أشارت مصادر متابعة إلى أنّ مهمّة اللجنة الرفيعة المستوى من الكونغرس الاميركي التي ستزور برفقة السفيرة الأميركية إليزابيت ريتشارد يومَ السبت المقبل منطقة البقاع، يتخلّلها زيارات ولقاءات عدّة، أبرزُها لقاء مع قائد معركة «فجر الجرود» في بعلبك قائد اللواء السادس العميد الركن فادي داوود، ليَعقد الوفد بعدها لقاءات تقويمية عدة مع قادة الوحدات التي شاركت في المعركة، وهدفها الاستماع شخصيّاً من ضبّاط الوحدات التي شاركت في المعركة عن تفاصيل ما جرى والمراقبة والمعاينة عن كثب للعملية التي انتصَر فيها الجيش اللبناني في معركة الجرود، لتقويمها سويّاً.
وذكرت المصادر انه يبدو أنّ زيارة اللجنة تدخل أيضاً في إطار إجراء جولة تقنية ودراسة لحاجات العسكر التي افتقدوها خلال المعركة، كما للاطلاع على نوع الأسلحة التي استخدمها الجيش في هذه العملية وساهمت في تحقيق النصر، وفي سياق متابعة زيارة قائد الجيش العماد جوزف عون إلى الولايات المتحدة الأميركية، تؤكّد المصادر المتابِعة، وخلافاً للتحاليل التي حاوَل البعض تداولها في الإعلام عن سبب إلغاء أو تأجيلِ هذه الزيارة، أنّها كانت مقرّرةٌ في آب الماضي، إنّما تمّ تأجيلها بسبب معركة “فجر الجرود”، فيما التحضيرات التي كانت قد حدِّدت لقائد الجيش بقيَت كما هي.
أمّا البارز، فكانت اللقاءات المهمّة التي أضيفَت إلى برنامج الزيارة، مِثل اللقاء الذي عقِد بين قائد الجيش وقائد المنطقة المركزية الوسطى الجنرال جوزف فوتيل، وهو يصنَّف جنرال 4 نجوم في أميركا، الأمر الذي تصِفه المصادر المتابعة بالبالغ الأهمّية، إذ يُعتبر هذا اللقاء أساسياً ومهمّاً، علماً أنّه ليس اللقاءَ الأوّل الذي يَجمع بينهما.
واعتبرت المصادر أنّ زيارة قائد الجيش إلى الولايات المتحدة تكتسب أهمّية مِن نَواحٍ عدة، أبرزُها من خلال اللقاءات المهمّة التي عَقدها مع فوتيل، إضافةً إلى الشخصيات العسكرية والمدنية التي التقاها في البنتاغون، ومِن خلال المباحثات التي أجراها واستمعَ فيها إلى دعمٍ مطلق للجيش اللبناني وتهنئةٍ لامتناهية بمعركة «فجر الجرود»، فيما استمعَت تلك الشخصيات بدورها من قائد الجيش إلى حقائق مهمّة عن مسار خطة «فجر الجرود» وأهمّيتها، هذه المعركة التي شكّلت الحدَّ الفاصل ومفصَلاً في تاريخ الجيش اللبناني، والتي حسبَ المصادر نفسِها ستُكَوّن النظرةَ المستقبلية للجيوش والدول الأجنبية تجاه الجيش اللبناني، بعدما أصبحَت مختلفةً أكثر، وبعدما كبرَت الثقة به بعد هذا النصر.
وتبيَّن من خلال لقاءات قائد الجيش في الأيام الأولى لزيارته، حسبَ تلك المصادر، أنّ تلك الشخصيات أصبحت على اقتناع بعمل الجيش وأصبحَت هي المبادرة إلى تغطيته ودعمِه، أمّا اللافت فكان اللقاء المباشر الذي عرَض فيه العماد عون رؤيتَه المستقبلية لواقعِ الجيش في المرحلة المقبلة وضرورةَ استكمال الدعم وتبادلِ الخدمات العسكرية، وبرنامج تسليح الجيش، علماً أنّ قسماً من ضبّاط سلاح الطيران في القوات الجوّية الذين ذهبوا إلى الولايات المتحدة مع عدد من الضبّاط الفنّيين عادوا برفقةِ السربِ الأوّل من طائرات «السوبر توكانو» التي وصَلت حديثاً إلى لبنان، فيما ذهب ضبّاط سلاح الجوّ وقسمٌ مِن الضبّاط الفنيين للتدرّب مكانهم.
وختمت المصادر انه في الخلاصة، يبدو أنّ الجيش يَحظى ولا يزال بتهنئةِ وبدعمٍ غيرِ مشروط من الإدارة الاميركية، بعكسِ ما يروّج له من شروط للتسلح أو للدعم، وهذا ما أكّدَته اللقاءات بين القائد والإدارة الاميركية في اليوم الخامس على زيارته، وهم مستمرّون في دعمِهم، كما أظهروا ثقتَهم بشخصية القائد الجديد.
وكشفت المصادر نفسُها أنّ وفداً أميركياً رفيعَ المستوى سيصل إلى لبنان نهاية الشهر للمشاركة في الاحتفال، لتشكّلَ هذه المؤشرات والدلائل تأكيداً غيرَ مشروط لدعمِ أميركا وثقتِها المطلقة بهذا التعاون النوعي.