خرج المجتمعون الذين يشكلون افرقاء الانتاج مرتاحين الى الاجتماع الذي عقدوه مع رئىس المجلس النيابي نبيه بري بعد ان طمأنهم الى الاوضاع الاقتصادية وخصوصا الاوضاع النقدية.
ويحرص في الوقت ذاته رئيس الهيئات الاقتصادية الوزير السابق عدنان القصار على ترؤس وفد الهيئات الاقتصادية الى الاجتماعات التي تعقد لدى رؤساء الجمهورية والنواب والحكومة نظرا لما تضفي مثل هذه الاجتماعات من اهمية وتحاور بين المسؤولين وبين الهيئات الاقتصادية والاتحاد العمالي العام ونقابات المهن الحرة تؤدي الى اغلبية الاحيان الى بعث المزيد من الثقة والاطمئنان لدى افرقاء الانتاج في تواصلهم مع هؤلاء المسؤولين.
والزيارة التي قام بها وفد موسع برئاسة القصار ويضم الهيئات الاقتصادية والاتحاد العمالي والمهن الحرة الى الرئيس نبيه بري في مقره في عين التينة بحضور اكثر من 60 شخصية اقتصادية بحيث دفع البعض الى القول انه للمرة الاولى لم يسجل اي غياب لكون الجلسة مع دولة الرئىس دائما منتجة وممتعة.
استهل رئيس الهيئات الاقتصادية كلمته بالتأكيد على دعم مواقف الرئيس بري وعلى ضرورة للمحافظة على الاستقرار خصوصا اننا نتعاون لحفظ الامن الاقتصادي والاجتماعي وانتظام عمل المؤسسات الدستورية.
وكان رد الرئيس بري على القصار فمازحه بالقول ان الجميع في بيروت كان يتحدث عن «الريس» عدنان، وعندما ذهبت الى الصين في زيارة رسمية بادرني المسؤول الصيني بالسؤال عن عدنان القصار بعد ان اعتقدت انه لن يصل الى هذه البلاد البعيدة، ومن ثم بادر بري في عرض المستجدات السياسية وخاصة انه كان اجرى لتوه مكالمة هاتفية مع الرئيس سعد الحريري الموجود في باريس فقال بري للاقتصاديين: ان السيناريو الامثل هو ان يعود الرئيس الحريري عن استقالته، او يعاد تكليفه من جديد لتشكيل حكومة تشرف على الانتخابات النيابية، مع تأكيده ان كتلة التنمية والتحرير ستسمي الرئيس الحريري لرئاسة الحكومة من جديد.
اما السيناريوهات الاخرى فدونها عقبات، خصوصا ان بال الرئيس بري كان مشغولا في يومي الاثنين والثلاثاء بعد استقالة الحريري بالموضوع النقدي وعبّر الرئيس بري عن ارتياحه لاستجابة الاسواق المالية والنقدية بطريقة مقبولة ومسؤولة غداة استقالة الحريري اما من الناحية الاقتصادية فشدد بري على مؤازرة الدولة بملفين الاول تلزيم البلوكات للتنقيب عن النفط والغاز فضلا عن اطلاق الشراكة بين القطاعين العام والخاص كما انه استبشر خيرا بتشكيل المجلس الاقتصادي والاجتماعي لانه على الرغم من دوره الاستشاري الصرف فإنه سيتمتع بنفوذ قوي في الحياة الاقتصادية الاجتماعية.
بعد ذلك قدّم رئىس جمعية تراخيص الامتيازر شارل عربيد الوثيقة التي توافق عليها افرقاء الانتاج في الاجتماع الذي عقدوه في مقر الاتحاد العمالي العام الاسبوع الماضي وقد تحدث رئيس الاتحاد العمالي العام بشارة الاسمر فأكد على التعاون لارساء جو من الاستقرار في لبنان متمنياً على الرئىس الحريري العودة عن استقالته التي تضع البلد على الطريق الصحيح.
وقال رئىس جمعية تجار بيروت نقولا شماس انه بخلاف التشريع الذي له عنوان واحد هو الرئىس بري، وبخلاف السياسة النقدية التي لها موجه واحد هو حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، فان القرار الاقتصادي هو موزع على كل اسرة ومؤسسة في لبنان، وهذه الاخيرة بحاجة الى ثقة واطمئنان ليس متوفراً في الظرف الراهن، مما يعني انه خلافاً لمسألة الحريري التي انتهت بخير وسلام، فان الاقتصاد لن يتمكن من تحقيق هبوط آمن راهناً.
واضاف: لم نستفد من الانجاز العسكري الضخم المتمثل بعملية فجر الجرود الناجحة، بل تأثر الاقتصاد سلباً بفرض سلة متكاملة من الضرائب والرسوم، والآن تأتي استقالة الرئىس الحريري لتزيد من ابطاء العجلة الاقتصادية عشية الاعياد، وانه لا يمكن على الاطلاق بقاء حال المراوحة القاتلة من الآن وحتى موعد اجراء الانتخابات النيابية، وقد ينبغي تسبيق موعد اجراء كما اقترح الرئيس بري.
وثمن شماس موقف الرئيس بري حول اولوية الملفات الاقتصادية مقترحاً اضافة ملفات باريس 4 اليها والتي قد قطع الفريق الاقتصادي للرئىس سعد الحريري اشواطاً كبيرة لاعدادها.
كما طرحت خلال الاجتماع مواضيع زراعية وصناعية لجهة حمايتها ورعايتها من قبل ممثلي هذه القطاعات، وكان مسك الختام رئىس جمعية الصناعيين فادي الجميل الذي استشهد بالمطران بولس مطر بقوله: ان داخل كل لبناني مسيحي ثمة شيئاً من اللبناني المسلم والعكس بالعكس، كما ان داخل كل مواطن سني، ثمة شيئاً من اللبناني الشيعي والعكس بالعكس مما لاقى استحساناً من جميع الحاضرين.
صحيفة الديار