عثر علماء الفلك على كوكب بارد بحجم الأرض وقريب نسبيا من نظامنا الشمسي أطلقوا عليه اسم روس 128 بي .
ومن شأن خصائص هذا الكوكب المكتشف حديثا أن تجعله هدفا رئيسيا في البحث عن الحياة في مكان آخر في الكون.
ويقع هذا الكوكب على بعد 11 سنة ضوئية فقط، ولذا فهو ثاني أقرب كوكبمن نوعه للأرض خارج المجموعة الشمسية، بعد كوكب”بروكسيما بي”.
لكن احتمالات الحياة تبدو أقل على بروكسيما بي، رغم أنه أقرب إلى الأرض.
واكتشف هذا الكوكب عام 2016 ويدور حول نجم “بروكسيما سينتوري”، وهو من نوعية النجوم التي يطلق عليها اسم “نجم قزم أحمر”. وهذا يعني أن انفجارات قوية من الجسيمات المشحونة تضربه بأشعة ضارة بصورة دورية.
ويدور الكوكب الجديد، “روس 128 بي”، حول نجم لا يختلف عن “بروكسيما سينتوري” (فهو أيضا نجم قزم أحمر)، لكنه أقل نشاطا بكثير.
وقالت نيكولا أستوديلو ديفرو، من مرصد جنيف في سويسرا ومشاركة في اكتشاف الكوكب الجديد، لبي بي سي: “نجم بروكسيما سينتوري يضرب كوكبه بانفجارات قوية وإشعاع عالي الطاقة، لذا أعتقد أن كوكب روس 128 أكثر ملائمة بكثير لتطور الحياة.”
وأضافت: “لكن ما زلنا بحاجة إلى معرفة طبيعة الغلاف الجوي. وبناء على على تكوينه وانعكاسية الغيوم، قد يكون هذا الكوكب ملائما لوجود حياة وبه ماء سائل مثل الأرض، أو غير ملائم للحياة مثل الزهرة”.
وقال زافييه بونفيلز، من معهد علم الكواكب والفيزياء الفلكية في غرونوبل بفرنسا، لبي بي سي، إن “روس 128” هو واحد من أكثر النجوم هدوءا، على الرغم من أنه يبعد قليلا عن الأرض.
واكتشف فريق علماء الكوكب الجديد باستخدام أداة البحث عن الكواكب عالية الدقة وسريعة الإشعاع (هاربس)، توجد في مرصد “لا سيلا” في تشيلي. وستنشر تفاصيل هذا الاكتشاف في دورية علم الفلك والفيزياء الفلكية.
وقالت أستوديلو-ديفرو إن الاكتشاف جاء نتيجة أكثر من عقد من “الرصد المكثف” باستخدام أداة هاربس.
ويدور كوكب “روس 128 بي” حول نجمه أقرب بعشرين مرة من دوران الأرض حول الشمس.
لكن لأن النجم الأم هو أصغر بكثير وأكثر خفوتا من الشمس، فإن الكوكب الجديد لا يتعرض للكثير من الأشعة الضارة وما يتلقاه أكثر قليلا مما هو على الأرض.
ونتيجة لذلك، من المتوقع أن تكون درجة حرارة على سطح هذا الكوكب قريبا من درجة الحرارة على الأرض.
وفي إطار البحث عن عوالم صالحة للحياة خارج نظامنا الشمسي، يبحث علماء الفلك بصفة عامة عن الكواكب الصخرية منخفضة الكتلة والمعتدلة مثل منطقتنا.
لكن من الصعب نسبيا الكشف عن مثل هذه الكواكب، فأكثر من 3500 كوكب خارج المجموعة الشمسية والمعروفة باسم “كواكب المشترى الحارة” تدور قريبة جدا من النجوم الأم ولا تكون الظروف بها مهيأة لوجود حياة.
ومن بين الكواكب الصغيرة ذات الحجم القريب من حجم الأرض، فإن الغالبية العظمى منها تدور حول “نجم قزم أحمر” – وهو النوع الأكثر شيوعا في درب التبانة. ونظرا لأن هذه الفئة من النجوم تكون قاتمة، فإنه من السهل بالنسبة للفلكيين الكشف عن الكواكب منخفضة الكتلة عندما تمر في المقدمة، حاجبة جزءا من الضوء.
ورغم أنه يبعد حاليا 11 سنة ضوئية عن كوكب الأرض، فإن النجم الأم للكوكب الجديد روس 128 يتحرك نحونا، ومن المتوقع أن يتجاوز بروكسيما سينتوري كأقرب جار نجمي في غضون 79 ألف سنة فقط..