نظمت كلية العلوم الطبية والمعهد العالي للدكتوراه في الجامعة اللبنانية، بعد ظهر اليوم، في قاعة المؤتمرات – مجمع رفيق الحريري الجامعي في الحدث، المؤتمر السابع “بيروت بيو” في علم المناعة والامراض الرسطانية، برعاية رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ممثلا بوزير الاعلام وزير الصحة بالوكالة ملحم الرياشي. وتخلل المؤتمر منح دكتوراه فخرية للبروفسور في علم الاورام السرطانية فيليب سالم.
حضر الافتتاح ممثلة رئيس مجلس النواب نبيه بري عقيلته رندة بري، ممثل وزير الدفاع يعقوب الصراف وقائد الجيش العماد جوزاف عون العميد المهندس محسن هزيمة، رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد، ممثل مدير عام قوى الامن الداخلي اللواء عماد عثمان العقيد الطبيب سامر بريش، ممثل مدير عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم العقيد علي السيد، رئيس الجامعة اللبنانية البروفسور فؤاد أيوب، ممثل مدير المخابرات في الجيش اللبناني العميد طوني منصور العقيد حسن الخطيب وعمداء واساتذة الجامعة وأطباء وباحثون وطلاب.
مونس
بعد النشيد الوطني ونشيد الجامعة ومقطوعات غنائية أدتها فرقة “كورال”، تحدثت عريفة الحفل الاعلامية انجيليك مونس فأشادت بدور الجامعة اللبنانية، شاكرة لرئيس الجمهورية دعمها.
بدران
من جهته، قال عميد كلية العلوم البروفسور بسام بدران: “لا بد أن نتنبه جميعا الى حجم المخاطر الناجمة عن أمراض السرطان والعمل على تسخير جميع الطاقات والامكانات للحفاظ على مجتمعنا وحمايته والاسهام بفعالية في الحد من انتشار السرطان، وتطوير سبل علاجه”.
وأثنى على جهد “مختبرات الجامعة في هذا المجال”، مشددا على كفاءة “الاطباء اللبنانيين وحضورهم في لبنان والعالم”.
وقال: “أحب البروفسور سالم لبنان حتى العشق، لم تغيره مراكز الابحاث ولم تشغله عنه كبرى المستشفيات في العالم، أينما حل، حل مكرما، عالما، فيلسوفا، سياسيا، صاحب رأي وحكمة، يشدك حديثه فإن سمعته يطيب له سماعه وان حاورته عاد بك الشوق الى أيام التحاور والنقاش الراقي”.
وختم: “هذا اليوم ليس من تاريخ الجامعة بل من تاريخ الوطن، حين يكرم العالم على أرض الجامعة اللبنانية”.
سالم
أما المكرم فشكر رئيس الجامعة وعميد كلية العلوم على هذا التكريم، وقال: “بعد سبعة أشهر سأكمل خمسين سنة في معالجة الامراض السرطانية والابحاث فيها، نصف قرن عمر من التمرد على اليأس والمجهول، وعمر من الاصرار على العمل والحياة. ان معظم البشر يلهثون في خدمة الاقوياء، لقد أعطاني الله خدمة أضعف الضعفاء، لذا أشكره كل يوم، وأشكره أيضا لانه علمني أن أكبر تكريم او جائزة يمكن أن أحصل عليهما هو شفاء مريض واحد”.
أضاف: “نشهد اليوم، بزوغ فجر العلاج المناعي ونقف أمامه بذهول ودهشة، إذ أن النتائج التي نراها لم نرها من قبل، فلربما نحن اليوم في الطريق التي ستأخذنا الى الشفاء التام. من هنا، أهمية هذا المؤتمر لانه يأخذ الجامعة الى الحدود الجديدة للمعرفة، كما يأخذها الى العالم. وهناك شيء آخر يأخذ الجامعة الى العالم، هو البحث العلمي. نحن نؤمن بفلسفة قد تختلف عن فلسفة التربية والتعليم العالي في المشرق العربي، هم يؤمنون بأن البحث العلمي هو مادة ترفيهية أما نحن فنؤمن بأن البحث هو مادة ضرورية ولا يكون التعليم الجامعي جامعيا من دونه”.
وتابع: “نبارك الجهود الكبيرة التي تقوم بها الجامعة اللبنانية للعبور من فلسفة التعليم التقليدية الى فلسفة التعليم التي تهدف الى تدريب العقل”.
وختم: “نجتمع اليوم ولبنان يمر بأزمة سياسية كبيرة وهي ليست الاولى ولن تكون الاخيرة. أربعون سنة من الحروب ولا تزال المسيحية تعانق الاسلام، ولا يزال لبنان النموذج الوحيد في هذا الشرق للتعددية الحضارية”.
أيوب
بدوره، قال أيوب: “نحن في زمن تعددت فيه الامراض وازدادت بفعل المتغيرات والتلوث مما أضعف المناعة عند الانسان وتسبب في انتشار واسع للأمراض لا سيما السرطانية منها، الامر الذي حدا ببعض علماء الطب أن يسعوا الى ابتكارات علاجية عبر أبحاث وتطبيقات ساهمت الى حد كبير في التخفيف من وطأة انتشارها، وكانت لهم بصماتهم في عالم الطب. وأخص اليوم الطبيب الحاضر بيننا البروفسور فيليب سالم الذي ابتكر علاجات متقدمة لامراض السرطان، وكتبت عنه الصحافة العربية والعالمية حتى بلغت شهرته آفاقا بعيدة بفضل نجاحه البارز كطبيب تمسك بالبحث العلمي الحديث، واعتبره طريقا للمعرفة الحقيقية، واستطاع أن يفرض اعتراف أهل الطب بمقدرته وكفاءته حتى غدا مرجعا يسترشد منه الباحثون والاطباء بعد أن واجه تحديات في نظرياته العلمية التي لم يكن بمقدور أحد أن يمنعها”.
أضاف: “حمل البروفسور سالم اسم لبنان الى دول العالم ورفعه عاليا بمسيرته الطبية، وهناك حقق ما لم يستطع ان يحققه في بداياته، ونال عليه التقدير والثناء والشهرة. يتحلى بقيم ومفاهيم أخلاقية وهو وطني يحب الارض والوطن. لا أخفي إعجابي به في معاملته مع من يكن له العداء، فشعاره أن الحرب تحتاج الى طرفين يرغبان في خوضها وأنا لا أريد أن أكون أحد طرفيها”.
وختم: “إننا في الجامعة اللبنانية وتقديرا منا لتاريخ البروفسور سالم المبهر والمليء بالابداع الطبي والتميز العلمي والانساني، أصدر مجلس الجامعة قرارا بمنحه الدكتوراه الفخرية في علم الاورام السرطانية”.
رياشي
وقال الرياشي: “في احد ايام الحرب العالمية الثانية بعد سقوط فرنسا، قرر كل من هتلر وموسوليني وتشرشل الاجتماع في مكان بباريس، حيث كانت هناك بركة ماء صغيرة يسبح فيها قرش، واتفقوا مع بعضهم على وقف الحرب والدم والموت، وعلى أن من يقتل القرش يربح الحرب”.
أضاف: “سحب هتلر مسدسه واطلق النار على القرش فلم يصبه، اما موسوليني الذي كان سباحا ماهرا فنزل الى البركة لكنه لم يستطع قتل القرش، ليأتي بعد ذلك دور تشرشل الذي اخذ يفرغ بركة الماء بواسطة ملعقة شاي صغيرة. وضحك كل من هتلر وموسوليني مما قام به تشرشل، فأجابهم بأنه من المؤكد ان إفراغ مياه البركة بواسطة الملعقة سيستغرق وقتا طويلا جدا، لكن من المؤكد أيضا ان البركة ستفرغ وسيموت القرش”.
وتابع: “الجامعة اللبنانية هي مثل ملعقة تشرشل إذ استغرق بناؤها الكثير، لكنها قتلت قرش الجهل بالمعرفة والعلم وبتدريب العقل”.
وقال الرياشي: “الجامعة اللبنانية هي التي نفتخر بها وهي التي لم تأخذ مجانا، لكنها مجانا تعطي. هي لم تأخذ شيئا مجانا، ومن حقوقها ما هو عالق في ادراج هذه الدولة، لكنها تعطي مجانا، من خلال أساتذة نرفع بهم رأسنا الى الاعلى ونفتخر بهم. إنها أم كل اللبنانيين، وهي المناعة ضد سرطان عودة الحرب الاهلية الى لبنان”.
وختم: “أفتخر بتمثيل فخامة الرئيس في تكريم البروفسور فيليب سالم الذي صنع نفسه بعصاميته وجهده، وهو ليس كبيرا فقط لانه تحدى مرض السرطان وأعد أبحاثا عنه، لكنه كبير لانه تحدى مرض الانسان في هذه الحياة ودافع عن قضية الانسان في كل زمان ومكان، هذه قضيتنا جميعا وقضية الجامعة اللبنانية وقضية لبنان”.
وفي الختام، قدم الرياشي وأيوب شهادة الدكتوراه الفخرية الى سالم.