اليوم أن نضع الأساليب التطبيقية لها، وهذا لا يحصل إلا بتعاون الجميع. فأي عمل يتعلق بأمور الدولة، على الجميع أن يكونوا جزءا منه، وإلا يكون هناك من يعمل على مستوى النظريات فقط دون تطبيق، فيما يجب أن نطبق ما نضعه في هذه الاستراتيجية. لذلك أنا أتوكل على الله ثم عليكم جميعا، وواثق أننا قادرون على أن نصل إلى تطبيق هذه الاستراتيجية”.